الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشكالية اللغة واللهجة

واثق الواثق

2013 / 2 / 18
الادب والفن


ان اشكالية اللغة العربية تكمن في الاشكالية الازلية القائمة بين الفصحى والعامية او بين مايسمى باللغة واللهجة وهي من اهم الاشكاليات التي تواجه الدرس اللغوي القديم والحديث ومنذ عصور جمع المادة اللغوية وتحديد شروط القياس وعصور الاحتجاج .
فمنذ ان تربعت الفصحى على عرش الدرس اللغوي ومصادره المختلفة , باتت اللهجة او العامية تعيش في هواجس الحرمان والاقصاء والتهميش من قبل بعض اللغويين المتعصبين للغة الفصحى او حينما بدأوا بجمع المادة اللغوية مشافهة وبالاستماع والاستقراء ووضعوا الشروط والمقاييس والضوابط لقبول هذه اللغة او تلك وكذلك القبيلة .ماحرم الدرس اللغوي الكثير من المواد اللغوية على الرغم من اهتمام الكثير منهم في مجال اللغات القديمة او اللهجات من خلال جمعها او ذكرها او الاستشهاد بها في كتبهم ومؤلفاتهم الكثيرة والكبيرة لكنها لاترتقي الى مستوى دراسة اللهجات الحديثة كونها لم تهتم بتصنيفات او مؤلفات خاصة ودقيقة ومفصلة للغات او اللهجات القديمة المتناثرة بين طيات كتبهم من الناحية الصوتية والدلالية والصرفية والنحوية بشكل مفصل ودقيق كما هو حال الدراسات الحديثة التي تناولتها بادق التفاصيل .كما انها لم تتطرق بشكل واضح لاسباب تكون او نشوء اللهجات سوى عامل الاختلاط مع الاجانب بالمجاورة او الحروب والغزوات .
اما اشكالية المجتمع العراقي فهو يتكلم باللغة المحكية او الدارجة في اغلب الاوقات والظروف ماخلق جوا ادبيا شعبيا باللغة الدارجة ايضا .باستثناء ادب اللغة المشتركة والمخاطبات الرسمية .ماشكل ازدواجية لغوية او بالاحرى لهجية لغوية فرضت نفسها على المجتمع العراقي والمجتمعات العربية والاجنبية كذلك كونها اقرب اليه وفي تماس مع حياته ومتطلبات معيشتة وتلبية رغباته بسهولة ويسر وسرعة تخدم ظروفه المتحركة والمضطربة .
مااوقع كبار العلم والادب والثقافة والسياسة والفن في فخاخ لغوية محرجة .
وتعود اشكالية هذه الازدواجية الى عهود الاحتجاج اللغوي التي شاع فيها اللحن وفساد الالسن ابان الفتوحات الاسلامية حتى استفحالها في العصر العباسي حينما تسللت وتغلغلت عناصر اجنبية الى مركز الخلافة العباسية وسيطرتها على المخاطبات الرسمية ودوواوين الخلافة وترجمة الكتب وغيرها من الامور التي ساعدت على شيوع اللحن والفساد والمعرب والدخيل والاختلاط والمصاهرة والمجاورة والحروب والغزوات جميعها امور ساهمت في نشوء وتفشي اللهجة العامية او الدارجة او المحكية.ومع ذلك لانستطيع ان نحكم عليها بالموت او الشلل او الاقصاء او الالغاء بقدر ما نستطيع ان ندرسها كما هي وعلاقتها باللغة الام وماهي الخصائص او الصفات التي اتفقت بها مع اللغة الام او اختلفت بها عن الام وماهي علاقتها بها هل هي علاقة الجزء من الكل ام هي علاقة انفصال واستقلال كما هو الحال مع اللهجات الاوربية التي انفصلت عن اللغة الام واستقلت بذاتها دون ان تحمل الصفات والخصائص اللغوية التي تربطها باللغة الام كما هو الحال في معظم اللهجات العربي التي تكونت للاسباب السابقة لكنها بقيت في معظم خصائصها مرتبطة باللغة الفصحى الام كارتباط الفصيل بامه وهو ليس غريبا على اللغة العربية المعطاء الاصيلة التي احتفضت هي الاخرى ببعض خصائص اللغة الام السامية كذلك .
اذا اشكالية اللغة واللهجة قائمة مادامت بعيدة عن اعتراف بعض اللغوين القدماء والمحدثين لاسباب قد نعذرهم في بعضها ونقف ضدهم في البعض الاخر كون هذه اللهجات هي عربية وتحمل صفات الللغة الفصحى الام مايقارب السبعين بالمئة الا انها تعرضت الى هزات ديموغرافية بفعل الحروب والفتوحات والتجاور والعقائد والقوميات والاختلاط والمصاهرة فرطت بعض عقدها او شوهت البعض منها لكنها بقيت محافظة على العقد العربي اللغوي الفصيح الاصيل .لذلك نحن ندعو للاعتراف بها كلغة ثانوية وككنز وارث حضاري ولغوي حري بنا ان نسجله ونهتم به من خلال الجمع والاحصاء والقراءة والدراسة والتحليل والتدوين ونعرف ماهي الاسباب التي ادت الى تشوهها في بعض المفاصل او شللها في البعض الاخر .
وكان عبد الله بن ابي اسحاق الحضرمي اول من اسسس لاستخدام القياس في اللغة وجاء من بعده عيسى بن عمر وابو عمر بن العلاء ويونس بن حبيب .
وكان جل القياس عندهم هو الاعتماد على السماع والرواية لاغراض تعليمية بحته .
وكان اشكال اللغة واللهجة موضع خلاف بين البصريين والكوفيين في اعتماد القياس والاخذ من القبائل والاستشهاد باللغات او الشعراء الى عصور الاحتجاج .

فقد استبعد اللغويون البصريون الكثير من المواد اللغوية المتعلقة باللهجات التي لايجوز الاخذ منها لاختلاطها بالاجانب والتي جاورت الفرس او الروم او النبط او الاحباش او غيرهم .وان كانت هذه القبائل عربية او حجازية لمجرد ورود الفاظ اعجمية او دخيلة اجنبية في لهجاتها يحرم الاخذ عنها كون الاخذ عنها يؤدي الى فساد الالسن وتفشي اللحن بحسب رأييهم .على الرغم من خضوع اغلبها للقوانين اللغوية .وهذا الجدل اوقع اللغويين انفسعم في جدل ونقاش وخلط بين اللغة واللهجة حتى ان البعض منهم راح يؤيد جميع مالورد من هذه اللغات .
وهذ الخلط واللبس بين اللغة واللهجة عند القدماء ومسألة تحريم الاخذ من اللهجات دعت اللغوين المحدثين لرفع الغبار واماطة اللثام عن اللهجات القديمة والدعوة الى دراستها برؤية جديدة ووفقا للقوانين والوسائل والرؤى الحديثة والتي كانت بداياتها في نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر والتي للاسف جاءت على ايدي المستشرقين الالمان والانكليز والامريكات امثال جولد تسهر وفليش وبروكلمان ورابين وجونتسن وغيرهم من اللغوين العرب الذين حذوا حذوهم امثال الدكتور ابراهيم انيس وعبد الصبور شاهين وانيس فريحة وفهمي حجازي واحمد الجندي وصالح الضامن ورمضان عبد التواب ورشيد العبيدي واحمد خاطر وغيرهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد أن كانت ممنوعة في ليبيا.. نساء يقتحمن رياضة الفنون القتا


.. مهرجان كان السينمائي.. ريتشارد غير، أوما ثيرمان وإيما ستون ع




.. ترامب يعود للمحكمة في قضية شراء صمت الممثلة الإباحية


.. المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان




.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير