الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وضوح الرؤية هي الاساس في مواجهة المخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية

عباس الجمعة

2013 / 2 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



القضية الفلسطينية على مشارف عدة تطورات تستوجب من الجميع استنهاض الطاقات وتعزيز الوحدة الوطنية لمواجة كافة المخاطر ، وعدم التعويل على زيارة الرئيس الامريكي اوباما لانها لم تحمل اي جديد رغم تصريحاته حول دعم الديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط ، وهي لايمكن اخذها على محمل الجد، ما لم تلتزم الادارة الامريكية بإنهاء الاحتلال بديلا لما تسميه بتحريك عملية السلام المزعوم، وبتنفيذ قرارات الشرعية الدولية واحكام القانون الدولي وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه الوطنية في الحرية والاستقلال والعودة.
امام هذا الوضع من البديهي أن نتساءل عن القيمة المضافة التي ستشكلها زيارة كل من الرئيس الأميركي أوباما ، وزيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى فلسطين المحتلة أو إلى المنطقة عامة، ما دام الوضع الفلسطيني ينزلق من سيء إلى أسوأ، ولا توجد بوادر في الأفق تشير إلى إمكان حصول انفراجة على صعيد ملف الصراع العربي ـ الصهيوني.
لقد كشفت الانتخابات الصهيونية الأخيرة بفجاجة عن رفض جميع أطياف المحتلين الصهاينة التنازل عن حق من حقوق الشعب الفلسطيني، والالتزام باستحقاقات عملية السلام، فإن ما يضاعف حجم القلق هو استمرار غياب الاستقرار السياسي والأمني في المشهد العربي الجامع، وتضاؤل فرص حدوث تطورات حقيقية على صعيد عملية ما يسمى السلام ومسار التفاوض، بدليل أن القيادة الفلسطينية رفعت صوتها وهي تطالب العرب بالوفاء بما أقروه من التزامات مالية داعمة للتغلب على الأوضاع المعيشية والاقتصادية بسبب القرصنة الصهيونية على أموال السلطة التي أصبحت في وضع لا تحسد عليه لعدم قدرتها على سد رواتب موظفيها، فغدا الدعم المالي مساويًا للدعم السياسي والدبلوماسي، ما أعطى المحتلين الصهاينة فرصًا للمناورة والقفز على استحقاقات السلام بتقديم ملفات أخرى كالملف النووي الإيراني، يتزامن ذلك مع عملية التشويش والخلط هذه تصاعد الهجمة الاستيطانية غير مسبوقة في الضفة الفلسطينية ومدينة القدس المحتلة، حيث تمضي آلة الاستيطان في تغيير معالم المدينة وفي قلب البلدة القديمة، وتهويدها سعيًا نحو الحلم التلمودي بـ"يهودية الكيان الصهيوني"، فلم تسلم المنازل التاريخية من العبث الذي يدل على الحقد الدفين ضد التراث الإنساني العربي والإسلامي، بغية تكريس واقع الاحتلال، وتصعيد حملة هدم المنازل الفلسطينية وتشريد الناس الآمنين العزل من بيوتهم، وارتفاع وتيرة الاعتداءات المتواصلة من قبل قطعان المستوطنين على الشعب الفلسطيني.
وفي خضم الأزمات والحروب والاضطرابات التي تعصف بالمنطقة العربية شرقاً وغرباً، يخوض الأسرى البواسل في سجون الاحتلال الإسرائيلي حرباً صامتة لا تحظى بكثير من الاهتمام أو التغطية، خاصة في وسائل الإعلام ،حرب الأمعاء الخاوية، كما باتت تسمى، وسيلة النضال الجديدة لكسر شوكة المحتل عبر تنفيذ إضرابات جماعية عن الطعام احتجاجاً على الاعتقال الإداري وسوء المعاملة والتنكيل المستمر بحق الأسرى.
وفي ظل هذه الظروف نؤكد على اهمية نقل ملف القضية الفلسطينية الى الامم المتحدة وذلك من اجل مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في مواجهة استهتار قادة الاحتلال بقرارات الشرعية الدولية ومؤسساته ، والعمل من كافة القوى الفلسطينية النظر إلى ما يريده الشعب، فتمنحه ثقة بها من خلال الاسراع في انهاء الانقسام والعمل على رسم استراتيجية وطنية للمرحلة المقبلة .
ان ثمرة النضال الوطني الفلسطيني في الحرية والاستقلال تتطلب تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية التي طالبت بها الجماهير الفلسطينية التي كانت وما زالت وقود الثورة والكفاح الوطني ومن واجبها أن تحمي انجازاتها عبر نضالها للوصول الى دولة مستقلة كاملة السيادة تشكل جزءاً لا يتجزأ من اطارها القومي العربي راهناً ومستقبلاً وتكرس نفسها في خدمة أبناء الشهداء والجرحى والمعتقلين ، وفق قواعد العدالة وتكافؤ الفرص، بعيداً عن المحاسيب ورموز الفساد الذين راكموا ثرواتهم على حساب الشعب الفلسطيني .
ان توفير المزيد من عوامل الصمود والمقاومة وتحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة عبر التداعي لتطبيق اليات اتفاق المصالحة وعدم وضع العراقيل التي تواجه المصالحة، على أساس إدارة الانقسام وليس انهائه. وانتظار البعض لما يجري من تطورات قد تحدث في العالم العربي ، تتطلب من كافة الفصائل والقوى رفع صوتها عاليا لقول كلمة الحقيقية والعمل من اجل التاكيد على الالتزام بالثوابت الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحماية المشروع الوطني الفلسطيني .
إنَّ الهجمة الصهيونية الحالية ضد الارض والانسان تفرض تعزيز وتطوير المقاومة الشعبية بكافة اشكالها ، بعد ان رسم الاسرى الابطال لوحة مشرقة بالنضال الوطني المستمر عبر جوعهم وأمعائهم الخاوية، وإصرارهم وتحديهم لوحة عنوانها صون منجزات الحركة الأسيرة ،كما اثبت الشعب الفلسطيني بنضاله وتفاعله الحي والخلاق مع كل المنعطفات التي تمر بها قضيتنا الوطنية.
ختاما:لا بد من القول ان الارتقاء لمستوى التحديات المطروحة أمام الشعب الفلسطيني و تغليب التناقض مع الاحتلال على ما سواه، بالشروع في إنهاء الانقسام وتطبيق اليات اتفاق المصالحة وصياغة برنامج نضالي موحد يقوم على الاستناد لمقاومة الشعب من اجل دحر الاحتلال والاستيطان وتحرير الأسرى وانتزاع حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة كاملة السيادة و عاصمتها القدس.
كاتب سياسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يؤكد تمسك حماس بدور الوسطاء للتوصل لاتفاق متكامل لإنهاء


.. قرار الجيش الإسرائيلي بشأن -الوقف التكتيكي- لأنشطته العسكرية




.. الولايات المتحدة .. قواعد المناظرة الرئاسية | #الظهيرة


.. في أول أيام عيد الأضحى.. مظاهرة قرب السفارة الإسرائيلية بعما




.. بسبب منع وصول المساعدات.. غزيون يصطفون في طوابير طويلة من أج