الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغتيال شكري بلعيد يصعِّد الأزمة السياسية في تونس

نجيب الخنيزي

2013 / 2 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


اغتيال شكري بلعيد يصعِّد الأزمة السياسية في تونس
أحدث اغتيال شكري بلعيد ، أمين عام حزب الوطنيين الديمقراطيين وأحد أبرز قادة الجبهة الشعبية اليسارية المعارضة في تونس يوم الأربعاء 6 فبراير الجاري صدمة حادة للوسط السياسي والشعبي التونسي على حد سواء ،باعتبارها حادثة غير مسبوقة منذ انتصار الثورة التونسية في 14 يناير 2011 وهو ما اشعل غضب الشارع التونسي و فاقم من حدة الأزمة السياسية الداخلية التي تعيشها تونس على مدى الأشهر الماضية وتمثلت في تصعيد المواجهات والاعتصامات والمسيرات الشعبية والاضرابات المطلبية والاحتجاجية التي تقودها احزاب المعارضة والاتحاد العام التونسي للشغل احتجاجا على تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ، كما هي موجهة ضد سياسات حزب النهضة الإسلامي الحاكم ، الذي يقود إئتلاف ( ترويكا ثلاثية ) حكومي هش ومعرض للتفكك جراء تزايد الخلافات الحادة بين أطرافه ، وخصوصا اتهام حزب النهضة باحتكاره للمفاصل الأساسية في الدولة والحكومة ، وهو ما دفع رئيس الجمهورية وزعيم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المنصف المرزوقي إلى التهديد بالإستقالة. وفي خطوة استباقية لتهدئة الأوضاع الداخلية ولمنع انزلاق البلاد إلى ما يمكن تسميته بثورة ثانية ، قرر رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي، تشكيل حكومة كفاءات وطنية لا تنتمي لأي حزب لتسيير شؤون البلاد إلى حين إجراء انتخابات سريعة وطالب الجبالي في كلمة ألقاها يوم الأربعاء 6 فبراير أعضاء ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر بتحديد "تاريخ واضح وجلي وفي أقرب وقت للإنتخابات القادمة حتى يمكن الخروج بالبلاد من الوضع الاجتماعي والاقتصدي والأمني الصعب".. ومع عدم اعلان أي جهة مسؤليتها عن جريمة الإغتيال السياسي التي نفذها شخصان يمتطيان دراجة نارية ، وفقا لأقوال بعض الشهود والتي عززتها تصريحات اجهزة الأمن ، غير ان بعض اطراف المعارضة حملت حزب النهضة وجماعات الإسلام السياسي مسؤلية جريمةالإغتيال السياسي للزعيم اليساري ، في حين نفى زعيم حزب النهضة راشد الغنوشي بشدة هذه التهمة ومحملا عناصر وانصار النظام السابق واعداء الثورة مسؤلية الاغتيال ومتسائلا "هل من المعقول أن ينفذ الحزب الحاكم اغتيالا مثل هذا يعطل الاستثمار والسياحة . ماهي مصلحته " غير انه اعترف بأن " تونس اليوم في أكبر مازق سياسي منذ الثورة " كما اعتبر رئيس الحكومة حمادي الجبالي حادثة الإغتيال " إرهابيا واجراميا يستهدف تونس كلها " من جهته اعتبر المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية الذي قطع زيارته الأوربية واعتذر عن حضور القمة الإسلامية في القاهرة في خطابه أمام أعضاء البرلمان الأوربي جريمة إغتيال بلعيد الذي وصفه بالصديق القديم " بأنه خطاب تهديد موجه لكن لن يجد من يتلقاه " . كما اعتبر الرئيس الفرنسي هولاند الذي تشن قواته حربا على مواقع المتشددين الإسلاميين في شمال مالي جريمة الأغتيال " بأنها تحرم تونس من احد اصواتها الأكثر شجاعة وتحررا " . موقف المعارضة التونسية تمثل في وصف المتحدث باسم " حركة الوطنيين الديمقراطين " جريمة اغتيال شكري بلعيد بأنها " عملية اغتيال إجرامية وحشية وبربرية لم يشهد لها مثيل في تونس منذ الاستقلال مؤكدا أنها تثبت وجود أطرافا مجرمة لا تؤمن بالديمقراطية ولا بالحرية ، وهي التي أدخلت تونس في دوامة عنف وخراب سياسي واجتماعي . وقالت الجبهة الشعبية التونسية المعارضة إنها قررت الانسحاب من الجمعية التأسيسية المكلفة بكتابة الدستور احتجاجا على مقتل بلعيد. جريمة الأغتيال وتداعياتها الخطرة على تونس لا تعود إلى المكانة الكبيرة التي يمثلها بلعيد في الفضاء السياسي والشعبي التونسي فقط ، بل لكونها سابقة خطيرة قد تؤدي إلى تفجر الوضع الأمني برمته ، كما ان توقيت الإغتيال جاء في سياق مرحلة دقيقة وحرجة تمر بها تونس ، من جراء تفاقم الأزمة السياسية ، والفشل في مواجه تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتي انعكست بشكل مباشر على حياة الملايين في تونس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني