الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هناك افق شيوعي في العالم؟

ادم عربي
كاتب وباحث

2013 / 2 / 15
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


يشترك معظم كتابنا الماركسيين بامكانية حدوث ثورة اشتراكيه على غرار ثورة اكتوبر ، حجتهم في ذلك ان الظروف الطبقيه للعالم تسمح بذلك ، فامريكا اللاتينية وكوبا يوجد بهما بروليتاريا واعيه ثورية ، كذلك الهزات في المراكز الراسمالية القديمة ، كاحداث وول ستريت ، ومظاهرات اليونان يمكن ان ترفد مسار الثورة ، ملخص القول ، يرى نسبة لا بأس بها من الكتاب ان شبح الشيوعية يحوم الآن في العالم .

عندما تنبئا ماركس وانجلز قبل اكثر من مئة وستون عاما بشبح الشيوعيه يحوم فوق سماء اوروبا كانت الظروف غير آن الظروف الحالية ، فقد كانت وتيرة الانتاج الراسمالي تسير بخطى متسارعه غير معهودة خالقتا تناقضآ بين الراسماليين والعمال على ارض القارة الاوروبية خصيصا المانيا وانجلترا ، حيث كان الانتاج الراسمالي يمر بأعلى مراحل تطورة وهذا ما رآه ماركس حيث الراسمالية تحمل فنائها في احشائها وهي البروليتاريا ومشروعها ، اذن كان نظام رأسمالي وانتاج رأسمالي وبروليتاريا تتكاثر بمتوالية هندسية ، اضف لذلك انتشار افكار ماركس وانجلس كالنار في الهشيم في تلك الحقبة على الرغم من صعوبة فهم العلوم الماركسية .

نضيف الى ذلك ان ثورة اكتوبر هي ثورة برجوازية ، لاستكمال المشروع البرجوازي ، ولو لم يتم انقلابها لما تحولت الى ثورة اشتراكية تاركتا دورها في تقدم المجتمع .
كانت الدول الراسمالية تتنافس فيما بينها حين وصلت الراسمالية اعلى مراحلها لذلك قررت الامميه الثانيه في عام 1907م في شتوتغارت انه ستكون ساعة الصفر لشرارة الثورة الاشتراكية في حالة نشوء اول حرب بين الدول الراسمالية ، فالعالم اليوم ليس من عالم تلك الحقبه بشئ حين كانت الدول الارأسمالية تتقاتل فيما بينها من اجل تصريف فائض القيمة .

نظرة الى العالم اليوم يسبح في مديونية عالية جدا وعدم انتاج مما يعزز من فرضية انهيار الرأسمالية ، فهناك انكماش شديد في عدد الروليتاريا في العالم بشكل مضطرد الى الثلث تقريبا مع تزايد عدد السكان ، النظام الراسمالي قائم على انتاج فائض القيمه بامتلاكه لوسائل الانتاج وملح الارض العبيد والاقنان سابقا والعمال لاحقا هم من يقومون بهذه المهمه الضروريه لبقاء الراسماليه فبدونهم تزول ، تراجع الكبير لاعداد البروليتاريا يكشف انكماش الراسماليه والانتاج الراسمالي المراكم للثروة حسب معادلة ماركس نقد-بضاعه-نقد ليقوم النقد في الطرف الاخر بفتح افاق وتوسع راسمالي كبير وهكذا ، وجميع ذلك يتم بمبادلة المكافئ بالمكافئ هذا شرح ماركس .

لا شك ان الانتاج الراسمالي كما شرحه ماركس قد انتهى تقريبا ، هذا لا يعني عدم وجود انتاج راسمالي وبروليتاريا ولكن نتحدث عن تقلص بنسبة 70% من هذه الطبقه وهو انهيار المنظومة الراسماليه ، الرفيق النمري محق فيما يتعلق بدول الرفاة واستلام البرجوازيه الصغرى لمفاصل المجتمعات والطبقات محاولة الاطاله ما امكن بالوضع الكارثي العالمي ، هذه البرجوازيه تدمر ما تبقى من انتاج راسمالي عن طريق الضرائب الباهظه مما يجعلها تهجر وطنها تحت مسميات العولمه ، الاشتراكيه لا تاتي سلميه بل من ثورة ، والبرليتاريا جاءعه والجائع لا يعمل ثورة ، اقصد بزيادة البروليتاريا هو زيادة العاطلين عن العمل لان زيادة البروليتاريا ظاهرة صحيه ، فالموجود مرة ثانيه طبقه عاطله عن العمل جائعه مدجنه لا تمتلك اي وعي طبقي بعدما قامت البرجوازيه الصغيرة بتدجينها تحت مسميات العدالة والديموقراطيه والحريه الشخصيه الليبراليه ، اما عن القول ظهور احزاب شيوعيه تقوم بالتثقيف ودور طليعي مع من ينحدر من البرجوازيه الصغيرة ، ولا شك ان الاحزاب هي من صنيعة البرجوازيه الصغيرة ، فحتى الاحزاب الشيوعيه لا تمتلك في الراهن اي برنامج سياسي او اقتصادي للتغلب على سيطرة الطبقه الصغرى على العالم ، ان النقابات كقوة طليعيه مثلا تقوم باللعب على الطبقه المسحوقه في اوروبا مثلا لصالح برامج البرجوازيه الحاكمه ، اتمنى ان يكون هناك منفذ ، اين نحن في العالم الان من تللك الظروف؟ لا يوجد مركز اشتراكي ولا مركز راسمالي ، يوجد برجوايه مسيطرة على مفاصل الطبقات الان تقاوم كل تناقض طبقي ممكن الحدوث ، ما يذهب الكتاب اليه في الدول المعنيه اللاتينيه تعاني العزلة والحصار وبرنامج ممنهج لافقار الشعب ، يبقى التناقض الان الرئيس بين البرجوازيه الصغيرة مع البرجوازيه التقليديه والعمال من جه ، وهذا تناقض غير مسبوق في التاريخ فالتناقض كان بين القن والاقطاعي ثم بين العامل والراسمالي اما ان يصبح التناقض بين البرجوازيه الوطنيه والبروليتاريا من جه والبرجوازيه الصغيرى فلا اجد له اي تفسيير او مخرج .

نحتاج الى تشخيص العدو الطبقي من اجل الانقضاض عليه ، العدو الطبقي
التاريخي للبروليتاريا هو الراسماليين ، الان العدو الطبقي هلامي غير ظاهر امعالم وهو البرجوازيه الصغيرة ، وهي عدو طبقتين كانتا متناقضتين الراسماليين والبروليتاريا ، ان البرجوازيه الصغيرة اخذت مكان البرجوازيه الكلاسيكه ، لتصل لنتيجه ان كل الطبقات متناقضه دون تحديد عدوها اطبقي ، فقط طبقه واحده تعلم اعدائها وهي البرجوازيه الصغيرة وهي لذلك تقوم بقمع الراسماليه وتدجين البروليتاريا على قاعدة التسامح الطبقي سلوكا وثقافه وممارسه .....لذلك المشوار طويل والعالم ساكن ميت لا حراك فيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إلى ادم عربي: العالم الميت
يعقوب ابراهامي ( 2013 / 2 / 16 - 10:48 )
أنت تقول:والعالم ساكن ميت لا حراك فيه
أين تعيش يا ترى؟ ألم تسمع ان محطة (كيوريوزيتي) أذاعت للعلم كله: هبطنا على أرض المريخ بسلام؟ هل هذا هو عالم ساكن ميت لا حراك فيه؟ ألا ترى إنجازات الفكر البشري في هذا العالم الميت؟ وكيف كنتَ تستطيع أن تنشر مقالك هذا لو كان العالم ساكناً ميتاً لا حراك فيه؟ نحن نستبدل الكومبيوتر والآيفون كل سنة أو سنتين وأنت تتحدث عن عالمٍ ساكن ميت لا حراك فيه؟ متى تستفيق من نومة أهل الكهف؟


2 - الحال الماركسي الآن صعب
رمضان عيسى ( 2013 / 2 / 16 - 11:25 )
الحال الماركسي الآن صعب وما ذكر في المقال شذرات لهذه الصعوبة ، ولكن أهم سبب يدعو للاكتئاب هو تفكك المنظومة الاشتراكية ، والأحزاب الشيوكية تعيش على - اجترار ذكرياتها - ولا تجديد ، والماركسية الآن هي الفكر الثوري ولكن الحراك الثوري لا يأخذ منها الا شذرات . والطبقة العاملة في العالم ضاعت معالمها الطبقية وماعت في تطوير أهدافها .


3 - الى يعقوب ابراهامي
ادم عربي ( 2013 / 2 / 16 - 13:15 )
حسنا اخترت من المقال ذيله ، شاهدت المركبه تهبط الى المريخ ، واغير ايفون كل ثلاث سنوات ، منجزات العلم لا تتوقف ، لكن هل اجد فرصة عمل في المريخ ؟ ومن يدفع تكلفتها دون طائل ....وعندما نتحدث عن عالم ساكن نتحدث عن وعي طبقي مفقود.....


4 - السيد رمضان عيسى المحترم
ادم عربي ( 2013 / 2 / 16 - 13:29 )
الراسماليه والاشتراكيه شجرة واحدة ، موت الاشتراكيه يعني موت الراسماليه والعكس صحيح بدون استكمال التحول الشيوعي ، عدو طبقي فكك المشروعين معا هو البرجوازيه الصغيرة ، العمل الشيوعي اليوم ييواجه مشكلتين الاولى غياب وعي طبقي في المراكز الراسماليه السابقه والثاني يختص بامريكا اللاتينيه والتحول فيها عدم وجود مركز اشتراكي


5 - عزيزي ادم
جان نصار ( 2013 / 2 / 16 - 18:14 )
يعني ما في فايدي معك بدك تغلق كل الابواب.على الاقل اعطينا بارقة امل اي نعم هناك متغيرات والطبقه العامله اليوم تختلف عن طبقة ماركس وهي مرفهه اكثر الا انها تستغل من قبل الرأسماليه وطلما ان هناك ازمه تستفحل هذا يعني ان التفاوت الطبقي يزداد .والتحربه الرأسماليه فشلت مثل التجربه الاشتراكيه الا ان عودتها ليست مستحيله لان تجربة 70 او 80 عام للاشتركيه تعتبر ومضه في التاريخ ورغم قصر مدتها فهي تسحق الاعاده وستعود طبعا مش على زمانا.باختصار انا سابقى شيوعي ولن اتغير لاني بغيرش افكاري حسب الطقس. ........تحياتي لك يا صديقي


6 - إلى جان نصار 5: شيوعية للأجيال القادمة؟
يعقوب ابراهامي ( 2013 / 2 / 16 - 19:06 )
هل أنت شيوعي لأنك تريد تحقيق الشيوعية في أيامك أنت (من أجلك ومن أجل أولادك) أم لأنك تريد تحقيق الشيوعية من أجل الأجيال القادمة؟ هل أنت تريد تحقيق الشيوعية هنا والآن أم إنك تعمل من أجل تحقيق الشيوعية بعد 200 أو 300 سنة؟ هل يهمك كثيراً ماذا سيحدث بعد 200 أو 300 سنة؟


7 - الصديق جان نصار المحترم
ادم عربي ( 2013 / 2 / 16 - 19:14 )
انت تقول ايها الصديق ان الراسمالية انتهت والاشتراكيه انتهت ، اذن ما هو الموجود ......الموجود نظام عالمي جديد موجه بالمدفع الامريكي الذي حل محل الانتاج الراسمالي والاشتراكي


8 - الاستاذ يعقوب ابراهامي المحترم
جان نصار ( 2013 / 2 / 16 - 21:38 )
كنت قد كتبت لك تعليق على مقالك الاخير واجبت الجميع باستثنائ لانه لربما لم يعجبك الاسم او غير ذلك وانا احترمك واحترم كتاباتك مع اختلافي معك في الكثير من اطروحاتك خصوصا في ما يتعلق بالقضيه الفلسطينيه ومع ذلك اجيبك .انا شيوعي الان وحلمت بعالم افضل واردت ان يتحقق في حياتي وان يستمر بعد مماتي لكن الاماني شئ والواقع الحالي شئ اخر.اما ماذا سيحدث بعد 200 سنه اتركه لمخيلة صناع السينما في هوليود على اساس فيلم خيالي علمي...اشكر لك اهتمامك ولك مودتي


9 - إلى جان نصار 8: الشيوعي الحالم
يعقوب ابراهامي ( 2013 / 2 / 17 - 08:18 )
ليس في اسمك ما لا يعجبني وأنا احترم وأرد على كل من يشرفني بالتعليق على ما أكتب وشكراً على كلماتك الجميلة
رجعتُ إلى تعليقك الذي تشير إليه والذي لم أجبك عليه. ما أذكره هو أنني أجلتُ الإجابة عليه إلى وقتٍ آخر لأنه احتوى من (الحقائق) ما أغضبني وأنا لا أحب الإجابة عندما أكون غاضباً، ثم نسيتُ ذلك. على كل حال سيكون لنا في المستقبل الكثير من المناسبات للخوض في المواضيع التي أثرتها في تعليقك وعذراً على هذا الإغفال من جانبي
كلنا عزيزي جان حلمنا بمستقبل شيوعي وكرسنا حياتنا من أجل ذلك إلى أن صدمنا الواقع وإذا بالملك عارياً والجنة التي وعدونا بها ما هي إلا جحيم لا يطاق
هناك عزيزي جان من استخلص كل النتائج من ذلك وعاهد نفسه أن لا يغمض عينيه عن الحقيقة مهما تكن قاسية، وهناك من لا يزال يغط في سباتٍ عميق وكأن شيئاً لم يحدث
الحمار عزيزي جان هو الوحيد الذي لا يغير رأيه


10 - استاذ يعقوب ابراهامي المحترم
جان نصار ( 2013 / 2 / 17 - 11:04 )
اود في البدء ان اقدم اعتزاري لصديقي ادم على التعليق اكثر من مره وكأن الحوار يصبح حانبيا بين محاورين ياخذ الطابع الشخصي واعد اني ساكتفي باخر تعليق في هذا المقال على ان احاور الاستاذ يعقوب في مقالته ان سمحت الظروف.ان الحلم هو جزء من الحقيقه وان تحلم لا يعني الهروب من الواقع..لم اغمض يوما عيني عن الحقيقه ولم اداهن في حياتي.من خلال متابعتي لمداخلاتك تحاسب على الكلمه وليس المعني مثل الانصاف والعدل مثلا.
الحمار عزيزي يعقوب لا يغير رأيه لانه حمار بحياتك رأيت حمار اصلع او ذكي او يعرف القرأه لهذا هو حمار.


11 - إلى جان نصار 10: الكلمة
يعقوب ابراهامي ( 2013 / 2 / 17 - 11:57 )
أريد أن أجيب على ملاحظة واحدة وردت في ردك
أنت تقول: من خلال متابعتي لمداخلاتك تحاسب على الكلمه وليس المعني مثل الانصاف والعدل مثلا
أنت لست أول من يعيب علي أنني أعلق أهمية بالغة بالكلمة المكتوبة لذلك أريد أن أجيب بصورة لا تقبل التأويل: أنا أعتقد أن الكلمة المكتوبة هي الطريقة الوحيدة التي يوصل فيها الكاتب أفكاره إلى القارئ. وكاتب يحترم قراءه يجب أن يكون مسؤولاً عن كل كلمة يكتبها وأن يكون مستعداً للدفاع عنها
كل كلمة تحمل معنى معين ومحدود وكاتب يطلق الكلام على عواهنه ولا يقيم وزناً للكلمات التي يستخدمها هو كاتب لا يحترم قراءه أو لا يعلق أهمية لأفكاره


12 - إلى يعقوب ابراهامي
مثنى حميد مجيد ( 2013 / 2 / 17 - 13:07 )
إلى يعقوب ابراهامي
تحية طيبة وشكر للأخ الكاتب على اتاحة الفرصة
يقول يعقوب - الحمار عزيزي جان هو الوحيد الذي لا يغير رأيه-
لماذا إذن إتخذ الحزب الديمقراطي الأمريكي الحمار رمزا له ؟
هل يعني هذا أن النظام الرأسمالي دائم ديمومة ثبات الحمار على آرائه ؟


13 - إلى مثنى حميد مجيد 12: الحمار
يعقوب ابراهامي ( 2013 / 2 / 17 - 14:30 )
أنا لا أتكلم عن حمارٍ أمريكي

اخر الافلام

.. استمرار التظاهرات المطالبة برحيل الرئيس الكيني ويليام روتو


.. ردود فعل دولية بعد تصدر اليمين المتطرف الجولة الأولى من التش




.. يمين فرنسا يراهن على الحصول على الأغلبية في الدور الثاني وال


.. زعيم حزب التجمع الوطني: الفرنسيون الذين صوتوا لماكرون قلقون




.. لماذا يقلق فوز اليمين المتطرف سكان أحياء المهاجرين في فرنسا؟