الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجميلة ورجل الظلام

مجاهد عبدالمتعالي
كاتب وباحث

(Mujahid Abdulmotaaly)

2013 / 2 / 16
الادب والفن


ــ أنا جميلة.
ــ وماذا بعد؟!
ــ الم ترَ صورتي؟! أنا جميلة.
ــ فعلاً... أنت جميلة.
ــ فقط.. "جميلة".
ــ جميلة وفاتنة.
ــ كم أنت ممل وكئيب.
ــ لماذا؟
ــ هل تعلم كم كلفة الكحل بعيني، والأساس على بشرتي، وأحمر الشفاة، و..
ــ أعرف أعرف... من أفضل الماركات التي لا أعرفها، ولا تهمني.
ــ ما دمت تعرف.. فلماذا لم تجد سوى كلمتين تقولها بفم بارد.
ــ أي كلمتين؟
ــ أقصد عندما سألتك عن صورتي فقلت: "جميلة" ثم أضفت بلا مبالاة كلمة "فاتنة".
ــ وما المشكلة؟ هل تريدين أن أرقص مثلاً، أو أكتب قصيدة نزارية!!؟!
ــ فعلاً أنت ممل وكئيب، ولا تعرف من الأنثى سوى احتياجك الحيواني الحقير.
ــ عفواً... هل طلبت منك ممارسة الجنس تلميحاً أو تصريحاً؟
ــ يا ليتك فعلت ذلك!
ــ لماذا تتمنين هذا؟
ــ كي أشعر أني انتصرت على عقلك البارد العقيم.
ــ وما علاقة عقلي كي تصفيه بالبرود، وما علاقتك بحياتي الزوجية لتعرفي هل أنا عقيم أم لا؟!!
ــ أنت تعرف ما أقصده تماماً فلا تتهرب!
ــ أعرف أيتها النرجسة ما ترمين إليه، ولكنك نسيت شيئاً مهما في حياة الرجل.
ــ وما هو؟
ــ لعبة الإغواء..
ــ ما بها... فأنا سيدة الظلال والمرايا.. يمسكون بظلي ومرآتي دون أن يدركني أحد... يسمونني "أميرة السراب"
ــ صحيح.. صحيح.
ــ إذاً ما المشكلة؟
ــ يكمن سر اللعبة في التراضي المضمر..
ــ وماذا يعني هذا؟
ــ يعني أنك لم تعودي جميلة ولا فاتنة.
ــ كيف؟ والكل يشهد بهذا؟
ــ إنهم يستمتعون باللعبة لأنهم هواة، وشرط اللعبة أن تبقي جميلة... عفواً.. وفاتنة أيضاً كي لا تغضبي.
ــ وما الفرق؟
ــ المقامر لم يعد مهووساً بالمال، بل يصبح مهووساً بلعبة القمار ذاتها... هل عرفت الفرق؟!
ــ لا يهم.
ــ ولأنه لم يعد يهمك هذا الفرق... فلم تعودي جميلة أو فاتنة.
ــ فماذا أكون إذا؟
ــ لعبة جمال وفتنة.
ــ لعبة في ذهن السخفاء أمثالك... وأنا سأبقى كالسراب ولن يرتوي مني أحد.
ــ لأنك فعلاً سراب/ماء كاذب.
ــ كاذب!؟!! من الكاذب؟
ــ عفواً... أقصد أن الجمال له جلال/كاريزما وقد فقدتِ الجلال/الكاريزما مع استمراء اللعبة.
ــ وما الفرق؟ فما زلت جميلة رغماً عنك.
ــ ستبقين جميلة لأنك كذلك، ولكن بدون جلال، مجرد مال في صالة قمار... سراب الربح يلذ فقط لمدمني القمار.
ــ أعانك الله على أوهامك وبرودك وظنونك وعقدك من كل جميل.
ــ وأعانكِ الله يا سيدتي الفاضلة على قدرك في أن تكوني صالة قمار.
ــ احترم نفسك... أرجوك.
ــ عفواً... لقد أوجعتك بكلامي... كما أوجعني فؤادي منك يوم كنت في عيني جليلة.
ــ وجميلة أيضاً.
ــ جميلة وفاتنة... تدعي العلمانية وهي تخلط الخمرة بماء زمزم.
ــ ومتابع لكتاباتي أيضاً.
ــ لأنك جميلة.
ــ أوففف مللت من هذه الكلمة.. جميلة جميلة.. خلاص أكرهها، أو ابحث عن كلمة جديدة معبرة أكثر.
ــ أووفففف بل أنا من ملَّ منكِ أيتها العقيم الباردة.
ــ لست عقيمة... هذه طفلتي... أخبرني هل هي جميلة..
ــ أوفف كم أنت مقرفة..
ــ أنا مقرفة... لماذا أيها الحقير؟
ــ لأنك تنتظرين ظل اللعبة حتى في ابنتك الصغيرة.
ــ فهمت ما تريد قوله... انصرف أيها التافة الحقير الموغل في السخائم والتيه النفسي.. أي لعبة وأي قمار؟
ــ تريدين أن أقول: جميلة وفاتنة كــ "أمها" فكأني قلت لك من جديد: أنت جميلة.
ــ ألا تمل من هذا الوسواس والخزعبلات؟
ــ بلى... لقد مللتُ منكِ.
ــ إذاً لماذا تخاطبني الآن؟
ــ لأنكِ ظلي الذي يشبهني... وظلي يظهر في الضوء، فإذا كان الظلام... أصبح الظل وصاحبه سواء.
ــ ما الذي تقصده عليك اللعنة؟
ــ قدركِ أن تكوني سراباً ولعبة قمار... إذا لحقتي بي في الظلام، ستصبحين أنا، ولن تكوني شيئاً، وإن حاولتُ اللحاق بكِ في النور... فمن هو المجنون الذي يلحق ظله!!... أنتِ مجرد ظل يعرف قدره جيداً، ولا ذنب لكِ في شئ... لا ذنب لكِ في شئ.
ــ بصقت عليه وهي تصرخ: أيها الذكوري الشيزوفريني...
((مسح البصاق من على وجهه... ودخل في الظلام... واصل حياته من غير ظل... لقد قرر الحياة في الظلام... وجدوها عاشت ظلاً لرجلٍ آخر... كانت تستمتع بجنونه في أول علاقتها به... كان رجلاً يطارد ظله... كما قال لها ذلك "رجل الظلام"))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل