الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الا يستحق هذا الرجل جائزة نوبل؟

عصام البغدادي

2005 / 3 / 30
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


 اليوم هطلت كمية من الامطار في محافظات وسط تايلاند التى تمتد على مدى 600 كلم بعد ان تعرضت 70 محافظة من اصل 76 محافظة الى ظاهرة الجفاف وتأخر سقوط الامطار الصيفية في البلاد اثر التغيرات الجوية التى طرات على المنطقة بشكل نسبي عام بعد الزلزل والمد البحري تسونامي ( أضغط الرابط للمشاهدة ) الذى ضرب منطقة المحيط الهندي في السادس والعشرين من شهر كانون الاول ( ديسمبر ) من العام الماضى وهنا ساتحدث بصفتي مهندسا فيزياويا مختصا بالانواء الجوية . 
هذا العام هو الاسوء منذ 97- 1998عندما تسببت ظاهرة النينو بسنة جفاف في تايلاند فقد شهدت مستويات المياه وراء سدود الخزانات ادنى مستوى لها وطبقا لما ذكره معهد الهايدرو في وزارة العلوم والتكنولوجيا وفي لقاء لي مع مدير المعهد رويون جتدون قال : لاتتوفر مياه كافية للزراعة وان الخزين الحالي وراء السدود سيبقى احتياطيا لحالة الطوارىء حيث يبلغ المخزون ملياري متر مكعب وهو أقل من خزين العام الماضي بنسبة تناقص تعادل 6 بالمائة ، فالمياه في الانهار والتى هي : كوك، يوم ، نان ، موون ، تابي ، كولاك ، ايضا انخفضت تحت المستويات الدنيا المسجلة لها وكمثال فان المياه في نهر موون في الموقع بيوري رام (300 كلم شمال بانكوك) اصبح حاليا 44 سم تحت ادني مستوى مسجل له في عام 2003 وانخفضت المياه في المحفاظات الشرقية والجنوبية حيث كانت مستويات الامطار تصل الى 121 ملم .


 ان الجفاف قد اثر في 13 مليون فدان من اصل 20 مليون فدان اعدت للزراعة ، وزارة البيئة والمصادر الطبيعية اعلنت في تقرير لها ان 70 محافظة تتعرض للجفاف باستثناء ستة محافظات وهي : بانكوك ، باتوم تاني، ناكون باتوم ، سماوت ساكون ، يلا ، باتني . 
المياه في الانهر الرئيسية جايو باريا وهو النهر الرئيسي الاول في تايلاند ، تاجان مياكلونغ، بانغ باكونغ في مستوياته الحرجة مما سمح للمياه البحرية بالتدفق الى المناطق المنخفضة لهذه الانهار حيث اندفعت مياه البحر الى مسافة 120 كم من مدخل نهر بانغ باكونغ وقد تشكلت نسبة ملوحة مقدارها 16غرام للتر الواحد في حين ان النسبة المقبولة هي 2 غرام للتر الواحد وقدر التقرير ان الاضرار الناجمة عن الجفاف تبلغ 14 مليار بات اي مايوازى 400 مليون دولار في حين ان المختصين بالطقس قد توقعوا ذلك في نهاية العام الحالي عندما لاحظوا انتهاء موسم الرطوبة سريعا وتوقف سقوط الامطار قبل شهرين من موعدها المعتاد في كل عام والتى قال عنها قسم الانواء الجوية في وزارة الزراعة انها تعود لانحسار العواصف الموسمية في جنوب بحر الصين. 
وفي الوقت الذى خسر بطل رواية " الاشجار واغتيال مرزوق" للكاتب الراحل عبد الرحمن منيف اشجار حقله في طاولة القمار بعد ان خسر ماله ، نتوقف قليلا امام قصة هذا المواطن  التايلندي المدعو واي جاي الذى احال نفسه على التقاعد من مهنة الشرطة قبل عشرين عاما بالضبط وعاد الى قريته في شمال شرق تايلند ليمضى عامين من الفشل في العثور على مهنة مناسبة له لكنه اختار البدء بمشروع غرس الاشجار واستمر في هذا المشروع مدة 18 عاما الماضية (1987-2005) فحين امتلا حقله الصغير الخاص بالاشجار خرج خارج حدوده ،  ليواصل المهمة التى شرع بها بدون كلل او ملل في حين كان ينظر البعض الى ما يقوم به انه ضرب من المحال او العبث ، لكن هذا الرجل المكافح استطاع ان يغرس(000 000 2) مليوني شجرة مفيدة ولايزال شخصه ورقمه يحظى باحترام وتقدير الشعب التايلندي . 
اعلم ان عدد الفلاحين في العراق يقدر بمليون مزارع ولو ان نصف هذا العدد من الفلاحين قد غرس 1000 شجرة فقط خلال العشرين سنة الماضية لكان الان في ارض العراق نصف مليار شجرة مثمرة.
  قبل ايام قليلة رشح الكاتب توماس فرديمان عالم الدين السيستاني المقيم في العراق  لنيل جائزة نوبل  لكني شخصيا ارشح  واي جاي  لنيل هذه الجائزة.
 

عصام البغدادي تايلاند – بانكوك

www.baghdad-bangkok.net








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يستهدفون سفنا جديدة في البحر الأحمر • فرانس 24


.. الشرطة القضائية تستمع إلى نائبة فرنسية بتهمة -تمجيد الإرهاب-




.. نتنياهو: بدأنا عملية إخلاء السكان من رفح تمهيدا لاجتياحها قر


.. استشهاد الصحفي سالم أبو طيور في قصف إسرائيلي على مخيم النصير




.. كتائب القسام تستهدف جرافة إسرائيلية في بيت حانون شمال غزة