الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإغتيالات في الإسلام

حميد المصباحي

2013 / 2 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


لا أحد ينكر تحريم الإسلام للقتل إلا في ساحات الحروب و المواجهات,بل حتى الحروب كان النبي عليه الصلاة والسلام يوصي أصحابه بعدم التعرض لغير المحاربين بالأذية و الأطفال و الشيوخ,و تجنب الحرق و اقتلاع الأشجار و غيرها من السلوكات الوحشية المتعارضة مع القيم الدينية الإسلامية التي دافع عنها الإسلام الروحي, و حث على احترامها فيما بعد.
فكيف يمكن للإسلام القبول بتصفية الخصوم خارج المعارك من خلال الإغتيالات؟؟
و هل ذلك مشروع دينيا؟و ماهي القياسات الشرعية التي لجأت إليها الحركات الإسلامية لتبرير القتل و التصفية الجسدية للأعداء و الخصوم؟؟
1النصوص الدينية
هناك نصوص الكل يعرف أنها ليست عامة,بل مرتبطة بحادث بعينه,غالبا ما يكون حالة الحروب,وما يعتريها من خدع و حيل غايتها النيل من العدو و إنهاكه أو شل مقاومته,و هي عمليات لا تصل حد خرق بنود و الإتفاقات التي تلي استسلام العدو أو انسحابه,بل إن المسلمين أحسنوا معاملة أسراهم,مما طيب خواطرهم فآمنوا بالقيم الإسلامية و غدوا مسلمين لما لاقوه من حفاوة و احترام لمللهم و معتقداتهم المختلفة عن العقيدة الإسلامية,صحيح أن هناك في التاريخ الإسلامي فظاعات حدثت تجاه المسلمين حتى في محاربتهم لبعضهم,بعد أن نشطت آليات التكفير و التجريم,التي وفقا لها أحل دم الناس,و أبيح قتلهم أمام الأشهاد,حتى أنها امتدت لحفدة النبي,و حفدة علي من آل البيت,بل طالت كل الخلفاء,باستثناء أب بكر,الذي هناك من يشكك في حقيقة موته,
2القياسات الفقهية
اختلف حولها,عندما ظهرت فكرة الإفتاء,لتسد على بعض المؤولين سبل الإجتهادات المتنورة التي تحاول تطوير عمليات التدين و إبعادها عن الغايات السياسية,التي نشدتها الكثير من الفئات و التجمعات مستغلة الديانة الإسلامية لتحقيق حلمها في فرض السيطرة على المسلمين و حرمانهم من التفكير الحر في قضاياه وفق ما يمليه العصر و ما عرفه من متغيرات,تحتم على المسلمين الإنخراط في عصرهم بإعادة التفكير فيما اعتقد أن دين,بينما الحقيقة أنه لم يكن إلا اجتهادات فقهية أقحمت عنوة لتصير دينا و ثابتا شرعيا فيه لصد رغبات الإجتهاد و الحرص على إعمال الفكر و العقل في القضايا الخلافية,بما هي مجالات لا يمكن لأية فئة احتكار التفكير فيها,بسلطة الفقه الذي لم يعد معارف خفية,يتولاها البعض دون الكل,و بذلك فإن الإسلام لا يمكنه القبول عقلا و قيما بتصفية المختلفين مع بعض معتقداته,من الديانات الأخرى أو حتى غير المتدينين أصلا,بناء على أن الإسلام اعترف بأن الله لو شاء لجعل الناس أمة واحدة,و فرض الإيمان على الكل فتشابه الخلق و تشابهت الحضارات و سادت ديانة واحدة,فالدين لله و هو حاميه و لم يفوض لأحد من الناس حمايته أو الدفاع عنه في وجه الغير لكي ييتخذه مبررا للقتل و العنف و العسف.
3دعوية العنف
كل الديانات يمارس أتباعها العنف الجسدي ضد خصومهم من خلال تحويلهم إلى أعداء لآلهتمه,بل من هذه الديانات من يأتي بأوامر إلاهية صريحة حاثة على القتل,و تحويل الأعداء إلى قرابين كما كان يحدث أيام الديانات الطوطمية و الوثنية,التي أباحت واعتبرت دم الأعداء وسيلة للتقرب من آلهة الخصب و البحار و الأنهار و الوديان في عرف تلك التجمعات الوحشية,التي ظهرت الديانات الموحدة و منها الإسم للقضاء عليها,لكن ظهرت في لحظات محددة بعض الدعوات في الإسلام لمعاملة الأعداء بالمثل,أي الإغتيال السياسي للأعداء,و هنا كانت اجتهادات بعض حركات الإسلام السياسي مدافعة عن هذه الخيارات,بحيث اعتبرت ذلك من الخدع الحربية التي قبل النبي بها,و هنا عادت وسائل التقرب إلى الله بدم الخصوم,و كانت هاته الخروقات هي ما حول الإسلام السياسي من حركة و تنظيم دعوي إلى تجمعات عنيفة متعصبة و دموية في حات كثييرة,ولازالت مثل هذه الدعوات قائمة,بحيث غدا الجهاد ضرورة ضد الأقارب بدل الأباعد الأقوياء من رجالات الغرب و حتى الصهاينة أنفسهم.
4خلاصات
جل حركات الإسلام السياسي صارت تلجأ للعنف و من هنا فهي غير رافضة للتصفيات الجسدية,لكنها لا تأمر أحدا من أتباعها,بل فقط تفعل الرغبة في الشهادة التي ما أن تصل للمريدين حتى يمتشق سكينه ,سيفه أو مسدسه و يمضي لتصفية من اعتقد وفق مقوت شيوخه أنهم من أعداء الله و الديانة,و هي لعبة تمارسها حركات الإسلام الديني السياسي حتى لا تتحمل المسؤولية السياسية,و تظل هي في منأى عن المتابعات القانونية و حتى التاريخية كما حدث في العديد من الجرائم السياسية ذات الطابع الديني الإسمي السياسي في كل الدول العربية و الإسلامية.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية حرب غزة وإسرائيل: هل الإعلام محايد أم منحاز؟| الأخبار


.. جلال يخيف ماريانا بعد ا?ن خسرت التحدي ????




.. هل انتهت الحقبة -الماكرونية- في فرنسا؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. ما ردود الفعل في ألمانيا على نتائج الجولة الأولى من الانتخاب




.. ضجة في إسرائيل بعد إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء بغزة.. لماذ