الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لم تتم المصالحة الفلسطينية حتى اللحظة؟؟!!!

عتريس المدح

2013 / 2 / 14
القضية الفلسطينية


تنتظر الجماهير الفلسطينية بفارغ الصبرإعادة التئام الجرح الغائر الناجم عن الانقسام الفلسطيني بوقوع غزة تحت حكم حركة حماس وبقاء الضفة المحتلة تحت حكم السلطة الفلسطينية، و تتطلع هذه الجماهير الى الوحدة من منطلق الحس الوطني السليم، حيث ترى بالوحدة الوطنية بين شقي الوطن وسيلة يمكن من خلالها ازالة ألآثار الضارة التي ترتبت نتيجة الانقسام، كما ترى في الوحدة الوطنية امكانية وفرصة تؤدي الى بعث جديد لزخم القضية الفلسطينية ولنضالات الشعب الفلسطيني في وجه التعنت والمماطلة والتسويف الاسرائيلي للتملص من استحقاقات السلام والتي يجب أن تتوج بقيام الدولة الفلسطينية.
نعم هذا ما تنتظره الجماهير بعد أن رأت ألآثار السلبية لكوارث الانقسام والتي تجلت بإطلاق يد اسرائيل تقتيلا وتحريقا في شعبنا الصامد في غزة وبعد أن أمعنت اسرائيل في تصعيد وتيرة البناء في المستوطنات ورفعت من وتيرة هدم البيوت وصعدت من اجراءآتها القمعية ضد الجماهير الفلسطينية داخل القدس وحولها من سياسات تهويد القدس والاعتداءات المتكررة على الحرم القدسي واجراءات البناء التوراتي في سلوان واقتحامات غلاة المتطرفين المتدينين لباحات وساحات الاقصى وتنظيمهم الى زيارات توراتية الى الحرم بكل ما تحمل من تصرفات وخلاعات تتناقض مع حرمة المكان الدينية، إضافة الى ادارة سلطات الاحتلال الظهر الى الاسرى المضربين عن الطعام والذين تجاوز بعضهم باضرابه أكثر من مئتي يوم.
تنتظر الجماهير هذه الوحدة الوطنية، لكن لا شيء يتحقق ، ويتسائل الناس لم وحتى اللحظة لم ينجز ألأمر؟! رغم كل التصريحات المبشرة والمطمئنة التي يطلقها المتحاورون... لا شيء يتحقق.
لماذا لا ترتقي اطراف الانقسام الى مستوى الحدث برغم كل الموجبات لدفع هذه المصالحة الى الامام، الجماهير بدأت بالملل وبدأ شعور الاحباط يتسلل الى معنوياتها، والبعض أخذت تنتابه الكثير من الأسئلة، بل البعض بدأ يشك اذا ما كان المتحاورون أصلا من اصل فلسطيني، أو أنهم يعطون ألأولوية إلى القضية الفلسطينية ومصالح الشعب الفلسطيني، والبعض وصل إلى قناعة تامة بأنه لن تكون هنالك وحدة ومصالحة.
فلماذا وحتى هذه اللحظة تتعسر ولادة هذه المصالحة؟ برغم اعلان أطراف الانقسام على حرصها على انجاز الوحدة، وبرغم كل البيانات والتحركات والحوارات والمفاوضات اليومية ، اليس في هذا وضع غريب وحال أغرب خصوصا وان اطراف الانقسام تعلن عن حرصها على الوحدة.
و الجواب هو
عدم انجاز الوحدة له أسبابه الموجبه ، حيث تتعلق هذه بحسابات ومصالح أطراف الانقسام ، فالانقسام فرض واقعا استفاد منه أصحاب العلاقة، فالكثير من كوادر حماس وكوادر فتح وجدت لها في جو الانقسام مواقع ووظائف وترتب على ذلك امتيازات و حيث تشعر هذه الكوادر بأن العودة الى المصالحة والوحدة سيعيد هذه الكوادر الى وضعها الطبيعي قبل الانقسام مما يعرضها الى فقدان مواقعها وامتيازاتها.
أيضا سلام فياض مندوب البنك الدولي رئيس الوزراء الذي لا ياتيه الباطل لا من أمامه ولا من خلفه ، يشعر بأن الانقسام سيبعده عن مركز التحكم والقيادة نراه يمعن من جانبه ومع كل من التف حوله بمقاومة أمر المصالحة والانقسام مستفيدا من الحصار المالي الذي تمارسه الدول المانحة للسلطة الفلسطينية، فهذا الصراف الذي تمر أموال المنح عبره ومن خلاله وضع الشعب الفلسطيني تحت و طأة الديون وضغط البنوك و يزيد من ضغطه على الموظفين والقطاع العام والقطاع الخاص عبر افتعال موضوع الافلاس والعجز و تأخر صرف الرواتب ومستحقات المقاولين والموردين موحيا للشعب الفلسطيني والى كوادر كثيرة بأنه الوسيلة الوحيدة التي تثق بها الجهات المانحة لتمرير التمويل اللازم لادارة السلطة ودفع الرواتب ، وحيث وبدونه لن تأتي أموال المنح .
ايضا الصراع على اقتسام كعكة منظمة التحرير الفلسطينية، وحصة كل من حماس وفتح في اللجنة التنفيذية وفي المجلس الوطني تؤجل موضوع الاتفاق والمصالحة وكأن منظمة التحرير ميراثا خاصا بهم دون سائر الفصائل الاخرى ودون إكتراث لمصالح الجماهير الواسعة والعريضة حيث يتجاهل الطرفان وجودها في محادثات اقتسام الكعكة.
إضافة إلى عجز هذه الفصائل عن لعب دور حقيقي ريادي وقيادي ، وخضوعها من حيث التمويل والامتيازات الخاصة بقادتها ورهن نفسها الى ما تجود به عليها فتح المهيمنة والمسيطرة حتى اللحظة على مؤسسات السلطة وعلى مؤسسات منظمة التحرير يجعلها تكتفي بلعب دور ثانوي دور البصمجي الموافق على ما تريده فتح.
تدخلات الدول العربية حيث تحتضن قطر والاخوان المسلمين حماس و تساندها، فتجعل حماس تنتظر اللحظة المناسبة للانقضاض على الضفة الغربية ، حيث ترى حماس في سيطرة الاخوان المسلمين بواسطة التمويل القطري على دول مثل مصر وليبيا وتونس فرصة كبيرة لادارة الظهر للمصالحة معتقدة أن وضع العالم العربي الحالي وحالة الاختناق والحصار والعجز وانسداد الافق التي تعيشها السلطة الفلسطينية تتطلب منها التريث لعل السلطة تنحل فتحل محلها دون الحاجة الى دفع الثمن، خصوصا بعد أن فكك خالد مشعل بمساعدة قطر كل علاقة له بسوريا و حزب الله وبعد ادارته الظهر لبرنامج المقاومة التي كانت حماس تدعيه.
الضغط الذي كانت تمارسه اسرائيل كلما ارتفع الصوت وعلى الحديث عن ضرورة المصالحة والوحدة الوطنية ، عبر مصادرة و تأخير ايصال الاموال المنقولة من الدول المانحة وعبر أموال الضرائب التي تجمعها اسرائيل والتي من المفروض على اسرائيل وفقا للاتفاقيات الإقتصادية الموقعة أن تسلمها إلى السلطة الفلسطينية، كذلك تلكؤ الدول المانحة عن دفع الأموال في وقتها عند الحديث عن المصالحة، ساهمت في تردد فتح عن السعي الجاد لانهاء هذا الملف.
و حالة الحصار التي تفرضها اسرائيل على قطاع غزة والتي ساهمت بما يسمى اقتصاد الانفاق والذي ساهم في ايجاد مافيا من قيادات حماس اغتنت بشكل فاحش ، فالتهريب عبر الانفاق والذي تسيطر عليها حماس ساهم بإيجاد أكثر من سبعمائة مليونير غزاوي استفادوا جدا من هذا الوضع واستفاد معهم المئات والالاف من العاملين بالانفاق أو المرتبطين بها، اتراهم بعد هذا يتخلون عن مكاسبهم وامتيازاتهم.؟!
لقد أبتلي الشعب الفلسطيني بقيادات فاسدة وانتهازية تحسب حساب مصالحها الذاتية والفئوية، وتقدمها على المصلحة العامة، وابتلاؤه بقيادات غير ثورية تدعي الواقعية جعل من كل هذه العوامل معيقا كبيرا أمام انجاز المصالحة، الشعب الفلسطيني اليوم بحاجة الى ثورة على هذا الواقع ، ثورة على القيادات والفصائل المهترئة والانتهازية، ثورة تعيد الى الكل رشده وعقله تخيره فيها ما بين الالتزام بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني أو الركون جانبا وإخلاء الموقع لقيادات شابة جديدة قيادة تملك العقل والواقعية ولكنها تمتلك معها الروح الثورية الوثابة وتملك الايمان بقدرة الشعب الفلسطيني على الصمود والصبر، تضع نصب أعينها أولوية المصالح العليا للجماهير الفلسطينية على المصالح الفئوية الضيقة، قيادة يمكنها الاستفادة من عواصف التغيير التي تجتاح المنطقة في مصر وتونس رافضة منطق الهيمنة الاخوانية الخليجية على مقدرات الشعوب رافضة الخنوع للاملاءات الامريكية الاسرائيلية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عتريس المدح المحترم
ادم عربي ( 2013 / 2 / 14 - 19:19 )
حتى نفهم الانقسام لا بد من فهم تاريخ الانقسام وظروفه
بدا الاعداد للانقسام عندما طرح الامريكان تقليص صلاحيات عرفات عبر استحداث رئيس وزراء وكان وقتها محمود عباس حيث اعتبرة عرفات حينها خارج عن الشرعيه ، وما تلى ذلك من انسحاب من طرف واحد وسريع من القطاع اربك عرفات شخصيا، ومع وفاة عرفات بالسم وهو الارجح ، جرت انتخابات رئاسيه فاز فيها محمود عباس ، ثم تحديد موعد مقدس لانتخابات التشريعيه 2005 وهي محسومة النتيجة لصالح حماس ، ثم الانقسام العسكري بالقوة ، ما كان ليتم الا بدعم اسرائيلي ومباركة من رام الله قياديا لاضعاف برنامج فتح وتقويه برنامج حماس الذي يتقاطع مع التطرف الاسرائيلي لان مشروع حماس اممي لا وطني اممي اسلامي ، سلام فياض موظف في البنك الدولي يخدم في الضفه ، النتيجه النهائيه ضياع اي حل وطني الا حل حماس القائم على دولة في القطاع مع ابقاء الصراع


2 - شرائح طفيلية وبيروقراطية
خالد أبو شرخ ( 2013 / 2 / 14 - 21:02 )
بعد التحيه
منذ أواسط الثمانينات وعند توقيع اتفاق عمان بين الملك حسين وياسر عرفات حذرنا من التقاء شريحيتين تنميان في المجتمع الفلسطيني, الشريحة الاولى تتمثل من افراز الجهاز البيروقراطي لمؤسسات م.ت.ف. والثانية طفيلية تبلورت في الارض المحتلة على مدار سنين الاحتلال للاسف الاتفاقيات التي نتجت عن اعلان مباديء اوسلو افرزت وضعا دمج الشريحتين معا وتحولتا الى مجموعات مصالح مرتبطة بجهاز الحكم الذاتي الفلسطيني وتتضرر مصالحها في وجود مؤسسة دولانية فلسطينية تخضع للقانون والمحاسبة فاعاقت بناء اقتصاد انتاجي مقاوم واستاثرت بامتيازات السلطة الوهمية
وعند الانقلاب الانتخابي عام 2006 ساهمت هذه المجموعات في حصار الشعب الفلسطيني لانها رات في وصول حماس للسلطة تهديدا لمصالحها في الوقت الذي سعت حركة حماس الى استنساخ تجربة فتح بحذاريفها ليخضع الشعب الفلسطيني لمجموعات مصالح بيروقراطية في الضفة ومجموعات مصالح طفيلية عمادها مهربي الانفاق وسارقي اموال الزكاة والمعونات في غزة والطرفان انهكا الاقتصاد الفلسطيني وقضيا على اي مضمون مقاوم به وحملا عبء الحصار على محدودي الدخل والشرائح المهمشة
ولك تحياتي


3 - الرفيق ادم عربي
خالد أبو شرخ ( 2013 / 2 / 14 - 21:04 )
بعد التحية
ارجو ان تتقبل تصحيح معلوماتك
اسرائيل انسحبت من قطاع غزة بعد وفاة الزعيم ياسر عرفات
الانتخابات التشريعية كانت عام 2006م اما عام 2005م فقد كانت الانتخابات الرئاسية
ولك تحياتي


4 - لا يمكن ان تتم المصالحة الفلسطينية
زرقاء العراق ( 2013 / 2 / 14 - 22:13 )
في رأي ان المصالحة لن تتم لان كلا السلطة وحماس لا تسطيع ادارة حتى كشك للخضار ناهيك عن ادارة دولة
ولنا مثالاً عن حماس في السنوات الماضية ومنذ انسحاب اسرائيل من غزة وهي في تدهور مستمر
اما السلطة فهي تشحد وتعيش على المعونات الدولية ولا يلومها احد عن رفضها للمصالحة بعد ان قامت حماس بقتل اخوتهم عن طريق رميهم من الطوابق العليا وغيرها مما لم تقوم حتى اسرائيل بفعله


5 - الاخوة آدم عربي و خالد أبو شرح
عتريس المدح ( 2013 / 2 / 15 - 09:07 )
تطرق الكثير من الباحثين لموضوع الانقسام و أسبابه التي لا تخفى على أحد، وهي إضافة الى الخلافات في البرامج السياسية وامتداداتها، كان موضوع الفساد المستشري وموضوع الاجهزة الامنية والتجاوزات التي قامت بها الاجهزة الامنية وهي أسباب مباشرة، إلا أن هناك أسباب أخرى منها عقلية الهيمنة اللاديموقراطية والتي تتسم فيها اطراف الانقسام إضافة إلى أن مسيرة حماس السياسية وفكرها الاخواني الرافض طيلة الوقت للفكر الوطني والعلماني والديموقراطي واليساري كان من الاسباب الاساسية لموضوع الانقسام
ما نحن بصدده في هذا المقال، لم يكن التصدي لاسباب الانقسام بل كان في تحليل العوامل المباشرة في عدم انجاز المصالحة والوحدة برغم التوق الشعبي والجماهيري لتحقيقه وبرغم كل الموجبات النضالية التي تحتم بالطرفين الارتقاء المستوى المطلوب للتصدي لمهام المرحلة القادمة
مع التحيات


6 - الى زرقاء العراق
عتريس المدح ( 2013 / 2 / 15 - 09:16 )
مصالح كل من فتح وحماس تحتم عليها تلبية المطلب الاساسي للجماهير بالوحدة، لكن كل منهم يساوم ويفاصل الآخر على نسبته وحصته من الكعكة


7 - المصالحة
يعقوب ابراهامي ( 2013 / 2 / 16 - 10:59 )
الكل يتحدث عن المصالحة دون أن يتحدث على أي أساسٍ يجب أن تتحقق المصالحة
المصالحة ليست غاية بحد ذاتها بل يجب أن تخدم قضية السلام الإسرائيلي-العربي وتقدم مشروع حل الدولتين
مصالحة لا تقوم على أساس حل الدولتين والإعتراف بشرعية دولة اسرائيل لا فائدة منها بل أن الإنقسام خير منها
وعلى هذا الأساس أنا شخصياً لا أرى في الوقت الحاضر أي أملٍ في تحقيق المصالحة


8 - سيد يعقوب ابراهامي
عتريس المدح ( 2013 / 2 / 16 - 11:51 )
برنامج المصالحة الوطنية معروف، وهو اصلاح مؤسسات م.ت.ف ، والانتخابات الرئاسية وانتخابات المجلس التشريعي وموضوع إقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل وبحدود الرابع من حزيران لعام 1967على أساس السلام العادل والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية، ومن لا يقبل بهذه الاسس من الطبيعي أن يعمل على إعاقة المصالحة، ولعلك سمعت من خالد مشعل وغيره بقبول حماس للسلام العادل والشامل على نفس الاسس التي تطالب فيها م.ت.ف والسلطة الوطنية الفلسطينية

اخر الافلام

.. أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير


.. مصادر طبية: مقتل 66 وإصابة 138 آخرين في غزة خلال الساعات الـ




.. السلطات الروسية تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة | #


.. مراسلنا: غارات جوية إسرائيلية على بلدتي مارون الراس وطيرحرفا




.. جهود دولية وإقليمية حثيثة لوقف إطلاق النار في غزة | #رادار