الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تعهد بوش لشارون بالمساعدة في قضيةالاستيطان بالضفة؟

هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)

2005 / 3 / 30
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


وجه السيد أحمد الطيبي , الذي يقود الكتلة العربية في البرلمان الاسرائيلي, رسالة واضحة الى الذين يتحدثون عن تطبيع جماعي مع اسرائيل . ففي مقابلة معه بثتها قناة "الجزيرة" الفضائية صباح يوم الأحد 27 مارس/آذار 2005, قال الطيبي ان شارون لا يستحق المكافأة على فعله, فهو لم يتقدم حقيقة نحو السلام, وكل ما التخذه من خطوات انما هو اجراءات سطحية لا تفي بالغرض. وبعد تحليل ضاف للأوضاع الفلسطينية المتردية ومناورات شارون وأكاذيبه , كشف الطيبي أن المستوطنات التي سيجرى اخلاؤها كانت تعتبر غير شرعية حتى في القانون الاسرائيلي, وأن المجلس الأعلى للمستوطنات ومعه بعض اعضاء الحكومة وكبار الموظفين التفوا حول تلك القوانين ليسمحوا بإقامة تلك المستوطنات. وقال أيضا ان الخطاب السياسي تغير في هذا المجال , حيث أصبح هناك تقسيم للمستوطنات بين "شرعية" و"غير شرعية", وبعد أن كان الأمريكيون يعتبرون جميع المستوطنات غير قانونية , فقد انساقوا أيضا خلف هذا التقسيم الاسرائيلي. وقال الطيبي انه ليس هناك أي اختلاف في الأهداف بين ما يدعو اليه شارون وما يدعو اليه كبار الصقور في مجلس المستوطنات, ورأى أن العرب الذين يسعون الى التطبيع واقامة علاقات عادية مع اسرائيل لا يساعدون الفلسطينيين .
و يفضي بنا هذا الكلام الى ساحة النقاش الحالي . فبعد أن انتقدت كوندوليزا رايس يوم الجمعة مشروع توسيع مستوطنة معاليه أدوميم بالضفة معتبرة ذلك "متعارضا مع السياسة الأمريكية و معرقلا لمساعي السلام", عادت للتخفيف من وطأة هذه اللهجة بعد يومين الأمر الذي يخشى الفلسطينيون أن يساعد إسرائيل في خطتها لتهويد القدس الشرقية بعزلهم عن أجزاء المدينة وتقويض أية فرصة لجعلها عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة. فقد وجد محمود عباس تصريحات وزيرة الخارجية الأولى ايجابية , ولكنه عاد وحذر في مدينة رام الله من حدوث كارثة اذا لم يتوقف الاستيطان.
ومما يثير الانتباه ويذكر بما قاله السيد الطيبي حول موضوع اتباع الأمريكيين للتقسيمات الاسرائيلية , تأكيد رايس ان واشنطن ملتزمة بالتأييد –الذي أعلنه الرئيس جورج بوش بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون- لما تعتزمه اسرائيل من الاحتفاظ بكتل استيطانية كبيرة بالضفة الغربية في أي اتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين. ويتسم الموقف الأمريكي بالغموض والانتهازية , فهو ليس موقفا قائما على مبادئ أساسية ونظرة قاعدتها القانون, وإنما يبدو وكأن هذه المسألة قابلة للبيع والشراء وأنها في تطور مستمر, والأصل في ذلك تقييم يقول إن الفلسطينيين سيوضعون تحت ضغوط من الشدة بحيث تجعلهم يقبلون بما لم يكونوا يقبلونه من وجود كتل استيطانية كبيرة في أراضيهم.
ففي حين أبدت كوندوليزا رايس مجددا في مقابلة مع راديو اسرائيل قلقها من الخطط الاسرائيلية لتوسيع مستوطنة يهودية قرب القدس في خطوة يقول الفلسطينيون انها ستعزلهم عن أجزاء من المدينة التي يأملون أن تكون عاصمة لدولتهم في المستقبل, قالت أيضا : "في الوقت الذي لن نستبق فيه نتائج مفاوضات الوضع النهائي .. فانه يتعين أن نضع في الاعتبار التغيرات على الارض والمراكز السكنية الاسرائيلية الكبيرة القائمة عند اجراء أي مفاوضات بشأن الوضع النهائي".
وتؤكد هذه التصريحات مجددا تعهدا علنيا أعطاه الرئيس الامريكي جورج بوش لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في أبريل/نيسان الماضي وذلك بعد أن نسبت صحيفة اسرائيلية في شهر مارس/آذار لمبعوث أمريكي قوله انه لا وجود لمثل هذا الالتزام. ونفى المبعوث دان كيرتزر وهو سفير الولايات المتحدة لدى اسرائيل التقرير المنسوب اليه.
وعلقت رايس "يؤسفني أن يحاول أناس اشاعة تشوش في مجال ليس به أي تشوش"، وأضافت "أدرك أن هناك قضايا سياسية رئيسية في اسرائيل بشأن هذه المسألة لكن ما من أحد يمكنه أن يقول انه لا يوجد اتفاق بين حكومتينا. هذا قول خاطيء. هناك اتفاق.. تم التوصل اليه في الرابع عشر من أبريل من العام الماضي وأرجو أن أكون قد تمكنت من توضيح هذا".
واذا صح وجود هذا الالتزام من الرئيس بوش الذي يخرج به عن سياسة أمريكية استمرت عقودا, فهو سيثير غضب الفلسطينيين الذين يسعون للحصول على كافة أراضي الضفة الغربية كجزء من دولتهم في المستقبل. ويعتبر البعض تعهد بوش – اذا صح - محاولة لتعزيز موقف شارون ضد معارضي خطة الانسحاب من قطاع غزة في أول خطوة للجلاء عن مستوطنات يهودية على أراض يريدها الفلسطينيون لاقامة دولتهم عليها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مرشحون من أصول فلسطينية في الانتخابات البريطانية


.. تألق المنتخبات.mp4أسباب تألق المنتخبات -الصغيرة- في يورو 202




.. قد تغير قناعات 6 من كل 10 ناخبين.. حقائق عن المناظرات الرئاس


.. ناشط إيراني ينجو من محاولة اغتيال في هولندا.. ولوموند: طهران




.. وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد بإعادة لبنان إلى العصر الحجري