الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشخصية الوطنية عامر عبد الله في ذكرى رحيله الثالثة عشر

ليث حميد العاني

2013 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


مرت هذه الايام ، الذكرى الثالثة عشر، لرحيل الشخصية الوطنية عامر عبد الله. ننحني لذكرى الفقيد الكبير،الغائب عنا جسدا، والحاضر فكرا وقيما وأخلاقا وسلوكا.
ففي رحل ابو عبدا لله بصمت وألم بعيدا عن الوطن الذي طالما حلم ان يكون حرا وناضل من اجل شعب كم تمنى ان يكون سعيد،ا بين شعوب العالم .رحل وفي النفس غصة للقاء الاهل والأحبة الذي تمنى لقاءهم في اخر لحظات حياته.
لم يترك الراحل ثروة او اموالا بعده ،لم يملك دارا ولا مالا طيلة حياته لا في العراق ولا خارجه ،وهو القادر على ذلك لو اراد،.فيما لو انه سخر قدراته لذلك، او استغل مناصبه الحكومية وعلاقاته العامه .
لم يوظف شيئا لنفسه،لقد كرس كل قدراته في سبيل ابناء شعبه، فقد.يطول الحديث عن نكرانه لذاته وعن تفانيه من اجل الاخرين،وعن ترفعه و نزاهته وزهده وهذا ديدن العظماء المنشغلين بالقضايا الكبرى.
لقد انشغل عامر عبدا لله طيلة حياته بقضايا الشعب والوطن،قضايا العدالة الاجتماعية والحرية والسلام العالمي،كان ناشطا في حزب الشعب منذ الأربعينات من القرن الماضي، ومن ثم في الحزب الشيوعي العراقي،وهو الذي افنى حياته فيه مدافعا شجاعا عن افكاره وتوقعاته،ودوره الرائد والمتميز في حركة انصار السلام.
عامر عبد الله محاميا متميزا ومفكرا اقتصاديا مرموقا وسياسيا يستشرف الاحداث ، ودبلوماسيا مخضرما ورجل دولة فريد من نوعه، اديبا قل امثاله ، فهوالذي يجمع بين السياسة والأدب، هو صاحب القلم السخي الذي يدهش القارئ ويستهويه، يشهد له كل من عرفه وكل من عايشه او كان قريبا منه او قرأ له او سمع عنه.
ثروته الكبيرة التي لا تقدر بثمن، تتمثل بالكم الهائل من المقالات السياسية التي حلل من خلالها، اهم القضايا السياسية المفصلية، عراقيه وعربيه ودولية، منشورة في الصحف والمجلات، اليسارية والليبرالية العراقية والعربيه.
له مؤلفات معروفه، تناول فيها قضية الوحدة العربية التي كانت قضية القضايا في نهاية الخمسينات من القرن ألماضي وكانت رؤيته هنا ثاقبة أثبتت الحياة صحتها،حينها دعا الى الاتحاد وليس الى الوحدة.
يستشف الاحداث وتطوراتها من خلال رؤيته،لمستقبل الشرق الأوسط،والمتغيرات الدولية، والتي يؤكد فيها على ان التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة، هو السبيل الى الاستقرار وان الحروب ليس من شانها ان تحل الصراع،مؤكدا على النتائج الكارثية التي ستخلفها على مدى عقود من الزمن، ضمن مؤلف كرسه لهذه القضية.
مؤلفه الكبير والفريد من نوعه والذي يفترض ان يكون مبعث اعتزاز لكل مفكر وقارئ متنور عراقي وعربي .هذا المؤلف الموسوم الصادر في 1979 والذي تناول فيه، الاسباب الذاتية و الموضوعية التي ادت الى فشل تجربة ما يسمى بالاشتراكية الواقعية.
تحدث فيه بموضوعية متناهية وبدون تشفي بل وبألم شديد عن الاخطاء التي ارتكبت على الصعيد الفكري والسياسي والتنظيمي في المنظومة الاشتراكية وعوامل الفشل، كان يشخص الاخطاء في النظرية وفي الممارسه، ويعتمد الادلة والبراهين الدامغة وتوثيقها بأمانة وحكمة كباحث مقتدر وبارع، قلما نجد مثله.مؤلفه هذا يضعه بدون شك او مبالغة بين كبار المفكرين والساسة ليس على صعيد العراق او العالم العربي فحسب، وإنما على الصعيد العالمي.
للأسف الشديد مؤلفه هذا الاخير لم يتم تداوله بين رواد الفكر داخل العراق .نشر في التسعينات من القرن الماضي في الخارج وبكميات متواضعة، لم تسمح ظروف العراق حينها في تداوله وتوزيعه كما ينبغي.
واليوم تأت المهمة الملحة لإعادة طبع و نشر هذا المؤلف القيم، في العراق، ويبدو ان الطرف الذي سيتولى هذا المهمة التي ليست بالسهلة هم اقارب وأصدقاء الراحل الذين احبهم وأحبوه.
من غير المتوقع بتقديري، ان يتبنى هذه المهمة حزب سياسي افنى عامر عبدا لله حياته من اجله، لان رؤية عامر عبدا لله وتحليلاته الواقعية في هذا المؤلف القيم، لم ٌتستوعب بعد، رغم واقعية الاحداث التي عشناها كحقيقة، والتي هي خلاصة لأفكاره وتوقعاته التي سبقت الزمن والحدث، وهكذا امر يحتاج الى نقاش وحوار ووضع النقاط على الحروف للتأكيد على الحقائق التي اكد عليها عامر عبد الله، والتي لايمكن تجاهلها او دحضها .
القضية الاخرى التي تستحق التوقف هي ترجمة هذا الكتاب الى الانكليزية، وهذا مشروع إستراتيجي مكلف لكنه سيمكن الباحثين من مختلف انحاء العالم الاطلاع على هذا النتاج الفكري المهم.
اخيرا بودي ان اتحدث بصراحة دون تحفظ مع المشرفين على المواقع الالكترونية اليسارية مثل موقع ألطريق والناس و غيرها، التي لم تتكرم لحد الان بإدراج مؤلفات عامر عبدا لله في قائمة الكتب في مكتباتها.فهل هذا سهوا ام تجاهلا ، ام اهمالا مقصودا ام عدم اكتراث ؟؟؟
لا يمكن بأي حال من الاحوال، التعتيم على رجل وطني و مفكر وسياسي كعامر عبدا لله حتى وان تجاهله من لا يتفق مع افكارة.فالكبار كبار حتى وان جرت محاولات لتحجيمهم.والخالدون خالدون بما قدموا وبما اسهموا من عطاء فكري أضافو فيه كل ماهو قيم وجديد ومهم.
في ذكراه الثالثة عشر، ونحن نتجرع الالم لفقدانه، قريبا وحميما وأبا وفكرا متنورا ونادرا ومخلصا، حتى اخر ايام حياته، للقضايا التي ناضل من اجلها طيلة حياته.
،قد يتذكر معنا اليوم، الكثير من الطيبين والقريبين والمحبين لعامر عبدا لله، ونحن نستعيد ذكراه الخالدة مستلهمين العبر والقدوة والدروس والتجارب الغنية من مسيرة حياته النضالية الطويلة.
ايها الراحل الكبير ستبقى في وجداننا وذاكرتنا دائما وابدأ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ