الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كُرمى ل- ابو عبدو - والثورة قصة قصيرة

ابراهيم سمو

2013 / 2 / 13
الادب والفن


[email protected]

لم أحظ سوى ب " الرقم المطلوب خارج نطاق التغطية " . جربتُ الأرقام كلها بارتعاش، وشتمتُ على طريقتي أم النطاق وابا التغطية، ثم عاودتُ الطلب ؛فتكرَّم الناطق الآلي عليّ بخلاف تشدقه الأول عن كلِّ رقم انه ..."تارة مفصولٌ عن الخدمة "وأخرى "غيرُ مستخدم". اغرقتُ في الشتم ،وهجتُ جاعرا ...الهب ..ياالله ! ثم جئتُ اقذف الخلوي من من شدة اغتياظي، لكني زفرتُ عميقا ؛وكأني ألتمسُ من ربي ركونا، لروعٍ ٍ في اعماقي ،فنبشتُ بحدة في دفترعتيق آخر، أشبه بدفتر سمـّان كان في جيبي ،عن أرقام أخرى جديدة ،فحاولتُ معها مثنى وثلاث وربما رباع، حاولتُ مستبعدا صحة قصف السكن الطلابي ، بل قامعا من تعنتي كل حس قد يصدِّق في داخلي ،ونافيا بتعالٍ وخوف ... المدينة الجامعية ؟! ...لابد وان الخبر واهم ! قلتها مرتعشا وسكتتُ؛ سكتتُ وفي عيوني بريق صارخ، يُكذ ِّب كلَّ كلام أو تحاور في هذا المنحى ..بريق يطغى، يملؤني بطيش ٍ قد يؤززني، فأناطح عبره وان مغلوبا المروجين ،أو أعاركهم. .بلى هكذا انبريتُ للتفنيد، فدحضتُ لا لأدافع عن النظام أو معارضته، بل لأطمئن قلبي أولا وثانيا و...وعاشرا على صديقي الأزيز؛ أبي عبدو وعائلته ،ثم تأسفا على الأرواح البريئة الأخرى ،التي يُمكن ان تكون قضتْ ان صدقتْ الأخبار .

آآآآه !! مازلت ُ أذكر ... ما ان تلقف أو قل تسممم سمعي بالشائعة ؛حتى حملتُ هاتفي الخلوي ،انشد الطمأنة ،ولا أعبأ بفاتورة المكالمة الى الخارج ..أجل اقصد ـ فقط ـ الطمأنة فهذا أبو عبدو ..وما أدراك من أبو عبدو ؟! جرّبتُ الأرقام مرارا ،ثم خطر لي ـ حيث لم أوفقْ ـ ان أتصل ببعض المعارف في" بون" و"كوبلنتس " ثم" كولن " ، فأمدوني بأرقام هي ليست لمدينة حلب؛ حيث كان يقيم ابو عبدو وعائلته، بل لعفرين ـ عفرين المدينة ،التي انتقلتْ اليها العائلة شاملة ؛ الى أشرفيتها حسب الزعم .

ــ من اشرفية حلب الى أشرفية عفرين اذا يا أبا عبدو ؟!
تمتمتُ والسرور يلون أساريريّ ، ثم أتصلتُ كي أعزز ارتياحي أكثر، بصديق مشترك مقيم ـ هنا ـ في مدينة ألمانية ، يصعب علي ّ الآن تهجئة اسمها ،فأيد صحة انتقال العائلة وزاد ... " لكن صديقك كان يلتحق يوميا من عفرين الى حلب بعمله ". قالها ضاحكا، فاغتظتُ من تهكمه الطافح ذينك ،ووبّخت ُ ... "البوم يدل على الخراب "

ــ ماذا ؟! استغرب الرجل من التشبيه ،أو قل لم يتوقع حماقة كهذه منيّ، فأطبق الهاتف ؛ أطبقه لا ليغلقه ـ كما يروق لبعضهم ان يفهم ـ في وجهي ، بل لينسحب كعادته من المشهد ان ضاق به ، فدهمني ـ ويلاه ـ القلق ذاك عينه من جديد ؛حتى قدحتُ أصل هذا الأبله، ثم شرعتُ أعزف على أرقامي الجديدة والقديمة كماً يصعب حصره، وانفخ عند كل فشل، بل استعيذ بالله من آثام ـ قد يكون ـ جئتها بلا قصد أو على عجل ؛عسى بالأستعاذة تـَفـْتُر هلاوس ،صدحت ؛تمرجحني ،وعساي ارتكن.

ثم وعلى حين غرة باغتني احساسٌ ان أنذر، فجئتُ أجادل أعماقي ...النذر ؟!
ــ بلى النذر !! وكأن الاحساس ،أو هكذا خلته يقنعني ،فنذرتُ عن طيب خاطر صومَ يوم ٍ كامل كفدية ،عن سلامة ابي عبدو وعائلته، فعذلتني النفس ....يومٌ واحد ؟! ..فقط يوم ؟! وراحت هي النفس مدفوعة بذاك الاحساس المباغت ،تعظني ... قل : أسبوعأ ..قل: شهرأ . وكأن النفس في صفقة مع الله فلم أعكّر خوفا على أبي عبدو وتجنبا لغضب قد يهب من عند الله عليّ ،فعدتُ الى أرقامي أطلبها دون أي وعد بإلتزام يفوق يوما واحد ا ،وذلك لإني ـ استغفر الله ـ لا أحب ان أ ُبتَز حتى من الله ؛فيوم واحد هو نذري كـُرمى ل" أبو عبدو " والثورة ، أما أكثر من ذلك فصفقة ٌ أو ـ والعياذ بالله ـ ابتزازٌ!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري