الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سيربح معركة الجمعة القادمة ؟؟

نوري جاسم المياحي

2013 / 2 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ليس خافيا على المتابع لما يحدث من صراع بين الاحزاب والكتل المشاركة في الحكم ...هذا الصراع يمكن توصيفه صراع بحت على النفوذ والسلطة والمال ..بالرغم من محاولاتهم تغليفة بتوصيفات هي بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع ...
ولكي اوضح وجهة نظري هذه ..علينا ان نعترف ان الغالبية العظمى من الشعب العراقي وربما تمثل 99% من تعداده هم اناس بسطاء فقراء ومهمشين يعيشون على الفتات الذي ترميه القيادة السياسية المتخمة والحاكمة والمسيطرة على كل عناصر القوة والنفوذ واموال النفط الطائلة في الدولة العراقية ...ولهذا نراهم يستخدمون كل الاسلحة المتاحة بين ايديهم ..وللاسف نراهم لا يتورعون عن استخدام اقذر الاسلحة المعروفة وهو سلاح التفرقة الطائفية والاثنية القومية ...غير عابئين بمصير او عدد الضحايا الذين يسقطون بهذه الاسلحة القذرة ..
لم يعد خافيا ان الصراع الحالي يمكن حصره بين حزبين هما حزب الدعوة الاسلامي والحزب الاسلامي العراقي ولكل منهما حلفاءه من الطائفيين المتعصبين حتى نخاع العظم ...يحركهم متى شاء وكيفما شاء ...والاداة التي استخدمت في الصراع الاخير هي جماهير الشعب المسحوقة والبائسة ...بكافة طوائفهم وانتمائاتهم ..ففي الواقع لايوجد فرق في التهميش بين العربي والكردي او بين المسلم والمسيحي او بين السني والشيعي ...ولكن للاسف لايعي المواطن البسيط هذه الحقيقة المؤلمة ...ولكننا نراه العوبة يتلاعب به السياسي المحنك مسخرا له لخدمة اغراضه وطموحاته الشخصية ومنافعه الانانية وتحت مختلف التسميات ..ولاسيما وأنهم خبراء وفنانين باستخدام الشعارات العاطفية التي تتلاعب بعواطف المواطن البسيط ...
من هنا نعرف ان ما يحدث اليوم من تظاهرات وأعتصامات جماهيرية في المحافظات الغربية ...هي ردة فعل طبيعية وبديهية لمعاناة المواطن المسحوق ..وانا شخصيا واثق ان المواطن العراقي سواء كان في الوسط أوالجنوب وحتى في اقليم كردستان يتعاطفون قلبا وقالبا مع اخوتهم في المحافظات الغربية ولو سنحت لهم الفرصة والظروف لشاركوهم في احتجاجاتهم ...ولكن طبيعة الاجراءات الامنية القمعية المتشددة ..والعلاقات الاجتماعية والتربية العاطفية الطائفية والدينية ...خلقت اجواء جعلتهم يشككون في اهداف الانتفاضة الجماهيرية للمنطقة الغربية ويقفون في صفوف المتفرجين ..وبالرغم من كل ذلك نلمس تعاطف غالبية المثقفين من الليبراليين والعلمانين وحتى بعض رجال الدين المتحررين مع حركة الانتفاضة في الرمادي ..
لايختلف اثنان من المراقبين ان الاحتجاجات هذه تقوى وتتزايد يوما بعد يوم ولاسيما بعد تشكيك وعدم ثقة المواطن المستمر في اجراءات الحكومة لعجزها في تلبية طلبات المتظاهرين وفشلها في اقناعهم بجدوى خطواتها التي تتبنى اسلوب الرشوة والوعود الترقيعية وبدون اي اجراءات تشريعية ...واسلوب الخطوات الترقيعية هذا لايشفي غليل المواطن المسحوق ولا يقنعه ...
فبالرغم من اعلان الحكومة بمعالجة اوضاع 100000 مواطن ..تلاحظ ان المواطن لايصدق ما يعلنه الشهرستاني او الحكومة والوزراء والنواب والسبب بسيط ان الموطن لايثق بهم او باحزابهم او بتصريحاتهم ...
لقد اصبح من الواضح الجلي ان الحكومة والكتل السياسية جمعاء قد افزعها وارعبها دعوة البعض الى التوجه الى بغداد يوم الجمعة القادمة لاقامة الصلوات الجماهيرية في جوامع الامام ابو حنيفة والشيخ عبد القادر الكيلاني وبقية الجوامع ..وبالرغم من اجراءات الاجهزة الامنية لمنع اي خطوة في هذا الصدد ...وفي رأيي المتواضع ان هذه قد نجحت في تخويف المسؤوليين عن حفظ الامن من سهولة الاختراق والاندساس بين حشود المصلين لاشعال فتنة لايعرف نتائجها الا الله ..
واصبح من الواضح ان القلق والخوف تسرب الى المواطن البسيط نفسه ...من هنا نجد ان كل العقلاء تنادوا للتحذير من مغبة هذه الخطوة الخطرة ...والتي قد تؤدي بالنتيجة الى اللجوء الى خيار تقسيم العراق لاقاليم وهذا مايتمناه ويصبوا اليه اعداء العراق ..
ويجب ان لا ننسى ان العنف يولد العنف حتما ..وهذا مايخشاه العقلاء ..
وانا شخصيا أضم صوتي الى اصوات كل الخيرين من أبناء العراق .. حول ضرورة الغاء او تاجيل الصلاة في بغداد في الوقت الحاضر .. ولضرورات امنية ..
ان وطننا الجريح يكفيه ما اصابه من جراح ..ان خطوة التهديد هذه قد اتت باكلها وأفهمت كل السياسيين والكتل السياسية المشاركة بالحكم ان المواطن قد فقد صبره واصبح لايتحمل فسادهم وفضائحهم ...وان المركب عندما يغرق ..فسيغرقهم جميعا وبلا استثناء ..
ان نداءات وتصريحات وتوسلات الساسة ورجال الدين وشيوخ العشائر ... وتخويفات الحكومة واجراءاتها الامنية ...قد تمنع او تؤجل صلاة الجمعة القادمة ..ولكن ليتذكروا ان جماهير المعتصمين في ساحة الشرف والكرامة قد انتصروا في هذه المعركة واثبتوا للعالم انهم على حق وان السياسيين على باطل ..ولكنها لم تنهي الحرب ...وربما تليها معارك اخرى وربما ثر شراسة ودموية ...
فعلى جميع السياسيين الحوار والاتفاق واتخاذ اجراءت تشريعية وقضائية وتنفيذية فورية واعلانها على الملاْ وبكافة وسائل الاعلام وبالتفاصيل وبعيدا عن الترقيع والخداع والتسويف ...ولاسيما محاربة الفساد والمفسدين ...كي يسامحكم الشعب المظلوم ...ولا تزعلوا مني فان رائحة االفضائح ازكمت الانوف ...وأنصحكم بسماع اغنية المرحومة ام كلثوم ( للصبر حدود )..
وللخروج من المأزق القاتل والازمة الحالية ...اقترح عليكم الاتفاق بين الكتل على تعديل قاانون لانتخابات واجراء انتخابات مبكرة وقريبة جدا و( نزيهة نسبيا ) وديمقراطية وتحت اشراف ورقابة الامم المتحدة ..على ان يحرم ويمنع كافة النواب الحاليين من الترشيح للدورة القادمة ويفضل ان يكونوا من التكنوقراط واساتذة الجامعات ...( اي نريد وجوه جديدة مخلصة ووطنية ) ..وانا واثق انهم سينقذون شعبنا من ورطته ومن مأزقكم ...
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا و ارتحلوا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقعات بتسليم واشنطن قنابل نوعية للجيش الإسرائيلي قريبا


.. غالانت: لا نسعى إلى الحرب مع حزب الله لكننا مستعدون لخوضها




.. حشود في مسيرة شعبية بصنعاء للمطالبة بدعم المقاومة الفلسطينية


.. فايز الدويري: الاحتلال فشل استخباراتيا على المستوى الاستراتي




.. ساري عرابي: رؤية سموتريتش هي نتاج مسار استيطاني طويل