الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خذوا البترول وأتركوا لنا الخمر والقمر

كامل السعدون

2005 / 3 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


البترول .....
.يُسرق جهرا ...يسرق سرا ...يسرق من قبل الحكام البصريون ...من أهل الفضيلة والصدريون والبدريون و...و...و...الخ .
طيب وماذا في الأمر إذن ؟
أو ليسوا هؤلاء أولى به من السودانيون والمصريون والفلسطينيون والأردنيون ؟
أو لم تحلب البصرة منذ عشرات السنين لتسقي أفواه فراخ الذئب التي غدت اليوم ذئابا تنهش باللحم البابلي والموصلي جهارا ؟
أو لم تتحول أثداء البصرة إلى قصور ، بل قلاع شامخة في الفلوجة ، لرعيان ليس لهم من فضل على العراق بشيء ، لا بل كانوا اللعنة التي حلت علينا دهرا ، وكان بترولنا الوقود الذي منحهم العضل المنتفخ بجنون والذي صهر عظامنا وعصرها وأحالها إلى زيت لوقود حروبهم المجنونة .
حتى هذه الملايين التي فرْت والتي يأبى السيد علاوي وأحبابه الأردنيون والسوريون إعادتها ، والتي تحولت إلى إثمان مدفوعة سلفا ، لمجازرنا الحالية والقادمة ، على يد سفهاء الوسط ورفاقهم العروبيون ، أو ليست تلك ملاييننا ، ملايين أهل الجنوب التي سرقها الطاغية قبل أن يهرب .
خذوا أيها الأحباب حقوقكم ، طالما القانون غائب ، والحكم نائم ، والرفاق الوسطيون لا زالوا مشغولون بالذبح بينهم ...!
خذوا وربي حقوقكم أيها البدريون والصدريون وأهل الفضيلة والمجلس ولا تنسون أن تمنحوا لأخوتكم في الوفاق وغيرهم ولو بعض القطرات ...!
خذوا أيها الضحايا الأزليون لكل طغاة التاريخ ..!
لكن ...حبذا لو كففتم عن إدعاء الفضيلة فكما يقول المثل :
لا تصدق من يجهد في أن يبدو أمامك قديسا ...!
أحبتي ...خذوا مالكم إليكم بقوة ، لكن دعوا الطلبة والنسوة والأحبة المسيحيون والعشاق والشعراء...يعيشون بحرية ...!
خذوا البترول ودعوا الناس تشرب الخمر وتعشق وتغني تحت ضوء القمر ...!
أو ليس هذا أفضل من أقراص الهلوسة التي تتعاطونا ( سامحكم الله ) ...!
أرضعوا الحليب الأسود ودعوا فتنة الفضيلة نائمة ولا توقضوها ، فتتحول إلى غول يبتلعكم ، ونحن بحاجة لكم ...لإنكم أهلنا وابنائنا وبعض ضحايا المقبور عدونا وعدوكم ...!
يا أيها الطيبون الذين لا نشك في نبلهم ورهافة حسهم ورقة قلوبهم ، لا تظلموا ناسكم أكثر مما ظلموا ، ولا تتحولوا إلى سيف في يد البعثيين وطائفيوا الوسط ( الحبيب ) ..!
حمْلوا الجنائب من البترول ، ليل نهار ...!
لن ينفذ مدد الله ، مهما حمْلتم من ( دوب ) أو شاحنات ...!
لكن ....!
تذكروا أن هذا مالكم أولا وآخرا ، وإنه يمكن أن يكون عنصر ضغط في أيديكم اليوم كما وفي المستقبل ، فقد ولى عصر الحكم الطائفي إلى غير رجعة ، ولن تُحكمون لا اليوم ولا غدا إلا من قبلكم ذاتكم وبخياراتكم ذاتكم ، فأحسنوا إلى أنفسكم وإلى مستقبلكم السياسي الذي هو في ظل الديموقراطية ، سيظل متأرجحا رجراجا لا يستقر بيد أبدا ، وبالنتيجة سيظهر منكم من ينافسكم عليه ، فتذهب ريحكم باكرا ، ونحن بحاجة لحضوركم أيها الإسلاميون ، اليوم وغدا ...!
بحاجة لكم ككابح بوجه طغيان أي قوة تقنع الناس بالنزاهة فتأخذ اللقمة كلها وتحرمكم أنتم أيها الضحايا التاريخيون ، منها ...!
إعدلوا مع أنفسكم ومع شعب البصرة ، كونوا أذكى من الإيرانيين ولا تدعوهم يشاركونكم في رغيفكم ، فوربي ليأكولونه كله ويتركونكم تلحسون الأطباق وتذرفون الحسرات حرى ...!
أنا مع الفساد في البصرة ...لأنه لا مفر منه ...!
أنا مع الفساد في البصرة ، لأنه من الوهم أن تتوقع غير هذا ، اليوم وغدا وبعد عام أو أثنين ...!
هذا بلد يلد من تحت الرماد ، كل ما فيه محترق ، العقول ...الضمائر ...الأكف ...
كل ما فيه ينزف ولا خيار إلى بأحد الشرين الديموقراطية مع الفساد أو الدكتاتورية مع الفضيلة الزائفة والقمع الجماعي ...وأنا مع الديموقراطية بفسادها ....لأنني واثقٌ من أن للناس الحق كله في أن ترتكب الخطايا ...!
نحن بحاجة إلى كم هائل من الخطايا حتى نتوازن ونعود إلى جادة الصواب ...!
نحن بحاجة إلى كم هائل من الخطايا حتى نقتل الدكتاتورية فينا ...!
نحن بحاجة إلى كم هائل من الجنح الصغيرة حتى ننسى ثارات جرائم الآخرين الكبيرة ...!
نحن بحاجة إلى أن نغسل بالزيت المسروق آثار حبال الجلادين على ظهورنا ...!
نحن بحاجة إلى أن نشبع حتى نتحرر من فيروس الفضيلة الذي لا زال يتوهمه الكثيرون منا ، ويريدون أن يوهمنا أنهم يملكون مفاتيحه ...!

__________________


أثداء الذهب الأسود ...
هذا المعجون ..
بدماء ..دموع ...ضلوع ...
ملايين الشيعة ...
تلك السوداء ...المعروقة ...
تلك العجفاء المنسية منذ قرون...
تنضحُ...تُلعق...
جهرا ...سرا ...
لا بأس ...وماذا في الأمر ..ترى ؟
هي أول مرةَ...
أول مرة في كل التاريخ المشؤوم ...
الملعون لتلك الأثداء ...
تُسقي أبنائها ....لا الأعداء ...!
تسقي أبنائها ...
لا الغرباء ...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا يتظاهر المعارضون لخدمة التاكسي الطائر في باريس؟ • فران


.. إسرائيل - حزب الله: أخطار الحسابات الخاطئة • فرانس 24




.. أحدها انفجر فوق شاطىء مكتظ.. لحظة هجوم صاروخي أوكراني على جز


.. بوريل يحذر من أن الشرق الأوسط على أعتاب امتداد رقعة الصراع م




.. روسيا تستدعي سفير الولايات المتحدة للاحتجاج على استخدام القو