الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منظمة التحرير الفلسطينية .............. والجماهير

محمد أبو مهادي

2005 / 4 / 1
القضية الفلسطينية


أعاد حوار الفصائل الأخير في القاهرة إلى ساحة النقاش موضوع منظمة التحرير الفلسطينية وضرورة تفعيلها و توسيعها، وقد أعلنت حركة حماس استعدادها المشروط للانضمام إلي المنظمة وهذا موقف ايجابي وحكيم يحسب لها وقرار مهم يستحق النقاش العلني بالمساهمة والنقد والتحليل حتى لا يقتصر نقاشه مقتصراً علي الفرق المتحاورة في القاهرة أو أن تصبح فكرة توسيع منظمة التحرير الفلسطينية محصورة بهدف إعادة حركة حماس إلي النظام السياسي الفلسطيني والاندماج فيه ومن ثم منحها غطاء الشرعية الذي فقدته عندما اتهمت بالإرهاب، وأصبحت من الحركات المحاربة عالمياً ورأسها مطلوب نتيجة لهذه الصفة وبالتالي "وقعت بين أمرين أحلاهما مر" .
وإذا كان قرار حماس بالانضمام إلى منظمة التحرير مهماً فان الأهم من ذلك هو المنظمة نفسها التي عانت على مدار سنوات حالة من الترهل والأزمة الخطيرة التي لم تبق منها سوى الاسم، وهذه الأزمة أفقدتها دورها التاريخي باعتبارها مرجعية لإدارة الصراع وللمفاوضات والاتفاقات السياسية وأفقدتها دورها في تشكيل الإطار الجامع و الحقيقي للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده بكافة حركاته السياسية والاجتماعية وفصائله المقاومة.
فعلى مستوى البنية الداخلية لمنظمة التحرير التنظيمية فما زالت بحاجة إلى إعادة بناء حقيقي يتجاوز مرحلة التفكير بالمحاصصة الفصائلية وتمثيل الموالين إلى محور صنع القرار داخلها وحسب، بل يجب أن يتم التحلل من الصيغ التنظيمية الحالية إلي صيغ أخرى تضمن إعادة الحيوية لكافة اطر وهيئات المنظمة من خلال انتخابات لمنظماتها واتحاداتها الشعبية التي أصبحت بعيدة عن قطاعات تمثيلها وتكلست بعد مرور فترة وجيزة على تشكيلها، ولم تواكب هذه الأطر في مسيرتها أي عمليات ديمقراطية كالانتخابات مثلا، ولم تراع حتى التجديد في قياداتها إذا كان هناك تبريراً منطقياً يعيق إجراء هذه الانتخابات الديمقراطية، وهذا الأمر ينطبق على بقية مؤسسات المنظمة بدءاً من مجلسها الوطني مروراً بالمجلس المركزي وصولا إلي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير التي استشهد و توفي العديد من أعضائها وبقاء شخصيات وقوي لم يعد لديها ادني تأثير في الحياة السياسية الفلسطينية "واستطرت القعدة" وما تيسر من مالية الصندوق القومي مما سبب أزمة الترهل والابتعاد عن التمثيل الحقيقي والجامع للشعب الفلسطيني وأصبح للمنظمة مهمة ذات طابع سياسي استخدامي يتمثل في العلاقات أمام المجتمع الدولي ولتوقيع الاتفاقات والتفاهمات السياسية بدءاً من أوسلو مروراً إلي موافقتها علي ما بات يعرف بخارطة الطريق .
والظاهر حتى الآن من خلال التركيز على إشراك حماس والجهاد في اطر المنظمة على أن النوايا الجدية للقيام بإصلاح جذري وحقيقي لبنية منظمة التحرير غير متوفرة بالمعنى الحقيقي للإصلاح بعيدا عن نظام المحاصصة الفصائلية وبعيدا عن محاولات "الدمج الطامح إلى التدجين" والانخراط في القائم علي علاته، وإلا فما الذي يعينه اقتصار النقاش في موضوع المنظمة على قوى وفصائل منها المؤثر وأخرى محدودة التأثير وغالباً ما يصبح النقاش ثنائياً ما بين حركتي فتح وحماس ويتم تغييب حركات سياسية مؤثرة كالمبادرة الوطنية الفلسطينية التي تصنفها استطلاعات الرأي أجرتها جامعة بيرزيت وغيرها من مؤسسات الاستطلاع كقوة ثالثة في المجتمع الفلسطيني، وأحرزت نتائج مهمة في الانتخابات الرئاسية التي خاضتها من خلال أمينها العام مصطفي البرغوثي، إضافة لما حققته من حالة كفاحية شعبية واسعة في مناهضة جدار الفصل العنصري وإنشاء أوسع حركة تضامن دولية مع الشعب الفلسطيني ؟ كما يتم تجاوز شخصيات وطنية مؤثرة جداً على امتداد الوطن والشتات ؟أين هو الحديث عن العلاقة مع تجمعات اللاجئين وأطرهم الشعبية في المخيمات والتي شكلت البدايات الأولي لانطلاقة وتأسيس هذه المنظمة؟ وهل يبقي التمثيل داخل المنظمة تمثيلا وسياسيا فقط؟ أم أن هناك فرصة للدمج ما بين السياسي والاجتماعي وإشراك حركات اجتماعية ومدنية ؟ لماذا لا يتم الحديث بجدية عن العلاقة بين مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية وهيئات منظمة التحرير ومن هي مرجعية الأخرى ؟. وعن دور السفارات الفلسطينية في الخارج التابعة للمنظمة ؟ وعن الكثير؟.......
وعلى المستوى السياسي ما هو مصير ما تبقي من الميثاق الوطني الفلسطيني ؟ وما هو مصير وثيقة الاستقلال التي أقرتها دورة المجلس الوطني في الجزائر؟ ما هو مصير العشرات من المواثيق والاتفاقات التي أقرتها اللجنة التنفيذية مع أطراف دولية كاتفاق أوسلو مثلا وغيره من المعاهدات الدولية والإقليمية ذات الأبعاد الحقوقية والقانونية فهل تنسجم هذه الاتفاقات والتفاهمات مع رؤية الجميع بما فيها حماس؟ إذا كانت هذه الاتفاقات أصلا محط اعتراض لفصائل موجودة وممثلة داخل المنظمة كالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين؟.
انه من العبث بعد كل ما خلفه الاحتلال الإسرائيلي من دمار سياسي واجتماعي واقتصادي في المجتمع الفلسطيني أن تبقى الحوارات التي تناقش تطوير وتوسيع منظمة التحرير حوارات فصائلية محضة أو بين فصليين وبنفس الأداء الذي لا يرتق إلى مستوى التحديات الخطيرة التي تهدد بتصفية القضية الوطنية الفلسطينية وينحصر الأفق برؤيا واحدة أو هدف واحد اسمه إعادة توزيع الحصص في إطار الاحتواء.
إن الشعب الفلسطيني الذي انتظر من قواه الوطنية الكثير يتطلع إلى منظمة تحرير قوية تعيد الاعتبار لدور الجماهير الفلسطينية في المعركة الوطنية وتكون الجماهير قاعدتها الصلبة ضد الاحتلال وضد الاستيطان والجدار وتصون دماء الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين ،ويتطلع إلي منظمة تمثله تمثيلاً حقيقاً بكافة قواه وقطاعاته وأهدافه في الخلاص والتحرر التام من الاحتلال والاضطهاد الذي دام عقودا طويلة ،لا أن تتوج نضالاته باتفاقيات انتقالية وجزئية أو صفقات سياسية منقوصة تعقد باسمه وهو الغائب الأكبر عن كل ما يجري ، شعبنا لم يبذل كل ما بذل من اجل انسحاب باهت من مستوطنة أو من اجل رفع حاجز أبو هولي العسكري.
نريد منظمة تلامس وتتواصل مع جماهيرها في لبنان وسوريا والأردن ومخيمات اللجوء الممتدة في كل مكان وتنصت إلي همومها تدافع عن كرامتها وتلبي احتياجاتها، تلك هي المنظمة التي نريد فهل نفعل الصواب ولو مرة وننظر بعيداً دائرة الفئوية والذات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على تفاصيل كمين جباليا الذي أعلنت القسام فيه عن قتل وأس


.. قراءة عسكرية.. منظمة إسرائيلية تكشف عن أن عدد جرحى الاحتلال




.. المتحدث العسكري باسم أنصار الله: العمليات حققت أهدافها وكانت


.. ماذا تعرف عن طائرة -هرميس 900- التي أعلن حزب الله إسقاطها




.. استهداف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة محلية الصنع في مخيم بلاطة