الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيش المختار والجيش الحر

حسين علي الحمداني

2013 / 2 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


علينا أن ندخل للموضوع الذي نريد التحدث به مباشرة دون مقدمات وسرد لأحداث الماضي ولا نريد أن نثقل كاهل القارئ بمجريات أحداث يعرفها الجميع .
ونسأل السؤال الذي يرفض البعض التصريح به .. ما هي خيارات الشيعة في العراق؟ خاصة وإننا نعرف بأن للأطراف ألأخرى خياراتها المعروفة ومنها الخيار الكردي الرامي لإقامة الدولة الكردية ، والخيار السني بإقامة الإقليم السني ، وقد يقول البعض لماذا لا يفكر الشيعة بإقامة إقليم وسط وجنوب العراق ؟ الشيعة لا يفكرون هكذا على ألأقل في هذه المرحلة لأسباب عددية تأتي في مقدمتها بأن وجود إقليم شيعي لا يدفع عنهم الإرهاب ، وقد يؤدي لتقسيم العراق فعليا ليس لثلاث دول بل أكثر من ذلك من جانب آخر بأنهم لن يتخلصوا من الشراكة السلبية سواء مع ألأكراد أو السنة .
ولكي نعرف خيارات الشيعة في العراق علينا أن نعرف التحديات التي تواجههم ، وأولها قضية الإرهاب والبعث ، وهما أكبر تحدي يواجه العراق ، فحينما نجد من يطالب بالعفو العام عن المجرمين ويريد عودة البعثيين لما كانوا عليه قبل 2003 ، وسط تهديدات من القاعدة تحرض السنة على حمل السلام ضد الحكومة التي يصفها البعض بأنها شيعية على الرغم من إن الشيعية فيها ليسوا بأغلبية ،وسط هذا التهديد والعمليات الإرهابية الكثيرة يصبح من الضروري جدا أن تكون أولويات الشيعة في العراق التصدي للإرهاب والبعث ، وعلينا أن نعترف بأن الحكومة المركزية لم تتمكن من ذلك بنسبة أو بأخرى خاصة وإنها أطلقت سراح آلاف الإرهابيين في الأسابيع الماضية وتستعد لجانها لتعديل قانون المسائلة والعدالة وإجراء عفو عام قد يشمل حتى عزة الدوري كما سيشمل طارق الهاشمي والدايني وعدنان الدليمي وغيرهم ، وبالتالي سيجد الشيعة أنفسهم أمام جيوش جديدة من الظلاميين مع عجز حكومي في التصدي لهم ، وحتى لو تم التصدي لهم سنجد منظمات حقوق الإنسان تدافع عنهم ، لهذا نقولها بصراحة بأن المواطن العراقي في وسط وجنوب العراق وجد في ( جيش المختار) شيء من القوة ، كما أكتشف ذلك خصوم الشيعة من أن جيش المختار قد يحد من تواجد تنظيم القاعدة ليس في بغداد فقط بل في محافظات عديدة أخرى كبابل وديالى وغيرها.
قد يكون جيش المختار أحد خيارات الشيعة كمكون مستهدف من إرهاب القاعدة في عقيدة عسكرية مفادها بأن محاربة العصابات تكون بعصابات مشابهة لها بالتكتيك، وبعبارة أكثر دقة فإن التصدي لعنف القاعدة يكون عبر ميليشيات وليست قوات حكومية لأسباب عديدة : أولها بأن ميليشيات مثل ( جيش المختار) لا تمثل الحكومة وغير ملزمة بتعامل إنساني وفق معايير دولية مع مجرمين يفجرون ويقتلون ويستبيحون دماء العراقيين ، والثاني بأنها تعتمد في آليات عملها أساليب العصابات في الحصول على المعلومة ولا تستخدم الروتين ، والجانب الثالث وهو الأكثر أهمية بأنها غير مخترقة من العدو كما يحصل مع ألأجهزة الأمنية العراقية سواء الجيش أو الشرطة والمعروف عنها بأنها مخترقة من الفصائل المسلحة والبعض منها جزء من التنظيمات الإرهابية بحكم المحاصصة المقيتة ، ولكن في نظام الميليشيات لا مكان للمحاصصة ، وهو الأمر الذي يعطي نتائج أكثر فعالية بحكم السرية والمهنية والخبرة التي تم إكتسابها.
لهذا فإن تخوف البعض من جيش المختار حاليا وجيش المهدي في السنوات الماضية ناجم من وجود العوامل التي ذكرناها ، وهنا نجد بأن من يتخوف من ذلك لم يعلل مخاوفه بشكل صحيح متناسيا بأن تشكيل جيش المهدي كانت نتيجة وجود القاعدة وعندما تم تصفيتها حل هذا الجيش، بدليل إن هذا الجيش لم يشكل إلا بعد سيطرة تنظيم القاعدة على عدد من المدن العراقية ومنها بغداد في سنوات 2006 و2007، والآن اقتضت موازين القوى في الصراع مع القاعدة والبعث أن تبرز الحاجة للتصدي لهما بذات الآليات التي يستخدمونها وليس بآليات السلطة والبيروقراطية والمحسوبية، وعملية التصدي لا يمكن أن تتم عبر الجيش والشرطة ومن ثم المطالبة بالعفو عنهم أو الدخول في متاهات التهريب من المعتقلات والسجون ومنظمات حقوق الإنسان .
وعلينا أن نشير هنا بأن هنالك عوامل عديدة ساهمت بشكل كبير جدا في وجود جيش المختار أبرزها الخطاب الطائفي في تظاهرات الأنبار مع وصول الحالة للتهديدات العلنية ضد الشيعة سواء أكانوا حكاما أو شعب ، ونقولها بصراحة إن الخطاب الطائفي لا يولد سوى خطاب آخر مضاد ، وإستنفار الشارع السني يقابله بالتأكيد استنفار الشارع الشيعي ، وإن من يحاول أن يجييش القاعدة والبعث ويؤسس لما يسمى بالجيش الحر ويروج له ويتوعد من خلاله الناس الأبرياء، ماذا ينتظر من ردود فعل من الطرف الآخر ، هل يصمت وينتظر ما يجري له أم يتحرك هو الآخر وفق ما يجده مناسبا؟ ، نجد هنالك من يستحضر ذات الأدوات بطريقته الخاصة . وعلينا أن نقول هنا بأن عوامل ميدانية وأخطاء القادة السياسيين هي السبب الرئيس في جعل الناس تبحث عن بدائل تتصدى من خلالها للعابثين بأمن المواطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - غير ملزم بتعامل انســــــاني
كنعان شـــــــــماس ( 2013 / 2 / 11 - 20:03 )
يا استاذ حسين صحيح ان تشكيل هذا الجيش يخدش سمعة الدولة العراقية المخدشة اصلا لكن الحقيقة ان الاعلان عن تشكيله وتهاون الحكومة او تميع المحاسبة كفيل بالقاء الهــــــلع والرعب في قلوب كل من يفكر بالاستيلاء على الحكم بالقوة وتاكد يا استاذ حسين ان رافق التشكيل بث اشـــاعات مروعـــة وفضائع عن ممارساته واعلان الحكومة بطريقة واخرى عن عجزها عن وقفهم اظن ان غالبية المجاهدين سيتوقفون عن الجهاد في سبيل الله ورسوله ويحتمل ان يتحولوا الى رهبان مسالمين او يبحثوا عن مهنة لكسب رزقهم بشـــرف طالما الجيش المختار غير ملزم بالتعامل الانساني وفداحة مايكمن في العبارة من اهوال ؟؟؟


2 - بسم الله و الصلاة و السلام على الضحوك القتال
ABOU MOS3AB ( 2013 / 2 / 17 - 08:54 )
باذن الله المجاهدين في العراق لن يثنيهم تشكيل هذا الجيش اما قولك -بأن محاربة العصابات تكون بعصابات مشابهة لها بالتكتيك...- فالمجاهدون قد واجهوا من قبل فيلق غدر واذاقوه طعم درة عمر رضي الله عنه ... و الكل يعرف استماتت المجاهدين في القتال و قوتهم و لكن هم لا يحارب بالعدة و الرجال بل بالله وحدة اما الشيعة فالاههم اله سوء و عسكريهم المسردب جبان ف شتان شتان... وقد تحداكم امير الذباحين من قبل فقبل النزال و لكن بشرط ان لا يخرج في جيشكم الا من عرف اباه فأعجزكم شرطه

اخر الافلام

.. العراق.. رقصة تحيل أربعة عسكريين إلى التحقيق • فرانس 24


.. -افعل ما يحلو لك أيام الجمعة-.. لماذا حولت هذه الشركة أسبوع




.. طفلة صمّاء تتمكن من السمع بعد علاج جيني يجرّب لأول مرة


.. القسام: استهداف ناقلة جند ومبنى تحصن فيه جنود عند مسجد الدعو




.. حزب الله: مقاتلونا استهدفوا آليات إسرائيلية لدى وصولها لموقع