الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشها يا صديقي... فلن تتكرر

دارا خسرو حميد

2013 / 2 / 12
الادب والفن



انا الشيخ..أنا الشاب.
.أنا السهم..أنا القوس
أنا الدولة الخالدة ..
ألست أنا أنا..
بل أنا أنا. (جلال الدين الرومي)
في محطة ميترو موسكو ودعني احدهم، وفي طريق المطار أخرجتُ قلمي لكي اشطب أسمهُ في دفتر مواعيدي اليومية، أسترخيت على كرسي القطار وأنا متمعن في جمال المناظر و ذاكرتي بدأت بإعلان حداد الى اجل غير مسمى، هذه الذاكرة لا ترضى بقليل ولاتحب المكوث مع الصمت طويلاً، في المطار وأنا انتظر إقلاع الطائرة سمعت صوتاً يقول" الم أقل لك، إن لم تأت الى روسيا وتعيش فيها لم تستطع فهم مكامن دكتور جيفاغو "، أستدرت يميناً وشمالاً ولم أكتشف مصدر الصوت.
في هذا الوقت المتأخر من الليل لماذا أكتب، أكتب لكي أقول لك يا صديقي كفاك تشاؤماً، فلن تتكرر هذه التجربة، عشها وتعايش مع أحداثها، أملأ عينيك بهذه الالوان الدافئة لانها سوف تنفعك عندما تشتد المصائب، انسيت انهم قالوا الظلام حالك في تلك الدنيا ، أملأ عينيك و نورّ حياة الاخرين، لان عُمى الالوان تفشى بين العامة.
لاتتذمر ولا تهدر وقتي واستمتع معي عندما أكون منشغلا بصنع القهوة لك ولي، فبخار الماءِ تطاير من ماكنة القهوة نحو السماء في حال السكر و تواً انتهى من ممارسة الحب مع البُنِ.
وأنتي ايضا يا صديقتي الم تتعبي من تقمص شخصية المهرج؟
لاتستغربي من أسلوبي الحاد، لان زميلاتكِ اكتشفوا الحقيقة في متحف المعاصر في أستانبول، هل أنتِ شغوفة بمعرفة الحقيقة، أذن أكسري مراتكِ، وأحرقي جميع علب التجميل، وقومي بزيارة ذلك المتحف .
نحن جميعُنا معاً نكون أحلى تجربة فلا تفوتوا هذه الفرصة، ليس السعيد بيننا من هو مدمن على أستهلاك الطاقة، أو يُطقطق بحذائهِ على ممرات مجمع تجاري، وليس الساكن في قصرٍ من الرخام الا مغترب كئيب تبرأ منهُ الطبيعة.
لا تستعجل و لاترتبك، وأن استعجلت لا تخاف الم يقل جبرانٌ " أنا حي مثلك وأنا واقف الآن إلى جانبك فإغمض عينيك والتفت تراني أمامك" ، ها نحن نغوص في حُمر الشرابِ، عشها يا صديقي فلن تتكرر.
يا صديقي أبتسم، أبتسم، أبتسم و أرسم الابتسامة على جدران المنزل وعلى سيارات المارة، على كشك الطيور و أطبع أبتسامة عريضة على عشرات الاوراق، وعلقها بدل صورة الزعيم في صفوف مدرسة الابتدائية المجاورة لبيتك، لا تستأذن من مدير المدرسة عندما تعلق أبتسامتك على جدران الصفوف، لان المدير لايعرف سوى القسوة والنباح و طريق الجهنم، حاول ان تلونّ الجدران اينما ذهبت، بهذا قد تزرع أمل التغيير في عقول الاجيال.
ياصديقي سوف أختم حديثي برواية مشهد وقع معي:
في احد شوراع استنبول قرب جامع سلطان احمد كنت امشي مع والدي في احد الازقة المظلمة، رأيت أمرأة كبيرة في العمر وهي تنشر غسيلها امام باب بيتها الذي هو اشبه بكوخ مصنوع من الخشب، استدرت نحوها وقلت مساء الخير، التفتت الي نحوي وعلى وجهها أبتسامة عريضة وقالت مساء الخير.
من يدري من بادر في نشر الابتسامة على العامة في ذلك الزقاق، والدورعليك عشها فلن تتكرر يا صديقي.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريم بسيوني: الرواية التاريخية تحررني والصوفية ساهمت بانتشار


.. قبل انطلاق نهائيات اليوروفيجن.. الآلاف يتظاهرون ضد المشاركة




.. سكرين شوت | الـAI في الإنتاج الموسيقي والقانون: تنظيم وتوازن


.. سلمى أبو ضيف قلدت نفسها في التمثيل مع منى الشاذلي .. شوفوا ع




.. سكرين شوت | الترند الذي يسبب انقساماً في مصر: استخدام أصوات