الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى كان الجيش الامريكي مرحبا به في بلاد الرافدين

ابراهيم المشهداني

2013 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


اظهر الجنرال الأمريكي لويد أوستن الذي عين قبل أيام في منصب قائد للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط ابتئاسه من الوضع الأمني الجاري في العراق
وأعرب عن قلقه المثير لهذا الوضع . جاء ذلك في عملية تقويم في جلسة للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي . وعلى ما يبدوا إن الجنرال لم يكن راضيا عن قرار الرئيس الأمريكي اوباما بسحب القوات الأمريكية من العراق في نهاية عام 2011 وكأني به يريد القول إن الأمن في العراق ما كان له إن يستتب إلا بوجود الجيش الأمريكي بدليل إن هذا الأمن قد تدهور بعد انسحاب قواته حيث كان القائد الأخير لهذه القوات في البلاد , ولربما أراد القول إن هناك ضرورة لاستكمال قواته مهمتها حيث لم تنجزها بالتمام والكمال حينما كانت تجوب ارض السواد طولا وعرضا ولربما أيضا أراد القول إن القوة العسكرية وحدها هي الحل الوحيد للوضع المتفاقم في العراق بسبب خارطة الطريق التي رسمها الاحتلال الأمريكي بعد إسقاط النظام التي تقوم على المحاصصة الطائفية الاثنية والتي أصبحت فيما بعد أس البلاء الذي يقف وراء كافة الأزمات المتتالية والمتوالدة بالأيام وليس بالشهور أو السنين وأوصلت البلاد إلى حافة الهاوية ,فربما نسي وهو منتش بمنصبه الجديد ما تركته قواته من خراب في ارض الرافدين .
ويحق لنا كجزء من ضحايا الاحتلال ,الرد على تقويمات الجنرال ,إن نفتح سجل المنجزات التي حققتها القوات الأمريكية!! ,فأول هذه المنجزات حل الجيش العراقي وغياب أجهزة الأمن ومن أثارها عمليات التخريب والنهب التي تمت في سابقة لم يكن لها مثيل في تاريخ العراق الحديث وكل ذلك تم إمام أنظار هذه القوات وتم مصادرة كافة ممتلكات الوزارات والعبث بأرشيفاتها والاستيلاء على وثائقها ولعل اشد هذه العمليات عبثا مصادرة عشرات الألوف من الآثار الموجودة في المتحف التاريخي في بغداد والمناطق الأثرية الأخرى في بابل والناصرية وغيرها ,ولم يستثنى من هذه المؤسسات غير وزارة النفط وطبعا يعرف السيد الجنرال الأسباب . ثم لنسال السيد الجنرال إي امن تم تحقيقه في ظل تواجد القوات الأمريكية المحتلة ؟ ففي عهدها تم تأسيس عشرات المليشيات المسلحة لتؤسس لحرب أهلية دامت ثلاث سنين عجاف ومعها دخل (حوم) القاعدة والمليشيات الإرهابية الأخرى وبرز في حينها رموز القتلة من ألزرقاوي والمصري وأمثالهما لتدخل في عمليات مجنونة لم يسلم منها لا الزرع ولا الضرع فضلا عن الضحايا البشرية التي تقدر بأكثر من نصف مليون شهيد من شباب وأطباء وأكاديميين ومثقفين وباختصار أفضل الطاقات البشرية التي يقع عليها عبء عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية . وفي وقتها توقفت العجلة الاقتصادية يقابلها تطور الفساد المالي والإداري ولا غرابة في ذلك فقد ثبت إن 17 مليار دولار من أموال العراق قد اختفت في زمن الحاكم الإداري بريمر اكتشفت من هيئات تدقيقية أمريكية لا تزال تجهل أوجه صرفها وللقادة الأمريكان دور في هذا الفساد وما زال التحقيق جار في هذا الشأن .ويذكرنا السيد الجنرال بما قام به الجنود الأمريكان من حالات تعذيب في أبي غريب والكراهية التي تعاملوا بها مع العراقيين ولم تجف أخر الإخبار عن اعترافات الجندي الأمريكي متباهيا بقتل أكثر من 120 عراقي بين رجل وامرأة وطفل ,وما قامت بها الشركات الأمنية الخاصة المتعاقدة مع الجيش الأمريكي من قتل جماعي للعراقيين في ساحة النسور في بغداد وغير ذلك الكثير .
إنا افهم كيف يفكر العسكريون أينما حلو فمفاتيح الحلول كلها تمر من خلال الدبابة والطائرة لكن التجربة أثبتت إنهما عدوين للسلام . والأمم لأتبنى بالقوة العسكرية وإنما بالعقل واليد وان البلدان لأتبنى إلا بالتنمية والتخطيط السليم والسياسة الحكيمة العقلانية واحترام حقوق الإنسان ودولة المؤسسات والسلام العالمي لا يبنى بالتدخل السافر في شؤون البلدان الأخرى وإنما بالمساواة بينها صغيرها وكبيرها وخير الحلول إن تسحب الدول الكبرى قواعدها وأساطيلها لتقام على أرضها وعلى سواحلها وعندها ستشعر الشعوب أنها أصبحت في مأمن من هواجس الخوف والترويع وعسى إن يفكر السيد الجنرال بهذه الطريقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة