الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا التصعيد ؟ ولمصلحة مَن؟

حسين علي الحمداني

2013 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


إلى أين تتجه المظاهرات في العراق؟ ومن يتحكم بها؟ تلك أسئلة الشارع العراقي بشقيه السني والشيعي ،الذي تمكن الساسة من تقاسمه ما بين مطالب الأنبار ومطالب الجنوب ، بينهما تناقض كبير في مطلبين على ألأقل ما يتعلق بحظر حزب البعث وقانون مكافحة الإرهاب.
ومع كل خطوة تقدم عليها الحكومة من أجل تلبية مطالب المتظاهرين في إطار الدستور، نجد هنالك حالة تصعيد من قبل أطراف معينة داخل التظاهرات تحاول جاهدة إدامة زخم الأزمة لأطول فترة ممكنة والوصول بها لحافات خطيرة ومنعرجات كبيرة جداً.
حتى خيل للمواطن العراقي بأن ما تقدمه الحكومة من تنفيذ للمطالب عبر اللجنة الخماسية التي يحاول البعض التشويش عليها،يفسر على إنه ضعف،وإن ما تعمل عليه ألأجهزة ألأمنية من مرونة ومهنية وضبط النفس هو الآخر يفسر ضعفا، وإن ما تسعى له ألأطراف السياسية وفي مقدمتها التحالف الوطني من إجراء حوار مع أطراف أخرى أو مع المتظاهرين مباشرة، أيضا يفسره البعض على إنه ضعف، وهذا يعني بأن الحكومة مهما قدمت من خطوات إيجابية فإنهم لن يرضوا عنها وهذا ما يمكن أن نلمسه بوضوح في الخطاب المتشنج لرموز موجودة في المشهد الإعلامي للتظاهرات خاصة في الأنبار والموصل وتصعيد ورفع سقف المطالب حد إسقاط الدستور.
ولعلنا نتوقف هنا عند الدعوة التي وجهها البعض للزحف نحو بغداد ! لماذا الزحف ؟ لماذا لا تأتون لبغداد بوجوه مبتسمة وقلوب مفتوحة للحوار وللصلاة معا، لماذا هذا الخطاب المتشنج وكأن بغداد محتلة من قبل الحكومة أو كما قال البعض بأنها محتلة من قبل (الشيعة)! إن الدعوة للصلاة في بغداد أمرا جميلا لو كان في غير هذا الظرف وهذا الخطاب الإعلامي ولغايات غير تلك الحاضرة لدى البعض،وفي ظل وجود مندسين بين المتظاهرين، وهذه الحالة لم نقلها نحن بل قالها شيوخ الأنبار أنفسهم واعترفوا بوجود مندسين بين المتظاهرين،وقد يزداد عدد المندسين في (الزحف)،خاصة وإن هذه الصلاة ستمثل لهؤلاء المندسين فرصة سانحة لتنفيذ ما يريدون تنفيذه من أجندات الفتنة التي يعرفها الجميع ويرفض الاعتراف بها.
قد يقول البعض من حق هؤلاء الصلاة في بغداد، ونحن نقول ومن يمنعهم من ذلك ، ليصلوا في كل جوامع بغداد ولكن صلاة لوجه الله وليس لأغراض سياسية تأزيمية، قد تزيد حالة الاحتقان، الحكومة وأجهزتها ألأمنية ربما لن تكون قادرة على حمايتهم لأن من بينهم من سيوجه ضربة لمن معه، لا يمكن للحكومة والقوات الأمنية أن تمارس دورها في تفتيش هؤلاء جميعا بالطريقة المعروفة في العراق خاصة في تنظيم صلاة يحرضا الآف المصلين، وهنالك من يستجيبون للتفتيش ولا يتحسسون من الإجراءات الأمنية مهما كانت مشددة لأنهم يعرفون بأنها في صالحهم وليس ضدهم، والسبب في ذلك بأن هنالك فارق كبير بين طقس وشعائر دينية وبين طقس آخر غاياته سياسية تصعيديه واضحة للعيان.
وقد نجد من يفتعل التصادم مع ألأجهزة ألأمنية في التفتيش أو التنظيم، ولا يمكن بكل تأكيد أن نغفل هذا من حساباتنا وبالتأكيد هو حاضر في حسابات الآخرين أيضا.
إن المسؤولية الآن كبيرة جدا ولا يمكن أن تظل بعض القوى السياسية متفرجة مما يجري وتترك المهمة للتحالف الوطني لوحده خاصة وإنه ليس ممسكا لوحده بمقاليد السلطة في العراق بل هنالك شركاء معه ، إبقاء التحالف الوطني لوحده يعني تخلي الشركاء ( العراقية – الأكراد) عن دورهم في إيجاد قواسم مشتركة تكون أساسا لحوار بين الجميع كما دعت ذلك الأمم المتحدة ورفضته القائمة العراقية بطريقة غريبة وكأنها ترفض الحل وتميل للتصعيد سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
الشارع العراقي بشقيه ( السني والشيعي) لا يمكن أن يظل هكذا مرهونا برجل السياسة الذي لا يهمه سوى مصالحه الضيقة ،فالشارع العراقي قادرا على قلب الطاولة على الجميع ووضع حد لحالة الفوضى التي يريد البعض أن يوصلنا إليها بطريقة أو بأخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نزوح مستمر بعد التصعيد العسكري في رفح: أين نذهب الآن؟


.. مخاوف من تصعيد كبير في رفح وسط تعثر مفاوضات الهدنة | #غرفة_ا




.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان | #غرفة_الأخب


.. إسرائيل تقول إن أنقرة رفعت العديد من القيود التجارية وتركيا




.. الصين وهنغاريا تقرران الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى