الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انحسار ظاهرة المتضامنين الدوليين مع القضية الفلسطينية!

طلال ابو شاويش

2013 / 2 / 17
الادب والفن


انحسار ظاهرة المتضامنين الدوليين مع القضية الفلسطينية !
بقلم / طلال أبو شاويش

فكرة التضامن مع قضية شعب آخر تتطلب جهداً كبيراً إلى جانب الأعباء المادية التي يحتاجها المتضامن لاختراق حصار غزة ... هذا عدا عن سلسلة الإجراءات الروتينية المرهقة لدى مختلف الأطراف.
ولنتصور حجم العبء هذا ، فليتخيل أي منا بأنه يرغب في التضامن مع شعب العراق أو سوريا أو أفغانستان وليفكر عملياً بالتوجه من غزة إلى إحدى هذه الساحات !!
غير أن هذا العبء الهائل الذي يتحمله التضامن قد يتحول إلى إرادة صلبة ودافع قوي على طريق تحقيق هذا التضامن وتحمل مشاقه ... وليحدث هذا فيجب أن تكون قضية الشعب المستهدف قضية حية متفاعلة ويكون أصحابها متوحدين حول هدف واحد ورؤية مشتركة لتحقيق هذا الهدف ... وعلى الشعب أيضاً ممثلاً بأحزابه وحركاته ومنظماته السياسية والأهلية أن يستقر في وجدانهم وبرامجهم لأهميته القصوى لفكرة التضامن الدولي وأن تعمل على تنظيمها وتفعيلها باستمرار ...
فالتضامن الدولي الفاعل ، يعزل المعسكر الآخر ويعّريه ويضعف مبرراته ويمد القضية بزخم كبير يضاف إلى مقاومة هذا الشعب ويتكامل معها .
غير أننا في غزة لم نزل نمتلك رؤية قاصرة ولا تشمل هذا الفهم ، ويظهر هذا القصور لدى الأحزاب والحركات السياسية أكثر مما يبرز لدى منظمات ومؤسسات وجمعيات العمل الأهلي / المدني ... وينظر قادة هذه الأحزاب والحركات إلى أفراد حملات التضامن الدولي بترفع وتعالي أو على قاعدة الهوس الأمني أحياناً !
كما أن الانقسام البغيض يؤثر بصورة كبيرة في انحسار هذه الظاهرة ويقلل بإطراد أعداد المتضامنين الدوليين.
ويمكن القول أنه لولا الحربان الأخيرتان على قطاع غزة ولولا المشاهد المؤلمة التي هزت وجدان العالم لانحسرت هذه الظاهرة تماماً واقتصرت على جهود شخصية محدودة لن تفيد القضية كثيراً ...
والمطلوب أولاً من قبل الأحزاب والحركات والمنظمات السياسية تحديد رؤية واضحة حول تفعيل أشكال التضامن الدولي خصوصاً بعد انحسار العمل الكفاحي لهذه الأحزاب والقوى بلا استثناء .
ومطلوب أيضاً من مؤسسات ومنظمات وجمعيات العمل الأهلي / المدني تفعيل العلاقات مع العالم الخارجي وتطويرها لترتقي إلى مستوى التضامن بأشكاله المختلفة وعدم التعامل مع هذا العالم كمصدر تمويل لبرامج ومشاريع هذه المؤسسات والمنظمات فقط ، وطبعاً هذا التوجه لا ينتقص من أهمية هذه البرامج والمشاريع المختلفة أو من ضرورتها !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1


.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا




.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي