الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يراد بالعراق

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2013 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


منقول
رياض القيسي" والذي أصبح يحمل الجنسية القطري فتدخل بالدعم اللوجستي أضافة لبعض الضباط الكبار في الأجهزة الأمنية والشرطية والعسكرية ا وكبار القيادات البعثية والذين نسبة كبيرة منهم أصبحوا في الدوائر القطرية والخليجية المهمة. ناهيك أن هناك تحرك ملحوظ لمستشار الشيخ الضاري وهو وزير الخارجية العراقي السابق (ناجي صبري الحديثي) والذي نشط أخيرا ضمن " الخلية العراقية" في قطر والتي فتحت لها السلطات القطرية حسابا ماليا مفتوحا. وكذلك عينت لها بعض الإعلاميين العاملين في قناة الجزيرة للتدريب و للتواصل معها من أجل الإعداد لإسناد الثورة ضد حكومة المالكي إعلاميا وسياسيا وعلى غرار الدور الذي قامت قناة الجزيرة الفضائية في ملف الأزمة المصرية والليبية والسورية هذا من جانب . ومن الجانب الآخر باشرت قناة الجزيرة بتدريب الكوادر الشبابية السنيّة على غرار ما فعلته مع الشباب الليبي والسوري لدعم الثورة ضد حكومة المالكي والشيعة وبمختلف الفعاليات والخدع الإعلامية. وأن قسما من المتدربين وحسب ما صرحت به شخصيات عراقية مقيمة في الدوحة قد وصلوا بالفعل الى الفلوجة والرمادي حيث المظاهرات وباشروا بالعمل وعلى ضوء ما تدربوا عليه وعلى أجهزة أتصال وتقنيات حديثة جدا. وأسسوا استوديوهات وإذاعات ووصائل أتصال وخداع وتضليل!.
اجتماع الدوحة وبيان رقم واحد
فلقد عُقد الاجتماع في الدوحة قبل أيام قليلة. وبتر المصادر التي سربت الخبر الى ( القوة الثالثة) ناقشوا عمليات التنسيق داخل ساحة المظاهرات، وعمليات التمويل وكسب الأطراف الشيعية، والسنية التي لازالت غير مقتنعة، وترشيح المتدربين بإشراف الجزيرة والاستخبارات التركية والقطرية للمباشرة في التدريب. وكذلك تمت مناقشة عملية التصعيد التدريجي في المظاهرات لتصبح ثورة وربيع عراقي. ولقد وضعوا سلسلة طلبات تعجيزية لا يمكن للحكومة تلبيتها أي تم وضع ( بنك من الطلبات التعجيزية) و سوف تستخدم منها حزمة بعد أخرى لكي تستمر المظاهرات حتى شهر نيسان عام 2013. وتم الاتفاق على ( إذاعة بيان رقم واحد في التاسع من نيسان 2013 .. ليكن هذا البيان بمثابة بشرى للشعب العراقي بانتصاره على الفرس وحكومتها الفارسية في بغداد) وحينها سيتم الاندفاع للشوارع ونحر الذبائح في المدن العراقية، والنزول للشوارع بشكل جماعي ومباغت ( وحينها ستبدأ لعبة زوم الكاميرا والذي تدرب عليها المئات من العراقيين بأشراف الاستخبارات القطرية والتركية وبلوجست من قناة الجزيرة ليصور العملية وكأنها ثورة منتصرة على الفرس) وسوف يذاع البيان رقم 1 من خلال قناة الشرقية الفضائية وسوف تأخذه الوكالات منها على أن العواصم الخليجية لم تتدخل خوفا من الرد الإيراني. وسيسجل عبر الإعلام على أنه النصر الأول ضد الفرس ومن العراق وستليه انتصارات أخرى في محاولة لإنعاش الشارع العربي والخليجي وتحويله نحو الصراع الطائفي الإقليمي. فهكذا رسمت الخطة في الدوحة لتصبح الشرارة الأولى للإعلان عن الحرب الطائفية الإقليمية. علما أنه طعم غربي وأميركي لإيران لكي تتدخل بشكل ملحوظ ليتم الانقضاض عليها من خلال شبكة الصواريخ التي نصبت في تركيا وعلى سطح البارجات والسفن الأميركية التي ملأت الخليج والبحر المتوسط بضربة كسر الظهر الإيراني.
الدور الكردي...!
أردوغان ومباركة المخطط الذي رسم في الدوحة!
لقد حرص رئيس الوزراء التركي لإشاعة أن هناك مفاوضات مع الزعيم الكردي " عبد الله أوجلان" لحل القضية الكردية ولكنها مجرد بالونات إعلامية لغايات استخبارية وتكتيكية .وعندما أطلع أردوغان ورئيس مخابراته " فيدان" على تقرير الاستخبارات القطرية حول اجتماع غرفة العمليات " العراقية" في الدوحة بزعامة ( الدوري، والدليمي، والضاري، وأبو ريشه، والهاشمي وآخرين). وعرف بأن المظاهرات لن تنتهي وأنها نواة لثورة ضد حكومة المالكي وضد الشيعة على أنهم فرسا يوالون أيران. وعرف بأن ميعان (إذاعة البيان رقم واحد سيكون في 9/4/ 2013) سارع لإعطاء أوامره الى الاستخبارات التركية لتمرير الخبر الى الصحافة التركية بأن الأكراد سيرحلون من تركيا أواخر شهر أذار 2013. (((((بحيث أشارت صحيفة "صباح" التركية المقربة من الحكومة إلى ان "المتمردين الأكراد سينسحبون من الأراضي التركية بحلول العام الكردي الجديد الذي يبدأ في 21 آذار، في إطار عملية سياسية تنهي صراعا قتل فيه 40 ألفا".وذكرت الصحيفة أن "انسحاب المتمردين الأكراد إلى شمال العراق، حيث يتمركز بضعة آلاف من مقاتلي حزب العمال الكردستاني سيبدأ في آذار حين تتحسن الأحوال الجوية في جنوب شرق تركيا". ولفتت الصحيفة، إلى ان "المسؤولين الأتراك يجرون محادثات مع عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون منذ أواخر عام 2012 وأنه من المتوقع أن يوجه دعوة خلال العشرة أيام القادمة للمتمردين الأكراد لإعلان وقف إطلاق النار".))))
من هنا ستبدأ خطة (أردوغان، البرزاني ، الدوحة، غرفة عمليات الدوري والضاري والهاشمي) وهي تصدير الآلاف من السلفيين والجهاديين، وفلول القاعدة، والإرهابيين الذين أبتلت بهم تركيا بعد تورطها في الأزمة السورية نحو العراق على أنهم أكرادا متمردين وعادوا حسب الأتفاق لقواعدهم في شمال العراق بعد الهدنة .ولكن في الحقيقة أنهم ليسوا أكرادا بل هي خدعة تركية فهم ( فلول القاعدة، والسلفيين، والجهاديين من مختلف الدول العربية والإسلامية) بالزي الكردي وهم الذين سيباشرون بالثورة ضد ( الفرس) في العراق. ولقد مهد أردوغان ميعاد عودتهم قبل ثلاثة أسابيع من إعلان النصر الذي حدده الزعماء السنة ضد حكومة المالكي والشيعة وإيران وهو في 9/4/2013!!. ولهذا اختير التوقيت أواخر أذار ليكونوا جاهزين قبيل ( التاسع من نيسان عام 2013). علما أن قيادة حزب العمال الكردي قد نفت ما نشرته صحيفة الصباح التركية ونفت تصريحات القيادة الكردية بهذا الخصوص، وأنتقد قول أردوغان بأنه ليس هناك قضية كردية بل أن هناك تمرد بعض العصابات والجماعات والتي ستعود لمعاقلها في شمال العراق. ومن هنا شعر البرزاني بالخوف من الجهاديين والسلفيين فسارع لإعلان الولاء الى ( يوسف القرضاوي) ليحميه من هؤلاء مقابل مايطلب!.
ولم يستنكر كلام وخطة أردوغان حزب العمال فحسب .بل أستنكره رئيس «حزب السلام والديموقرطية» الكردي صلاح الدين ديميرطاش الذي أجاب أردوغان متهكما وبطريقة عنيفة «نعم أنا أوافقك بأنه ليس هناك من قضية كردية في تركيا، بل هناك قضية فاشية الدولة وسـياسة الإنكار والصهر». وتطرق ديميرطاش إلى نظرة تركيا إلى أكراد سوريا، قائلا إن تركيا ترسل العصابات المسلحة إلى بلدة رأس العين السورية لمحاربة الأكراد هناك. وقال إن «الحل ليس بإنتاج ديكتاتوريات دولية بدلا من ديكتاتورية الأسد. ومأزق تركيا أنها لا تستطيع العيش مع الشعوب الأخرى وثقافتها وتاريخها. تركيا تحاول في سوريا إقامة نظام تقوده ومهيمنه عليه» ولقد صدق السيد ديمير طاش بهذا ولهذا يريد أردوغان وممن خلال برزاني واللوبيات السنية الطائفية ومن خلال الجيوش الجهادية فرض نظام آخر في بغداد تقوده تركيا.فأردوغان كالنمر الجريح بعد ورطته في الأزمة السورية، وبعد توريطه وتوريط تركيا من قبل أمريكا والغرب وقطر والخليج عندما امتلأت تركيا بالجهاديين والإرهابيين وفلول القاعدة والسلفيين المتشددين فصاروا قنبلة موقوته في الجوف التركي بحيث انتشرت السرقات وعمليات الخطف والطائفية ضد المواطنين الأتراك وضد البيوت وضد العلويين بالمقابل زادت وتيرة ( العرقية) للرد على هؤلاء بحيث تتواصل التظاهرات في الاسكندرون ومرسين ومناطق تركية أخرى ضد وصول صواريخ «الباتريوت» إلى تركيا. وفي صحيفة «ميللييت» كتب مليح عاشق انه حتى الآن ليس واضحا طبيعة هذه الصواريخ وعملها. ويقول إن «النموذج الذي وصل من ألمانيا وهولندا بمسافة 20 كيلومترا فقط. يعني أن محافظات مثل هاتاي وشانلي اورفة لن تحميها الصواريخ التي ستنصب في مراش وأضنة وغازي عينتاب وهذا يعني أن هذه الصواريخ موجهة للداخل التركي وضد الهيجان العرقي أو استفحال الجهاديين. وتقول الصحيفة " هذه الصواريخ ستحوّل تركيا إلى ساحة للحرب، فضلا عن أن التحكم بإطـلاقها ليس بيدنا، فيما تكاليفها على المواطن التركي".
أردوغان غاضبا من قطر والسعودية!
لهذا سافر أردوغان غاضبا نحو قطر يطالبها بحلول عاجلة للورطة التي ورطتها فيها، وبنفس التوقيت أرسل وزير خارجيته أأوغلو بتاريخ 27/1/2013 الى السعودية وبحث مع ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز الوضع في سورية وموضوع عشرات الآلاف من الجهاديين المتكدسين في تركيا وموضوع العراق. فأردوغان والقيادة التركية تبحث عن ساحة أخرى لتحويل عشرات الآلاف من الجهاديين اليها ولن تتحمل الأعباء المالية فتطالب الرياض والدوحة بإخراجهم من تركيا فسارعت السعودية وقطر وبدعم تركي لإشعال الساحة العراقية تمهيدا للساحة الجديدة التي سيتحول اليها آلاف الجهاديين وفي نفس الوقت سيكون هؤلاء رأس الحربة في الحرب (الطائفية) ضد الفرس والشيعة. فأردوغان يعرف بأن الدوحة والرياض بيده هذه الأيام مادامت القضية السورية مستمرة، ومادام الرئيس السوري لا زال في الحكم وبالتالي باتت شروطه مسموعة من الرياض والدوحة. وبما أنها غير مستعدة لاستقبال تلك الآلاف من الجهاديين وفلول القاعدة أي السعودية وقطر، فيبدو قررت أن يكون العراق مكانا لها ولكن بحذر!!.
أردوغان يتخبط فأختار العراق لتصدير أزماته!!
لقد انتهجت أنقرة في عهد حزب العدالة والتنمية سياسة التورط المباشر في الشؤون الداخلية للدول العربية من أجل مدّ نفوذ ايديولوجي وقومي يثير حساسيات في أكثر من دولة عربية . ولم تتردد أنقرة من أجل ذلك في التحالف حتى مع “الشيطان” الكردي . وهي سياسة لا جدوى منها بل هي مكابرة وهروب إلى الأمام لن تحصد منها أنقرة سوى المزيد من الخسائر والمزيد من الأعداء بدلاً من مواجهة الأخطاء وامتلاك الجرأة لإعادة النظر في مجمل سياستها الطرفية داخل العالم العربي. ولا شك أن هذه اللعبة لن يكون مصيرها سوى المزيد من تعاظم الأخطار على الأمن القومي التركي إذ إن توسل حكومة حزب العدالة والتنمية الورقة الكردية لإضعاف المالكي مقامرة خطيرة تعمق احتمالات تقسيم العراق . كما أن تركيا رغم كل المحاولات الجارية الآن لحل المشكلة الكردية فيها ليست بمأمن من التداعيات السلبية لهذه المحاولات على مستقبل الواقع الكردي في تركيا، خصوصاً أن أكراد تركيا يصبون إلى كيان قد لا يرتقي إلى دولة مستقلة لكنهم لن يقبلوا أقل من الحكم الذاتي. فأن الدعم التركي بات واضحا للمظاهرات في المناطق السنية داخل العراق وهناك أجتماعات سرية متواصلة في إسطنبول لدعمها لوجستيا وإعلاميا ومعنويا . فأن الدعم التركي لهذه التظاهرات غير خاف، ليس فقط بسبب البعد السوري من الموقف العراقي بل لأن تركيا تريد العودة لاعباً مركزياً في الداخل العراقي بعدما خرجت منه بعد الاحتلال الأمريكي للعراق . والعودة التركية تعتمد على سياسة بريطانيا المعروفة “فرّق تسد” إذ إنها لا تتوسل فقط الفئات العربية المعارضة للمالكي بل أيضاً عبر محاولة استخدام العنصر الكردي في العراق واقامة تحالف مع إقليم كردستان العراق .
ومن خلال العودة الى الوراء ولكي يعرف المواطن العراقي والعربي!
الأمريكي كان قيادة الجيش التركي لما سيترتب على ذلك من تداعيات تقسيمية على العراق وظهور دولة كردية . وهو ما ثبت لاحقاً . وكان نصيب هؤلاء الجنرالات الانتقام الأمريكي بتهمة محاولتهم القيام بانقلابات عسكرية أفضت بهم إلى السجن جميعاً في العام 2012 . أردوغان نفسه كان أعلن عن ندمه على عدم المشاركة في غزو العراق وقال إن عدم المشاركة أبقى تركيا خارج اللعبة وفي صفوف المتفرجين بينما موقعها أن تكون لاعباً في الملعب . ومع اقتراب الحديث عن انسحابات أمريكية من العراق بدأت تركيا تعد العدة لمحاولة أن يكون لها دور مؤثر في المعادلة العراقية الداخلية . وقد بان ذلك في آخر انتخابات عراقية ونجاح تركيا في تكتيل كل القوى المعارضة للمالكي في جبهة قادها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي .وقد سعت تركيا لكيلا يكون نوري المالكي من جديد رئيساً للحكومة ولا جلال الطالباني رئيساً للجمهورية
مخطط أردوغان آل سعود والخليج!
ولم يكتف أردوغان بما خططه في العراق وللعراق ضد حكومة المالكي ودمجها بإيران من خلال الثورة الجارية في العراق لأنه من الخطأ تسميتها مظاهرات. فلقد انتهت تسمية التظاهرات وبات بالعراق حتى اليمن. بحيث حتى الصواريخ " الباتريوت" التي شحنتها أمريكا والمانيا وهولندا والغرب بصورة عامة الى تركيا غايتها ليس سوريا بل لضرب حزب الله اللبناني، ولهذا سارعت إسرائيل لنشر بطاريات البتريوت وتوسيع القبة الحديدية والأغارة شبه اليومية على لبنان والتي انتهت بضرب العمق السوري أخيرا للتعجيل في هذا المخطط. والذي تزامن مع الصدام الجهادي والسلفي مع الجيش اللبناني وبروز تشكيلات سلفية في طرابلس وفي صيدا بدعم سعودي وتركي. كل هذا يعني أن تركيا والسعودية والخليج قد هندست مسرح (الحرب الإقليمية الطائفية) القادمة وأن ما يدور في العراق هو جزب منه وأدواتها ( البعثيين، والسلفيين، والإخوان، وتنظيم الإخوان الدولي، وسلفيو البعث بقيادة الدوري) والذين قرروا التاسع من نيسان يوم إعلان النصر على الشيعة والفرس!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحذر واجب
طارق عوض ( 2013 / 2 / 18 - 18:18 )
الاستاذ محمد علي : مقالتك لاتخلو من بعض الحقائق وعلى السياسيين العراقيين الوطنيين ان ينتبهوا لهذه التحالفات المضرة بالشعب العراقي وبقية الشعوب العربية ويأخذوا الحذر ثم الحذر والا ستقع كارثة عظيمة لاسامح الله ان حدث ماكتبت والله هو الحامي لنا من الاشرار وشكرا


2 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2013 / 2 / 18 - 19:52 )
الاستاذ طارق عوض
تحياتي
المخططات المشبوهة هي التي الحقت الدمار في العراق وعلى القوى السياسية المخلصة الانتباه لما يراد بالعراق والا اصبح مرتعا للحرب الاهلية الطاحنة بسبب الاحتقان الطائفي الذي تغذيه القوى المستفيدة من ما يحدث

اخر الافلام

.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع اليابانية رفضا لشراء طائرات مسيرة م


.. عادل شديد: مسألة رون أراد تثير حساسية مفرطة لدى المجتمع الإس




.. دول غربية تسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها لضرب أهداف داخل رو


.. ما دلالات رفض نصف ضباط الجيش الإسرائيلي الاستمرار بالخدمة بع




.. أهالي جباليا يحاولون استصلاح ما يمكن من المباني ليسكنوها