الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اخاطبه بلحظتنا الاخيرة

حمزة مفيد عرار

2013 / 2 / 16
الادب والفن


اسمح لي ببعض من كلمات ، وان سمحت لي أن ابدأها بكلمة يا أخي ، فاني ابرر رفضك إن رفضت ، فالدم بين البشرية قد حنث عهده ، ولكن ، يا أخي اسمح لي أن اعبر عن امتعاضي لحالتك ، إني اعرف انك ستقول لي وهل يكفي امتعاضك ؟!!، إني وفقط لأدلل وأبرهن عن إنسانيتي ، ولكن وعفوا أيضا ، سابقا أنا كاذب والأخر مثلي اكذب ، ولكن أنا اعترف ألان كمن دخل جوف غرفة الاعتراف في كنيسة مظلمة بلا شمع ولا قنديل ، كنا نجوب كلمات الرواة كسارتر وغيره ، نعجب لفلسفتهم وأطروحاتهم ، بكينا لنصوص وغمرتنا السعادة بنصوص أخرى ، يا للعجب !!!! الكلام المصفوف يبكينا وحالتك وحالك أمثالك لا تؤثر فينا حتى ؟!!!

بكل مناسبة أخاطبك يا أخي ، ننمق لك العبارات ، ونطلق في خضم الجو الوعود والعهود ، أخي أخاطبك بمنطق الصدق ، لا تصدقنا ، ولا تعقد أمالك على ترهاتنا ، فنحن شيك بدون رصيد ، محرره سكران في حضن عاهرة ، إن بكيت فلن أقول لك كفكف دموعك ولكني أقول "ليس ينفعك البكاء ولا العويل" ، واسمح لي أن أقول عن نفسي كأقل تقدير ، - ولا ادري نفسي بأي بئر سقطت أو أي وحل غرزت - : طهر لي نفسي؟!!ّ ، اسمح لها أن تعيش دورك ؟!، أن تجاريك تجربتك ؟!، أن تشعر شعورك؟! ، فليس من المنطق أن افهم المأساة دون أن أشوى بنارها ، البرد لست بفاهمه دون أن تذوقه أناملي وترقص على وقعه أطرافي .
يا أخي ، أي عالم تسكن وأي العوالم نسكن ، في خطى الموت تمشي ومن اجل من تمشي؟!!! ، أشهيد أنت أم منتحر؟! ، أضحية ام انك الجاني على نفسك؟! ،اعذرني بتساؤلاتي فبكل الحالات يراك بعضهم انك الغبي المسكين ، والسيد على نافذته يرقب الشتاء وموقده قد ضخت غيومها الى الجو، يراك غبي وفقط ، او قصاصات خشب تلقى بنار ما ....، مسكين أنت من جلدك صنعوا سترة لكلبهم المدلل ، ومن جمجمتك فزاعة في حقول تبغهم ، واسأل ديسمبر كم لهى بعظمك؟!! .
يا أخي ، لك الآن موقف ، والموقف تشتهي الموت مرات ومرات ، أصدقك واقدر موقفك ، نفذ الصبر وشرابك المر وطعامك الأمر ، أصدقك واقدر موقفك اكرر ، بؤس ويأس ، لا تكمل اصدق واقدر .....، اكرر اكرر اكرر، واني لصادق كل الصدق معك الآن ، مت فبموتك انتصار عظيم على كل جلاد ، سيد إقطاعي ، تجار قضية ، من كل من خلق لك البؤس والذل ، مت لترحم نفسك ، العيش له ضريبة ، وضريبته أن تقلب صفحة بؤس من كتاب الحياة ، اكتفي بما قرأت ، واكتب كلمة موت بأخر الصفحة ، وحذار أن يغريك فضول أمل الصفحة الأخرى .
يا أخي ، أقولها وربما هي الأخيرة في الدنيا ، لكل موضوع خلاصة وخلاصتي هي الآن وأنا بكامل القوى بلا سكر ولا شائبة ، الموت اقرب ، وحبل الحياة قد انتهى ، وزيت كاس قدرك قد جف ، خيط حياتك يحترق والشمع قد اضمحل ، وسؤال أخير لمن كنت تضيء وعلى من ؟!!، فلا احد يقدر نورك ، سوى فراشة تائهة ، وناموسة ترجف بردا ، أترحل ؟! إذا سنرحل !! ماذا ننتظر ؟!! خذ بنصيحتي وقدر أنت الآن موقفي ، قارورة السم مني واصطحبني معك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?