الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الألم مهنتي

عبد السلام الجباري

2013 / 2 / 12
الادب والفن


هو الألم مرة أخرى يصعد إلى الرأس. ألم قديم، جديد، عضوي، نفسي، اجتماعي. إنه الألم ولاشيء غيره. الحزن مقولة أصبحت متجاوزة، بعد "صباح الخير أيها الحزن" لساجان. لا احد يمكن أن يضيف شيئا. يأتي العنوان الثاني: " الفرح ليس مهنتي" للماغوط. فيكون باب الحزن وتوابعه قد أغلق إلى أجل غير مسمى.
- ابحث لك عن عنوان آخر..!
فكرت أن يكون العنوان" الألم مهنتي" خفت أن يسمعني الماغوط، إنها أكثر من سرقة موصوفة، رغم أن الخيال ملك مباح، المبدع لا يمكن أن تقول له أكتب، الكاتب الحقيقي يرفض القيود.
- والكاتب غير الحقيقي..؟
- اسأل اتحادات الكتاب..!؟
بطل كروي قديم يحمل صورة جماعية مع وزير، يتعرض من طرف صاحب الحانة إلى الطرد. مدرس أفنى زهرة عمره في الدرس، يطلب من الكاتبة تصحيح اسمه، كي يستفيد من تعويضات المرض، تسخر منه الكاتبة وتنعته بالبليد. فلاح يطرد هو وأولاده وزوجته الضريرة من الضيعة، بعد أن قضى نصف عمره في خدمة الضيعة، التي تحولت إلى مجمع سكني. موظف شاب يطلب من المرأة العجوز رشوة، من أجل شهادة الحياة لزوجها المتقاعد، طالبة تتعرض لمضايقات من طرف أستاذ باحث، يطلب منها تلبية رغباته من أجل الانتقال. وزير سابق يحول روضا للأطفال، إلى عمارة من عشر طوابق. شاعر يكتب عن شاعرة ويطلب منها لقاء قرب مقهى الظلال. ضابط سام يحول الطريق العمومي، إلى طريق خاص بأولاده وأسرته. برلماني يتزوج فتاة في عمر ابنته، رجل سلطة كبير يدهس طفلا في الشارع وفي انتظار الإسعاف يموت الطفل. زوجة مدير تخون زوجها مع الحارس الليلي.
- هذه عناوين نقرأها كل صباح
- لكنها تدعو إلى الألم.
- ليس كل الناس يتألمون..!؟
الأغنياء، المسؤولون الكبار، أصحاب الامتيازات الكبرى، أبناء وبنات الأثرياء، الوزراء، أباطرة المخدرات، هؤلاء لا يتألمون.
الذين يتألمون والذين لا يتألمون لا يهم.. المهم، كل إنسان يتألم بطريقته، الألم ملازم للإنسان، الألم جوهر الوجود.
- ابحث لك عن منطق آخر..!
الساعة الثانية ظهرا، سحب كثيفة، أمطار غزيرة، سيارات ذات ألوان معينة، تأخذ مواقع في الساحة، وجوه من مختلف الأعمار، أطفال ، شباب، شيوخ، رجال، نساء، شاب يأخذ مكبر الصوت،
- الشعب يريد.
- (...)
ينتقل السارد إلى الجهة الأخرى من الشاطئ. الفراغ سيد المكان، السماء صافية، الأمطار تتوقف عن السقوط، طيور تحلق فوق الميناء، جماعة من الصيادين، يتبادلون السباب. إحساس غريب يشبه الألم. الألم شي ملازم للإنسان. مرحبا بالألم إذا كان من أجل فيتامين D.

20/03/2011
الدار البيضاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي: تصفيق حار لفيلم -المتدرب- الذي يتناول


.. إخلاء سبيل الفنان المصري عباس أبو الحسن بكفالة مالية بعد دهس




.. إعلان آيس كريم يورط نانسي عجرم مع الفنان فريد الأطرش


.. ذكريات يسرا في مهرجان كان السينمائي • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الفنان السعودي سعد خضر لـ صباح العربية: الصور المنتشرة في ال