الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولدت من رحم أم عذراء -بغداد-

بهار رضا
(Bahar Reza)

2013 / 2 / 13
الادب والفن


ولدتُ من رحم أم عذراء
مشیمتها تین وزیتون وشواطيء زهور قداح صیفية
حملتني أحد عشر دهراً ...من حلم لیلةٍ سرمدیة
کل دهر شجرة کالبتوس
ثمرها عناقید فوانیس سحریة
کانت لي عند الشجرة ضفادع وشراغیف أهواها
وأحلام ما زلت أراها
من ثدییها النضرتین أرتویت کؤوس ماء شعیر ورحیق حب وفکر منیر
کانت تتدلی من شلال شعرها آلاف النیازك والشهب
لتنشر الشغف والدفيء في جسدها المثیر
راحتیها أقراص شموس سنابل حنطةٍ بابلیة
بین شفتیها صروح لمعابد وحکمةٍ ونور
وحضارات لبابل وآشور
علی رنین خلخالیها کنت أغفو لغدي باماني
حّلَ الکابوس،لیرمیني للحظات ساعةٍ رملیةٍ عصفت الریح برملها فلم یعد فیها للفصول معاني
وبعد حفنه أخری من دهور التقیت برملٍ من قبور
لیروي لي عن عذراء من ذاك الدهر
اغتصبتها مجامیع من غربان القدر
لشفتیها صنعوا اقفالاً من صخر
وأخذوا الکحل من بساتین أهدابها لیوشحوا به ضوء القمر
لیترکوا عیناها بطعم عطش الصحراء
وحلوا بمعابدها البلاء
ویشیدوا من طوبها سوراً حول جسدها الزیتي حتی السماء
وطلوا السور بتعاویذ العصور البالیة
وقدموا حور عینها، شاة قرابین للطاغیة
فهجرتها الشموس ولم تعد الزرازیر شادیة
وحاصرت أساطیر جسدها العناکب من کل زاویه
بعد عصر في الساعة الرملیة کنت ما زلت صبیة
في الساعة لم یکن رمل ولم تکن لي معصیة
فطلبت أمنیه
أن أمتطي العنقاء ,لأرض الزنابق المائيه
وأسرق شموساً من غفوة عیني جنیة
وأطیر عائدةً مع أول طائر سنونو یبّشر بقدوم الربیع
سأصهر أقفال شفتیك وأصنع مفاتیحاً لأبواب السماء
وبغیثها أغسل عنك الوباء
واهدیك مکحلة ومرآةً وحناء
ومن نفح نسرین أنفاسي أعصف علقما نحو التعساء
ولأمسیاتك سأحّضر الکعك وأخدّر شایك بنکهة الهال
وأحلّي کل استکان بانعکاس لنور أقمار وغمزة نجمةٍ خجلاء
لتعودي أنهاراً من خمور ونخیل ساحرٍ وعذراء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس


.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-




.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو