الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثانوية عامة عابرة

حمزة مفيد عرار

2013 / 2 / 12
سيرة ذاتية


جرس هاتفنا يدق ، خفت منه ، أظن أن الهاتف يهاتفني ، رفعت أمي السماعة ،أحاول استراق السمع ، أمي تغلق الهاتف وتقول : افتح التلفاز على المحطة الوطنية ، فتحت وكأنه خبر عاجل ، اقرأ ، امتقع لوني ، وكأني قرأت حكم إعدامي ، أو كان الإعلان حبل غليظا شد على رقبتي ، وغدا ستدفع الكرسي من تحتي ، بلعت ريقي وقلت : غدا تعلن النتائج ، نظرت إلي أمي ووجدتها تنظر الي ، نظرتها أخافتني كخوفي من قيام الساعة ، وذهبت ، ليلتي كانت قاسية ، دعوات! ، ابتهالات! ، حبوب مهدئة ،مسكنة ، ولا يهدئني سوى شيء لا يمكن ان يحدث ، خبر عاجل أيضا ، لقد تم تأجيل الإعلان عن النتائج ، وحتى وان حدث ، كالذي تعاطى إبرة الروفينال "مسكن" ولكن مفعولها سيثبط قريبا، ويبدأ الألم من جديد بالتفشي .
أعود لليلتي ، سيجارتي المشتعلة لم تطفئ ، وقهوتي في كاسي لم تفرغ ،اتصالات أمثالي " طلاب دفعتي " لم تنتهي ، مطمئنة أحيانا ، وومريبة ببعض الأحيان ، ومقلقة قلقها الصارخ ، في غرفتي وحيدا لا أطيق دخول احد ، أحاول استراق السمع من محيطي ، تصورهم! ، تنبؤاتهم! ، مراهناتهم! ، يهنئون بليلة تموزية ، وأنا المشنوق بانتظاري ، تقتلني أصوات مفرقعات هرعت الى مسامعنا ، احدهم : ابن فلان نجح وحصل على كذا، كيف عرف ؟!! ، يحاول بعض الأهل الاستفسار من مصادرهم ، يزيد خوفي ، ادعوا ربي ان يفشل محاولاتهم ، ليتها تقوم حرب !، وتضيع معمعة بمعمعة ! ، ليته يقوم انقلاب ! ، ليته يدب حريق مصادفة وتشتعل أوراق نتائجنا !، كم اضحك على نفسي ألان من أمنياتي الساذجة ، ولو إني لا ألوم نفسي عليها ، فوقع المسالة عظيم ، كجبل قد تربع على كاهلي ، الساعة تلو الساعة فرغت من نصيب الليل لا ادري كيف نمت ، أم أنني مت .
دقت ساعة الصفر، اقوم فزعا من موتي ، انظر إلى ساعة ونست بصوت عقاربها طول ليلي ، هي التاسعة ، اطمأننت قليلا ، ادخل إلى جمعتهم ، الكل يرقب نهاية المؤتمر الصحفي للجنة الامتحانات المركزية ووزارة التربية والتعليم العالي ، العشر الأوائل ، لا تنظروا إلي؟ فلست منهم !! ، بعض يحاول إثبات انه الواصل"ذو نفوذ" من خلال تلفوناته "اتصالاته" ، وآخر من محاولات الإبحار في لج بحر الانترنت ، اتصالات ، تساؤلات ،استفسارات ، فمع كل ترقب الجمع ، ترقبي هو الأقسى ، ولكن الذي تقدم لامتحاناته هو الاقدر والأكثر قدرة على تحديد المنتظر ، ربما الكثير خدعته بمسرحيتي ، التي هي بعنوان المجتهد ، ولكن ستكشف ستارة الكواليس حالا، كما المثل "تبين القرعة من أم قرون" .
بدا الإعلان ، الأسماء ، ترقبهم يزيد حرقتي ، أحاول أن اهرب من واقعي ولكن وصلت علامتي ، مقصلة ورقبتي عليها ، مفارقات صور، إما جموع تهنئك ، و تثني عليك ، أو توبخك وتحقر من شانك ، وأمك ، تغذي الجو ببريق فخرها ، أو بخيبتها !!.....الخ ، ينتهي اليوم البغيض ،نجحت أنا الآن ، ولكن كان بالإمكان أفضل ، أقول هذا بوقت ليس ببعيد كثيرا عن موعد امتحاناتكم ، وهذا وقت بداية النهاية ، فارأف بأمك ، كلل إكليل أغار على جبينها ، وكفاك كلمة رضا من قلبها إلى علا السماوات ، لا تخيب ظن من وثقوا بك ، ولا ترهق نفسك بما لا تطيق ، والمحصلة ، الكلمة القاطعة ، الخيط الحاسم ، ايا كانت هي علامتك "اذا كنت ناجحا"، الكلمة للجامعة التي ستحوي ملفك ، ستعطيك وصفا لتقديرك بطريقتها "تقبلك،ترفضك" ، الدنيا ضخمة جدا وجدا ، وأبوابها كثيرة وكثيرة ، نتيجتك مفتاح لقفل باب ، إما يدخلك لروعة اليوم الأول في الجامعة أو لا، الخيار بيدك ، وأنت مخير لا مسير ، قلت ما علي ، وموعدنا في يوم من أيام تموز الأخيرة !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن أسقاط 4 صواريخ -أتاكمس- فوق أراضي القرم


.. تجاذبات سياسية في إسرائيل حول الموقف من صفقة التهدئة واجتياح




.. مصادر دبلوماسية تكشف التوصيات الختامية لقمة دول منظمة التعاو


.. قائد سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: النصر في إعادة ا




.. مصطفى البرغوثي: أمريكا تعلم أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدف حر