الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيام التضامن مع الأسرى : مطلوب وزير

عطا مناع

2013 / 2 / 12
حقوق الانسان


بقلم – عطا مناع
سيكون دمي لعنة على الصهاينة بعد استشهادي، كلمات اقتبسها من رسالة الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام أيمن الشراونه الذي قال لشعبة وقيادته أنني أرى أجزاء جسدي وهي تموت، وإذا وقفنا أمام ظاهرة الإضراب الفردي عن الطعام للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ظاهرة اقل ما نصفها بالأسطورية وخاصة أننا امام أبطال أمثال الأسير سامر العيساوي الذي تجاوز أل 200 يوم في إضرابه ليسطر صمود غير مسبوق يضاف لأرث الحركة الأسيرة الفلسطينية.
لكنني كمتابع لواقع الحركة الأسيرة وما يصدر عن المؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرى والفعاليات التي تشهدها فلسطين المحتلة أقف محتاراً امام المشهد، وعلي أن اعترف أنني جزء من هذا المشهد الذي يتشدق ويرفع الشعارات التي تسقط امام حقيقة ما يجري في سجون الاحتلال ، لكننا رغم ذلك نبقى نتشدق وكأننا فقدنا القدر على الحس والإحساس وصممنا على المضي قدمنا في تضليلنا لأنفسنا والعالم بأننا نعتبر قضية الأسرى على سلم أولوياتنا.
قليلة هي خيام التضامن التي نصبت تضامنا مع الأسرى المضربين، ومن هذه الخيام واحدة يتيمة في محافظة بيت لحم وبالتحديد في النصب التذكاري بمخيم الدهيشة المعروف أو الذي كان معروفاً بمبادراته الوطنية تجاه الشأن العام، والمتتبع لهذه الخيمة يجد أن روادها قلة كغيرها من أخواتها، وأنا هنا احكي الواقع ولا امتطي ناصية الخطاب الإعلامي الكذاب الذي طحننا كشعب فلسطيني ودفع بنا للقاع لنصبح عاجزين عن الفعل أو شبة الفعل.
قلت أن رواد الخيمة قله، غير أن هناك بعض الطفرات التي تشهدها هذه الخيام كما المقاومة الشعبية التي نفخناها لدرجة أنها لم تعد تتسع لنا ومن ثم قدسناها وأقمنا الصلوات شكراً للة على هذا الاكتشاف، وعودة لطفرات خيام الاعتصام واقصد بالطفرات أزياد عدد الرواد بشكل ملحوظ تتمثل عندما تتشرف الخيمة بزيارة احد الوزراء وهذا ما حدث بالفعل، حيث قام وزير الأسرى والمحررين عيسى قراقع بزيارة للخيمة التضامنية، وكانت هذه الزيارة كفيلة لتغيير المشهد وانقلابه رأسا على عقب من خلال التواجد الملحوظ والكبير.
لكن الوزير تضامن لساعة من الزمن فهو دائم الحركة والانشغال وليس المطلوب من الوزير أن ينام ويقوم في الخيمة، المهم يا سادة يغادر الوزير ويغادر الوفد المرافق له وتعود الأمور لحالها، ومن حق المتابع للمشهد أن يرسم السيناريو الذي يرغب به وعلى سبيل المثال فلنفترض أن الرئيس قرر زيارة هذه الخيمة ما الذي سيحدث.
بما أنني أتسلح بالاحتمالات فمن حقي أن أتخيل المشهد عندما يزور الرئيس الخيمة، نفس الخيمة التي زارها الرئيس، وهنا اترك لخيالكم حق رسم الصورة التضامنية الرائعة التي سنعيشها في حضرة الرئيس، طبعاً سيغلق الشارع من حجم الازدحام ، وقد لا يحظى المواطن العادي بالوصول للخيمة التي تناشده ألان التواجد فيها، سنرى أعضاء التشريعي وقيادات الحركة الوطنية والقيادات المؤسساتية والنسائية، وسنرى كبار الموظفين ومن له مظلمة، وسنرى بالتأكيد الصحافة والصحفيين والكاميرات، ولكن الرئيس لن يستطيع الدوام في خيمة الاعتصام وسيغادر بعد حين لتعود الأمور كما كانت علية.
امام هذا المشهد الصعب الذي يعبر عن حاله مستعصية: في اعتقادكم الى كم رئيس نحتاج حتى نستجلب ماذا ذكرناهم؟؟؟؟ إلى كم وزير نحتاج حتى ننفض الغبار عن أنفسنا ونشارك في خيام التضامن مع الأسرى؟؟؟ والى كم أسير شهيد أو في طريقة إلى الشهادة نحتاج حتى ندرك الحقيقة.
عودة مرة أخرى لخيام التضامن وثقافة البلاد خربانة وأنا " مليش خص"، نعم البلاد خربانة وسبب هذا الخراب ليس ان الرواتب تتأخر، وليس لان القطاع التعليمي والصحي يشل البلاد وينتهك العباد من اجل حقوقه الوظيفية وهذا حق، والبلاد خربانة ليس لأنة الحكومة تحولت الى صراف" ومش عارفة وين اللة حاطها"، البلاد خربانة لان الخراب وصل الى عقولنا وبيوتنا ومعتقداتنا وقيمنا وتماسكنا وتضمننا في قضايانا الجليلة.
البلاد خربانة أيها السادة لأننا فقدنا القدرة على التمييز، ولان السجن واحد والقمع واحد والموت واحد رغم ان في ذلك وجهة نظر، والبلاد خربانة لأنها أصبحت حاضنة لشريحة تموت من التخمة وأخرى تموت من الجوع، البلاد خربانة وفقدنا القدرة على التمييز وأصبح حالنا يصعب على الكافر وبتنا ضحايا للذين استلموا مفاتيح البلاد والقوا بها في أتون الانقسام الذي أتي أو كاد أن يأتي على الأخضر واليابس.
بالمحصلة وفي ظل الموت الذي ينهش أجساد سامر العيساوي وأيمن الشراونه وجعفر عز الدين وطارق قعدان والمئات من الأسرى المرضى يبقى السؤال التاريخي الذي اقلق جهابذة الفكر: ما العمل؟؟؟؟؟؟ والى أين نحن ذاهبون؟؟؟؟؟؟ وهل فقدنا البوصلة؟؟؟؟؟؟ وكيف نعيد الحياة للثقافة الوطنية التي وصلت لحالة"الكوما" ؟؟؟؟؟ لكن الثقافة الوطنية أسلوب حياة وليس مجرد شعار لا أرجل له، والثقافة الوطنية مرتبطة جدلياً بالأداء الذي يستند للعقد بين الشعب وقادته.
لا يعقل هذا البرد الذي يجتاحنا، ولا يعقل أن تتدفق الدماء في خيام التضامن مع أسرانا فقط عندما نرى الرئيس والوزير، ومن الصعب أن يكون لنا عشرة رؤساء حتى ننهض بتلك الخيام، وبصراحة أكثر نحن ندير الظهر لقضية الأسرى باستثناء بعض المبادرات التي تستحق الاحترام، هذه المبادرات التي أدار لها الظهر، وكنا نتمنى أن يتفرغ أعضاء المجلس التشريعي المتفرغين أصلا للقيام بواجبهم تجاه القضايا التي يجمع عليها الشعب الفلسطيني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عراقيون كلدان لاجئون في لبنان.. ما مصيرهم في ظل الظروف المعي


.. لدعم أوكرانيا وإعادة ذويهم.. عائلات الأسرى تتظاهر في كييف




.. كأس أمم أوروبا: لاجئون أوكرانيون يشجعون منتخب بلادهم في مبار


.. أزمة اللاجئين في مصر: مطالب بدعم دولي يتناسب مع أعباء اللاجئ




.. هغاري: الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل من أجل خلق الظروف لاستع