الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أردناً حصاناً لجرِ العربة ، فتخاصموا على ركوب الحصان

عبدالكريم هداد
(Abdulkarim Hadad)

2005 / 3 / 31
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الكثير منا يتداول القول " إنهم يضعون الحصان خلف العربة..! " ، لكني أقتبس من المثل الشعبي العراقي ، الذي يروى بصيغ كثيرة منها " حَضّرَ المَعْلَفْ ?بلْ الحصان " ، ولنطرح السؤال بشق آخر ، هل الأولوية للحصان أم للعلف أم للعربة ، حينما نرمز للوطن بتلك العربة المتوقفة على قارعة طريق الزمن القاحل والمحاط بكل صنوف المخاطر والتدهور الذي برز بشكل واضح ، بعد تأسيس المجلس الأنتقالي على صورة مآرب الأمريكان القصدية والمتسلسلة المراحل في تفكيك البنية الأجتماعية للعراق ، والتي ساعد بإبرازها كل هذا الكم من التلاوين السياسية للعراق ، والتي أخذ خطابها السياسي يلح عليها في كل بياناته ومشروعاته السياسية وأعلاناته الانتخابية ، تحت تسميات الشيعة والسنة والكرد ..الخ .
وعلى الرغم من عدم قناعتنا ببعض من يقودون المرحلة الحالية من شخصيات سياسية ( لتاريخها الأنتهازي وضعفها الأجتماعي ) ، لكننا وبحكم ثقل التضحيات التي قدمها الشعب العراقي خلال عقود تسلط البعث العفلقي الفاشي ، كان لنا أمل بأن يكون هؤلاء القادمون الجدد نحو السلطة عن طريق " حصحصة الديمقراطية العراقية " أن يضعوا مابين أعينهم آمال وأحلام الجميع على طاولة البرلمان الجديد .
لكن الأسف يضغط بنا مرة أخرى ، حين خذلونا في دقائق معلنة مباشرة ، وعلى مرى الجميع ،عبر الفضائيات يوم 29-3-2005 ، بعد أن أغلقت جميع طرقات بغداد لتأمين سلامة جلستهم وعدم التشويش على أفكارهم التي تقاسمتنا فقط على أساس طائفي قومي لا أساس هوية الوطن . خذلونا حين يؤكدون على مسميات صديقهم المستر " بريمر " في التخاطب " الأخوة السنة لم يرشحوا الى الآن " هذا ما أعلنه رئيس الجمعية الوطنية المؤقت السيد ضاري الفياض ، كما أثبتوا وعلى الملأ من أن همهم هو المناصب الوزارية ذات الثلاث رتب والمستويات في الدسم المالي حسب تقسيماتهم الفذلكية ، وكأن وزارة المواصلات لاتقل أهمية عن وزارة الخارجية في هذا المنعطف التاريخي العصيب ، إنني أرى كل الوزارات سيادية نظراً لحاجة المواطن العراقي لخدماتها الفعلية في نهوض العراق . لقد خذلونا حين أثبتوا أن لاهمَّ لهم في تقرير مصائر الشعب العراقي ومستقبله عبر البرلمان المنتخب من قبل شعب تحدى المستحيل لأجل أن يكون ، برلمان كنا نرجوا به أن يكون مجلس تناقش وطرح آراء ومساجلات ونقاش وتخاصم وصلح وتصويت وفوز وخسارة ضمن لعبة " الديمقراطية الحقيقية"
لكنهم وللأسف الشديد ، وبأغلبية باتت تنساق ضمن المصلحة المعلنة وعند خوافي الكواليس في تقاسم الحصص الوزارية ، عندما لم يستلم المواطن حصته التموينية ، إلا صوت المسائلة من قبل تلك المرأة العراقية العظيمة وهي تقف وسط رجال الصمت ، حين رفع أحدهم صوته ليس على وجوب إختيار لائحة قانونية لأدارة الجلسات ، بل كان ينادي فقط للأستغاثة على " أمواله الطائلة" التي إقتنصت في حادث لا نعلم تفاصيله ، هذا الصوت القادم من البصرة الذي طالب الجميع بحصانته على إرجاع أمواله ، ولم تكن لديه النية في أن يتسامى في المطالبة على الأهم من الجميع ألا وهو مستقبل العراق وهويته وأجياله وثرواته وحضارته وشعبه عبر تشكيل قوة البرلمان الفعلية ألا وهي التشريع والوصاية والرقابة والمسائلة والمحاسبة . لا كما تناقلت الأنباء عن رئيس حزب " الوفاق " السيد علاوي ، الذي ترك الجلسة للقيام بمهام لايعلمها الا الله . أي مهام هذه لتكون أسمى من رسم خارطة العراق السياسي والأقتصادي ومستقبله المنشود .. ؟ إن ماتبشر به آليات العمل لحد هذه اللحظة هو ، عدم حصول تغير سياسي في العراق ماعدى خلع صدام من السلطة ضمن لعبة الورق الأمريكية الـ"55" وبقاء النظام الأداري والوظيفي لللنظام السابق ، حسب ما نلمسه من الترتيب الوظيفي للوزراء وتعيناتهم ومهرجاناتهم السياسية والأعلانية في النهب والتزوير والتزويق الخطابي . أي تغير هذا الذي يستمر النقاش فيه شهرين لتشكيل حكومة زمنها 7 اشهر...؟ فماذا سنحصل لو كان عمر الحكومة 4سنوات...؟. وأي شفافية ننادي بها ، حين تكون الجلسات مغلقة على لوائح غير مشرعة قانوناً ..؟
أيها السادة ، حينما يكون الشعب الأفغاني الذي فيه من الأمراض ما لا يوسعه العراق وشعبه من التخلف والتعدد القومي والأثني وحتى اللغوي ، لكنهم إجتمعوا تحت خيمة هوية وطن .
وحين تكون العملية السياسية الجديدة في العراق تؤسس وتقنن ضمن صيغة التوافق السياسي لفرقاء طاولة الـ" 25" كرسي للمجلس العراقي الأنتقالي ، إذن لماذا أجريت عملية الأنتخابات وهدر الدم والمال العام والوقت .
إن العراق في مهب الريح ، حينما يكون البرلمان العراقي من دون إرادة المقرر الحاكم ، إن العراق في مهب الريح ، حينما يكون فعله احتفالياُ فقط ، بالعراقي جوقة تصفيق ، كما كان يحصل أيام حزب العفالقة وقائدهم الذي ركب الحصان لوحده وترك العربة ، يأكلها الأنهيار الكامل .

ملاحظة : ماذا في داخل الأكياس الملونة التي حملها بعض أعضاء البرلمان العراقي ، وهي متشابهة ، هل هي هدايا من حكومة علاوي أم إحدى الشركات الأمريكية للدعاية فقط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذيرات من -ترندات- تسمير ضارة تنتشر عبر السوشل


.. -التجاعيد والشيخوخة المبكرة-.. خطر التعرض المفرط لأشعة الشمس




.. مشاهد لآثار فيضان من الصخور دمر قرية في سويسرا


.. -زينفو وأبولو-.. أسباب قلة تواجد السيارات الكهربائية الرياضي




.. رئيس أركان الجيش الأميركي: لن نقدر على مساعدة إسرائيل ضد حزب