الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هناك افق شيوعي في العالم 2

ادم عربي
كاتب وباحث

2013 / 2 / 17
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


ان معظم الاحزاب الشيوعية اليوم لا تقوم بواجبها كما ينبغي ، قسم من هذه الاحزاب وفرت على نفسها وعلى جمهورها زيف الخداع وتحولت الى احزاب وطنيه يساريه تهتم بالشان الداخلي للبلد وتسعى لاصلاحات سياسيه من اجل العدالة الاجتماعيه وتوزيع ثروة البلد ، وقسم اخر من الاحزاب الشيوعيه يمارس الغش لجمهورة ، من خلال الوعد بثورة اشتراكيه تهزم الراسماليه ، وهم بذلك غير مدركين للبنى السياسية والاقتصادية في العالم ، فهم يقودون جماهيرهم الى نفق معتم ومظلم ، ان من يقود العمال الى طريق مظلم لهو مخادع ، ويقوم بابشع خيانة ضد العمال .

لكن ما هي المفاهيم الخاطئة التي ترافق هذه الاحزاب ؟
اولا : الاعتقاد ان الغرب كافة راسمالي امبريالي وتحديده كعدو امبريالي ، مع العلم ان الدول الاوروبيه الان تعتمد اقتصاد السوق الاجتماعي ، وهو لا يمت باي علاقه بالاقتصاد الراسمالي ، لذلك لا يمكن ان تعتبر دولا امبرياليه وهي تان تحت حمل الديون الباهظه ، وحتى ان الولايات المتحده ، ليست مسيطرة عالميا على اسواق العالم او عمال العالم ، بل هي مسيطر عليها من قبل الصين المنتج الوحيد في العالم ، فاين الراسماليه والامبرياليه في ذلك؟.

ثانيآ : الاعتقاد غير الصحيح والمضلل بقدوم الثورةالاشتراكية ، او حتى تذهب تلك الاحزاب الى حتميتها ، ان هذا الطرح مرتبط بالخيال ولا يمت للواقع باي صلة ، والمعضله في ذلك هو ان الثورة الشعبية الديموقراطية والجمهوريات لا يمكن ان تبنى بشكل سليم وناجح من دون مركز اشتراكي كبير وضخم ، والسبب في ذلك ، اليوم لا يمكن بناء اقتصاد وطني ومستقل في ظل العولمة ، بل هو مستحيل ، فالعولمه بطبيعتها تنفي اي اقتصاد وطني مستقل وتعزله عن باقي العالم، وتتغول يوما بعد يوم لمن يشكل لها تهديد - ايران ، كوريا ، تشيلي....الخ - فمثل هذه الدعاوي بثورة اشتراكيه لا يعدو عن كونه حماس طفولي غير مدرك لطبيعة الاقتصاد العالمي ، ولنا في هذا المقام ان نتذكر كيف تراجع لينين في عام 1923م بشكل مؤقت عن الاشتراكيه ، بسبب الحرب الاهليه وما نتج عنها من مجاعه ، حيث انشأ آن ذاك السياسة الاقتصادية الجديدة ، واذ يدل هذا التصرف على فهم لينين الواقع الاقتصادي الروسي بدقه في تلك الفترة وتصرف وفقا لها .
ثالثا : بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكيه كلها ، وانتصار البرجوازيه الصغيرة حيث تم تبني أفكارها المتمثله بالحرية ، العدالة الاجتماعيه ، الديموقراطية والمساواة تحت مسميات وشعارات مختلفه مضلله مثل تنمية وتطوير الماركسية ، او تجديد الماركسيه او عدم صحتها الان ، ومما لا شك فيه ان هذه الافكار تدلل على عدم فهم الواقع بل تتعدى الى عدم فهم المحتوى الماركسي .

رابعا : عدم فهم التجربة الاشتراكيه السوفيتيه ، وعدم فهم حقيقة الصراع الطبقي في التحاد السوفيتي ، حيث دائما يتم النظر الى التجربة السوفيتيه بانها كلها تجربة اشتراكيه ، وهنا يكمن الخطأ ، بينما حقيقة تم الغاء الاشتراكية عام 1960-1961 ، فعدم معرفة هذه الحقيقه او تجاهلها يعني اول ما يعنية هو طمس الصراع الطبقي وهو من اضاح بالاشتراكيه ، ويدل ايضا على عدم فهم طبيعة ومضمون الصراع ، هذا يؤدي الى عدم فهم العالم اليوم و كيف انتقل الى النظام العالمي الحالي.
هذه هي اهم المشكلات التي تعاني منها الاحزاب والافراد والمجموعات ، لكن على ضوء ذلك ، هل تعيق تلك المشاكل والمعضلات العمل الشيوعي؟. بكل تأكيد ، حيث تلك العقول لا زالت في صناديق القرن الماضي ، لا تريد الخروج خوفا من تدمير احلامها و اوهامها . تلك المشكلات تحديدا تؤدي الى ادلجة الماركسية ، و ادلجة المادية الديالكتيكية ، التي لا يمكنها ان تجمد الا في عقول كتلك.
لا يمكن للعمل الشيوعي ان يتواصل دون تحديد وفهم وتحليل الأشياء التالية :
-طبيعة الصراع الطبقي الذي كان في الاتحاد السوفيتي.
-موضوع الرأسماليه والامبريالية .
-من هو العدو الطبقي الحالي.
فهم جميع هذه الاشياء هو من يحدد كيفية العمل الشيوعي.
موضوع الصراع الطبقي في الاتحاد السوفيتي هو سبب انهيار الاتحاد السوفيتي ، طريقة فهم هذا الصراع هو من يحدد ماركسية الفرد ، فمثلا القول ان الثورة المضادة للاشتراكية وقعت عام 1991م هو قول غير صحيح ، هذا الانقلاب حدث قبل ذلك بثلاثين عام ، بل سقوط الاتحاد السوفيتي اكبر دليل على صحة اماركسية من مبدا استمرار الصراع الطبقي الذي اطاح بالبروليتاريا .
القول بوجود الراسمالية والامبرياليه هو ما يحرف العمل الشيوعي ، لا يمكن محاربة وهم ، فجميع اقتصاديات المراكز الراسماليه لم يعد اقتصدها رأسمالي اليوم ، فهي تتبنى اقتصاد دولة الرفاه ، اقتصاد مغاير للراسماليه ، الاقتصاد الاستهلاكي او اقتصاد السوق الاجتماعي ، هذه الدول اخذت مسارا بين الاشتراكيه والراسماليه مما يعني عدم تبنيها للراسماليه ، اذن كيف تكون امبرياليه؟ تلك المسأله لا بد من حسمها وهو ان الامبرياليه تم تفكيكها نهائيا منذ السبعينيات ، ومن يطرح محاربة الامبريالية اليوم انما يحارب وهما لا اكثر .
واخيرا تحليل البنية الاقتصاديه العالميه بدقه سيحدد من هو العدو الطبقي ، ان تحليل الواقع يقول ان احزاب البرجوازيه الصغيرة تتربع الان على عرش السلطات في معظم دول العلم ، وتحديدا الدول الراسمالية سابقا ، والمصيبة الكبري ان كثير من الاحزاب الشيوعية تتبنى افكار ومعتقدات تلك الطبقة مثل الحرية و العدالة الاجتماعية و المساواة و الديمقراطية و التعددية والاصلاح الاجتماعي من اجل زيادة الاجر ......الخ هذه الافكار غريبة عن الماركسية ومن هنا يمكن القول ان تلك الافكار جمدت وعطلت الماركسيه والعمل الشيوعي عن الحركة .

ان هذه الافكار وهذه الشعارات والانجرار خلفها بحجة تطوير الماركسية ، هي نفس افكار خرتشوف الذي اعلن ان الاتحاد السوفيتي دولة الشعب كلة ، وبهذا يصبح هذا الفكر في تناقض مع الاشتراكية ، وقد حذر ماركس من مثل تلك المفاهيم والانجرار خلفها " البرجوازيون الديمقراطيون الصغار يريدون تحسين أجور و توفير الأمن للعمال , و يأملون أن يحققوا ذلك في ظل دولة توفر العمل و الرفاهية بشكل أكبر , بإختصار , يريدون رشوة العمال من خلال صدقات مقنعة و كسر عزيمتهم و قوتهم الثورية بتوفير وضع مقبول بشكل مؤقت " . دولة الرفاه تقوم على هذا الشرح الماركسي الذي اوضحه ماركس في خطابه امام اللجنة المركزيه لعصبة الشيوعيين عام 1950م ، لذلك على الشيوعيين ان لا ينجروا وراء تلك الشعارات ووصفها انها تقدميه ومطورة للماركسية ، ان تحديد العدو الطبقي يفتح الطريق للعمل الشيوعي ولا يقع على عاتق فرد واحد بل جميع الاحزاب الماركسية الحقيقيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تنويه
ادم عربي ( 2013 / 2 / 17 - 17:36 )
ورد سهوا في المقال - لعصبة الشيوعيين عام 1950م - والصحيح 1850 لذلك وجب التنويه


2 - تحية طبية
عذري مازغ ( 2013 / 2 / 17 - 21:14 )
أختلف معك عزيزي المحترم في كثير من تفاصيل هذا الموضوع والموضوع السابق، خاصة فيما يتعلق بمسار أفق الشيوعية الذي تحدد وفقا للمقال السايق لثناءية الرأسمالية الطبقة العاملة، خيث انتفاء الإثنين هو انتفاء التاريخ، ثم إن وضع ما تسميه الماركسية الوضيعة بالبرجوازية الوضبعة باعتبارها فجاءة لم تخطر في التحليلات الماركسية السلفية وباعتبارها سرقت أدوارا ليست لها أو ما إلى ذلك بفتقر إلى إقامة الحسم أو الحد المعرفي في الأمر، ثم إن اعتبار الديون مؤشر لموت الرأسمالية غير سليم انطلاقا من قاعدة اساسية في الفهم هي تمثل الدين العام بالدولة بشكل عام أي أنه يصبح الدين العام دين الدولة بشكل عام، بينما بنظر لهذه الديون في أوربا بمعيار آخر هو أنه في النسبة العامة لهذا الديون هي ديون خاصة، 70 في المائة مثلا في أزمة إصبانيا هي ديون خاصة.. وهي حيلة رأسمالية لاستغلال الشعوب في منطقتها، لماذا لا ينظر مثلا إلى تصرف إسلانديا مع ديونها التي حسم فيها شعبها بشكل رفضه الإلتزام بها، هناك من أسئلة التعليقات من أشار موضوع: لكن هي مدينة فجاء الجواب عليه سلاما، تعولم في الإستثمار الخارجي كما لو أن هذا الدين ليست له سندات


3 - تتمة
عذري مازغ ( 2013 / 2 / 17 - 21:30 )
أقصد أن هناك من أشار إلى السؤال بأن هذه الدول هي مدينة لمن؟ فجاء الجواب مبهما كما لو أن هذه الديون ليس لها سندات، وهذا بسبب فهم خاص لمعيار تغطية الذهب للنقد، بينما لو سندت هذه الديون إلى قيم سنداتها لا ختلف فهم الأمر ويسر أيضا فهم مايسمى بالفقاعة المالية فالذهب والنقد هي قيم رمزية كما تعلمون وقد بدأ الحساب الرقمي يتموضع محلها وهو إشكال آخر يتطلف فهما جديدا، سأكتفي بهذه المقصورة متمنيا لكم كامل الصحة والعافية


4 - السيد المحترم عذري مازغ
ادم عربي ( 2013 / 2 / 17 - 21:42 )

شكرا لتعليقك ايها المحترم سوف احاول بما فهمت الرد على حضرتك
لا اعرف عندما تقول :-لثناءية الرأسمالية الطبقة العاملة- وانتفاء الاثنين انتفاء التاريخ ..الخ سوى القول ان الانتاج الراسمالي لم يعد موجودا وتفكك في السبعينات وان الطبقه العامله تقلصت الى الثلث ،
ما هي الماركسيه الوضيعه؟ لم افهم ما تقصد ....
الديون هي مؤشر لموت الراسماليه سواء الدين عام ام داخلي فالانتاج الراسمالي مراكم للثروة ،
شكرا صديقي العزيز


5 - تعقيب على تتمة الزميل عذري
ادم عربي ( 2013 / 2 / 17 - 22:04 )

لا شك ان للدين سندات ، الولايات امتحدة مثلا تستدين بضمان بيع سندات الخزينه الامريكيه ،اي دين يسد لاجل بضمان شراء اصول وسندات يترتب على امريكا دفعها في موعدها لتحرير تلك الاصول , الان اصبحت الفوائد المترتبة على تلك الديون خياليه والكنجرس يجب ان يخرج بصيغة قبل نهاية الشهر بشان الدين وفوئدة التي باتت عاجزة عن سداده ، طرح احد المعلقين ان امريكا تملك ثلث احتيطي العالم من الذهب حوالي 9000 طن ولماذا لا تبيعها وتخرج من ازمة الافلاس ، كان جوابي سعر هذه الكميه بسعر اليوم حوالي نصف تريليون وهي مدينه ب 14 تريليون ، فماذا تفعل؟ صحيح ان الدين الخارجي فقط 9 تريليون ...


6 - الصراع الطبقي
عتريس المدح ( 2013 / 2 / 18 - 11:27 )
العزيز آدم عربي
سأسلم جدلا بما قدمته بالجزء الاول والثاني من دراستك، لكن يمكن ايها الرفيق أن تكمل دراستك لتقول لنا بناءا على تحليلكم
هل ما زال ضروريا وجود حزب شيوعي
طالما اضمحلت البروليتاريا ونقيضها الرأسمالية و أصبحت البورجوازية الصغيرة هي المتسيدة، ما هو شكل الصراع الطبقي اليوم إذا ما كان هنالك قد بقي صراع طبقي!!وماهي المهام المطروحة أمام التقدميين ؟؟ طبعا أطلب هذا بناء على رؤيتكم أنتم والسيد النمري


7 - السيد عتريس المدح المحترم
ادم عربي ( 2013 / 2 / 18 - 13:50 )
السيد عتريس المدح المحترم
يبدو يا عزيزي انك لم تقرا كل كلمة في المقال ، فكما ذكرت حتى يكون عمل شيوعي يجب فهم التالي : عدم وجود راسماليه وامبرياليه ، فهم الصراع الطبقي في الاتحاد السوفيتي ، وتحديد العدو الطبقي .
العدو الطبقي البرجوازيه الصغيرة ومشروعها وهي التي اطاحت بالاشتراكيه وحلت محل الراسماليه بعد تفكيكها في السبعينات .
اما عن دور الاحزاب الشيوعيه ، فالافضل لها العمل الوطني اي تحسين تقسيم الثروة الوطنيه ، اما العمل الشيوعي الاممي يحتاج الى مؤتمرات جماعيه عالميه وليس حزب او فرد.
هاذا ردي ولا اعرف رد الرفيق النمري بامكانك مخاطبته ,فلا اعلم اسرار القلوب
شكرا لك صديقي


8 - الامصداقيه
كريم وهاب ( 2013 / 2 / 19 - 13:24 )
يؤسفنا ادم عربي صاحب شهادة الدكتوراه في الكيمياء يسرق بشكل غير معقول من مقالات الاخرين مقاله ادم ليس سوى نسخا واضحا للمقاله هذه التي نشرت في 72 : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=344582

و لكي نبرئ ذمتنا سنضع دليل على النسخ فيقول ادم في هذه المقاله :( حيث تلك العقول لا زالت في صناديق القرن الماضي ، لا تريد الخروج خوفا من تدمير احلامها و اوهامها .تلك المشكلات تحديدا تؤدي الى ادلجة الماركسية ، و ادلجة المادية الديالكتيكية ، التي لا يمكنها ان تجمد الا في عقول كتلك).

و في المقاله الاصليه يقول كاتبها :( حيث تلك العقول لا زالت في صناديق القرن الماضي ، لا تريد الخروج خوفا من تدمير احلامها و اوهامها . تلك المشكلات تحديدا تؤدي الى ادلجة الماركسية ، و ادلجة المادية الديالكتيكية ، التي لا يمكنها ان تجمد الا في عقول كتلك).
فهناك خلالاً ما ,ما هذه المصادفه !!!! ,,,, يؤسفنا ايضا ان جريده الكترونيه مثل الحوار المتمدن تنشر مقالات تم نسخها ...... الى القرائ تمعنوا في المقالتين و انظروا الى اوجه الشبه ما بينهما مثقفين اخر زمن يرجى من اداره الحوار ان تتحقق من هذه المساله

اخر الافلام

.. استمرار التظاهرات المطالبة برحيل الرئيس الكيني ويليام روتو


.. ردود فعل دولية بعد تصدر اليمين المتطرف الجولة الأولى من التش




.. يمين فرنسا يراهن على الحصول على الأغلبية في الدور الثاني وال


.. زعيم حزب التجمع الوطني: الفرنسيون الذين صوتوا لماكرون قلقون




.. لماذا يقلق فوز اليمين المتطرف سكان أحياء المهاجرين في فرنسا؟