الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل اعادة حقوق الزعيم الشهيد الخالد عبد الكريم قاسم

حامد الحمداني

2013 / 2 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


من أجل اعادة حقوق الزعيم الخالد الشهيد عبد الكريم قاسم

حامد الحمداني 16/2/2013

لم يشهد العراق عبر كل تاريخه حاكماً اتصف بالوطنية الصادقة ومعاداة الاستعمار، والعفة، والنزاهة، والأمانة وسمو الخلق، والتواضع الشديد، والزهد، ورفض الأبهة، والحرص على ثروة العراق، والشعور الصادق بمعانات الفقراء، والحرص على تأمين حياة كريمة لهم، كالزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم.

ولم يحضَ أي حاكم من قبل بتلك المحبة الصادقة والنابعة من قلوب جماهير الشعب العراقي، على الرغم من كل أخطائه، كما حضي الزعيم الشهيد، الذي كان يصر على التنقل بسيارته العادية غير المصفحة، كما يفعل قادة الدول، ولم يتخذ له في تنقلاته أي نوع من الحماية، من قوات الجيش والشرطة السرية والعلنية، وإغلاق الطرق، كما يفعل القادة .

كان يدرك أنه يعيش في قلوب الشعب، حريصاً على التواصل معه ببساطته المعهودة، وشعوره الفياض بحب الشعب والوطن والحرص على مصالحهما
ولم يفعل أي شيئ طيلة فترة حكمه لنفسه ولا لعائلته، ولم يتخذ له قصراً منيفاً، ولا مزارع وأطيان، ولم يمتلك رصيداً في البنوك، ولم يحاول أن يؤسس له حزباً سياسياً، ولو فعل ذلك وجرت انتخابات حرة ديمقراطية في البلاد لكان حزبه هو الفائز بكل تأكيد .

لكنه كان يردد دائماً شعاراته المعروفة [إنني فوق الميول وفوق الاتجاهات] و [عفا الله عما سلف] و[ الرحمة فوق القانون ]!!، وهذه الشعارات هي التي استغلتها قوى الفاشية والظلام لتدبير المحاولات الانقلابية المتتالية منذ الأيام الأولى لنجاح الثورة وتأسيس الجمهورية، وتكلل بالنجاح مع شديد الأسف انقلاب الثامن من شباط الدموي الفاشي الذي دبرته القوى الإمبريالية، ونفذه البعثيون بالتحالف مع القوى القومية، بعد أن مهدوا له استقطاب الإقطاعيين والقوى الرجعية و القوى الإقليمية القومية المتمثلة بشاه إيران [محمد رضا بهلوي] و نظام الرئيس المصري جمال عبد الناصر.
ومن المؤسف أن تتخذ لها المرجعية الدينية في النجف بزعامة السيد محسن الحكيم، والتي كان يحرص الزعيم عبد الكريم قاسم على حسن العلاقة معه من خلال الزيارات المتكررة له، موقفاً معاديا للزعيم وثورة الرابع عشر من تموز، و تضع ثقلها إلى جانب الانقلابيين، وتتجاهل تصفيتهم الوحشية للزعيم وصحبه الشهداء الأبرار دون محاكمة عادلة أمام الشعب، كما كان يجري في ذلك العهد حيث يتم نقل المحاكمات عن طريق التلفزيون والإذاعة معاً ليطلع عليها الشعب العراقي والعالم اجمع .

لقد عفا الزعيم الشهيد عن المحكومين بالإعدام الذين حاولوا قتله في رأس القرية وأصابوه بإصابات خطيرة، وعفا عن عبد السلام المحكوم بالإعدام كذلك لمحاوله قتله في مقره بوزارة الدفاع، لينتهي به المطاف بيد هؤلاء القتلة المجرمين بعد نجاح انقلابهم المشؤوم فلم يوفروا له محاكمة عادلة، ولم يردّوا له الجميل، فقد كانت قلوبهم قد امتلأت حقداً وإصراراً على سفك دمه ودم رفاقه الأخيار، والانتقام من كل العناصر الوطنية الصادقة والشريفة فكانت مجزرة كبرى ذهب ضحيتها الآلاف من خيرة الوطنيين المحبين لشعبهم ووطنهم .

لقد استكثر القتلة السفاحون على الزعيم عبد الكريم قاسم وصحبه الشهداء الوطنيين الأبرار حتى قبورهم، وهذا الفعل الخسيس يعبر بدون أدنى شك عن ذلك المنحدر السلوكي المتردي نحو الحضيض للانقلابيين الجبناء الذين أخافتهم قبور الشهداء.

أنظروا إلى مصير أعضاء تلك الزمرة الخائنة والجبانة واحداً واحداً، أين هم اليوم؟ وكيف انتهوا؟ لقد ذهب اغلبهم قتلاً على أيدي بعضهم البعض في صراعهم على السلطة، وكلما حلت ذكرى انقلاب 8 شباط المشؤوم يصب عليهم أبناء شعبنا اللعنات بسبب ما اقترفته أياديهم القذرة من جرائم بحق الشعب والوطن وقادته الخالدين .

أما الشهيد عبد الكريم قاسم وكافة الشهداء الذين رحلوا معه فقد خلدهم التاريخ، وخلدهم كل الطييبين من أبناء شعبنا في قلوبهم، وفي كل عام يتذكر الشعب قادته الوطنيين ويمجدونهم ويستعيدون مآثرهم الخالدة، وتضحياتهم الكبيرة.

إننا ندعو أبناء شعبنا البررة، وفي المقدمة منهم الكتاب والمثقفين والأدباء والفنانين لمطالبة حكومة العراق إعادة الحقوق المشروعة للزعيم الخالد عبد الكريم قاسم وصحبه الأبرار، وفي المقدمة منها:

1 ـ إيجاد جثمان الشهيد عبد الكريم قاسم وكذلك جثامين صحبه الشهداء، الأبرار ، وإقامة مقبرة خاصة لهم تليق بمقامهم السامي لدى شعبنا.

2 ـ إعادة اسم مدينة الثورة إلى بانيها أبو الفقراء الشهيد عبد الكريم قاسم، وإطلاق إسمه عليها وعلى كافة المؤسسات التي أقامها في مختلف المدن العراقية.

3 ـ إعادة بيت الزعيم الراحل واتخاذه متحفاً لمقتنياته وكل ما يتعلق بثورة الرابع عشر من تموز، وحبذا لو يتم استملاك المنطقة المحيطة به لتوسيع المتحف لكي يضم كل المتعلقات بثورة 14 تموز الخالدة .

4 ـ الأمر بتنفيذ قرار رئيس الجمهورية الأستاذ جلال الطلباني بمنح عائلة الزعيم الراحل الراتب التقاعدي ومضاعفته، مع تخصيص رواتب تقاعدية لسائر الشهداء الأبرار .

5 ـ إصدار تشريع بإعادة علم ثورة الرابع عشر من تموز الذي يعبر أروع تعبير عن الاخوة العربية الكردية وسائر القوميات الأخرى المتآخية في العراق، والكف عن الإصرار على بقاء علم صدام وحزبه الفاشي يذكرنا بجرائمه بحق الشعب والوطن .

6 ـ رفع وإزالة كل الكتب والمؤلفات التي سطرها وعّاظ السلاطين من الانتهازيين التي تمجد طاغية العراق وفكره الفاشي، والتي تشكل إساءة للزعيم الراحل، وتشوه الوجه المشرق لثورة الرابع عشر من تموز 1958 ومنجزاتها الكبيرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقالكم أحلامي و أمنياتي
حميد كركوكي ( 2013 / 2 / 16 - 14:10 )
تحية حارة يا أخ حامد .
متى نشاهد علم 14 تموز ترفرف ثانية على كل ربوع العراق؟؟!! لماذا كل هذه التماطل والتخاذل للشوڤينين والمتعصبين والبعثين!! من هم صاحب القرارات في العراق؟؟؟؟


2 - احسنت
Almousawia A. S ( 2013 / 2 / 16 - 17:11 )
شكرا لكم لما تقدمونة من مقالات محفزة للذاكرة العراقية الوطنية ودفاعكم عن حقوق الناس العادلة ورفع الحيف والغبن الذي لحق بهم وبعوائلهم خصوصا ان تحقيق مثل هكذا مطاليب ليس صعبا وسيعزز من تلاحم الاغلبية ويعمق من احترامهم لتراثهم الوطني
لك الصحة وكل الاحترام


3 - بارك الله دعوتك الوطنيه النبيله
سمير فاضل ( 2013 / 2 / 16 - 17:47 )

الأستاذ حامد الحمداني المحترم

مقترحات و مطالب مشروعه ، أتمنى أن تتبناها الحكومه العراقيه، يمكن الأفضل المبادره من شخصكم الكريم والكاتب السيد عقيل الناصري ـ كونه أيضاً مختص في تاريخ العراق السياسي المعاصر وثورة تموز - لحملة جمع تواقيع مع رساله تتضمن المطاليب أعلاه وتضمينها الأسباب الموجبه موجهه للحكومه ولمجلس النواب العراقي وفاء للشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم ورفاقه الشهداء وانصافاً لتأريخهم المجيد
مع التقدير


4 - حسن النية اللذي دمر العراق
زرقاء العراق ( 2013 / 2 / 16 - 22:18 )
الأخلاص النزاهة والصدق والعطف من الزعيم قاسم مع حسن نيته لا تكفي وحدها لبناء دولة, ومن اهم أخطاءه اللتي ساهمت في تدمير العراقي لاحقاً
١- محكمة المهداوي المهزلة بالبث المباشر دمرت هيبة القضاء العراقي ولم تقم له قائمة الى يومنا هذا
٢- قرار الزحف اللذي قام بتكريم الطلبة الفاشلين بعد ان كانت كل دول العالم تعترف بشهادات العراق وتم تدميرالعملية التربوية والى يومنا هذا

٣- قانون الاصلاح الزراعي اللذي استولى على الأراضي بفترة قصيرة فتحول العراق من مصدر للأغذية الى مستورد وتم تدمير الزراعة الى يومنا هذا وقد ترك الفلاحين الأرض وهاجروا الى المدن

٤- اسكن الزعيم الفلاحين والقرووين في المدن كمدينة الثورة وبذلك احدث خللاً في النسيج الاجتماعي وتركيبة السكان فسادت ثقافة الكاولية والى يومنا هذا


5 - زرقاء العراق لم هذا التجني
سمير فاضل ( 2013 / 2 / 17 - 01:20 )
السيده زرقاء العراق
بعد أذن الأستاذ حامد الحمداني
رغم كل ما ذكريته فأن غالبية أبناء شعبنا العراقي وخصوصاً الفئات الكادحه يمجدون ويمتدحون الزعيم ورجاله رحمهم الله وفترة حكمه التي بذل كل جهده فيه لبناء العراق ولنصرة وعون الفقراء فهل نسير مع رأيهم وحكمهم للتأريخ أم مع قرار الأقليه التي تضررت مصالحها
- محكمة الشهيد المهداوي كانت علنيه وتوفر فيها كل شروط وأحكام الدفاع للمتهمين٠٠ مع الأخذ بنظر الأعتبار طبيعة المد الشعبي والجماهيري حينها
- صحيح قد يكون قرار الزحف لسنه واحده غير مدروس وخاطئ ولكن ألا تعتقدي أنك قد هولت وضخمت الأمر بقولك ـ وتم تدميرالعملية التربوية والى يومنا هذا-
- قانون الأصلاح الزراعي خطوه صحيحه وعادله في تحديد ملكية الأقطاعيين وجشعهم وتوزيع اراضي للفلاحين ودعمهم لتخليصهم من اضطهاد وسرقة كبار الأقطاعيين لجهودهم
- بنى الزعيم رحمه الله دور لفقراء الناس في مدينة الثوره وغيرها لتوفير العيش الكريم لهم وأنت تتجنين وتهينين الناس بحقد مريض بقولك - وبذلك احدث خللاً في النسيج الاجتماعي وتركيبة السكان فسادت ثقافة الكاولية والى يومنا هذا- أخلاق الكاوليه وثقافتهم تنطبق على سلوكك في ا


6 - حسن النية لا يبني دولة
زرقاء العراق ( 2013 / 2 / 17 - 13:00 )



اخر الافلام

.. 25 ديمقراطيا في مجلس النواب الأميركي يدرس إصدار طلب يحث بايد


.. بريطانيا.. توقعات أن حزب المحافظين يتجه نحو أسوأ هزيمة في تا




.. وزراء في الحكومة المصرية الجديدة يؤدون اليمين الدستورية أمام


.. بريطانيا.. كيف تكسب الانتخابات؟ ولماذا يهيمن حزبان سياسيا؟




.. حماس: هنية أجرى اتصالات مع الوسطاء في قطر ومصر حول بهدف التو