الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر.. يا أهل مصر

نادين البدير

2013 / 2 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


رائحة الموت وصلت إلى كل مكان. ماذا تبقى لطغيان إسرائيل؟!

الحرب الأهلية كاملة المعالم، لكن تظل روح التفاؤل متعلقة بالسنوات التى تلت ثورة فرنسا. وكم استغرقت من سنين كى تحقق مبادئها التى يقولون إنها إلى اللحظة لم تتحقق كاملة. لا بلد غير فرنسا نصب أعيننا عند حديثنا عن الثورات والربيع، ربما لأننا نحلم بمستقبل مماثل. علينا أن نعترف الآن بأن الظروف تحتم تجاوز باريس والتمادى فى الحلم بمستقبل أعظم دولة. لنبدأ الحديث عن الحرب الأهلية الأمريكية.

رائحة الموت تنتشر، وتغير معالم مصر. هذه ليست مصر. تلك العشوائيات وذلك الانهيار والفوضى وقلة الوعى وأعداد الإنجاب الهائلة. الخصوبة لا علاقة لها بأى مصائب أو ظروف فقر وقلة حيلة. مستمرون بالإنجاب بلا توقف، وبأعداد تتكدس كالنملات فى غرفة واحدة. أحياء لا يختلفون عن الموتى. يتفاقم الجهل وتنعدم الإنسانية فى أماكن لا تصلح أن تكون زرائب. مضت سنتان، ولا أحد يكترث لمشاكل مصر الحقيقية. لايزال الحديث عن الدستور والديمقراطية. ويعلق الحديث عن المعذبين إلى إشعار لا اتفاق آخر.

تحول طبيعى فى دول الغضب الثورى. تصبيرة الجازمين بمعرفتهم حقيقة نتاج أى تغيير وإسقاط. ودائرة الرائحة تتسع يوما بعد يوم.

«الإخوان». كل اللوم على «الاخوان». فمن أوصل الإخوان غير اللائمين؟ ولو أن شخصية أخرى تسلمت الحكم، فهل كانت مصر لتنجو؟ هل كان الرخاء ليعم والمشاحنات لتنتهى والموت ليتوقف؟!

بعض مناهضى الحكم الحالى وجدوا العلة بأن الديمقراطية بنموذجها الغربى مستحيل تطبيقها هنا بهذه السهولة، لأن قلة الوعى الشعبى العربى ستجلب غير الأكفاء للسلطة. صدمتهم أعداد التصويت التى راحت للإسلاميين. فذهبوا إلى أهمية قيام أهل الفكر والسياسة باختراع نموذج حر جديد يناسب منطقة سكانها يعرفون الممارسة الديمقراطية بأنها الطريقة المثلى لإنجاب الديكتاتور من جديد. وهى العملية التى تمكنهم من ممارسة الشتم والضرب فى الشارع وقتل كل مختلف. منطقة أمية وجهل سياسى عميق، كشفت عنه محاولة تطبيق النموذج الديمقراطى الغربى. وهؤلاء البعض يغفلون جانباً مخيفاً هو فقدان من سيقوم بمهمة التفكير بالنموذج الجديد. فالأمة تعلن إفلاسها مع كل خبر وصحيفة. اختفى من يفكر أو يطرح أى فلسفة سياسية. اختطفوا أو ماتوا جميعهم. ومن ذا المفكر الذى سيبلور النظريات فى بيئة العروبة. الخصوبة بأعلى مستوياتها لكنها مهيأة للتكاثر لا التفكير. والمدن العربية لا تفتح أبوابها سوى لرقص بلا موسيقى أو لتشدد بلا دين.

ومصر تموت رويداً رويداً. لحظة البداية أو هو إعلان النهاية. كم سيستغرق هذا الشعب من سنين لإصلاح ما انكسر؟ أكثر من مبانٍ أحرقت أو شوارع دنست بالدماء هو ما انكسر بين أبناء الأرض الواحدة. كم زمن، وكم جيل سيستنفد هذا الشعب كى ينسى ما حدث، أم ستبقى اليافطة «لن ننسى» مرفوعة للأبد!.

أجمل ما أتى به الموت، فالموت له مكارم وحسنات: أنه ألغى كلمة خوف من قاموس المفكرة العربية. لم يعد المواطن خائفاً، وحتى الخليج الذى لم تدخله الثورات بدأ مواطنه يتحلى بشىء من الشجاعة نتيجة انتقال عدوى الحرية. انعدم هذا الشعور. كان كريهاً كفزعة الموت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وصف المزبلة
عبد الله اغونان ( 2013 / 2 / 11 - 01:03 )
اكتفيت بوصف المزبلة والمستنقع ماذا نفعل بهذه الأحاسيس شبعنا منها
المطلوب البديل والقدرة على التفكير والابداع وهونادر حتى لدى الرجال


2 - لماذا يارجل؟
د.قاسم الجلبي ( 2013 / 2 / 11 - 12:56 )
السيد اغونان ,لمذا هذا التمايز بين قدره التفكير ةوالابداع بين الرجل والمرأءه ؟ كم من امرأه لها ابداع وتفكير وتضحيه اكثر بكثير من الرجل ؟ اين انت يارجل؟ هل لازلت تفكر مثل عقول القرون الوسطى ؟ مع التقدير


3 - امتحان الحياة و الموت
عماد عبد الملك بولس ( 2013 / 2 / 11 - 13:02 )
شكرا يا سيدتي للمرثية

و شكرا للحسرة علي بلد كبير جميل

هذه يا سيدتي طبيعة التطور، كما قال المفكر و السياسي الكبير ا عبد الحليم قنديل: هذا الألم الذي نشعر به هو دليل الحياة، فمصر تعاني و تتألم، و لا أظنها تموت، فالشعوب لا تموت، و هذه الأمة صنعت الحضارة و تناضل الآن سموم التخلف و النكوص و العمي و الكره، تناضل هذه الآفات من أجل الحق و الخير و الجمال و الحب و التقدم و الرفعة، لا تتحسري علي ما يموت، فمن يموت هو ككرات الدم البيضاء تموت لتقتل الـ-الميكروب- معها

ستحيا مصر، و لكن بعد دفع الثمن

شكرا لكِ و تحية

اخر الافلام

.. روسيا وفرنسا.. تصاعد في التوتر والتصريحات المتبادلة| #غرفة_ا


.. مصر تصعد من لهجتها تجاه إسرائيل وتحملها مسؤولية ما يحدث في ق




.. مارتن غريفيث لسكاي نيوز عربية: الحرب في غزة مازالت بعيدة عن


.. فض اعتصام طلاب جامعة ميشيغان الداعم لغزة بالقوة




.. في شهر واحد.. تعرف على حصيلة قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي