الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الجنائن المعلقه الى القطار المعلق ..الدفع مقدما !!

جاسم البغدادي

2013 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


ليس فينا من لا يتمنى الخير والجمال والرقي لعاصمتنا الممتحنه بغداد , وليس فينا من لا يشعر ان بغداد تستحق كل الاهتمام والتجديد والنمو العمراني الذي يعيد لها بهاءها فقد كانت العاصمه الوحيده لكل الدنيا دون منافس ولمئات السنين..وليس فينا من لا يجنح بالخيال والاحلام الورديه وهو يتطلع لمستقبل مدينته الزاهي ..لكن !! وآه من ال (لكن) ما ان نصطدم بالواقع حتى تتحول كل الاحلام الورديه الى رماديه بائسه ,ذابله ,شاحبه ..لا ذنبنا ولا ذنب بغداد ..الواقع المرّ هو الذي يفرض نفسه علينا وعليها ..مشروع قطار بغداد المعلق هو مشروع مثالي بكل المقاييس ..وكلنا يتمنى ان يتم بافضل صوره وتنظيم ومهنيه لكن توقيته الان لا يمت الى الواقع بصله ..حاليا هو ضرب من الخيال الاعلامي الذي انتجته امانه بغداد ولو وقف الامر عند هذا الحد (الاعلامي) لهان الامر , اما ان تتم المباشره به والتوقيع على عقود عمل مع شركه اجنبيه بما يفرضه ذلك من التزامات وتعهدات و(شروط جزائيه ) يعني ان المشروع دخل حيز التنفيذ ..يعني ان هناك اموال ستصرف ..اموال من ميزانيه الدوله ..من قوت الشعب ..من عوائد النفط ..لا اناقش هنا مسأله الترجيح بين المهم والاهم من المشاريع التي تخطط او تنفذها امانه بغداد فهي ادرى بذلك منا ..لكني اناقش شرعيه الصرف على مثل هذا المشروع الخيالي المنافي للواقع الذي تشهده بغداد والذي يؤكد من الان ان هذه الاموال هي اموال مهدوره ,واكرر مهدوره , واكرر (مــهـــدوووررره)..الغموض الذي يحيط بهذا المشروع وعدم التطرق للعقبات التي ستواجهه والتي ستكون هي نفسها مبررات فشل المشروع او ايقاف العمل به او تأجيله الى اجل غير مسمى هي التي تدعوني للاصرار على وصف تلك الاموال انها مهدوره دون مبرر ..كم اتمنى ان تقوم امانه مجلس الوزراء بتشكيل لجنه لدراسه هذا المشروع الان قبل ان تضطر مستقبلا الى اتهام هذا وذاك لجعله كبش الفداء لهذه الخطوه الغير مدروسه اين الغموض واين العقبات..؟؟ لنرى بعضا منها :
اولا (الوضع الامني) هل الوضع الامني مهئ الان لمثل هذا المشروع العملاق ؟..هل تمت مناقشه هذه المسأله مع وزاره الداخليه واخذ رأيها في هذا الموضوع ؟..القطار المعلق يعني هدف مكشوف ومتحرك امام الارهابيين وبالتالي هو هدف سهل جدا ولا يحتاج الى تخطيط وتحضيرات ..قاذفه ارهابيه واحده من احدى المناطق السكنيه كافيه للقيام بعمليه ارهابيه كارثيه ...السيد امين بغداد يقول ان سعه القطار ستكون 30 الف راكب في الساعه الواحده يعني ان هناك احتمال اباده 30 الف مواطن عراقي في ساعه واحده ..اللهم الا ان احسنا الظن او توقعنا ان الارهابيين سيغيروا من نهجهم واخلاقياتهم القائمه على القتل ثم القتل ثم القتل !!أو ان بغداد تنظفت وتطهرت تماما من الاسلحه واكداس المتفجرات !! هل نسينا كيف ان الطائرات القادمه الى بغداد تضطر الى الهبوط بمدار حلزوني خوفا من استهدافها بقذائف ارهابيه حين تقترب من الارض ..ام هل نسينا ان شركه السكك الحديديه العراقيه اوقفت نشاطها اشهر عديده ولعده مرات بسبب الوضع الامني..؟ اعتقد ان امانه مجلس الوزراء مطالبه بمتابعه الهاجس الامني الذي يحذر من المخاطر التي تهدد هذا القطار المعلق ..قبل ان يتم توقيف العمل به لعدم جاهزيه الملف الامني ..وتذهب الاموال في مهب الريح
ثانيا (العقبات الفنيه) السيد امين بغداد يؤكد ان القطار سيسير بالطاقه الكهربائيه ولو افترضنا ان الشركه المنفذه هي من تقوم بتجهيز الطاقه اللازمه لهذا القطار وليس (وزاره الكهرباء) فان تسيير القطار الكهربائي يحتاج الى مهارات خاصه من قبل الكثير من الفنيين فهل سيتم تأهيل الكوادر اللازمه لهذا العمل خصوصا انه لا يحتاج الى متدربين بل الى مهنيين من اهل الخبره ..اما ان كان توفير الطاقه الكهربائيه من مهام وزاره الكهرباء فان التراشق والاتهامات بتعطيل المشروع هو ما ننتظره .. وايضا تذهب الاموال في مهب الريح
ثالثا (الغموض الميداني ) صرح رئيس لجنه التخطيط الستراتيجي في مجلس بغداد ان مذكره التفاهم مع الشركه الفرنسيه تنص على ضروره وضع المخططات (النهائيه) لقطار بغداد المعلق خلال 180 يوم وهذا غموض عجيب حيث ان وضع مثل هذه المخططات تحتاج الى اشهر طويله ومسح ميداني وفحوصات في عمق التربه لمعرفه مدى صلاحيتها وما تحويه في تجاويفها من مياه او اخاديد او منزلقات صخريه وهذ لا يتم الا عبر اجهزه تنقيب عاليه المستوى ومختبرات تقوم بدراستها وتصنيفها وهذا يتم في كل المناطق التي ستبنى فيها الدعامات وهي كثيره جدا ..والمفروض عمليا ان لا ينتهي وضع التصاميم والخطط النهائيه الا بعد الانتهاء من هذا المسح الميداني للتربه فالاصرار الان على اكمال التصاميم النهائيه يلقي الشك بعدم وجود نيه لتنفيذ هذا المشروع من اساسه والاكتفاء فقط بتصاميم (ورقيه) وخرائط تنشر في الاعلام كأحدى الانجاوات الوهميه ..تماما مثلما كانت صحف النظام السابق تخرج لنا بين حين واخر مشروع (صحفي) لانشاء طريق سريع تحت نهر دجله ..او ترام كهربائي ..او حتى (قطار معلق) ..او (هبره كبيره ) من اموال هذا الشعب الذي سيضطر الى لبس انصاف السراويل بعد كل مطره ...سقيا لتلك الايام التي كنا فيها صغارا ثملين باسطوره الجنائن المعلقه في بابل قبل ان نكبر ونصطدم بالواقع الذي ينفي وجود هكذا اعجوبه او لا يستطيع اثبات شئ عنها فهل مشروع القطار المعلق جاء ليكون بديلا عن تلك الاسطوره ..نقبله اسطوره ونقبله حلم وخيال
شرط ان لا يكون بثمن واموال مهدوووره ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج