الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لان ديموقراطيتنا بلا مردود

خالد عبد القادر احمد

2013 / 2 / 18
القضية الفلسطينية




في قرائتها لشكوى اللجنة المركزية للهيئة الفلسطينية المستقلة للانتخابات, ترجع قيادات فلسطينية سبب ذلك لتدني مستوى الثقافة الديموقراطية في المجتمع الفلسطيني, وتفسر بتبريرات ثانوية تمايز اقبال محافظات الجنوب عن محافظات الشمال بهذا الصدد, وقد وقفت مشدوها وانا استمع لمداخلات اعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح بهذا الصدد خلال البرنامج التليفيزيوني ملف اليوم,
لماذا اقبل الفلسطينيون اقبالا شبه كامل على تحديث السجل الانتخابي والترشح والانتخاب اول مرة؟ ولماذا يحجمون الان؟ ولماذا نجد اقبالا في قطاع غزة يتمايز عناقبال الضفة الغربية والقدس؟
من الواضح ان هناك اسبابا موضوعية لهذا التراجع في الاقبال على تحديث السجل الانتخابي, ليس من بينها وجود هذا المستوى من التراجع في الثقافة الفلسطينية عن الديموقراطية, فما هي هذه الاسباب الموضوعية:
حتى نجيب على هذا السؤال لا بد اولا من ادراك معنى الاختيار المجتمعي للمثل التشريعي والسياسي, والذي يلخص المضامين الحقيقية والجوهرية والرئيسية للممارسة الديموقراطية, وهو تمثيل قادر على بلورة مردود الحياة الديموقراطية الى اشكالها الحياتية المادية, على صعيد:
1- التحرروالامن الوطني والاستقلال والسيادة وتكافؤ التمثيل القومي امام القوميات الاخرى
2- ادارة وتنظيم توزيع الحريات حفاظا على السلم والامن والتوافق الاجتماعي
3- تطوير مستوى العدالة الاجتماعية من خلال قوننة توزيع حيازة الملكيات وتوزيع مردود عملية لانتاج الاجتماعي
4- التحديث الحضاري للتنمية القومية العلمية البشرية والتقنية
5- كفاةة تقديم الخدمات الاجتماعية
لقد حمل المجتمع الفلسطيني اتفاقيات اوسلو وبناء السلطة الوطنية الفلسطينية مهمة تحقيق هذه الاحلام والاهداف الحياتية, لذلك كان اقباله كبيرا على العملية الانتخابية الاولى, غير ان الاحتلال الصهيوني لم يمنح السلطة الوطنية الفرصة لا تفاوضيا ولا بالاجراء العملي المنفرد امكانية تحقيق هذه الاحلام والاهداف بل على العكس فانه اقدم على اجهاض ثقة المجتمع الفلسطيني بها, الامر الذي يشعر المواطن الفلسطيني الان بلا جدوى ممارسته الانتخابية, بالضفة الغربية والقدس بصورة خاصة, حيث التهويد والاستيطان وهدم المنازل الفلسطينية وتقزيم اسباب الاعتياش الحياتي
على العكس من ذلك فان الانسحاب الصهوني الاحادي الجانب من قطاع غزة منح التشريع والادارة السياسية الغزية الحيز السياسي الاقتصادي القادرة من خلاله على اعطاء المواطن الغزي الاحساس بجدوى الممارسة الانتخابية ووجود مردود سياسيا اقتصادي اجتماعي لها, ولذلك نجد ان مستوى الاقبال الغزي على تحديث السجل الانتخابي اعلى منه في الضفة الغربية والقدس, رغم ان هذه الجدوى تبقى اسيرة الحصار الصهيوني ورهينة الحالة الانقسامية
ان الخطب الرنانة حول الثقافة الانتخابية وعلاقتها بالوطنية لن تجدي نفعا, وهي وان اجدت نفعا هذه المرة الا انها لن تجديه مرة اخرى في المستقبل, فمؤشر تراجع الاهتمام المجتمعي بالممارسة الديموقراطية عادة ما يعكس احباطا مجتمعيا من جدواها عل الصعيد الوطني العام, وهو في الحالة الفلسطينية يعكس احباطا من قدرة النهج السياسي على انجاز التحرر الوطني والاستقلال والسيادة الفلسطينية التي هي مدخل استقلال ادارة الذات الفلسطينية اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا
ان قدرة مستوطن صهيوني على اجهاض قرار رئيس دولة فلسطين هو الخلل, الذي يجب معالجنه حتى تعود ثقة المواطن الفلسطيني وايمانه بجدوى الممارسة الديموقراطية, وهو الخلل الذي على اللجان المركزية والمكاتب السياسية الفلسطينية ان تسعى لمعالجته بدءا بالمصالحة ( السياسية )









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا