الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثنائية المعيارية للولايات المتحدة بين سورية وليبيا

صالح أدهم

2013 / 2 / 17
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ورث الرئيس اوباما تركة ثقيلة من سلفه بوش، قوامها تبني الاخير للقوة الخشنة ان في العراق او أفغانستان، او في الأزمة المالية التي عصفت بالولايات المتحدة، ما دعاه اليوم لتبني الحل الديبلوماسي فيما خص الشأن السوري وأزمته العاصفة.
مع توليه سدة الادارة في البيت الابيض قام اوباما بزيارة كل من تركيا ومصر والقى خطابين في البلدين أظهرا تبني ادارته للقوة الناعمة كمنهج عمل. والواقع أثبت أن عدم التدخل العسكري في سورية محاولة حثيثة لعدم الغرق مجددا في وحول الشرق الاوسط، أو تكرارا لسيناريوهان الافغاني والعراقي. مع وضع خطا أحمرا قوامه عدم استخدام دمشق للاسلحة الكيمياوية.
والقوة الناعمة تقتضي اعتماد الولايات المتحدة على جاذبيتها للتغيير بغض النظر عن سلاحي العصا والجزرة، وتعتمد على الديبلوماسية والميديا والوسائط الالكترونية كعنوان لتبديل المجتمعات باتجاه يخدم مصالحها.
واليوم مع وصول عدد الضحايا في سورية الى ما يقارب المئة الف قتيل، ومع لتدمير الذي حل بالمجتمع السوري، نرى ادارة اوباما ما زالت متمسكة بالحل الديبلوماسي ورافضة للتدخل العسكري في إحالة واضحة للقوة الناعمة التي اختارتها وتعمل على أساسها، لكن السؤال الذي يطرح هنا، أين كانت القوة الناعمة فيما خص الشأن الليبي؟ بعد أن أبيح للناتو التدخل فيها، وقلب نظام الحكم، ومقتل القذافي.
قد يأتي بعضهم بأسباب للتدخل في ليبيا وعدم التدخل في سورية قوامها:
1- انقسام المجتمع الدولي، ومجلس الامن حول التدخل في سورية مع معارضة شديدة لمثل هذا التدخل من قبل روسيا والصين
2- انعدام التوافق الاقليمي اتجاه اي تدخل عسكري في سورية، فمصر على سبيل المثال ترفض اي تدخل أجنبي في سورية كما الجزائر، في حين طالبت قطر بارسال قوات عربية لحفظ السلام، أما المغرب فيؤكد على اهمية الحل الانساني، ما أدى الى تضارب في المواقف في الجامعة العربية، بعكس ما جرى في ليبيا حيث أيدت الاخيرة قرار مجلس الامن المتعلق بالأزمة الليبية، وطالبت بتدخل عسكري لحماية المدنيين الليبيين.
3- انعدام الترحيب الكامل من فصائل المعارضة السورية بالتدخل الخارجي، فقد انطلقت هذه المعارضة منقسمة وغير مجهزة في مواجهة أحد أهم الجيوش العربية تسليحا وتدريبا. وباتت رقما أساسيا في معادلة النزاع بعد تسليحها من غير طرف اقليمي وغربي. بهذا فالتوجه العام داخل فصائل المعارضة السورية يميل الى معارضة أي تدخل عسكري اجنبي بشكل أو بآخر.
يشي ما أوردناه بأن الولايات المتحدة تتمسك تارة بالقوة الناعمة كما في حالة سورية، للاسباب الموضوعية اعلاه، وتارة توافق على التدخل العسكري واستخدام القوة الخشنة كما في الحالة الليبية، لما في التدخل الليبي من مكاسب، وهذا ان دل على شئ فإنما يدل على الثنائية المعيارية للولايات المتحدة، ولطبيعتها القائمة على الغزو، والتستر باسم القوة الناعمة عند وجود موانع تقف حائلا امام تدخلها العسكري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Socialism the podcast 131: Prepare a workers- general electi


.. لماذا طالب حزب العمال البريطاني الحكومة بوقف بيع الأسلحة لإس




.. ما خيارات جيش الاحتلال الإسرائيلي لمواجهة عمليات الفصائل الف


.. رقعة | كالينينغراد.. تخضع للسيادة الروسية لكنها لا ترتبط جغر




.. Algerian Liberation - To Your Left: Palestine | تحرر الجزائر