الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد منتصف الأشياء

رشا حبال

2013 / 2 / 18
الادب والفن


بعد انقطاع الكهرباء منذ أكثر من ساعة انطفئ اللابتوب الذي كنت مكومة ورائه اسمع عابد عازرية بكل طاقة المنح التي أملك
فقط حين انطفئ اللابتوب أدركت أن رقبتي تؤلمني من البرد وأنني نسيت أن ألفها بشال كالعادة في هذا البرد المخيف الذي قرر الله أن يمنحنا إياه وأن لا يقفز فوق حصتنا من ثلج هذه السنة .. عند الله ..الدور دور . لايمكن أن يؤجل دور اليوم إلى الغد .

مررت من فوق الاجساد النائمة في كل مكان بغرفة الجلوس لأنها أدفء غرف البيت (هههه على اساس البيت قصر يعني )
كنت أقصد أدفء من غرفة النوم التي هي أقرب لبراد من كونها غرفة نوم .

مشيت على رؤوس اصابعي أبحث عن سماعات موبايلي لأسمع الراديو مغامِرة بشحن البطارية .. في محاولة يائسة لأبعاد خيالات الوحشة التي كانت تقفز من الجدران كلما تحرك الضوء الخفيف الذي أحمله
اتجهت نحو المطبخ وأنا أقلب قنوات الراديو مرتاحة لسماع هذا الصوت (خشششششش) ياااااااااالألفة هذا الصوت .
وضعت الركوة على النار قبل أن أذهب إلى الحمام لأمارس حقي بالطبيعة .في الحمام عاتبت نفسي وأنا اشعر بالبرد يهجم على كل ما أنكشف مني بأنني لم أجلب سيجارة لأدخنها على مهل وكأنني أجلس على كرسي حديقة لا كرسي حمام .

فعلا إن العتم له خيالات غريبة حتى داخل جدران رأسي , دائمة السؤال كنت ,كيف لإنسان طبيعي أن يقرأ جريدته وهو جالس فوق كرسي الحمام..
ولأن السؤال بارد كالهواء قبل أن يصدمه بخار الأنفاس فتحت فوقه الماء وشاهدته يدور غارقاً في عدمه. بمعجون الأسنان كتبت على المرآة .. الحمام مقبرة الأسئلة الباردة .

لم يغلي الماء في الركوة بعد فعدت للبحث عن سيجارة . مع الحرص ذاته أن لا أدوس الأقدام النائمة وأنا أمشي
في المطبخ كان الضوء قادم من خلفي . فوجئت من ظلي او انعكاسي على الجدار المقابل لي
أوووووه ما أكبرني .. أنا عملاقة فكيف يطويني كلي في جيبه كلما ذهب ؟
أووووه ما أكبرني ... كيف أنام على ابهام يده ؟
أووووه ما أكبرني .. يا إلهي كيف اختبئ في حفره ابطه كلما داهمني الخوف والعتم ؟
أوووووه كيف اترك الراديو يرمي في اذني مفاجآت السمع الرديئة ؟
نبهني صوت ( طششششش ) على أن الماء في غليانه المبالغ فيه
وضعت قليلاً من اعشاب الرشاقة المقرفة فيها وغطيتها
قليلا من ليمون مع ملعقة خل في كأس فاخر
الآن سأشرب عفناً بكأس فاخر
عدت للغرفة مع شمعة وكأس فاخر
دسست جسدي تحت الاغطية وبين الأجساد
تذكرت أني لم أجلب الرواية من جانب اللابتوب .نهضت مجدداً ودست أقداماً كثيرة وأصابع يدين هذه المرة
عدت مع بيدرو بارامو
رفعت صوت الراديو
عدلت جلستي ووضعت على كتفي شالين صوفيين ودسست صندوق رأسي في قبعة من الصوف
جاهزة أنا الآن
كأس عَفِن من أجل ترف الرشاقة
رواية بدأتها منذ قليل
وضوء لا بأس به
وراديو يطمئنني اني لست وحيدة في هذا الليل
كل شي على ما يرام ..
كل شيء على ما يرام .. انا لست خائفة من كل هذه الصواريخ التي تضرب ريف المدينة
انا لا اسمعها .. انا لا أركب سرعتها ولا أتخيل أين ممكن أن تنزل
كل شيء على ما يرام حتى أنني لا أبحث عن منديل لدموعي
غريب ... متى ستنتهي هذه الحرب ؟
أريد أن أنظر للسماء دون أن ارى أسراباً من أحلام تبحث عن أصحابها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة