الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيناريو الجزائري هل تكرر .

صالح حمّاية

2013 / 2 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


بعد الفرصة التي أتيحت للأحزاب الإسلامية للدخول في اللعبة السياسية و للوصول للحكم في بلدان " الربيع العربي" كان من بين أكثر التساؤلات التي طرحت حينها تساؤل هل هناك إمكانية لأن يتكرر السيناريو الجزائري في هذه الدول أم لا ؟ ، وقد كان الجواب الذي كررته الأحزاب الإسلامية دائما على هذا التساؤل هو " أن التجربة الجزائرية لن تكرر ، و أنها كأحزاب قد تعلمت من المحنة الجزائرية بحيث لا مجال لتكررا الخط "، الأمر الأخر "أنها تهيب بحكمة الجيوش التي وقفت مع الشعب ثورته في أن تنحى في هذا الطريق" (أخر هذه التصريحات ما قاله الغنوشي للخبر الجزائرية 10-01-2013 ).

عموما و في هذا الإطار نسأل : هل يمكن أن تتكرر التجربة الجزائرية في دول الربيع العربي ؟ ثم هل حقا تعلم الإسلاميون من دروس اقرأنهم في الجزائر بحيث لن يعيدها ؟ .

كجواب على هذا السؤال ، وقبل الخوض في التفاصيل يجدر أولا التنويه حول طبيعة التجربة الجزائرية ، فبالنظر للمفهوم الرائج عن التجربة الجزائرية يمكن القول أن هناك فهم مغلوط لماهيتها، فأغلب المتحدثين يعتبرون أن التجربة الجزائرية تكمن في انقلاب الجيش على المسار الديمقراطي و على الإسلاميين و هو المفهوم الخاطئ ؛ الواقع أن التجربة الجزائرية تكمن في محاولة الإسلاميين الانقلاب على الديمقراطية ورهن الدولة ، فهذا الخيار هو ما جعل الجيش في الجزائر يضطر للانقلاب على الإسلاميين ، بمعنى أن التجربة الجزائرية لا تكمن في الانقلاب على حكم الإسلاميين أو على اختيار الشعب كما يروج، بل في سعي الإسلاميين للانقلاب على الدولة ، الأمر الأخر أن فداحة التجربة الجزائرية و التي تعتبر الأمر الذي يخشى الجميع تكرراه ، لا تكمن في الانقلاب ، فعديد الدول شهدت انقلابات من الجيوش على حكوماتها ولم تعرف تلك الدول مأساة وطنية على غرار الجزائر ، لكن المأساة جاءت من الخيار الذي أتخذه الإسلاميون بالذهاب نحو حمل السلاح و اللجوء للعنف ، فهذا هو الأمر الذي أدى إلى يكون السيناريو الجزائري سيناريو مخيفا .

وعليه وعلى هذا الأساس فالتساؤل حول التجربة الجزائرية وعن احتمالية تكررها يكون في الواقع" هل تعلم الإسلاميون الدرس بحيث يتجاوزن فكرة محاولة رهن الدولة وجر الجيش نحو الانقلاب ؟ و هل هم باتوا ينبذون العنف في حال الانقلاب عليهم إذا ما هم أصروا على هذا الخيار ؟ .

عموما و بالنسبة لهذا السؤال فيمكن القول للأسف أن الإسلاميين في الواقع لم يتعلموا و ربما لن يتعلموا ، ففي كل من مصر وتونس نحن نرى و كما حصل في الجزائر مساعي حثيثة للقفز على الدولة و للانقضاض على الديمقراطية ، فسواء الرغبة الغير مخفية لأخونة الدولة في مصر وما يرافقها من عمليات سلق للدستور و انتهاك لسيادة القضاء ، أو في تونس و حالات العنف السياسي و محاولات الاستيلاء الناعم على الدولة كما كشف التسريب الصوتي للغنوشي ، كل هذا يقول أن لا تغيير في قناعة الإسلاميين بل هنا يمكن الإضافة أن الإسلاميين كرروا التجربة الجزائرية بطريقة أبشع ففي الجزائر كان الأمر وبعد محاولة الانقلاب من الإسلاميين على الدولة أن الجيش هو من تصدى لهذا الأمر ، وهو ما أتاح للإسلاميين أن يدعوا أنه أمر خارج إطار الشرعية ، لكننا في الحالة التونسية و المصرية نرى ثورة شعبية ضد مساعي خطف الدولة ، ، لكن مع هذا فالإسلاميين يرفضون النزول لرغبة المواطن ويصرون على المواصلة على هذا الأمر.

الأمر الأخر ، أن الإسلاميين في الجزائر لم يقرروا الدخول في عملية استعمال العنف المسلح إلا بعد تأكد عملية الانقلاب عليهم ، في المقابل فما نراه في تونس ومصر أن الإسلاميين يهددون من البداية باللجوء للعنف و ببحور الدماء التي ستراق ، بل هم يهددون المواطنين بحرق البلاد في أي حال لم تسر الأمور على هواهم مبتزين بهذا المشاعر الوطنية للشعب الذي يأبى مجابهتهم خوفا على بلاده من الدمار لا خوفا منهم ، و هو يؤكد في الواقع أن التجربة الجزائرية لم تكرر في بلدان الربيع العربي فقط ، بل تكررت و بطريقة أكثر مأساوية فما حصل أن الإسلاميين أعادوا إنتاجها بطريقة أكثر إجراما ، فإذا كان الجزائريون فوجئوا بفاجعة الدخول في دوامة العنف فإن مواطني تونس ومصر يعيشون هذا الرعب يوميا بحيث بات الخيار اليومي بالنسبة لهم إما الانبطاح و الانصياع للحكم الإرهابي و إما التدمير الكلي و الشامل الذي سيطالهم إذا هم رفضوا .


عموما يمكن القول أن الإسلاميين و بتصرفاتهم في كل مصر وتونس وقبلها الجزائر اثبتوا أن مسالة الرغبة الإسلامية في الانقضاض على الدولة ليست أمرا عارضا ، بل هي سياسة و إستراتيجية عند كل الإسلاميين ، لهذا فالأحرى بالسيناريو الجزائري ( انقلاب الجيش ) الذي يحاول الإسلاميون التحذير منه ، الأحرى به أن يصبح حقيقة ؛ فاليوم وكما تأكد من الواقع السياسي و تصرفات الإسلاميين الساعية للإرتهان الدولة أنه قد بات من الحتمي على الجيوش أن تتحمل مسؤوليتها في حماية البلاد ، و هنا و حتى بالنسبة للشرعية و الدستور ، فالشعوب قد أعطت التفويض الكامل للإطاحة بالنظم الحاكمة بتظاهراتها ضد الحكم الإسلامي الديكتاتوري ، ، الأمر الأخر أن الشرعية الدستورية التي تكبل الجيوش عن هذا القرار قد سقطت عن الإسلاميين منذ أن قرروا المسير في خيار الاستيلاء على الدولة و التعدي على مؤسساتها الدستورية ، وهو ما يعني أن الطريق مفتوح لهم للقيام بالخيار الصحيح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملا عبقرية
hkimihakim ( 2013 / 2 / 11 - 19:20 )
عندنا مثل في تونس يقول :- يطلع العلم من روس الفكارن- ....ملا عبقرية ...العالم الكل يعرف حقيقة انقلاب الجيش الجزائري على الشرعية ويعرف المجازر التي ارتكبها هذا الجيش في حق الشعب الجزائري من اجل الحفاظ على مصالحه وفي اخر الدهر يخرج علينا واحد يبدو انه الوحيد الفطن والذكي والعبقري الذي عرف الحقيقة...لعلمك يا سي حماية ان تزييف التاريخ ليس بالامر الهين وان الشاعر مظفر النواب قد قال ...-وطني علمني ان حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء -...وبما ان تلك الفترة من تاريخ الجزائراصطبغت بالدماء فلا يمكن تزويرها كما لا يمكن تزوير تاريخ الثورة الجزائرية العظيمة. الجيش التونسي يختلف عن بقية الجيوش بنظافة اليد و بالوطنية كل الكوادر العليا للجيش ليست من التجار والصماصرة وليست لهم علاقات مشبوهة بالمهربين...الجيش التونسي حمى الثورة وسيواصل حمايتها لان قاعدته الكبرى من ابناء الطبقات الشعبية. الجيش التونسي الذي رفض اوامر بن علي بقتل المتظاهرين لا يمكن ان ياتمر باوامر غيره وسيحمى الشرعية اليوم وغدا مهما كانت نتائج الانتخابات لانه بكل بساطة ولاؤه الوحيد لتونس ولايمكن ان يكون لغيرها


2 - ردا على المعلق
نور الحرية ( 2013 / 2 / 12 - 10:17 )
شيوخ الفيس اي الجبهة الاسلامية للانقاذ اكدوا كلهم على ان الانتخابات التي فازوا بها بانها ستكون الاخيرة واكدوا كذلك على ان الديمقراطية هي كفر بواح وهنالك الوثائق والخطب المسجلة صوتا وصورتا لهم وهم يلعنون الديمقراطية والحرية والعلمانية والمساواة بين الجنسين


3 - لابد من احترام خيارات الشعوب
hkimihakim ( 2013 / 2 / 12 - 13:03 )
هذا كلام لا يقنع و لو فرضنا انه كلام صحيح هل يجوز ازاحتهم من السلطة بتلك الوحشية والبربرية التي ذهب ضحيتها مائتي الف جزائري اغلبهم من الابرياء الم يكن بالامكان انتظارالانتخابات فاذا ثبت رفضهم او تزويرهم لها كانت الحجة عليهم...مشاكل الشعوب العربية ان النخب السياسية لا تحترم ارادة الشعوب ولا تفكر الا في كرسي السلطة من اجل المصالح الشخصية لذلك نراها تبيح لنفسها استعمال كل الوسائل الغير مشروعة من اجل تحقيق اهدافها بما في ذلك القتل والارهاب


4 - هتروحوا من ربنا فين
كريم ( 2013 / 3 / 27 - 16:02 )
انا مصري وبقولك انا اول ماجيت عند كلمه اخونه الدوله مكملتش قراءه المقال لان ده نفس الكلام الخايب اللي بيقولوه النخبه السياسيه عندنا فالبلد عشان ملهمش وزن حقيقي فالشارع ولو نزلوا الشارع هيتضربوا بالجزم انا مفهمش فالشان الجزائري قوي ولكن الجيش التونسي والجيش المصري استحاله يوجهوا اسلحتهم لصدر انسان مصري هناك محاولات لجر الجيش المصري للسياسه كما حدث فالجزائر لانه الجيش الوحيد الذي اصبح خطرا ورعبا علي اسرائيل بعد تدير الجيش العراقي والسوري الجيش المصري يفوق كل التوقعات سيبك من الاوهام اللي انته فيها دي ...ولكن نصر الله قريب ان شاء الله

اخر الافلام

.. وسام قطب يقلد المشاهير ويصف بعضهم بكلمة ????


.. إيرانيون يعلقون على موت رئيسي • فرانس 24 / FRANCE 24




.. آفة التنمر تنتشر في المدارس.. ما الوسائل والطرق للحماية منها


.. مصرع وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان في تحطم مروحية




.. مصرع الرئيس الإيراني.. بيانات تضامن وتعازي ومواساة ومجالس عز