الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصريحات رجل الدين الايراني مهدي طائب..........لماذا الان؟

احمد عسيلي

2013 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


اعقبت تصريحات رجل الدين الشيعي مهدي طائب حول سوريا و اعتبارها المحافظة الايرانية ال35 (بالمناسبة لم اكن اعلم ان عدد الولايات الايرانية 34) موجة استياء كبيرة في اوساط الناشطين السوريين و قوبلت بسخرية شديدة .....سخرية فيها بعض من مرارة الالم لأنه و بكل بساطة ما صرح به رجل الدين هذا هو واقع عايشه معظم السوريين و عانى منه الامرين......و سأذكر هنا بعض من تجربتنا التي عشناها كطلاب جامعيين في جامعة دمشق من هذا الاحتلال الذي لا تخطؤه العين,
فكل من درس في جامعة دمشق يعلم ان اولوية المقاعد الدراسية سواء في المراحل الجامعية الاولى او مرحلة الدراسات العليا كانت للطلبة الايرانيين و طلبة حزب الله و حركة امل.
كنا نشاهد الاعلام الايرانية في كل مكان بشوارع دمشق و داخل السكن الطلابي و بالرغم من انه لم يكن مسموح للطلاب السوريين بالاحتفال باي مناسبة دينية لكن للإيرانيين و طلبة حزب الله استثناء خاص لذلك ترى الاعلام السوداء و المرثيات تخيم على الجامعة و السكن الطلابي في ذكرى عاشوراء و كل المناسبات الدينية الشيعية....
كان طلاب حزب الله خاصة يعاملوننا بشكل متكبر و مستعلي جدا و لم يكن امامنا الا الهرب من وجوههم لأننا نعلم ان (العلقة) معهم ليست سهلة ابدا و نعلم انه لا يوجد قانون يحمينا منهم.......
من يتجول في شوارع دمشق سواء وسط المدينة عند ساحة المرجة و محيطها او داخل دمشق القديمة او حتى بالأرياف لا يستطيع الا ان يصادف ايرانيين .....حتى اصبحت اللغة الفارسية ضرورة لكل تاجر دمشقي يريد ان تزدهر تجارته
وبين كل فترة و اخرى يبني الايرانيون مقام جديد لاحد الاولياء داخل احد مناطق دمشق لتصبح مع الايام ملك لهم و لهم الحقوق في رعايتها......و قد تحدث سابقا الكاتب السوري اياد شربجي عن مراحل استيلاء الايرانيين على احد اماكن داريا بحجة انها مقام لشخصية محترمة عندهم كي تتحول هذه الاماكن الى مسمار جحا في الجسد السوري
و ما اكثرها مساميرهم في كل اجساد المنطقة .......فللسيدة زينب(رضوان الله عليها) عدة مقامات و الكل يعلم انها مقامات وهمية انشئت فقط كمسمار في اجساد الاوطان كي يصبح لإيران تبرير تواجدهم الكبير في تلك المناطق
كل هذا يعلمه اي سوري و خاصة المقيم في دمشق.......و لكن السؤال هنا عن مغذى هذا التصريح و دلالاته في المرحلة الحالية و خاصة ان تصريح كهذا فيه احراج كبير للنظام السوري الذي يدعي القومية العربية و استقلال القرار الوطني و يتهم الخارجين عنه بأنهم عملاء او اجراء للخارج....و بالتالي فان اقل ما يقال عن هذا التصريح انه غير سياسي ...لكن ما هي دلالاته؟؟؟؟
نعم ربما هو تصريح محرج للنظام السوري لكنه جاء بوقته و اوانه بالضبط حسب السياسيين الايرانيين و قد جاء من رجل دين له مكانته في السياسية الايرانية و هو يعبر عن المرحلة التي وصلت اليها السياسة في منطقة الشرق الاوسط.....فانهيار النظام السوري متمثلا في عائلة الاسد بشكل اساسي و الذين استمروا في الحكم لمدة تزيد عن 40 عاما سيكون له تداعيات كثيرة تؤثر على التركيبة السياسية و مفردات الاولويات بالنسبة لكل القوى الاقليمية و تغير من ساحات المعارك و من حجم القوى خاصة ان سوريا كانت حجر استقرار لمعادلة الصراع السني الشيعي خاصة او بمعنى ادق للنزاع بين القوى التي تأخذ من هذا الصراع سيوف و متاريس تحمي بها نفسها....و هنا و مع اشتداد حدة المعارك و تعجل كل طرف اقليمي خاصة للسيطرة اكثر تمهيدا لفرض اجندته على طاولة المفاوضات المتوقعة....هنا وصلت السياسة لمرحلتها النهائية و اصبح على كل طرف ان يفرد اوراقه تماما و يحدد اولوياته و اهدافه في المنطقة دون مواربة او مجاملة.....لان سياسة المنطقة ترسم من جديد و على اسس جديدة و بالتالي فان التوازنات التي ستحدد في الفترة القادمة سيضطر ان يقبل بها الجميع لفترة طويلة حتى يحدث تطور ما شبيه بالربيع العربي...كما حدث مثلا عقب انهيار الاتحاد السوفيتي و بعد الحرب العالمية الثانية مثلا و التي ما زلنا نعيش بعض تداعياتها الى الان(تشكيل مجلس الامن بشكل الحالي اكبر دليل)...و من هنا يجب ان نفهم تصريحات مهدي طائب حول سورية و اعتبارها ولاية ايرانية....لأنه هنا يحاول ان بفروض شروط و خطوط حمر على الطاولة المفترضة و هو يعتقد ان ايران مازالت قادرة على وضعها.....و لذلك ربما ستحاول ايران التعجيل بالكلام عن الحوار و الحلول السياسية في الفترة القادمة و ربما ستساعد النظام على ارتكاب المزيد من المجازر و الضرب كي تضغط اكثر على السوريين لقبول الحل السياسي بشروط مناسبة لها قبل ان تختل المعادلة لغير صالحها....خاصة ان جرائم النظام حاليا لا تلقى اي رد فعل من القوى الغربية و هذا شيء مشجع الى الان على الاقل
اعتقد ان هذا هو المشهد العام الذ يمكن ان نرى من خلاله تصريحات رجل الدين هذا.....لكن يبقى الاهم هو رد فعل المعارضة السورية و قدرتها على التحرك بالشكل المناسب الذي يحفظ دماء السوريين و يحفظ كرامتهم ايضا....و هنا الرهان تماما و التي اتمنى ان يكون باستطاعة المعارضة تشكيل صيغة تستطيع مواجهة احقر نظام عرفته دمشق منذ فجر تاريخها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا بد من اسرائيل
جمال محمد ( 2013 / 2 / 18 - 07:18 )
العرب لم يعد امامهم خيار سوى التحالف مع اسرائيل لصد الهجوم الفارسي الخطير الذي ينفذه اذنابها من المستعربين..التحالف القادم سيكون اما بين ايران والاقليات واسرائيل .او بين العرب السنة واسرائيل..لذا على العرب السنة القيام بمصالحة تاريخية مع اسرائيل وتقديم كل التنازلات لانها ستكون لا شئ مقارنة بخسائرهم التي ستحصل نتيجة هذا الانفصام الحاصل حاليا.على كل حال ثبت ان اليهود اشرف الاعداء فهم يقومون بمعالجة مصابي الحروب بكل احترام.و لايقومون بقتلهم بالمستشفيات كما يفعل شبيحة ايران.لا يغتصبون النساء والاطفال لم يهدموا ملايين البيوت..لم يقتلوا مئات الالاف من السنة..رغم ان وجودهم مهدد ومرفوضين تماما...ان الممانعة والمقاومة اكبر خطر يهدد الامة يجب التخلص منه باي ثمن....والاهم من ذلك يمكن الاستفادة من التكنولوجيا الاسرائيلية المتقدمة جدا في مجال البيئة والزراعة والمياه وهي من اكثر بلاد العالم تقدما في هذا المجال والعرب بامس الحاجة للتكنولوجيا في هذا المجال وهو امر حاسم بالنسبة لهم وليس مثل خردة ايران العسكرية التي توهم اذنابها انها متقدمة وانها وانها ...


2 - لما كل هذا
احمد عسيلي ( 2013 / 2 / 18 - 11:20 )
عزيزي جمال..... اختلف معك حول التحالف مع اسرائيل و النظرة الى ايران لان الشعب الايراني شعب رائع و نشترك بنفس القيم الحضارية لكنه يعاني كما يعاني الشعب السوري من نظام دكتاتوري مطبق على انفاسه و نرجو ان يتحرر الشعبين معا......اما الشعب الالسرائيلي فلا اشتراك باي قيم حضارية معهم رغم ان السلام معهم ضروري لكن لا اعتقد ان التحالف مكن......سلامي لك

اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في