الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لم تحدث الثورة في البلدان الرأسمالية لحد الآن؟

مالوم ابو رغيف

2013 / 2 / 17
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


مثلما يفرض تطور وسائل الانتاج على قوى الانتاج المسايرة في التطور، كذلك تفرض قوى الانتاج على علاقات الانتاج ان تكون منسجمة لا تعيق تطورها ولا تكبلها، لكن علاقات الانتاج وان كانت منسجمة مع قوى الانتاج في مرحلة تاريخية معينة، ستكون معرقلة ومعيقة للتطور، ليس تطور قوى الانتاج فقط، بل تطور المجتمع باسره، لأن القيم الاخلاقية والاجتماعية والدينية والبناء الفوقي الذي هو هيلمان القوانين والانظمة والقواعد والتشريعات والحقوق، مبني، حتى في اصغر تفصيلاته على أسس العلاقات التي تعتبر الملكية الخاصة لوسائل الانتاج مقدسا لا يمكن المساس به.
فاذا وصل التناقض الى قمته وبلغ التازم حدا لا يمكن معه التعايش بنفس شروط العلاقات القديمة، فان ذلك يعني ضرورة التغيير او الثورة التي تختلف عن الانقلابات والانتفضات كونها استبدال علاقات الانتاج القديمة بعلاقات جديدة وتغير البناء الفوقي لصالح الطبقة الاكثر تقدمية والاكثر انسجاما مع التطور، والتطور هنا لا نعني به مجموعة المعارف والتقاليد والاتكيتات الاجتماعية البرجوازية، انما الاستعداد الانساني لقبول الجديد الافضل ونبذ القديم المحافظ، اكان على مستوى القيم والاخلاق والعلاقات الاجتماعية والسلوكية او علاقات الملكية.
الرأسماليون الذين يملكون وسائل الانتاج سوف لن يوافقوا عن طيب خاطر وبقناعة انسانية على تغيير علاقات الانتاج لتكون لصالح قوى الانتاج التي لا تمتلك الا قوة علمها والتي تنتج فائض القيمة، المصدر الوحيد لربح الرأسمالي.
لا القانون ولا الدولة ولا الانظمة والقواعد، تجبر الراسمالي على الرضا بهذا التغيير. هذا التناقض لا يحل الا بالثورة التي تطيح بالعلاقات القديمة وتستبدلها بعلاقات جديدة تكون لصالح قوى الانتاج الجديدة.
لكن في الدول الصناعية الكبرى مثل بريطانيا والمانيا وفرنسا وكذلك الولايات المتحدة الامريكية، ورغم التطور الهائل في وسائل الانتاج والمهارة والخبرات التي تمتلكها قوى الانتاج، لم تزل علاقات الملكية على حالها القديم، الرأسماليون يملكون وسائل الانتاج ويشكلون طبقة الاقلية التي تسيطر على ثورات ضخمة جدا وتتمتع بكافة الامتيازات والتفضيلات، وقد تقترض منهم الدول لتغطية عجز ميزانيتها السنوية، ولا يزال العمال على حالهم لا يملكون الا قوة عملهم.
التناقض مستمر لكن لا ثورة، ورغم النضالات العمالية والاحتجاجات الشعبية الكثيرة والمتنوعة، لكنها تبقى نضالات مطلبية، اضرابات واحتجاجات، سرعان ما يتم التوصل الى حل وسط بين العمال وبين ارباب العمل، غالبا ما يكون اتفاق على نسبة معينة من الاجور تتناسب نوعا ما مع وتائر التضخم السنوية.
هل يمكن ان يكون التحليل الماركسي ليس صحيحا في ما يتعلق بالتنقاض بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج التي لم يتم تغييرها ولا استبدالها وبقت على جوهرها، علاقة بين طرفين طرف يملك وسائل الانتاج واخر لا يملك الا قوة عمله.؟
ام ان هناك تغييرا قد طرأ على الطبقة العاملة فهمشها وقلل من تاثيرها وجعل العمال يفكرون بمصير الفرد الواحد لا بمصير المجموع- الطبقة؟
ام ان الاحزاب الشيوعية التي هي الاداة التي تحدث التغيير، اكان في احداث الوعي الطبقي العمالي او في التثقيف الثوري، قد فقدت ثوريتها واصبحت ضعيفة عاجزة تحتاج الى من يبث فيها الروح الثورية وينقذها من حالات الكسل والتأثير البرجوازي واحلامه المخدرة فتحولت الاحزاب الشيوعية الى اشبه ما يكون بمنظمات عمل مدني تتبع سياسات النوايا الحسنة .؟
لقد سببت الالات انكماشا في العدد، ليس عدد العمال فقط، بل حتى الزراعيين، فالحقل الذي كان يتطلب عشرات العمال لتهذيبه وتشذيبه واعداده للزراعة، لا يتطلب الآن الا افرادا لا يزيدون عن اصابع اليد الواحدة، واستعيض عن العشرات منهم بادخال الالات في الزراعة، ومثلما يقال عن الحقول الزراعية يقال ايضا عن المصانع والمعامل والورشات. ان ذلك يعني تخفيف حدة التناقض بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج بحيث لا يصلان الى حد الازمة. فالرأسمالي يستطيع استبدال العمال والاستغناء عن خدماتهم في اي وقت، اذ ان سوق العمل تعج بالخبرات والمهارات المرمية على قارعة البطالة واعداد ضخمة شابه من الذين تاهلهم الحكومات ليكونوا في خدمة الرأسمالي متى شاء.
لم يعد الفخر القومي والوطني يمثل اي بعد للرأسمالي، لقد استبدل هويته الوطنية بهوية نقدية تعرفه بمقدار ما يمتلك من ثروات واموال. حتى شعور الانتماء القومي اختفى عنده ولم يبقى منه الا ما يشير الى انتماء لا يكترث له كثيرا ، لذلك، واذا ما شعر بان شروط الانتاج لم تعد تلائمه، وان تكاليف العمل اصبحت باهظة، كالضرائب والاجور وشروط الصحة والنوعية، لجأ الى استثمار امواله في الخارج حيث العمل الرخيص جدا وحيث الانسان لا قيمة له اطلاقا كما في البلدان الافريقية والبلدان العربية، او استعاض عن العمال بادخال عمال اجانب بعقود موقتة لا يدفع عنهم ضرائب ولا مستقطعات تقاعد ولا تعويض اصابات العمل. ان هؤلاء العمال، مثل جيش العاطلين عن العمل قيود في اقدام الطبقة العاملة وسبب في تدني الاجور، كما انهم احد اسباب البغض الاجتماعي تجاه الاجانب بشكل عام.
كذلك ان الحكومات ذات الانظمة الرأسمالية اصبحت مثل اسفنجة تمص غضب المتذمرين، فهي، اضافة الى دفع معونات البطالة بما يكفي للحد الادنى من العيش والسكن والعلاج، فانها تأهل العمال وفق متطلبات سوق العمل، فالرأسماليون يستطيعون طرد اي عدد من العمال بما فيهم العمال المهرة لان سوق العمل يعج بالبدلاء. ان ذلك يغير وجهة الصراع ايضا، فبدلا من ان يكون الصراع هادفا الى تغيير اساس وجوهر الاستغلال الكامن في الملكية الخاصة لوسائل الانتاج، يصبح النضال من اجل تغيير الحكومات وتحميلها تبعات مساويء الوضع المعيشي حيث يعيش وفق شروطه الملايين من الناس الذين يصبح هدفهم البقاء على قيد الحياة فقط ويختفي عندهم تدريجيا اي طموح ويكون همهم الاول البقاء على قيد الحياة .
الازمة تبدو ازمة حكومات نظام الضرائب اكثر مما هي ازمة اسلوب الانتاج الرأسمالي نفسه، فالدولة التي انتهجت سياسات الرأسمالية اللبرالية التي تعني التخلي الكامل عن اي ملكية او شأن اقتصادي، لم تعد تملك اي قطاع انتاجي يساعد في تمويل مهماتها المتشعبة والمختلفة بما فيها مهمات العسكرة، التي تشكل اكبر ثقلا على الموازنة السنوية، لقد اصبح اعتمادها الاول والاخير على جمع الضرائب، لكنها تنتهج سياسية تقول بان اثقال كواهل الرأسمالين بالضرائب يؤدي الى هجرة راس المال الى الخارج حيث الايدي العاملة الرخيصة وشروط العمل الميسرة، وكذلك ان الضرائب الثقيلة لا تحفز الرأسماليين على فتح مشاريع استثمارية لخلق فرص عمل جديدة، لذلك تتبع الحكومات الرأسمالية سياسة ضريبية تحفيزية مغرية.
رغم ان الدولة اداة قمع طبقية تتحكم بثلاث وسائل للعنف، التشريع والتنفيذ والقضاء، ورغم انها لا تجيز اي حزب سياسي من بين اهدافه تغيير النظام او المساس بشكل الملكية ، الا انها تبدو في ورطة لا تحسد عليها، فنظام الضرائب يضعها في حيرة، والتقليل او الغاء بعض واجباتها الاجتماعية والخدمية والثقافية او اتباع اسلوب التقشف سيخلق ازمات واضطرابات في المجتمع ويؤثر على السمتقبل الذي سوف لن يكون ورديا.
لذلك تتجه الدول الرأسمالية الى صناعات التسليح، اذ ان هذه الشركات لا يمكن لها اسثمار رؤوس اموالها في الخارج اذ لا يسمح بنقل تكنلوجية انتاجها الى الدول الاجنبية، كما ان اسواق الاسلحة عليها اقبال شديد، حتى الاسلحة القديمة تجد مشترين لها، لذلك تعمد الدول الرأسمالية الى اثارة النزاعات الداخلية والخارجية بين الدول وخلق مناخات العدواة والبغضاء الطائفية والمذهبية والقومية لضمان بيع المزيد من الاسلحة التي تدرعليها مليارات الدورات.
لكن ماذا لو ان الدول ادركت بان من العبث اضاعة وتبديد الثروات على شراء الاسلحة التي سيتم تدميرها بالكامل كما حصل في العراق وليبيا وسوريا وغيرها، ووعت ان سياسات حسن الجوار والتعاون بين الدول هو افضل من اسلحة الدمار، كيف للدول الرأسمالية الخلاص ازمتها وورطتها؟













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الثورة المسلحة الدموية
نعيم إيليا ( 2013 / 2 / 18 - 09:38 )
الثورة الدموية المسلحة، هي القاعدة التي اعتمدت عليها الفلسفة الماركسية لإحداث التغيير في بنية المجتمع يا أستاذ طلال الربيعي المحترم، وليس الانتفاضات السلمية والإضرابات والمنافسات .في أروقة البرلمانات التي هي أدوات الاشتراكيين الديمقراطيين. وقد انهارت هذه القاعدة إلى الأبد
ذكرتَ، عزيزي الأستاذ مالوم، أسباباً متعددة تأدى عنها انهيار هذه القاعدة، إلا أنك أغفلت السبب الرئيس والأهم: الديمقراطية.
إن الرأسمالية بتطبيقها هذا النهج السياسي في مفاصل الدولة والمجتمع، قضت إلى الأبد على أحلام الشيوعيين، ولا سيما الماركسيين اللينينيين، في فرض إيديولوجيتهم وفي التفرد بالسلطة
مع تحياتي



2 - الزميل طلال الربيعي: الافعال الثورية
مالوم ابو رغيف ( 2013 / 2 / 18 - 11:32 )
الزميل طلال الربيعي المحترم: تحياتي لك، لا اختلف مع تشخيصك بان الاحتجاجات هي شكل جنيني من اشكال الثورة، انا اميل الى تسميتها بالافعال الثورية، لكنها ومثلما ترى صغيرة ومشتتة ومن السهل تفتيت نواتها ثم ازالة اي تأثير لها كما حدث في البلدان التي اشرت لها اسبانيا الولايات المتحدة فرنسا اليونان الخ... ومهما كانت قوة هذه الافعال الثورية ومهما كان اتساع مدها، فانها ستؤدي في احسن الاحوال الى اسقاط حكومة وتشكيل حكومة اخرى ستنتهج نفس نهج التي سبقتها،،، التقليل من الضرائب او زيادة الضرائب او تشريع ضرائب اخرى وتبقى سيطرة راس المال لا يمسها اي قانون


3 - تعليق
عبد الله خلف ( 2013 / 2 / 18 - 12:53 )
لأنها بلدان متقدمه , فالثوره مربوطه بالتخلف و الفقر , و إلّا كيف يعلن الثوره من كان في بحبوحة الحياه؟! .


4 - الزميل نعيم ايليا:يجب التفريق بين ماركس والماركسية
مالوم ابو رغيف ( 2013 / 2 / 18 - 13:47 )
الزميل نعيم ايليا المحترم
اعتقد يجب ان نفرق بين ماركس والماركسية، اراء ماركس حول الوضع السياسي والتفاعلات الطبقية صحيحة في ذلك الوقت المحكومة بظروف وشروط تختلف عنها اليوم.. لكن هل اراء ماركس في ذلك الوقت تتطابق مع شروط وظروف اليوم؟ بالطبع لان الاجابة بنعم سوف يكون مثل الرأي الاسلامي القاصر الذي يقول ان القرآن صالح لكل زمان ولكل مكان
اليوم ظروف العمل والقوانين وشروط الحياة تختلف اختلافا جذريا عن تلك الظروف التي كانت في منتهى القسوة حيث كان العمال يعيشون في بيوت تفتقر الى ابسط متطلبات الحياة ولا ياكلون الا ما يسد رمقهم
ان تلك الظروف كانت ستؤدي بشكل او باخر الى الثورة المسلحة والعصيان العنيف وتكسير الالات ويُواجه ايضا بقسوة بالغة
اليوم لا تعتمد الاحزاب الشيوعية ولا الماركسيون على موضوعة الثورة المسلحة لانها لا تتوافق وروح العصر. لو نظرت لوجدت الامر مقلوبا، فارأسمالية هي التي تدعوا وتدعم وتخطط للثروات والانقلابات والتمردات المسلحة، الدول الرأسمالية هي التي تواجه الاضرابات والاحتجاجات والمظاهرات بالعنف المسلح اذكرك باضراب العمل السود في جنوب افريقا وكيف تم قتل اكثر من ثلاثين منهم بدم بارد


5 - السيد عبد الله خلف: الشعب السعودي والثورة
مالوم ابو رغيف ( 2013 / 2 / 18 - 13:52 )
السيد عبد الله خلف المحترم
اتفق معك انها بلدان متقدمة واختلف معك بان الثورة مرتبطة بالتخلف
الحقيقة هي عكس ما تقول
الثورة مرتبطة بالتقدم
الثورة ليس عملا عشوايا بل عملا واعيا هادفا الى غاية
فلو كانت الثورة مرتبطة بالتخلف لكان اول شعب ثائر هو الشعب السعودي
تحياتي


6 - السؤل الفيصل
حميد خنجي ( 2013 / 2 / 18 - 16:04 )
لقد طرحتَ سؤالا كبيرا ومفصليا
لماذا لم تحدث الثورات في البلدان الرأسمالية حتى الآن؟ أو بالأحرى.. لما لم يحدث ما تنبأ به ماركس؟
ولكنك تركتَ السؤال مفتوحاً
إجاباتك لاتشفي غليل القارئ.. فهي في التحليل الأخير تحوم حول -الأتمنة- ودورها في الهبوط العددي الكبير للطبقة العاملة.. الخ.. بمعنى إستحالة قدوم الثورات الإشتراكية مادام الطبقة المناط بها القيام بذلك التغيير الجذري- الإنقلابي- تتقلص لتصبح اقلية أو خارج عملية الإنتاج بسبب الأتمنة والحاسوبية ..الخ ! كيف تحل هذا الإشكالية يا زميل مالوم؟


7 - لماذا لن تحدث الثورات؟
نعيم إيليا ( 2013 / 2 / 18 - 16:13 )
كنت أفضل هذا العنوان، بدلاً من: لماذا لم تحدث..؟
الثورة المسلحة قد تحدث في السعودية في إيران كما حدثت في ليبيا وسوريا، ولكنها لن تحدث في فرنسا.
تقول أخي العزيز: ((اليوم لا تعتمد الاحزاب الشيوعية ولا الماركسيون على موضوعة الثورة
المسلحة لانها لا تتوافق وروح العصر.)) وهذا القول يطرح عليك السؤال التالي: لماذا لا تتوافق وروح العصر؟
ما روح العصر؟
أليست الديمقراطية هي روح هذا العصر؟
أما الماركسيون اللينينيون أمثال الأستاذ فؤاد النمري وحسقيل قوجمان وغيرهم، فما يزالون أوفياء للماركسية في نسختها الأولى.
في مقالته الأخيرة (سلمية) انطلق الأستاذ قوجمان من قاعدة ماركسية لخصها قوله:
((-ان الحكم في تونس او في مصر او غيرهما هو حكم طبقة هي الطبقة الراسمالية في اكثر البلدان وحتى طبقة اقطاعية في بعضها. والطبقة لن تتنازل عن حكمها تنازلا سلميا))



8 - العالم كله يشتعل في الاحتجاجات
مكارم ابراهيم ( 2013 / 2 / 18 - 17:32 )
الرفيق العزيز مالوم ابو رغيف في مقالة لي بعنوان الراسمالية وفؤاد النمري وضحت فيها التغيرات التي تعم كل العالم سواء الشرقي العربي او الغربي فهناك تغييرات عميقة ولكن نعم للاسف لم تكن جذرية بحيث تقلع النظام الراسمالي ولكن مازلنا في الخطوة الاولى للالف ميل بتصوري والشعوب غبر راضية عن الازمة المالية هناك حالات انتحار كثيرة في الدول بسبب الازمة الااقتصادية والتسريح من العمل بسبب نظام التوفير في الرواتب حتى تصور ان عقاب امراة دنمركية نصبت على الدولة بمئة وثلالاثين مليون كرونة تم الحكم عليها بالسجن فقط اربعة سنوات ونصف كانت تسرق اموال الشركة التي تعمل فيها هل تعلم ما1ا قال المحامي قال ان الحكم يتناسب مع الازمة المالية في العالم وقد اخذت الازمة المالية واوضاع الناس النفسية البائسة بعين الاعتبار في هذا الحكم!


9 - الزميل حميد خنجي: الاعصار الشعبي
مالوم ابو رغيف ( 2013 / 2 / 18 - 17:37 )
الزميل حميد خنجي
انا اعتقد ان الامور سوف لن تبقى على حالها، لا بد وانها سائرة الى اعصار شعبي عاصف، اذ ان الاف الناس يتحولون يوميا الى بروليتاريا لا تملك شيئا، ولا تستيطع الدولة ان توفر للجميع الا الحد الذي يبقيهم على قيد الحياة، وحتى هذا الحد بدا بالتناقص التدريجي، اذ لم يعد بالامكان المناورة في مجال الضرائب ولا يوجد قيد يمنع الرأسماليين من استثمار رؤوس الاموال في خارج الدولة ان ازادت الدولة معدلات الضريبة، هناك تحلل قيمي واضح وهناك انحدار معرفي عند الشرائح الاجتماعية الفقيرة والتي تزداد عددا وبؤسا في كل يوم، اذا كنت في الدول الاوربية سترى وجوه الناس تنطق بالبؤس وستلمس كيف يبحثون عن كل ما هو رخيص
الكثير من المقاهي ومن المطاعم والمحلات الصغيرة بدات تغلق ابوابها لقة الزبائن، ومعدلات النمو وقيمة العملات بدات تنخفض بينما ترتفع معدلات التضخم الى درجات ملحوظة
ومهما كان ارائنا عن الربيع العربي، الا انه في جوهره رد فعل جماهيري على حالة اليأس والاحباط الذي عاشتها الناس، لذلك اقول ربما سنشهد مثل هذا الاعصار ايضا في الدول الغربية لا سيما وان حالة الاستقطاب نحو الفقر تسير بمعدلات مرتفعة


10 - لسيد مالوم ابو رغيف المحترم
ادم عربي ( 2013 / 2 / 18 - 18:21 )
لسيد مالوم ابو رغيف المحترم
انت تعطي امثله للربيع العربي ، سؤالي هو : ماذا حقق الربيع العربي وماذا يستطيع ان يحقق على الصعيد الاقتصادي السياسي...حسنا جائت جماعة الاخوان او فاز اي حزب اخر يساري او شيوعي حتى...ما هو بفاعل؟
اتمنى الاجابة على السؤال التالي : هل تستطيع الان اي دولة ان تبني اقتصاد وطني مستقل؟ هذا بيت القصيد
تحياتي


11 - العزيز الاستاذ مالوم ابو رغيف المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2013 / 2 / 18 - 18:26 )
تحبه و تقدير
سأتكلم بما المس بعيدا عن النظريات ارجو ان تسمح لي
النقابات اليوم في اوربا من شريحه فكريه واسعه ان صح القول تمتد من الملاصقه لليمين الى اقصى اليسار
العامل هنا اليوم يفكر و يقول وماذا بعد؟
ويعرف ان اصحاب الاموال كما تفضلت اختفى عندهم الشعور القومي او الوطني واصبحوا يبدلون مواطنتهم(يحصلون على جنسية اخرى) و بسهوله وهناك دول تشجعهم على ذلك
والعمال يلاحظون ان هناك هجره لرؤوس الاموال والصناعات الى دول الايدي العامله فيها رخيصه والضرائب معدومه
الزراعة اليوم تديرها عوائل بفضل التكنولوجيا و لا يحتاجون لعمال الا ربما وقت الحصاد او الجني و مع موجات الهجره فالايدي العامله متوفره في السوق السوداء و تتحرك بين الدول
بخصوص الحكومات هناك دوائر تقوم بتغيير الحكومات حسب موازين القوى والمهمات ليتم فتح ملفات جديده وغلق ملفات قديمه
اكثر من يتربع على كراسي الحكومات يمينها ويسارها اليوم هم زملاء دراسة في مدارس خاصه تعلمهم ادارة الدولة و توزع عليهم المهمات
يختلفون على بعض الامور الداخليه لشعوب تبتعد عن السياسه او الايديولوجيات
ساركوزي اليميني سلم كوشنير اليساري/يتبع لطفاً


12 - الاستاذ مالوم ابو رغيف المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2013 / 2 / 18 - 18:32 )
اكرر التحيه
ساركوزي اليميني سلم وزارة الخارجية الى كوشنير اليساري
ساركوزي اليميني ذهب الى ليبيا وتعاون مع الاسلاميين واولاند اليساري ذهب الى مالي ضد الاسلاميين والشعب صامت الا ما ندر
العمال يريدون ان لا تغلق المصانع و يتوسلون الحكومات ان تساعدهم في ذلك وهم يعرفون ان الامر بيد صاحب المصنع فعليهم جعل الحكومات وسيطه تقدم لهم شيء و تقدم لصاحب المصنع شيء و بعد اشهر تهتز الامور من جديد
شكرا مع تمنياتي للجميع بتمام العافيه


13 - الاخ نعيم ايليا: تغيرات الاحزاب الشيوعية الغربية
مالوم ابو رغيف ( 2013 / 2 / 18 - 19:12 )
الاخ نعيم ايليا
انا ايضا اعتقد ان الطبقة لا تتنازل عن سلطتها بشكل سلمي، لم يحدث ذلك ابدا، كل التغيرات الاجتماعية والطبقية الكبرى كانت دائما مصحوبة باعمال العنف اكان في امريكا او في بريطانيا او فرنسا او اسبانيا او روسيا، حروب اهلية وحروب داخلية وثورات عنيفة.. اليوم وقد غيرت الاحزاب الشيوعية برامجها وارائها وتخلت عن دكتاتورية البروليتاريا ولم تعد ترفع او تتبنى تغيير النظام كهدف او شعار، اصبحت لا تختلف عن الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية، حتى في المانيا مثلا يتعاون الحزب الاشتراكي الالماني مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي بحكم بعض الولايات الالمانية الشرقية
اي حزب، شيوعي او غير شيوعي يتبنى تغيير النظام الرأسمالي، سوف لن يجاز والذي يعني عدم الاشتراك بالانتخابات..ـ
لكن الاحزاب الشيوعية او اليسارية منظمات واحزاب وتيارات، تختلف عن احزاب الاشتراكية الديمقراطية في اصطفافها مع الشعب ومع الطبقات الكادحة في حالات المواجهة والتظاهرات او المطالبات في تحسين الاوضاع المعيشية وفي زيادة معدلات الضرائب على الرأسماليين وكذلك في التخلي عن سياسية السوق اللبرالية التي حولت الدولة الى جابي ضرائب.ـ


14 - مالوم ابو رغيف
عبد الله خلف ( 2013 / 2 / 18 - 19:43 )
لماذا لم نرى ثوره سياسيّه في الدول المتقدمه؟ .
ماذا قدمت الثورات للشعوب الإسلاميّه , ابتداء من عبد الناصر حتى الوقت الحالي ؛ مروراً بثورة عبد الكريم قاسم؟ .


تحياتي المخلصه


15 - الزميلة مكارم ابراهيم:الرأسمالية وسقوط الاشتراكية
مالوم ابو رغيف ( 2013 / 2 / 18 - 19:49 )
الزميلة العزيزة مكارم ابراهيم المحترمة
شكرا لك على مشاركتك التي دعمت الموضوع بالاشارة الى حالات التردي المعيشي في دول الغرب.ـ
انا اعتقد ان انهيار الاتحاد السوفيتي قد اثر تاثير سلبيا فقد بدا وكان الرأسمالية هي وحدها الاسلوب الاقتصادي الامثل للانسانية وان الملكية الخاصة هي شريعة الله وشريعة انبياءه.ـ
لم تعد الاشتراكية بديلا مغريا للشعوب، الان، وفي كل الدول التي تنتصر فيها هبات الديمقراطية، تتجه صوب الرأسمالية، وبعدها وعندما يقع الفاس بالراس، تكتشف الناس بان الرأسمالية في الشرق هي رأسمالية غير اصيلة، طفيلية، حقيرة، لصوصية كما هي في حالة العراق مثلا، حيث استولى لصوص العملية السياسية على المال وصادروا الارض ووزعوها بينهم.ـ
سقوط النموذج الاشتراكي يعني ايضا سقوط البديل، هناك بالطبع نماذج اخرى للحكم حيث تدخل الدول كشريك قوي في عمليات الانتاج والادارة والتخطيط الاقتصادي، لكن لا زالت الدول تعمل وفق لبرالية السوق، اي عدم تدخل الدولة وترك الاقتصاد مسيرا وفق متطلبات السوق وتضاربات الاسعار والعملات. في هذا النموذج يكون الانسان هو المتضرر بينما يضاعف الرأسماليون ثرواتهم
تحياتي


16 - الزميل ادم عربي: الربيع العربي صرخة وليس ثورة
مالوم ابو رغيف ( 2013 / 2 / 18 - 20:09 )
الزميل ادم عربي المحترم
الربيع العربي هو صرخة احتجاج كبرى اكثر مما هو ثورة
هو صرخة تطالب باحترام الانسان واحترام اراداته لا تزيفها او الغاءها ولا بخسه حقوقه الانسانية
الربيع العربي لم يكن ربيعا سياسيا ولا ربيعا اقتصاديا، فدول الشرق العربية لا تستند على اسس اقتصادية صلبة، لا زالت الناس تعيش على الحرفة التي توارثوها من الاباء ومن الاجداد، ولا زالت الابقار تجر المحاريث
وحتى لم يكن سياسيا، فالسياسة في الشرق تبدو بطر لاغلبة الشعب التي لا تجد ما تاكلها وان وجدته اليوم فسوف لن تضمن ما تاكله في اليوم التالي. السياسة في الشرق مثل الانتخابات، هي لعبة الاغنياء والمتنفذين وليس اختيارا شعبيا
لذلك لا يمكن للربيع العربي ان يكون اكثر من رد فعل شعبي للاحباط وللياس الذي بلغ في الناس درجة لم تستطع معها صبرا
المشكلة هي ان الربيع العربي بقى بدون ازهار، فقد سيطر الاسلاميون على السلطة ، وكما تعرف ان الاسلامين لا يحبون الورود فقطفوا كل الورود وسحقوها تحت اقدامهم.ـ
الاسلاميون صم بكم عمي في الاقتصاد، بالنسبة لهم الاقتصاد هو التجارة لأن محمدا كان تاجرا
تحياتي


17 - الثورة
نعيم إيليا ( 2013 / 2 / 18 - 20:16 )
((انا ايضا اعتقد ان الطبقة لا تتنازل عن سلطتها بشكل سلمي، لم يحدث ذلك ابدا))
هذا يعني أن تعلن الأحزاب الشيوعية الجهاد الثوري على الطبقة المتسلطة.
ولكن الأحزاب الشيوعية لا تمتلك رصيداً شعبياً - إن جاز التعبير - يمكنها من خوض الجهاد الثوري.
وهذا الأمر يدفع إلى السؤال: لماذا لا تمتلك الأحزاب الشيوعية الثورية رصيداً شعبياً؟
ولا أظن الجواب عسيراً؛ فإن غالبية الشعب بجميع طبقاته لا تؤثر الجهاد الثوري. وعلام الجهاد الثوري، ما دامت الديمقراطية تسمح لجميع الأحزاب أن تعتلي السلطة؟
كما يدفع إلى سؤال ثان: كيف يمكن للطبقة المالكة لأدوات الانتاج ألا ترضخ (سلمياً) لإرادة الأحزاب الشيوعية متى تمكنت هذه الأحزاب من الوصول إلى السلطة؟
الرأسمالية لن تستطيع الدفاع عن نفسها بقوة السلاح، إذا رفضتها الأكثرية
والأكثرية لن تكون بحاجة لسفك الدماء، ما دامت الديمقراطية تمنحها حق الوصول إلى السلطة وحق تطبيق برامجها الاقتصادية والسياسية بما يرضي مصالح الأكثرية من فئات الشعب


18 - الرفيق مالوم ابو رغيف المحترم
ادم عربي ( 2013 / 2 / 18 - 20:16 )
الرفيق مالوم ابو رغيف المحترم
لم تجبني على سؤالي الاصلي وهو هل تستطيع الان اي دولة ان تبني اقتصاد وطني مستقل؟ اعتقد يحل نوعا من الاشكال


19 - الاخ عبد الرضا حمد جاسم: حول الاحزاب الفرنسية
مالوم ابو رغيف ( 2013 / 2 / 18 - 20:27 )
الاخ العزيز عبد الرضا حمد جاسم المحترم
شكرا لك على المشاركة التي اكدت على ما جاء في متن المقال حول الحالة المتأزمة في اوربا.ـ
السياسة الخارجية للدول الغربية فيما يخص علاقاتها في العالم الثالث هي سياسية تكاد لا تختلف كثيرا، لا من حبث الدول ولا من حيث الاحزاب، اكانت احزاب اشتراكية ديقمراطية او احزاب يمينة، يبدو وكان هناك هيئة مشتركة تحدد الخطوط العامة للسياسة الخارجية التي تتبعها الدول الغربية، حتى وان كانت هناك موقف اختلاف، فانها لن تكون بتلك الحدية او التشنج.ـ
لكني ايها الرفيق العزيز اختلف معك بوصفك لـ اولاند بانه يساري.. هو يساري اذا ما قورن باليمين، لكنه يميني اذا ما قورن باليسار، صحيح انها احزاب الحادية، وصحيح انها اكثر انشغالا اجتماعيا، لكنها من الناحية السياسية والاقتصادية لا تختلف كثيرا عن اليمينة
انا اعتقد ان الانتخابات في دول الغرب هي لعبة لتبادل الادوار ولن تاتي باي جديد.
تحياتي


20 - الثورة المستحيلة
نعيم إيليا ( 2013 / 2 / 18 - 20:29 )
((كل التغيرات الاجتماعية والطبقية الكبرى كانت دائما مصحوبة باعمال العنف اكان في امريكا او في بريطانيا او فرنسا او اسبانيا او روسيا، حروب اهلية وحروب داخلية وثورات عنيفة))

نعم، كانت دائماً مصحوبة بأعمال العنف... ولكن لاحظ عزيزي، أنك استخدمت فعل الكون مقترناً بالزمن الماضي، وما أبعدنا عن الماضي!
سؤال: لماذا تخلت الأحزاب الشيوعية عن ثوريتها في الدول ذات الأنظمة الديمقراطية؟
من أو ما أرغمها، حملها، على ذلك؟


21 - السيد عبد الله خلف: ثورات البلدان الغربية
مالوم ابو رغيف ( 2013 / 2 / 18 - 20:59 )
السيد عبد الله خلف المحترم
تتسائل لماذا لم تحدث ثورة في البلدان المتقدمة
اولم تحدث ثورة القرنفل في البرتغال سنة 1974
وفي اسبانيا 1936
وحالات الاحتجاجات الجماهرية الكبيرة في اليونان واسبانيا
اواجتثاث النازية الالمانية والفاشية الايطالية؟
ولا تنسى ان هذه الدول وبعد كل الارهاصات السياسة والاجتماعية استقرت على انظمة ديمقراطية تحترم ارادة الانسان وتحترم كيانه
ومع هذا فان الشعوب الغربية في حركة ثورية دائما كبيرة
العكس هو الصحيح الشعوب العربية هي التي لا تشهد ثورات ولا تحركات، الان وبعد الربيع العربي بدأت الناس تصحى وتفيق من غفوتها
تحياتي


22 - مالوم ابو رغيف 21
عبد الله خلف ( 2013 / 2 / 18 - 21:12 )
تحيّه لك .
كلامك سليم , و لكن , أنا أتحدث عن الدول المتقدمه (العظمى) كفرنسا و بريطانيا و أمريكا , حتى روسيا عندما سقطت الشيوعيّه فيها لم تسقط بموجب ثوره أو انقلاب دموي .
كما أن الثورات التي تتحدث عنها أقربها لنا كانت قبل 40 عام , و هي متزامنه مع الثورات العربيّه , كثورة أو إنقلاب عبد الكريم قاسم .
السؤال : ماذا فعلت الثورات العربيّه السابقه للدول العربيّه؟... و كذلك ماذا فعلت الثورات العربيّه القريبه للدول العربيّه؟... أليس مزيداً من الفوضى؟... هل الأفضل لليبيا حكم القذافي أم الحكم الحالي؟... هل الشعب السوري أفضل حالياً -مع الثوره- أم قبل الثوره؟ .

بإختصار , فأنا أرى أن الثورات -خصوصاً عندنا كعرب- تسبب كوارث سياسيّه و اجتماعيّه و اقتصاديّه .


23 - الثورات
عتريس المدح ( 2013 / 2 / 19 - 05:12 )
طالما أن الرأسمال يهرب الى الخارج حيث الايدي العاملة الرخيصة، وحيث شروط الاستثمار والاستغلال هي الاحسن لتوفير المغانم والأرباح للرأسماليين، في نفس الوقت الذي تضمحل فيه الطبقة العاملة في البلدان المتقدمة حيث يعرتيها لتضعف في صراعها ضد الدولة التي يسيطر عليها الرأسماليون ،وحيث تهرب الدول المتقدمة نتيجة أزمتها عبر اللجوء ألى انتاج السلاح وبيعه بإفتعال الحروب الخارجية أو الحروب الاهلية، إذن ما العمل
بتحديد الصراع مما تقدم بمقالة الرفيق أعلاه ، يصبح التناقض الرئيسي والاكثر حدة بين بروليتاريا العالم الثالث ورأسمال المال العابر للقارات(لنسميه ألرأسمال العالمي أو الفوق قومي)والمتحالف مع الكمبرادور و الاوليغارشية في هذه الدول ، وبهذا ستكون شرارة الثورة قادمة من بروليتاريا العالم الثالث ضد الكمبرادور و الاوليغارشية والرأسمال الفوق قومي، لا يبقى اذن على الحركة الثورية وطليعتها الاحزاب الشيوعية إلا التركيز على بروليتاريا العالم الثالث بشرط تنسيقها للتحالف مع بروليتاريا الدول المتقدمة والتي مهمتها هو في وقف العمل في الانتاج العسكري، فهل هذا السيناريو هو المتاح في ظل التحليل في المقال؟؟


24 - الزميل نعيم ايليا: قد ينفذ الجن ولا ينفذ الشيوعيون
مالوم ابو رغيف ( 2013 / 2 / 19 - 12:15 )
الزميل العزيز نعيم ايليا
جاء في مشاركتك رقم 17
تقول ما الحاجة الى الجهاد الثوري بما ان الديمقراطية تسمح لجميع الأحزاب أن تعتلي السلطة.ـ
قد يبدو هذا القول للوهلة الاولى صحيحا، لكن ان دققنا فيه سنكتشف بان هذا البند الحقوقي من الناحية العملية لا يسمح لجميع الاحزاب او الشخصيات بالوصول الى البرلمان ناهيك عن اعتلاء عرش السلطة.ـ
الاحزاب التي تتوالى باعتلاء كرس السلطة محددة ومعروفة، قد تستطيع الشياطين النفاذ من اقطار السماوات والارض ولكن الاحزاب الصغيرة او الشيوعية او اليسارية لا تستطيع النفاذ والوصول الى مدارات السلطة في الدول الرأسمالية، ان ذلك مثل الذي يوهم نفسه بالفوز في اللوتري
لقد اصبحت الانتخابات في هذه الدول مثل الانتخابات التي تجري وفق الميول العاطفية بين السنة والشيعة، فهناك ما يسمون بالمنتخبين التقليدين الذين ينتخبون حزبا معينا حتى لو تسبب في كارثة اقتصادية او انسانية، ونادرا ما يصيبهم تقاعس يمنعهم من الانتخابات، والمحتج لا ينتخب حزبا اخر، بل يجلس في بيته، فهم اصحاب الاختيار الواحد، لذلك تجد نسبة المشاركة في الانتخابات نسبة متدنية
يتبع


25 - الزميل نعيم ايليا: العاطلون عن الانتخابات
مالوم ابو رغيف ( 2013 / 2 / 19 - 12:34 )
لكن قد يضيق الناس ذرعا بسياسة حزب كبير، فيتحرك العاطلون عن الانتخابات وينتفضون من كسلهم وينتخبوا الحزب الكبير المنافس، يبدو لي ان الانتخابات في الدول الغربية اصبحت اشبه بعملية روتينية وليس عملية انتخاب واعية، في امريكا مثلا لا يمكن ان ياتي غير الحزبين، الجمهوري او الديمقراطي
كما ان الاحزاب الصغيرة ليس لها من يمولها او يدعمها اعلاميا وشعبيا.. كذلك ينبغي الاشارة الى ان الانتخابات لا تجري بصورة ديمقراطية خالصة، في بعض الاحيان تكون مثل حالة القرون الوسطى حيث عندما يغير رئيس القرية او المقاطعة مذهبه ويصبح كاثوليكي او بروتستانتيين يفرض على جميع السكان تغير مذاهبهم واعتقاداتهم مثله ومن لم يفعل يجبر على المغادرة، كذلك افان لشركات واصحاب رؤوس الاموال يفرضون على العمال والموظفين انتخاب هذا الحزب او ذاك وفقا للمصالح الاقتصادية والمالية المرجوة من ا الاحزاب الحاكمة، والا ما سر هذه التبرعات بملايين الدولارات ان لم نقل مليارات لدعم الحملات الانتخابية؟
في احد الردود اشرت الى ان فشل الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي سبب خيبة امل كبرى وقضى على البديل الذي كانت الناس ربما تطمح ان يكون خلفا للراسمالية
تحية


26 - الرفيق ادم عربي: الرحلة الخطرة
مالوم ابو رغيف ( 2013 / 2 / 19 - 13:12 )
الرفيق ادم عربي المحترم
تحياتي
هل تستطيع الان اي دولة ان تبني اقتصاد وطني مستقل؟
لا اعتقد اننا نحتاج مزيدا من التفكير للاجابة على هذا التساؤل، فنحن في زمن العولمة، اذ ان العالم اصبح مرتبطا بحزمة متشابكة ومتشعبة من المصالح والتأثيرات المتبادلة، اكانت ارتباط العملات بالدولار او اليورو او انتشار المواد الخام الضرورية للصناعات في انحاء مختلفة من العالم، وكذلك الاسواق العالمية الضروية لتصريف البضائع، وحاجة الجميع الى الخبرات التكنلوجية والالتكترونية، لا يمكن لاي بلد بناء اقتصاد وطني بمعزل عن هذه التاثيرات والعلاقات، فالقرارات السياسة والاقتصادية لاي بلد لا تؤخذ الا بالارتباط مع البلدان الاخرى وخاصة الرأسمالية ولا يمكن لها ان تكون مستقلة دون الاخذ بنظر الاعتبار مصالح الدول الاخرى
اي محاولة من هذا النوع ستكون عبث لا طائل من وراءه ، فاحتكار التكنلوجيا واستخدام سلاح العقوبات الاقتصادية و السيطرة على المنظمات الدولة، الامم المتحدة ومجلس الامن وغيرها، تجعل من اي محاولة للاستقال الاقتصادي او السياسي رحلة في ارض متحركة لا يعرف فيها السائر متى تغوص رجليه في رمال لن يخرج منها
تحياتي


27 - السيد مالوم ابو رغيف المحترم
ادم عربي ( 2013 / 2 / 19 - 13:52 )
السيد مالوم ابو رغيف المحترم
من خلال اجابتك تتفق معي على ان اي اقتصاد وطني مستقل خارج العولمة منبوذ ومستحيل ، هذا يقودنا الى البحث في اقتصاد العالم ، هل هو راسمالي ؟ طبعا ليس اشتراكي ، انت تقول ان النظام الموجود راسمالي والراسماليه انتهت بالسبعينات ، النظام الموجود حاليا يغلب عليه الطابع الخدماتي ، اقتصاد البرجوازيه الصغيرة وهي العدو الطبقي ، حتى تحدث ثورة يتطلب تحديد العدو الطبقي ثم فهم اقتصاد العالم من غير ذلك لا يمكن حدوث ثورة وان حدثت في بلد فلن تستطع على اي فعل


28 - السيد عبد الله خلف: الناس اصبحت هي القوة الرائدة
مالوم ابو رغيف ( 2013 / 2 / 19 - 14:10 )
السيد عبد الله خلف المحترم
ان الفرق الرئيس في الدول التي مر فيها الربيع العربي هي انها كانت في عهد حكامها السابقين/ بن علي، مبارك ، القذافي، كانت الحياة السياسة والثقافية والاقتصادية متوقفة ، ثابتة لا تتغير، الان، ورغم كل الاخطاء والمآسي والمرارة التي سببها تدخل دول الخليج وخاصة امارة قطر، وفرض حكم الاخوان بسلطة المال، اقول ان هذه الدول تشهد حراكا جماهيريا واسعا، الان لا يمكن تجاهل الشعب، اذ ان الناس اصبحت هي القوة التي تخيف الحكام وليس مجموعة التآمر العسكرية او الخارجية كما كان في سابق عهدها
تحياتي


29 - الرفيق عترس المدح: الاسلاميون الطفيليون
مالوم ابو رغيف ( 2013 / 2 / 19 - 14:30 )
الرفيق المدح المحترم
شكرا لك على المشاركة وعلى التشخيصات الصائبة
الرأسمالية حولت بلدان العالم الثالث الى مجرد اسواق لتصريف فائض انتاجها مقابل نقود ليس لها قيمة من الناحية الفعلية، يمكن ان ترى ذلك من سعر برميل النفط الذي فاق سعره على 118 دولار، لا يعني هذا ان النفط زادات قيمته او انه زاد الطلب عليه، بل لان الدور قد انخفضت قيمته التبادلية
الاحتكارات الرأسمالية لا تؤثر على بروليتاريا العالم الثالث فقط، انها تؤثر على البرجوازية الصغيرة بشكل كبير ايضا، اذ ان انتاجاتهم لا يمكن لها ان تنافس البضائع الاجنبية خاصة عندما تغيب الحماية الوطنية او يخفض سقفها
المستفيد الوحيد من الشركات فوق القومية هي البرجوازية الطفيلية، التي هي الوضيعة وليس غيرها، فهي وضيعة اخلاقا وعملا، انها تكسب ملايين الدولارات لمجرد تسهيل امر تلك الشركات الرأسمالية او منحها العقود المربحة او محاربة الانتاج الوطنية بالطرق القانونية
الاسلاميون قد تحولوا الى البرجوازية الطفيلية المستعدة لبيع الاوطان بكاملها مقابل حفنة من الدولارات، اننا كيساريين مطالبون بمحرابة هؤلاء الطفيليون اولا وازاحتهم عن السلطة لكي يستطيع الشعب استعادة وعيه


30 - الرفيق ادم عربي: هل انتهت الرأسمالية؟
مالوم ابو رغيف ( 2013 / 2 / 19 - 14:47 )

انا لا اعتقد ان الرأسمالية قد انتهت في السبعينات، هذا ما اعتاد الرفيق النمري ترديده، الرأسمالية كنظام وكاسلوب للانتاج لا زالت موجودة، اذ ان نقيضها لم ياتي بعد، والنقيض هو الطبقة العاملة، كما ان طرفي المعادلة الانتاجية لا زالا كما كانواالرأسماليونيون يملكون وسائل الانتاج في طرف، وفي الطرف الثاني العمال الذين لا يملكون شيئا وكذلك مجمل الطبقات الوسيطة او البرجوازية الصغيرة
لذلك لا يمكن ان تكون البرجوازية الصغيرة هي العدو الطبقي، اذ انها ليس الطبقة النقيض للبروليتاريا، انها تشترك معها في ملامح طبقية عديدة، وانا اقصد البرجوازين الصغار من غير شريحة المنتجين اصحاب الدخول المرتفعة
ان احد اسباب فشل التجربة الاشتراكية هو غياب او ضعف قطاع الخدمات، انه قطاع حيوي وضروري لجميع الطبقات، ان ليس حكرا على طبقة دون اخرى، انه يمثل احد روافد التشغيل وامتصاص البطالة كذلك يخفف من اكفهرار الحياة الرأسمالية الرمادية المثقلة بالاحتياجات، لكنه وعلى عكس ما يتصور النمري، ليس بتلك القوة بحيث يفرض سيطرته على الدولة، انه قطاع ثانوي غير اساسي. انظر يا عزيزي الى السيارات في الشوراع الا تفوق اعدادها كل محلات الخدمات

اخر الافلام

.. انتخابات تشريعية بفرنسا: اكتمال لوائح المرشحين واليمين المتط


.. ندوة سياسية لمنظمة البديل الشيوعي في العراق في البصرة 31 أيا




.. مسيرات اليمين المتطرف في فرنسا لطرد المسلمين


.. أخبار الصباح | فرنسا.. مظاهرات ضخمة دعما لتحالف اليسار ضد صع




.. فرنسا.. مظاهرات في العاصمة باريس ضد اليمين المتطرف