الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول مقال : الكرد مع الدولة

اسماعيل شاكر الرفاعي

2013 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية



مقال الاستاذ محمد عبد الجبار الشبوط المنشور في جريدة الصباح في 3 شباط المعنون " الكرد مع الدولة " هام حتى وان فسر البعض كتابته بالظرفية وضغوطات اللحظة . أهمية المقال في رأيي تكمن في مناقشته لشئ محسوس هو هيكلية الدولة في العراق وهي تتعرض لخطر{ التآكل في جرفها } . لقد تبلورت النظريات السياسية الحديثة حين بدأ المفكر يعاين ما يجري على الارض ، ولم يعد شاغله الاساس : كيف يجد جذراً في النص القديم لهذا التشريع او لهذه المؤسسة ، فمن كتاب الامير مروراً بجان لوك وعصر الاستنارة الى جون ستيوارت مل ، الى النظريات الحديثة : بنت النظريات السياسية الحديثة نفسها على نقد العياني والملموس من التشريعات والمؤسسات القائمة .أما النظريات الاحدث فقد ارتدت بالنقد على النظريات الحديثة ، فالمفكر الالماني هوبرماس يعيد النظر في مفهوم الدولة / الامة ، والمفكر ويل كيمليكا يناقش حقوق الاقليات ويدعو الى نظرية التعددية الثقافية ، فالنظريات السياسية الحديثة ولدت من معاينة وفحص التشريعات والمؤسسات القائمة واعادة النظر فيها من زاوية كفايتها وفعاليتها الانسانية. من هذه الزاوية انظر الى اهمية المقال في كونه استطاع ان يركز على مشكلة المشاكل في العراق التي هي الدولة . فنحن نعاني في العراق من ضعف الثقافة السياسية حول الدولة ، يرافقه ثقافة عصية على افساح المجال امام استيعاب ان الدولة في التاريخ تتغير كبنية بتغير المفاهيم السياسية السائدة ، وان الدولة تشكل في نوع تشريعاتها وما تتهيكل عليه من مؤسسات موقف الجماعة من الحياة ومن دور الانسان في الحياة . المشكلة الملموسة في العراق تتمثل بان وعينا لدولة دستور 2005 لم يكن كافياً عنها : ، فهي لدى المواطن الكردي علاقة انفصال لا اتصال ، وهذا الرأي مبني على معايشة شخصية في كردستان وفي بلدان المهجر . أما مقال الشبوط فيقول عن القيادة السياسية للكرد [ كان الكرد دائماً جادين في انتمائهم الى الدولة العراقية ، وحتى حينما نحدثهم عن الاستقلال في اطار حق تقرير المصير الثابت لكل الشعوب ، بما فيها الشعب الكردي ، كان الكرد يؤكدون حرصهم على البقاء ضمن عراق موحد اتحادي ديمقراطي . ] اذاً ، ثمة هدف من العملية السياسية برمتها يتمثل في بناء عراق موحد ذي مضمون ديمقراطي من حيث المؤسسات والتشريعات ، والكردي كما يقر المقال [ دائماً مع الدولة العراقية الاتحادية الديمقراطية ] وليس مع أي نوع من الدول . بالمقابل فأن غالبية العرب العراقيين ينظرون الى الدولة كفضاء سيادي تتسيده القومية العربية ، واي تحرك للاعلان عن الذات من قبل القومية الكردية يصب في باب التآمر والتحالف مع الامبريالية العالمية وحليفتها في المنطقة : اسرائيل . لم يعِ المواطن العراقي الكسر التاريخي الذي أحدثه دستور 2005 في مفهوم الدولة التي لم تعد فيها العلاقة بين المركز والاقليم علاقة تابعية ... مقاربة الاستاذ الشبوط في مقاله المكثف هذا عن الدولة في العراق ، مقاربة عملية ملموسة لدولة قائمة وليس لمثال دولة يحلم به . فهو لا ينطلق من نظريات سياسية ، ولا من مقولات عن الدولة كما تطورت في التاريخ بل عن دولة قائمة ، يعترف لها بتقدمها على اشكال الدولة التي قامت في العراق الحديث من حيث الاعتراف بان بنائها لم يقع على كاهل العرب فقط ، وانما كان للكرد في هذا البناء دور هائل وكبير..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حُرم من حلمه والنتيجة صادمة ونهاية حب مأساوية بسبب الغيرة! ت


.. إيران تلغي جميع الرحلات الجوية.. هل اقتربت الضربة الإسرائيلي




.. ميقاتي لسكاي نيوز عربية: نطالب بتطبيق القرار 1701 وأتعهد بتع


.. نشرة إيجاز - مقتل شرطية إسرائيلية وإصابات في بئر السبع




.. اللواء فايز الدويري والعميد إلياس حنا يحللان المعارك الضارية