الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البراءة تتألم

فوزي بن يونس بن حديد

2013 / 2 / 16
حقوق الانسان


هي طفلة في الثالثة من عمرها، خلقت بكماء لا تتكلم،وصمّاء لا تسمع، فمها مليء بالكلام، تريد أن تنطق ولكنها لا تستطيع، تستغيث من حولها فلا تجد معينا يخرجها من محنتها، ترى العيون من حولها تحملق وتبحلق في حالتها، وترى الشفاه تتحرّك ولا تسمع صوتا، ظنّ أهلها في البداية أنها حالة يمكن أن تتحسن بعامل الزمن ويمكن أن تشفى تدريجيا ويمكن أن تنطق يوما، ولكن الحالة تزداد يوما بعد يوم تأكيدا أن الطفلة تعاني من بكم ومن صممٍ، وأنها لا تستطيع بأي حال أن تتواصل مع العالم الخارجي إلا من خلال الإشارات بالأصابع، صبرت على بلائها وابتلائها لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا، بحث أبواها عن حلّ ولا حلّ لهما سوى أن يجريا لها عملية زرع للقوقعة غالبا ما تكون ناجحة حسب قول الأطباء ولكن اليد قصيرة، يحتاجان إلى من مساعدة، يبحثان هنا وهناك عن داعم يسعد ابنتهما، ويعيد لها ابتسامتها التي بدأت تفقدها كلما كبرت، وكلما أحسّت أنها فاقدة للسمع والكلام، ينظران إليها كل يوم بعين بائسة وأخرى حائرة لعله يأتي الفرج، وعسى فرجٌ يأتي به الله يفرّج عنها كربتها، ومن فرّج كربتها فرّج الله عز وجل كربته يوم القيامة، ذلك ما حدّثنا عنه رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فرجٌ يأتي به الله سبحانه وتعالى الذي يسخّر عباده المؤمنين الذين يبادرون ويسارعون إلى الخيرات ولهم الأجر الكبير والخير العميم.
ولعلكم تذكرون قصة المرأة التي جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو زوجها، فأنزل الله تبارك وتعالى في شأنها قرآنا يتلى إلى يوم الدين، سمع شكواها وسنّ تشريعا وحكما قائما وفرّج كربتها وأبعد عنها حزنها، ولولا إيمانها وثقتها بالله ما استطاعت أن تخرج من محنتها، فاستبدلت المحنة بمنحة من السماء، وبما أن الوحي قد انقطع بقي الإيمان وحده هو الذي يحرّك النفوس، ويهيّجها لتتّبع الطريق المستقيم والنهج السليم لنبيّ هذه الأمة الأمين، الذي لا يردّ السائل ويعين الملهوف ويحبّ المساكين ويفرّج عنهم الكرب، فكان مثالا رائعا وأسوة حسنة في التعامل مع من يحتاج إلى مساعدة.
هذه الطفلة، تذرف الدموع كل صباح حينما تفتح عيونها، ترى الشمس مشرقة والزهور بدأت تفتح أوراقها، لكنها لا تسمع زقزقة العصافير، وتزداد الدموع حرقة حينما تدرك أنها لا تستطيع الكلام، وحين لا تسمع ما يقوله الأبوان، تنظر بحزن وألم لوجه أمها ثم أبيها ثم تبقى حائرة وتشير إليهما بحركاتها وتسألهما: ما الحل؟
الحلّ بأيدينا نحن إذا استطعنا أن ننقذها، فهذه العملية تكلف حوالي 26 ألف دولار أمريكي حسب التقرير الطبي، الحل أن يبادر الجميع من أجل إنقاذ هذه الطفلة التي تمثل البراءة، ومن ساهم في إخراج هذه البنت من محنتها فقد نال أجرا عظيما لا شكّ كما أخبر الله عز وجل في كتابه العزيز:" مثل الذين ينفقون في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم" ولا يحقرنّ أحد ما قدّم من المعروف، فالله تبارك وتعالى يقبل كل عمل صالح ولو كان قليلا ويثيب عليه عبده ولا ننسى أن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
لدينا كل المعلومات عن هذه الطفلة لمن أراد أن يتبرع من أجل إنقاذها من محنتها، ويمكنه التواصل معي عبر البريد الالكتروني، ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع لما الخير وصلاح هذه الأمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بكين تفرض قواعد جديدة في -بحر الصين الجنوبي-.. واعتقال كل من


.. المتحدث باسم اليونيسيف يروي تفاصيل استهداف الاحتلال أطفال غز




.. مأساة إنسانية في غزة.. أكثر من 37 ألف قتيل ونصف مليون تُحاصر


.. مسؤول إسرائيلي لـ-أكسيوس-: حماس رفضت مقترح بايدن لتبادل الأس




.. سرايا القدس: لا نعلم إن كانت المعاملة الطيبة مع الأسرى ستستم