الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بردٌ ودفءٌ

أسماء الرومي

2013 / 2 / 14
الادب والفن


كنتُ أتمشى مع هذا اليوم المنجمد ، كان كلُّ شئٍ وكأنه قُدّ من الثلجِ ،الأرض
الأشجارُ ، الأغصان ، وحتى السماء
نظرتُ لشمسٍ تكادُ تغفو بين أحضانِ الأغصانِ المنجمدةِ وأنا أتساءَل:أيُّ شوقٍ
جاء بكِ أيتها الحَنون، أهوَ شوق الأشجارِ ،أجزعها الثلجُ ؟
أم إنّ شمسَ الحبِ هاربةٌ من الحرائقِ فجاءتْ محتميةً بالثلجِ ؟
جميلةٌ شمسٌ تتوهج بثوبِ ملاك .
زحافاتٌ تجرُّ الأطفال ،ملابس ثقيلة ،والكل يسيرُ كالدبِ القطبي ،وأنا أسيرُ
وأنظرُبخوفٍ للأرضِ،فكل هذه السنين ولم أستطع تعلم مشيتهم لأتقي المشاكل
إذ دوماً أشعر وكأن قدمي لاتدوسَ الأرض ولا أدري لِمَ
جميلةٌ هذه الزخّاتُ المتقطعة من الثلجِ وإن نزلتْ بقسوةٍ،لكنها تتشكل زهوراً
كقلوبٍ بيضاء تتناثرُ حولي تحملُ صوتَ البحرِ والمطر
بريقٌ في المدى، ألوانٌ نحاسيةٌ لاهبةٌ
هذه الشمسُ المتجمعة على الأغصانِ البعيدة،أيُّ ألوانٍ أخاذةٍ
كالحرائقِ تتجمد مع المدى المحدودِ بين الأغصانِ
ولاأدري لِمَ تبدو وسطَ هذا الجو الملائكي وكأنها بابٌ لجهنم،لكنّها بابٌ جميلةٌ
فأيّ يدٍ حنونٍ تلك التي تقدُّ حتى باب لجهنم بهذا الشكل والجمال
لا أدري لِمَ خطرَ ببالي،من أيّ بابٍ قُدّ قلبُ الأنسان
ومن هذا وذاكَ ومن لسعةِ البردِ ... أين الهرب ؟
في دمي كان يدِبُّ
دفءُ أهلي
فكيف صارَ من لسعةِ بردٍ
لا يحميني ؟
يا خفقةَ الضياء
خذيني ليدِ الدفءِ
ليدِ أختي ولمّة الأحباب
خذيني يا بلد لأجوائكِ
للمساءِ
ومن صباحِ الرياحينِ
بيدكِ العطرةِ اسقيني
أطبقتُ أجفاني
ما كان غير طيوفِ أهلي بينها
فكيف بدارِهم لم تبقَ لي بابُ؟
بغداد لا تُغرقي الثُريا
بين الثرى
فالألقُ الدائرُ مع الشمسِ غيابٌ
مع النجومِ له عودةٌ وانسكابُ
يا شوقَ قلبي لعينيكِ
للدفءِ للنخيلِ
للخضرةِ مثقلةٌ بذهبِ القبابِ
بغداد لا تعاتبيني
وإن نويتِ الرحيل
فانتظريني
ليتَ جُرحَ النهرِ الطهرِ
يسكن قلبي
علّه يُشفى ويُشفيني
سأمرُّ من هناك
سأضمُّ الزمنَ والسنين
سأحضنُ قصصَ العشاق
ومع أجنحةِ الصباحِ
مع الوردِ
وبين النسرينِ والياسمينِ
هناكَ سأولدُ من جديد
ليتهم يتقاسمونَ
مع التوافهِ الغنائِمَ
وبعيداً عن كلِّ التوافهِ
ليتهم في أمانٍ يدعونَ
الطيبين
يا دفءَ أهلي انسابَ
لكنّه مع قلبي غابَ
14/2/2013
ستوكهولم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان درويش صيرفي.. ضيف صباح العربية


.. -بحب الاستعراض من صغري-.. غادة عبد الرازق تتحدث عن تجربتها ف




.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف


.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال




.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف