الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الريف التونسي : افتكاك الأراضي وسرقة المواشي

حزب الكادحين في تونس

2013 / 2 / 15
الصناعة والزراعة



===============================
1- ضيعة كلوس بزغوان أنموذجا:

----------------------------------
عمدت الحكومة الحالية منذ مدة إلى التنبيه على المواطنين الموجودين بضيعة كلوس بزعوان والذين يتكوّنون من عشرات الع=ائلات الفقيرة بضرورة إخلاء الأرض التي يقيمون عليها منذ عقود، ورغم أنّ البعض منهم استظهر بملكيته العقارية إلاّ أنّ الجواب الرسمي كان أشدّ قسوة ومرارة من التنبيه فقد قيل لهم ان هذه العقود لا يعتدّ بها لأنّها تعود الى "النظام السابق" وكأنما يمثل أصحاب السلطة الآن نظاما جديدا آخر.

إنّ الاستفزازات والترهيب والابتزاز الذى يمارس على هؤلاء الفلاحين الفقراء يعكس فعلا نمطا قديما متجددا من اضطهاد الفلاحين عبر التاريخ يمكن اختصاره في أن الأرض ومن عليها ملك للسلطان . وهكذا فبدل ان تسعى السلطة القائمة إلى التخفيف من معاناة هذه الأسر الفلاحية الفقيرة التي ترزح تحت نير البؤس الاجتماعي المتمثل في تفشي البطالة وانعدام أدنى مقومات الحياة البشرية تتفتّق عبقرية وزير الفلاحة عن سياسة جديدة لا تقف عند حدود الطرد من الأرض التي زرعها هؤلاء الفلاحون الفقراء من عرقهم وحوّلوها من أراض بور ومهملة الى أراض مشجّرة ومنتجة بل تتجاوز ذلك إلى جعلهم في صورة خروجهم من أراضيهم وممتلكاتهم مشردين لا مأوى ولا مستقر لهم فيكونون هم وأبناؤهم الانحراف والفساد والجريمة بشتى أصنافها . إنّ ما قام به هؤلاء الفلاحون المقهورون هو أنّهم اشتكوا أمرهم الى السلطات المحلية والجهوية التي لم تحرّك ساكنا ولذلك لم يبق أمامهم من خيار سوى خيار التشبّث بأراضيهم والدفاع عن ممتلكاتهم –على ضآلتها- وقد توعّدوا كلّ من يحاول ان يسطو عليهم بأن مصيره سيكون مثل مصير السارق وقد القي القبض عليه متلبّسا بجريمة السطو والسلب.

2- عصابات سرقة الماشية ومعاناة صغار المربّين :

-----------------------------------------------------
نظّم جمع من سكّان ريف الرقاب يوم الخميس 25 جانفي 2013 وقفة احتجاجية أمام مقر المعتمدية والحرس الترابي على إثر مسيرة قاموا بها بعد ان ذاقوا ذرعا من تكرر السرقات لقطيع الماشية وخاصة الأغنام. فمنذ شهرين تواترت السرقات بالمناطق الريفية وخلقت حالة من الهلع والخوف لدى الفلاحين الذين تضاعفت معاناتهم، فإضافة إلى تذمّرهم من غلاء سعر العلف وابتزازهم من قبل االسماسرة والمحتكرين لهذه المادة الأساسية التي تقوم عليها تربية الماشية وصمت الجهات الرسمية عن المراقبة، فقد أصبحوا ضحية لعصابات من اللصوص تسرح وتمرح في الريف عرضا وطولا ولا يمرّ أسبوع دون وقوع سرقة أو أكثر ولا أثر لمرتكبي السرقة أو حتى مجرد تتبّع ويقظة من قبل السلطات . لقد راح ضحية ذلك ما يقارب ثمانين أسرة من الفلاحين إلى حدّ الآن ودائما يكون المستهدفون صغار المربين، فلم تمسّ أرزاق وممتلكات كبار الفلاحين ولا تعرضت ضيعات الإقطاعيين والمستثمرين العقاريين إلى مجرّد محاولات السرقة وكأنما سياسة ممنهجة تخطط وتنفذ بدقة متناهية مفادها إلهاء سكان الريف عن مجريات الصراع العام في البلاد من غلاء أسعار وبؤس اجتماعي واضطهاد طبقي وصرف اهتمامهم حول المسألة الزراعية التي هي أساس المسألة الديمقراطية وجعل اهتماماتهم تنحصر في مجرد التفكير في المحافظة على ما يملكونه مكتفين بما هم عليه من اضطهاد شريطة توفير الأمن لهم ولذلك بدأت تتصاعد أصوات الحنين الى زمن بن علي.
إنّ السلطات المحلية التي توجّه إليها جمهور الفلاحين المحتجين على بينة من الأمر، ذلك أنّ بعض العمد أنفسهم التحقوا بالمحتجين وعبّروا عن استيائهم واستظهروا خلال الاحتجاج بعرائض ممضاة من أكثر من 400 مواطن من سكان الريف رفعوها إلى الجهات المعنية ضد منطقة الحرس التي لم تهتم بالأمر وتركت الحبل على الغارب ويطالبون فيها رئيس المركز بالحزم ويحمّلونه المسؤولية وتبعات ما لحق سكان الريف من أضرار في ممتلكاتهم وحالات من الهلع صارت ترافقهم في أيامهم ولياليهم. حيث أنهم لم يعودوا يشعرون بالأمان حتى على أرواحهم اذ تناهت أخبار إلى أنّ بعض مرتكبي السرقة يعمدون إلى إطلاق النار حين يقع التفطن إليهم. إنّها عصابات منظمة وتتمتع بالحماية ذلك انه لم يقع القبض على أيّ من مرتكبي ما يزيد عن الثمانين سرقة في حدود هذين الشهرين.
لقد هدّد المواطنون سلطات الأمن بحرق مقراتهم وطردهم وطالبوا معتمد الجهة بضرورة التعويض لبعض المتضررين من الأسر المعدمة.
أمام تفاقم هذه الظاهرة وانعكاساتها السلبية على الفلاحين الفقراء بالجهة، حزم الفلاحون أمرهم وفق شعار "ماحكّ جلدك مثل ظفرك" وبادروا إلى القيام بحراسات ليلية عن طريق التناوب موزّعين الأدوار فيما بينهم سواء عن طريق التطوع أو المساهمات المالية لتأمين حراسة ناجعة حفاظا على مواشيهم وإشاعة طمأنينة فيما بينهم. وبذلك تشكلت بعض نواتات الدفاع الذاتي واعتمدت طرقا لملاحقة عصابات السرقة إذا ما تفطنوا إليها كسدّ المنافذ والطرقات وسرعة التخابر فيما بين الأسر لمحاصرة من يداهمهم ليلا والإيقاع به.

صدر بجريدة طريق الثّـــورة، عدد فيفري 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في