الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تعمل الرأسمالية اليوم ..؟ 1 6

فواز فرحان

2013 / 2 / 18
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


طرح الاستاذ العزيز حسين علوان حسين ستة أسئلة في منتهى الأهمية لتعميق حوار نظري وفكري حسّاس حول طبيعة التحولات الاقتصادية التي تشهدها الصين منذ عهد دينغ شياو بينغ على الاستاذ فؤاد النمري في مقالته تعقيباً على رأسمالية الصين ، وأرى من الضروري التطرّق لها في مقالة خاصة لأن خانة التعليقات قد لا تتسع لهذا الحوار البعيد الأهداف كما أرى ويخدم القارئ في فهم التحولات الجارية في الصين من خلال النظرة الماركسية لها ..
الأسئلة هي ..
ــ توظيف الرأسمال في البورصات يجعله لا يعمل في الإنتاج الرأسمالي ..!
ــ أجور العمل في إنتاج الخدمات لا علاقة لها بأجور العمل في الإنتاج الرأسمالي ..!
ــ الاستغلال الفظيع للعمال الصينيين هو حجة على أن النظام الإقتصادي للصين الشعبية ليس رأسمالياً ..!
ــ النظام الرأسمالي لا يتحمل على الإطلاق تزييف العملة وتبييض الأموال ولا الإتجار بالمخدرات والرقيق لأن النقد بالنسبة إليه هو قدس الأقداس ..!
ــ بلوغ فائض الإنتاج في الصين ربع مجمل الانتاج يعني أن النظام ليس رأسمالياً بحال من الأحوال ..!
ــ أستبدال الصين إنتاجها بالدولار يمنعها من تدوير عملية الانتاج الرأسمالية ( نقد – بضاعة – نقد ). ..!
أجوبة السيد النمري التي سطرها لا ترتبط من وجهة نظري لا من قريب ولا من بعيد بعلم الاقتصاد السياسي ، وأن القول أن الاموال في البورصات تعمل في المضاربة كما في القمار تنتقل الاموال من جيب الى جيب ولا تخلق فلساً إضافياً كما يخلق الانتاج الرأسمالي ( حوابه على السؤال الاول ) .. هو قول سطحي ..
سأعود الى كارل ماركس في تفنيد هذا الرأي ، فماركس نفسهُ مارس المضاربة في البورصة كي يقترب من مفهوم حركة رأس المال في دورات لا يمكن أن يراها المرء بالعين المجرّدة لكنها تدخل في دائرة الانتاج الرأسمالي ..
تبدو البضاعة للوهلة الاولى شيئاً بسيطاً جداً ومبتذلاً ، بيد أن تحليلها يُبيّن أنها شئ ملئ بالغرابات والتفاصيل الميتافيزيقية والأحاييل اللاهوتية ، فهي بصفتها قيمة إستعمالية لا تنطوي على ما هو مبهم ، سواء نظرنا إليها من وجهة نظر كونها تلبي بخصائصها الحاجات البشرية ، أم من وجهة نظر كونها تكتسب هذهِ الخصائص كناتج للعمل البشري ..
ومن البديهي أن الإنسان يُغيّر بنشاطهِ أشكال موجودات الطبيعة في الإتجاه المفيد لهُ ..

مثال ..
أشكال الخشب مثلاً تتغيّر عندما يصنعون منها طاولة ، ومع ذلك تبقى الطاولة خشباً ، أي شيئاً عادياً يُدرَكْ بالحواس ، ولكن .. ما أن تصبح بضاعة حتى تتحوّل الى شئ حسّي عصي على الإدراك ، فهي لا تقف على قوائمها على الأرض فحسب بل تقف على رأسها أمام سائر البضائع الأخرى ..
وان رأسها الخشبي هذا يخلق الغرابات التي فيها من المدهش أكثر بكثير مما لو بادرت الطاولة الى الرقص من تلقاء ذاتها ..
فالطابع الصوفي للبضاعة لا ينجم إذاً عن قيمتها الإستعمالية ، وهو لا ينجم أيضاً عن مضمون تحديدات القيمة ، وهذا ما يقودنا الى التسائل

لماذا ؟
الجواب .. لأنهُ
أولاً .. مهما كانت الأنواع المختلفة من العمل النافع أو من النشاط الإنتاجي متباينة ، فإن ذلك هو من الناحية الفسيولوجية عبارة عن وظائف لجسم الإنسان ، وإن كل وظيفة من هذهِ الوظائف ، مهما كان مضمونها وشكلها ، هي من حيث الجوهر إنفاق لدماغ الإنسان وأعصابهِ وعضلاتهِ وأعضاء حواسهِ الأخرى ..
ثانياً .. إن ما يشكل أساس تحديد مقدار القيمة ، أي بالذات مدّة هذا الإنفاق أو كمية العمل ، يتميّز بكل وضوح عن كيفية العمل ، وأن وقت العمل الذي يستغرقهُ إنتاج وسائل المعيشة كان لا بدّ أن يهم الناس في أي مجتمع من المجتمعات ، وإن كان ذلك بدرجات مختلفة في مراحل التطوّر المختلفة ..
ثالثاً .. بما أن الناس يعملون لبعضهم البعض مهما كان الأمر ، فإن عملهم بالتالي يكتسب شكل الطابع الإجتماعي ..

من الواضح أن الطابع الغامض لناتج العمل ينشأ من الشكل ذاتهُ ، أي شكل البضاعة ..
كيف ؟
المساواة بين مختلف أنواع العمل البشري تتجسّد في إتخاذ منتجات العمل شكلاً شيئياً من قيمة واحدة ، ويتخذ قياس إنفاقات قوة العمل البشرية بمدة هذهِ الإنفاقات شكل مقدار قيمة منتجات العمل ..
وأخيراً فإن تلك العلاقات بين المنتجين التي تتحق فيها تحديداتهم الإجتماعية للعمل تتخذ شكل العلاقة الإجتماعية بين منتجات العمل ..

يتلخص في أن هذا الشكل هو مرآة تعكس للناس الطابع الإجتماعي لعملهم هم كطابع شيئي لمنتجات العمل ذاتها ، كخصائص إجتماعية فطرية للأشياء المُعيّنة ، ولهذا فإن علاقة المنتجين الإجتماعية مع العمل الإجمالي تبدو لهم كذلك علاقة إجتماعية بين الأشياء خارجة عن إرادتهم ..
وبفضا هذا ( حلول شئ مكان الآخر ) تصبح منتجات العمل بضائع ، أو أشياء حسيّة وعصية على الإدراك في آن واحد معاً ، أو أشياء إجتماعية ...

مثال ..
التأثير الضوئي لشئ ما على العصب البصري لا يُدرَكْ كإنفعال ذاتي للعصب البصري نفسه ، بل كشكل موضوعي للشئ الواقع خارج العين ، لكن الضوء يسقط فعلاً في المدركات البصرية من شئ ، من الجسم الخارجي الى شئ آخر ، الى العين ، إن ذلك هو علاقة جسمية بين أشياء جسمية ، بيد أن الشكل البضاعي وتلك العلاقة بين قيم منتجات العمل التي يتجلى من خلالها ، ليس لهما على الإطلاق أي جامع يجمعهما بالطبيعة الجسمية للأشياء وما ينجم عن ذلك من علاقة بين الأشياء ..
وما ذلك سوى ..
علاقة إجتماعية محددة بين الناس أنفسهم ، تلك العلاقة التي تتخذ في أعينهم شكلاً خيالياً للعلاقة بين الأشياء ...
هنا .. تبدو منتجات الدماغ البشري كائنات مستقلة لها حياتها الذاتية ، وعلاقات محددة مع الناس ومع بعضها البعض ، وهذا ما يحصل أيضاً لمنتجات الأيدي البشرية في عالم البضائع ، إني ( ماركس ) أسمّي ذلك بالصنمية ، التي تلازم منتجات العمل ما أن يتم إنتاجها كبضائع ، والتي لا تنفصل بالتالي عن الإنتاج البضاعي ..

ــ عن ماذا ينجم هذا الطابع الصنمي للبضائع ؟
ينجم كما أظهر التحليل السابق عن الطابع الإجتماعي المتميّز للعمل المنتج للبضائع .. وأن أشياء الإستهلاك لا تصبح بضائع بشكل عام إلاّ لأنها منتجات لأعمال خاصة مستقلة عن بعضها البعض ..
وإن مجموع هذهِ الأعمال الخاصة يشكل العمل الإجمالي للمجتمع ، وبما أن المنتجين ، وبما أن المنتجين في إتصال إجتماعي فيما بينهم إلاّ عن طريق تبادل منتجات عملهم ، فإن الطابع المتميّز الإجتماعي المتميّز لأعمالهم الخاصة يتجلى في إطر هذا التبادل فقط ..
وبعبارة أخرى ..
فإن الأعمال الخاصة لا تتحقق واقعياً كحلقات للعمل الإجتماعي الإجمالي إلاّ من خلال تلك العلاقات التي يقيمها التبادل بين منتجات العمل ، وبواسطتها بين المنتجين أنفسهم أيضاً ، ولذا تبدو للمنتجين العلاقات الإجتماعية لأعمالهم الخاصة كما هي عليه في الواقع ، أي ليس علاقات إجتماعية مباشرة بين الأشخاص أنفسهم في عملهم ، بل على العكس علاقات شيئية بين الأشخاص وعلاقات إجتماعية بين الأشياء ..

ــ متى تحصل منتجات العمل على شكل قيمي ؟
لا تحصل منتجات العمل على شكل قيمي إلاّ في إطار تبادلها ، وهذا الشكل موحد إجتماعياً ومتميز عن أشكالها الإستعمالية المتباينة حسّياً ..
كيف ؟
هذا التقسيم لناتج العمل الى شئ نافع وشئ قيمي لا يتحقق في الواقع إلاّ بعد أن ينتشر التبادل إنتشاراً كافياً ، ويكتسب أهمية بحيث أن الأشياء النافعة تنتج للتبادل خصيصاً ، ولذلك يؤخذ الطابع القيمي للأشياء بالإعتبار لدى إنتاجها بالذات ..

ــ كيف تكتسب الأعمال الخاصة للمنتجين طابعاً إجتماعياً مزدوجاً بالفعل ..؟
لأنهُ من جهة يجب عليها ( الأعمال الخاصة للمنتجين ) بإعتبارها أنواعاً محددة من العمل النافع أن تلبي حاجة إجتماعية معيّنة وأن تبرر على هذا النحو مهمتها كحلقات للعمل الإجمالي ، كحلقات نظام للتقسيم الإجتماعي للعمل نشأ عفوياً ..
ومن جهة أخرى فهي لا تلبي إلاّ حاجات متنوعة لمنتجيها ذاتهم ، لأن كل نوع عمل متميّز من العمل الخاص النافع يمكن أن يُبادَل بأي نوع متميّز آخر من العمل الخاص النافع ، وبالتالي قهو مساوٍ لهُ ، والمساواة بين أنواع العمل المختلفة في جميع النواحي لا يمكن أن تتجلى إلاّ من خلال إرجاعها الى طابع مشترك لها بوصفها إنفاقات لقوة العمل البشرية ..
إن دماغ المنتجين الخاصين يعكس الطابع الإجتماعي للمساواة بين أنواع العمل المختلفة على شكل أن هذهِ الأشياء المتباينة مادياً هي قيم .. وعندما يعادل الناس منتجات عملهم كقيم إنما يعادلون أنواع عملهم المختلفة كعمل بشري ، إنهم لا يدركون ذلك ولكن يفعلونه ..
إن تحديد مقدار القيمة بوقت العمل هو سر يختفي وراءهُ حركة القيم النسبية للبضائع المرئية للعين ، وإن الكشف عن هذا السر يزيل الوهم الذي يُصوّر أن مقدار قيمة منتجات العمل يتحدد بمحض الصدفة ...

إن تحليل أسعار البضائع هو وحدهُ الذي أدى الى تحديد مقدار القيمة ( قيمة البضاعة ) ، وأن التعبير النقدي العام عن البضائع هو فقط الذي أتاح إمكانية إثبات طابعها كقيم ..
ولكن هذا الشكل الناجز لعالم البضائع ( أي شكلهِ النقدي ) يخفي وراء الأشياء الطابع الإجتماعي للأعمال الخاصة ، وبالتالي العلاقات الإجتماعية بين العاملين الخاصين أيضاً ، بدلاً من كشف هذهِ العلاقات بكل صفائها ...

ــ من أين تنشأ أوهام النظام النقدي ؟
تنشأ أوهام النظام النقدي من واقع أن هذا النظام لم يرى أن الذهب والفضة يمثلان بصفتهما نقداً ، علاقة إجتماعية إنتاجية ، ولكن على شكل أشياء طبيعية ذات خواص إجتماعية غريبة ..

ــ كيف تبدأ عملية التبادل في العرف الإقتصادي ؟
ليس بوسع البضائع أن تذهب الى السوق من تلقاء ذاتها ، والبضائع كما نعلم هي أشياء ، ولكي تستطيع هذهِ الأشياء أن تدخل في علاقات مع بعضها البعض كبضائع يتوجب على مالكي هذهِ البضائع أن يدخلوا مع بعضهم البعض في علاقات كأشخاص تتصرّف إرادتهم بهذهِ الأشياء ، إذاً فأحد مالكي البضائع لا يستطيع إلاّ بإرادة الآخر وبالتالي لا يستطيع كل منهما إلاّ عن طريق الفعل الإرادي الواحد المشترك بينهما أن يستأثر ببضاعة الغير متخلياً عن بضاعتهِ ، وبالتالي يجب أن تعترفا ببعضهما كونهما مالكين خاصين ..وهذهِ العلاقة الحقوقية التي يعتبر العقد شكلها سواء كان موثوقاً بالقانون أم لا ، هي علاقة إرادية تنعكس فيها العلاقة الإقتصادية ..
ولا يوجد الأشخاص هنا بالنسبة لبعضهم البعض سوى كممثلين للبضائع ، أي كمالكي البضائع ...
إن ما يُميّز مالك البضاعة عن بضاعتهِ هو بالضبط حقيقة أن كل جسد بضاعي آخر ما هو بالنسبة للبضاعة المعينة سوى شكل لتجلي قيمتها هي ، فالبضاعة بالنسبة لمالكها لا تمثل لهُ قيمة إستعمالية مباشرة ، وإلاّ لما حملها الى السوق فهي تمتلك قيمة إستعمالية للآخرين ..
أما بالنسبة لمالك البضاعة فإن قيمتها الإستعمالية المباشرة كلها تنحصر في أنها تعتبر حاملة للقيمة التبادلية ، إذاً فهي وسيلة للتبادل . لذلك يسعى مالك البضاعة لأن يصرفها عن طريق مبادلتها ببضائع أخرى يحتاج الى قيمتها الإستعمالية ، وإن كافة البضائع هي قيم غير إستعمالية بالنسبة لمالكيها وقيم إستعمالية بالنسبة لغير مالكيها ..
وبالتالي ..
يجب عليها أن تنتقل على الدوام من يد الى اخرى ، بيد أن هذا الإنتقال من يد الى اخرى إنما هو تبادلها ، وفي التبادل يواجه بعضها البعض كقيم ويجري تصريفها كقيم ..
نستنتج من ذلك ..
ــ يجب للبضائع أن تصرف كقيم قبل أن تكتسب إمكانية التصريف كقيم إستعمالية ..
ــ يجب على البضائع قبل أن تتمكن من التصريف كقيم أن تثبت وجود قيمتها الاستعمالية .. ذلك لأن العمل المنفق على إنتاجها لا يأخذ بالحساب إلاّ بقدر ما تم إنفاقهِ بشكل عمل نافع للآخرين ..
البلورة النقدية ناتج ضروري ينبثق من عملية التبادل ، فالعملية التاريخية لإتساع التبادل وتعمّقهِ تطوّر التضاد الكامن في طبيعة البضائع بين القيمة الإستعمالية والقيمة ، وإن الحاجة الى إعطاء تعبير خارجي من أجل التداول لهذا التضاد ، تؤدي الى نشوء شكل مستقل لقيمة البضاعة ، ولا تتوقف حتى يتم إيجاد حل نهائي لهذهِ المسألة عن طريق تقسيم البضاعة الى بضاعة ونقد ..
وبالتالي ..
فبالقدر ذاته الذي يتحقق به تحوّل منتجات العمل الى بضائع يتحقق أيضاً تحول البضاعة الى نقد ..

ــ كيف يصبح الذهب نقداً ؟
تتلخص الوظيفة الاولى للذهب في أنهُ يقدم لعالم البضائع مادة من أجل التعبير عن القيمة ، أي من أجل التعبير عن قيم البضائع بوصفها مقادير من ذات الإسم متماثلة كيفياً وقبلة للمقارنة كمياً ..
وهو يؤدي بالتالي وظيفة المقياس العام للقيم ، وبحكم هذهِ الوظيفة بالدرجة الاولى يصبح الذهب ، هذهِ البضاعة المعادلة الخاصة ، نقداً ..
ليس النقد هو الذي يجعل البضائع قابلة للقياس فيما بينها ، بل على العكس ، فنظراً لأن كافة البضائع بوصفها قيماً هي عبارة عن عمل بشري متجسد وبالتالي قابلة بحد ذاتها للقياس فيما بينها ، لذلك بالضبط يمكنها جميعاً أن تقيس قيمها ببضاعة خاصة بعينها محوّلة اياها بذلك الى مقياس للقيم عام بالنسبة لها ، أي الى النقد ، وإن النقد كمقياس للقيمة هو شكل ضروري لتجلي مقياس القيمة الكامن في البضائع ألا وهو وقت العمل ...
إن التعبير عن قيمة البضاعة من خلال الذهب هو الشكل النقدي للبضاعة ، او سعرها ...) إنتهى الاقتباس من كارل ماركس .. ( 1 )
وتعقيبي هو ..
أن من يدرك طبيعة الدورة الاقتصادية التي تشهدها البورصة لا بد لهُ من الاطلاع على وطائف خلايا الدماغ التي ترتبط مباشرة بالقدرة المذهلة السريعة على القيام بعشرات الالوف من الحركات في الدقيقة الواحدة لا سيما فيما يتعلق بالعمل في المؤسسات الاقتصادية العملاقة كالبورصة وميادين الموانئ والشحن وغيرها ..
مثال .. يمتلك أحد الاشخاص مبلغاً قدرهُ 50 الف دولار في أحد البنوك ، وهو يعمل في نفس الوقت كموظف في الدولة او عامل تقني وغيرهُ ، عند الصباح وفور أن تفتح البورصة أبوابها ، يقوم بتحويل جزءاً من هذا المبلغ ( 20 الف مثلاً ) الى شركة الاتصالات الالمانية ، وقسماً آخر يودعهُ في شركة سكك الحديد الألمانية .. يذهب بعدها الى عملهِ ..
لاحظ عزيزي القارئ حركة رأس المال هذه ، تقوم على سبيل المثال شركة الاتصالات الالمانية فور إفتتاح البورصة بقراءة الارقام التي وصلت اليها المبالغ الموجودة على رصيدها في ذلك الصباح ( مليار دولار ) يقوم موظفوا شركة الاتصالات الالمانية العاملون في البورصة بمتابعة العقار والبناء والسفن في القارات الخمس ، يقوم أحدهم بشراء ستة فنادق ممتازة عبر العالم ، ويقوم الأخر بشراء نصيب شركات اخرى قاربت على الافلاس في الولايات المتحدة ، وآخرون يشترون أسهم في أحد البنوك اليابانية ، كل ذلك يحدث بين الثامنة والتاسعة صباحاً ، وتوضع قسماً من هذهِ الفنادق للبيع في البورصة في نفس اللحظة وكذلك أسهم الشركات التي قاربت على الافلاس والتي تم شراءها ، لكنها هذه المرة تابعة لشركة متمكنة هي شركة الاتصالات الألمانية ..!
مع إقتراب الساعة الواحدة بعد الظهر يتم بالفعل بيع قسماً من هذه السفن والاسهم والفنادق ..ويعود العامل أو الموظف لمتابعة حساباتهِ ، فإما يسحبها مع أرباحهِ أو خسائره أو يتركها لليوم التالي وهكذا .. لكن ...!
أين هي دائرة الانتاج الرأسمالي في هذا الموضوع ؟
تكمن في تكملة المعادلة حتى أبعد حدودها ...
فالفنادق التي تم شراءها ، ساهمت الكثير من الشركات المستثمرة الرأسمالية في تشييدها ، من شركات بناء الى شركات حديد ، الى شركات لصناعة الأثاث ، الى شركات لصناعة الكهرباء والاسلاك وغيرها ...
في كل هذه الدورة يعمل مئات الالاف من العمال وفق اجور قد تكون مرتفعة في بعض الاحيان وقد تكون منخفضة ، أي في إطار دورة الانتاج الرأسمالي ..
ودون النظر للعملية من البداية الى النهاية والتي يسميها كارل ماركس بحركة لاهوتية لرأس المال ( أي حركة خرافية فعلاً ) .. لا يمكن لنا ان نفهما بالشكل الدقيق ..
ولا يُمكن لأي قارئ مجتهد في علم الاقتصاد السياسي تغافل هذا الشرح الذي وظّفهُ ماركس بشكل خاص لحركة رأس المال في دوائر الانتاج الرأسمالي التي لا يمكن الوصول الى إدراكها بسهولة دون دراسة دقيقة بالاضافة الى دراسة تجريبية قريبة ..
وهذا ما يحدث في الصين ، فالتحولات الجارية تسير على قدم وساق على يد البرجوازية الحاكمة التي تطلق على نفسها إسم الحزب الشيوعي الصيني ، مستفيدة من تحويل قسم من الخدمات أكثر فأكثر الى منتجات صناعية ، والى التكالب على البحث عن ربح يصعب أكثر فأكثر الحصول عليه .. والى المطالبة بفائض قيمة مرتفع أكثر فأكثر لتعويض إرتفاع تكلفة الاستثمارات التي تجعلها المنافسة ضرورية ، لعتقد الحزب الشيوعي الصيني إستناداً لرأي قالهُ ماركس بهذا الصدد ( ان البرجوازية هنا تقوم بدور ثوري ) 2 ...
إذ تفجّر طاقات البشرية ، وتكسر عزلة الأمم ، وتشجع الهجرة الريفية الى المدن ، وهو ما يُشكل تقدماً عظيماً لانها تقي بذلك قسماً كبيراً من السكان من غباوة الحياة الريفية ..
الرأسمالية شرط مسبق لا بُد منهُ للوصول الى الشيوعية .. لا غنى عنه بتاتاً ، فمن دونه تصبح الندرة عامة ومع الحاجة يعود الصراع من أجل الضروريات من جديد ...
ولن تتمكن الطبقة العاملة من تحقيق النصر الحقيقي على هذه البرجوازية ، إلاّ عندما تكون مسيرة التاريخ قد هيّأت العوامل المادية التي ستخلق ضرورة وضع حد لطرق البرجوازية في عملية الانتاج ..
وبالتالي لهيمنة هذه البرجوازية على العملية السياسية ، فمن الضروري إذاً التعجيل في تعميم الرأسمالية ( رأسمالية مجتمع الخدمات ) وهو الشكل الذي تتخفى خلفهُ الرأسمالية في هذا الطور من تطورها ( أي الرأسمالية الخدمية التي تحول الخدمات الى منتجات صناعية ) ..
ومن الضروري تشجيع العولمة والتبادل الحر ، لأن النظام الرأسمالي محافظ بطبعهِ ، بينما التبادل الحر هو في جوهرهِ مُدمّر ، إذ يُحطم قوانين وتشريعات الأمم المتخلفة والقديمة ويدفع بالصراع بين البرجوازية والبروليتاريا الى الوجه وفي نفس الوقت الى أقصاه ..
فالتبادل الحر بكلمة مختصرة يُعجّل الثورة ..
لا بد من الذكر في خاتمة الاجابة على السؤال الأول للإستاذ حسين علوان حسين أن ماركس أثناء حياتهِ لم يُعاصر سوى طورين من اطوار الرأسمالية وهما ( الرأسمالية المالية ، والرأسمالية الصناعية ) لكنهُ لم يعش ليرى رأسمالية مجتمع الخدمات والتي ستؤدي بدورها في القريب الى التحول الى نمط الرأسمالية التقنية ( الالكترونية ) والتي ستتحكم من خلالهِ بشكل أفضع بعالمنا دون أن نتمكن بسهولة من محاربتها لانها ببساطة تحتكر العلوم وتختزنهُا لذلك اليوم ..!
وحتى تتمكن الطبقة العاملة من مجاراة هذا الواقع يفرض عليها واقع الحركة الموضوعي التسلح بأقصى درجات العلم والتنوّر والمؤهلات التي تساعدها على إتمام مهمتها ..

هذهِ إجابة فقط للسؤال الأول ..
1 ــ كارل ماركس .. رأس المال .. دار التقدم موسكو ص 106
الى 118
2 ـ جاك اتالي .. كارل ماركس فكر العالم ص 384
يتبع هذا الجزء الاجابة على السؤال الثاني ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
حميد خنجي ( 2013 / 2 / 18 - 20:51 )
ما شاء الله على سرعة استجابتك التي جاءت فورا
انصح القراء ان يقرأوا مقالك هذا والمقالات اللاحقة بهدوء وروية


2 - التحيات الطيبة
علي الأسدي ( 2013 / 2 / 18 - 21:15 )
رفيقي العزيز فواز المحترم حسب ما فهمته من مثالك بشراء فنادق وسفن عبر وكالات المضاربة وانها وظفت عمالا وموادا وما الى ذلك . فهذه مضاربة ولا تقدم اي اضافة للناتج القومي حتى لوبيعت واشتريت عشرات المرات ، فهي تحتسب مرة واحدة بعد ان تم بنائها وتحويلها الى هوتيل وكذلك السفن. راس المال المتدول في المضاربة هو نشاط راسمالي لكنه غير منتج الا اذا وظف في انتاج سلعا مادبة أو خدمية جديدة ، والسلع الخدمية تقسم الى خدمية انتاجية وخدمية لا انتاجية والتي ينطبق عليها مصطلح المضاربة لأنها لا تقود الى زيادة الناتج القومي ، وهو بالضبط ما يعنيه الاستاذ الرفيق فؤاد النمري وهو مصيب . في حسابات الدخل القومي الرأسمالية تحتسب هذه ضمن الناتج القومي ، بينما لا تحتسب في الاقتصاد الاشتراكي ..
هذا فقط للتنويه مع تقديري علي الأسدي .


3 - فلسفة الأشياء
رعد الحافظ ( 2013 / 2 / 18 - 21:29 )
جهد رائع وبديع عزيزي فوّاز فرحان
فلسفة الأشياء والأعمال , ليست يسيرة الفهم على الجميع
لكن بوجود كتّاب مثلك تتوضح المُبهمات
****
سؤالي الأوّل حول مقطعك الأخير التالي
تقول لم يعش ماركس ليرى رأسمالية مجتمع الخدمات والتي ستؤدي بدورها في القريب الى التحول الى نمط الرأسمالية التقنية ( الالكترونية )
***
ثم قلت / لن نتمكن بسهولة من محاربتها
أنا أسأل / لماذا ينبغي علينا محاربتها ؟
أقصد ألم تتأنسن هذهِ الرأسمالية ( الأخيرة حسب وصفك ) لدرجة ينبغي علينا العكس ؟
أينبغي علينا أن نصفّق دوماً لخُطب المؤدلجين , حتى لو كانت ضدّ مصلحتنا ؟
تقبّل محبتي


4 - الاستاذ فواز فرحان المحترم
ادم عربي ( 2013 / 2 / 18 - 22:11 )
الاستاذ فواز فرحان المحترم
شكرا لمقالك حيث قراته ثلاث مرات ..انت تجعلنا نفكر
الحقيقه يا استاذ هناك قول لماركس يقول ان التبادل التجاري لا يخلق ربح وانما من يخلق الربح هو فائض القيمه من العمال ...اين فائض القيمه في المضاربه؟...تقول حضرتك ان الخدمات يمكن توظيفها في صناعات راسماليه لكن مثالك عن شراء عقار وبيعه لم يوظف في انتاج صناعي ..الراسمال لشركة الاتصالت الامانيه بالميارات لم يحقق دخل قومي بالمضاربه .....ربما بحاجة الى المزيد من قراءة المقال لان الموضوع الصيني ايضا في توظيف الخدمات الى صناعات عاصي على الفهم ، لي عودة للمقال تحياتي لك


5 - ردود للأعزاء
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 18 - 22:18 )
الرفيق العزيز حميد خنجي .. شكراً لتقييمك للمقال وسأتابع البقية ..
إستاذي العزيز علي الاسدي
سأحاول إستخراج عبارة ماركس التي تقول أن رأس المال في بعض الحالات ومنها المضاربة يستخدم كسلعة وكنقد في نفس اللحظة ، والعملية بصراحة فيويائية أكثر مما هي إقتصادية ويمكن للمرء تخيلها كشعاع للضوء ..
ما قلته صحيح لكن الأمر هنا يُفسر لنا عقم تصوّرنا لحركة رأس المال ، وهو يساهم بشقيه الخدمي وغير الخدمي في زيادة الناتج القومي كما هو الحال في بلدان اوربا الغربية ومنها ألمانيا ..
أعتقد أن الاقتصاد السياسي في ألمانيا لم يتوقف عند حدّ معيّن وتطور كثيراً ، لكنهُ محتكر فهناك جامعات تدرسهُ باجور زهيدة ( المبادئ الأولية ) وهناك جامعات تدرسهُ بطريقة أفضل تصل اجور الدراسة فيها الى 6000 يورو ( مبادي معمقة الى حد الوسط ) وهناك جامعات تدرّسهُ لنخبة منتقاة في المجتمع تصل الدراسة فيها الى 30 الف يورو لان الدراسة تتضمن سفرات واسعة في العالم ومحاضرات في جامعات عديدة كهارفارد في احد السمسترات وفي طوكيو في مرحلة لا حقة وفي لندن وغيرها الى ان ينتهي الطالب من دراسته ( المعمقة والمحتكرة لفئة مخلصة )


6 - ردود للأعزاء تتمة
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 18 - 22:19 )
ناهيك عن الدراسات التجريبية والعينية الاخرى لكل المؤسسات الاقتصادية ..
أعتقد أن الفئة الاخيرة هي التي تساهم في تلوّن الرأسمالية وتشويش قدرتنا على متابعة مفاصل حركتها في إدارة عملية الانتاج بدقة ..

الأخ العزيز رعد الحافظ
صحيح .. أعتذر لاستخدام كلمة محاربة والاصح تلافي تأثيرتها السلبية التي تتركها على المجتمع في كل مرحلة من مراحل تطورها ، لكن يجب أن نعلم أن كل نجاح للرأسمالية يقضي على أحد مرتكزاتها التي قامت عليها .. ( نحن العراقيون مصطلح الحرب لا يفارقنا مع الأسف )
تحياتي لكم جميعاً ..


7 - الاستاذ العزيز ادم عربي
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 18 - 22:26 )

ماركس تحدث عن صنمية البضاعة لاجل هذا الغرض ، والمضاربة تخيلها ماركس من البداية الى النهاية لم يقم بتجزئة العملية ويستقطعها كما يفعل استاذنا فؤاد النمري ، لو تصوّرنا الأمر بكل تشعباتهِ سنرى أنهُ يصب في خانة دخول العملية في اطار الانتاج الرأسمالي ..
أعتقد أن الصينيون أكثر من فهمو هذهِ الحركة وسأحاول توضيح هذه النقطة في الاجابات المقبلة بشكل أفضل ..
أشكر لك عناء المداخلة ويهمني ان نصل الى تصور افضل للموضوع ..


8 - تنويه بسيط ومعذرة
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 18 - 22:43 )

جاء في تعليقي رقم 5
في السطر الرابع (بصراحة فيويائية أكثر مما هي إقتصادية )
والصحيح هو فيزيائية أكثر مما هي اقتصادية
تحياتي


9 - اليسار عندما يكون حيا
محمد البدري ( 2013 / 2 / 19 - 03:47 )
لأن النظام الرأسمالي محافظ بطبعهِ.. فان توسعه يحميه من خنق ذاته. فهو ثوري إذن عندما يدخل العولمة في طورها الالكتروني ليضم اسواقا جديدة ويضيف طبقة عاملة علي قاعدة من التكنولوجيا المتقدمة والتي ربما لم تقدر برجوازياتها المحلية من الارتقاء بها من نمط الالة التقليدي. فهي ثورة مرة اخري لصالح من فاتتهم الثورة ملاكا كانوا أو شغيلة. عند هذه النقطة اجد العمل اليساري لدي اليساريين التقليديين أمرا مثير للشفقة وغير ذي جدوي. فهل ما نجده من استعلاء لشباب الثورات الربيعية علي القيادات الحزبية القديمة أمرا مبررا، ووجد لنا المقال تفسيرا لكثير من المشاهد التي عجزنا عن توصيفها في السنتين الماضيتين رغم ان الهتافات كانت تطالب بالخبز والكرامة التي هي ادني بكثر من مطالب بروليتاريا زمن ماركس!! أستاذ فواز لقد جعلتنا نفتح صندوق قطة شرودنجر بعد ان كنا متفقين جميعا علي أن القطة اصبحت في ذمة الله بالداخل :) بينما الجميع داخل وخارج الصندوق اصحاء وهم لا يعلمون. تحية وشكرا علي الحفر العميق وتطمين الجميع ان لا شئ يضيع طالما هناك عقل يفكر ومعول يحفر وجرأة علي اقتحام ما كنا علي فيه من غفلة بانه مكتمل لا يقبل الزيادة.


10 - الاستاذ العزيز محمد البدري
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 19 - 06:30 )

أتفق معك وشكراً لتقييمك المقال ، ويسعدني دائماً سماع رأيك مهما كان
تحياتي


11 - بدون مجاملة
شامل عبد العزيز ( 2013 / 2 / 19 - 08:18 )
تحياتي للعزيز فواز
لو أن كل ماركسي حقيقة يفكر ويتعامل مع الواقع والتطوّر بنفس طريقتك اعتقد بأننا سوف نخطو خطوات كبيرة جداً للنهوض بمجتمعاتنا
اللغة القديمة والتي لا تصلح لمجاراة العصر وتطوّر الأحداث تتنافى مع المبادئ التي جاء بها ماركس حسب وجهة نظري - كل شئ قابل للتطوّر حتى اللغة نفسها فاللغة التي كتب بها ماركس تختلف اليوم عن اللغة التي يكتب بها كل من ينتمي للماركسية
سنتابع باقي الأجزاء
دمت بخير


12 - الاستاذ المحترم فواز فرحان
ادم عربي ( 2013 / 2 / 19 - 08:30 )
الاستاذ المحترم فواز فرحان
الانتاج الصناعي يقسم الى قسمين : سلعي مثل تحويل المواد الاوليه الى اسمنت و خدمه مثل تحويل البيض الى بيض مسلوق وتقديمه للفطور في احد المطاعم ، وهناك المؤسسه الصناعيه وهي التي تنتج سلعة مادية وملموسة.والمؤسسه الخدماتيه وهي التي تنتج خدمة وهي تفاعل اجتماعي غير ملموس
ولا يمكن تخزينها .
وجود المؤسسه الخدميه في النظام الراسمالي هو رافد مهم للعمليه الراسماليه دون تجاوز دورها ...لكن ان تحل الخدماتيه مكان الراسماليه وتصبح شكل متطور لها لا اعتقد انه يبقي على قواعد النظام الراسمالي
الاستفادة من الخدمات وتحويلها الى منتجات صناعيه في الصين وكما وصفها الدكتور علي الأسدي تذكرنا بانتاج القرن الثامن عشر هو يعود بالمنفعه للصين كدخل قومي ، لكن هل العالم كله الصين؟


13 - مصطلح الحرب
نعيم إيليا ( 2013 / 2 / 19 - 08:55 )
( نحن العراقيون مصطلح الحرب لا يفارقنا مع الأسف )
لا يا أستاذ فرحان مع احترامي لك، مصطلح الحرب، لا يفارق الماركسيين اللينينيين التقليديين في كل مكان من المعمورة.
سؤالي تعقيباً على النتيجة التي خلص إليها مقالك ((وحتى تتمكن الطبقة العاملة من مجاراة هذا الواقع يفرض عليها واقع الحركة الموضوعي التسلح بأقصى درجات العلم والتنوّر والمؤهلات التي تساعدها على إتمام مهمتها ))
ألن تتحول الطبقة العاملة، إذا ما (تسلحت) - لاحظ طبيعة الفعل تسلح - بالعلم والمؤهلات، إلى الرأسمالية، التي تملك مثلها هذا السلاح، وتذوب في أحضانها؟
من يملك العلم والمؤهلات في المجتمع الرأسمالي، فلا بد له من أن يفارق طبقته ويرقى إلى الطبقة الثرية.
لو استطعت أن أخترع - وأنا العالم البائس المغمور - دواء للشفاء من الأمراض المستعصية، أفلن أصبح في غمضة عين واسع الثراء؟


14 - أخي العزيز شامل
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 19 - 15:11 )
..
شكراً لمرورك .. اللغة أيضاً تتطور حالها حال باقي أقسام العمليات الاجتماعية الاقتصادية التي تشهدها المجتمعات ..


15 - الاخ العزيز آدم عربي
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 19 - 15:12 )

الخدمات لا تحل محل الرأسمالية كنظام ، بل هي جزء من أبعاد واسعة ومتشعبة تصب في نهاية الأمر في حركة الانتاج الرأسمالي ، يجب أن نفهم أن كل مرحلة من مراحل تطور الرأسمالية تمتلك فيها طرق لا يمكننا إستيعابها ببساطة وعندما نقترب من فهمها بعد صراع طويل من الجدل والأفكار تكون هي قد إنتقلت الى طور أرقى ( بسبب إحتكار الاكتشافات العلمية والاقتصادية لبعض الوقت ) وهذا ما يحدث معنا الان ..


16 - الأخ العزيز نعيم ايليا
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 19 - 15:13 )

نعم .. كل شئ يتغيّر حتى البروليتاريا وطباعها ، فهي اليوم ليست كما كانت في عهد ماركس ، ربما تغتني وتترفّه لكن الرأسمالية لن تسمح لها أكثر مما تقدرهُ لها من ثراء مادي وروحي يتناسب مع تطور التقنية والعلم والحياة الاجتماعية ..
سأركز بشكل دقيق على هذا الأمر في الحلقات المقبلة ..
شكراً لمرورك الكريم


17 - إشتقت إليك
حسين علوان حسين ( 2013 / 2 / 20 - 13:12 )
أستاذي الفاضل فواز فرحان المحترم
سلامٌ زينْ للزينْ هاتْ : أحييك
و أرجو أن تترك لي ثمالة أستطيع التلمظ فيها بعدك
سؤال : هاي الصورة مالتك جديدة لو عتيقة ؟ يعني : أدق الخشب ، يو لا ؟
مودتي و إعتزازي


18 - دق الخشب
عبد الحسين سلمان ( 2013 / 2 / 20 - 14:13 )
الأخ و الصديق و الزميل البروفيسور ابو نورس
تحياتي...وتمنياتي لك بالصحة الطيبة
دق الخشب..نعم..دق الخشب
زرت فواز الشهر الماضي في ألمانيا
فواز ..شيوعي بالفطرة...وعائلته الكريمة ..شيوعية بالفطرة..
وفوق هذه الفطرة...استفاد من اللغة الألمانية...التي يتكلم ويتحدث بها ...لدراسة ماركس بشكل علمي منهجي صارم
كنا نقضي ساعات طويلة ..للبحث عن كلمة..كتبها ماركس...لنعرف سرها
نعم...دق الخشب
مع تقديري


19 - ردود الى أساتذة أعزاء ..
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 20 - 17:35 )
استاذي العزيز حسين علوان حسين ..
شكراً من القلب لمروركم الكريم ، ولا أعتقد أنني قادر على ايفاء الموضوع حقهُ او مجاراتكم في هذا الأمر ..
الصورة حديثة .. ولك مني كل المودة والتقدير ..

استاذي العزيز جاسم الزيرجاوي
شكراً لمروركم وكلماتكم الطيبة ، البحث دائماً يُغني القارئ بالمواضيع الجديدة وأتمنى أن أكون قد قدمت شيئاً جديداً ..
تحياتي العطرة ..


20 - العمل المنتج والعمل الغير المنتج
جمال احمد ( 2013 / 2 / 20 - 19:11 )
الرفيق العزيز فواز
يسلم اياديك لطرح هكذا مواضيع
لكن ارى انك لم تصب ماتربو اليه، عداانك لاتريد طرح افكارك ببساطةـ فكيف
تريد ان تثبت بان توظيف الرأسمال في البورصات تدخل في انتاج القيمة(او الثروة)،لكن اتيت بنص لماركس حول اشياء كثيرة عدا الكلام عن الاستثمار في البورصة وكيف تكون منتجة للقيمة!!ا
ببساطة عن البورصة، هناك مشروع انتاجي بقيمة 1000 وحدة نقديةتنتج اسبوعيا10 وحدات، 8 منها تكاليفها(اي 10) و 2 منها لم يكلف على الراسمالي. اذا بيعت المشروع كذا مرات في السنة من صاحب لاخر ، فأن هذه العمليات من البيع لاينتج اي قيمة بحد ذاته وانما ملكية المشروع يتبدل، او اذا كانت المشروع شركة مساهمة ب 1000 سهم فان بيع قسم من تلك الاسهم او كلها مئات المرات او مرتين فانه لايغير من ان المشروع ستنتج فقط 10 وحدات اسبوعية وان 2 منها قيمة مضافة.
ان البورصة هو سوق للاسهم والسندات وان البيع والشراء بهم يغير فقط الملكية للاسهم او السندات، واذا لم تكن ذالك فتستطيع ان تشرح كيف ان البورصة ينتج قيمً؟هذا اولا
ثانيا ان النص الوارد عن ماركس يوضح فقط الانتاج البضاعي البسيط اما الانتاج الراسمالي فذلك بحث اخر له تتمة


21 - العمل المنتج والعمل الغير المنتج
جمال احمد ( 2013 / 2 / 20 - 19:19 )
فأن العمل المنتج في الانتاج الراسمالي يجب ان يكون شروطه مبينة ب العملية نقد ـ بضاعة . (وسائل الانتاج، قوة العمل) ـ نقد(النقد الاول مضافه اليهاالفائض المنتج الجديد)أ


22 - رفيقي العزيز جمال احمد
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 20 - 20:07 )

أنت أيضاً تقوم بتجزئة الأمر ومقولات ماركس تؤكد على النظر لحركة رأس المال بطريقة خرافية لاهوتية ينبغي علينا النظر إليها عبر جميع أبعادها ، هذا أولاً ..
ثانياً .. ذكرت ان علم الاقتصاد السياسي تطور كثيراً ولم يتوقف عند عهد ماركس ، وفي حالة توقفهِ وهي مستحيلة لأن العلم والعقل يثبت عكس ذلك فإنها تعنى الطامة الكبرى ..
طرحت الموضوع بمنتهى البساطة وأسندت كل جملة الى مقولات ماركس ، ربما تسمية الحزب الشيوعي الصيني بالطبقة البرجوازية امر يزعج البعض لكني أعدك في إثبات هذا الامر ..
تقبل تحياتي


23 - الإستاذ و المهندس الإستشاري جاسم الزيرجاوي المحترم
حسين علوان حسين ( 2013 / 2 / 20 - 20:11 )
تحية من القلب
:شنو رأيك بهذا البيت من الشعر :

دَگـيْتْ الخِشَبْ حيلْ ، أخافَنْ عَليْهْ من الحَسَدْ ؟

التكملة عليك ، و إنت إبن الأجاويد ، السباع ، أهل الحسچة .


24 - الإستاذ الفاضل السيد فواز فرحان المحترم
حسين علوان حسين ( 2013 / 2 / 20 - 20:20 )
تحية من القلب ، و حفظكم الله من كل مكروه .
لتغيير الجو ، أرجو تكملة البيت التالي :

الأصلع كلش هوايا مثلي ، هم عدكم بألمانيا دوا إله ؟

ملاحظة : الإعذار غير مقبولة ، و يمنع الشط و الحكب !


25 - مرة ثانية
جمال احمد ( 2013 / 2 / 20 - 21:48 )
عزيزي فواز
مرة ثانية اسالك عن ، كيف تنتج قيمة اضافية في البورصة؟ او ماهي تشريحك لعناصر الراسمال المستثمر في البورصة ؟ وشكراً


26 - العزيز جمال احمد
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 21 - 06:09 )

ذكرت ذلك في متن المقالة ، من خلال مثال الموظف الذي يمتلك رأسمالاً ، وشرحت الامر على انه يجب النظر اليه من البداية الى النهاية والسفن أو الاسهم في البنوك أو الفنادق والبنايات التي يتم شراءها في البورصة لم يخلقها الله غفلة بل هي نتاج عملية تابعة لعلاقات الانتاج الرأسمالية ، ويقول ماركس أن هذه الاشياء تعمل عمل النقد والبضاعة في آن واحد معاً ..
الرأسمالية تتحطم كلما تقدمت لانها تحقق النجاحات ، وكلما تحقق نجاح لها قضى على أحد مرتكزاتها القديمة ، مثلاً عندما يتم التحكم بالمصنع من خلال غرفة صغيرة في مكتب وتعمل السيارات والرافعات دون سائق سيؤدي ذلك حتماً الى تدمير البورصة ، نسميها ذلك نحن بالأزمة الرأسمالية بينما يُسموها هم بالقفزة الى الأمام ..
تحياتي


27 - واخيرا
جمال احمد ( 2013 / 2 / 21 - 12:17 )
عزيزي فواز
انا اردت ان اشير الى ان تحليلك خاطئ وان نحاور عليها، ولم تكن قصدي ازعاجك او اشهر عليك. وبما ان حقل التعليقات ضيق بان اوضح اخطاك لذا من المستحسن ان اكتب مقالة مسهبة.
ارجو ان لا اضايقك حتى تصل باتهامي بالبعض -ربما تسمية الحزب الشيوعي الصيني بالطبقة -البرجوازية امر يزعج البعض


28 - رفيقي العزيز جمال
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 21 - 14:33 )
أنا لا أقصدك في العبارة ولم اوجه اي اتهام لأحد ، أنا أعطيت آرائي وفق مقولات مستنبطة من رأس المال ، وطلبت منك إثبات أين أخطأت ومتى ، سأنتظر مقالتك لكن أتمنى أن تسند كل جملة فيها الى مصادر ..
هناك طرحان لا ثالث لهما .. أولهما إدعاء بعض الحكومات الرجعية في كل أنحاء العالم بإنتهاء الرأسمالية والاستعمار والامبريالية ، وان العالم تسيطر عليه طبقة اسمها البرجوازية الوضيعة لأن هذا الطرح يخدم الانظمة الملكية والعسكرية الفاشية في العالم الثالث ، وهناك طرح يقول بأن الرأسمالية وصلت مرحلة من التقدم والتلون بحيث أننا نعجز عن متابعة القوانين التي تعمل بها كما فعل ماركس في عصرهِ ( لأنها كما أعتقد تحتكر الاكتشافات في كل مجالات العلوم لبعض الوقت ) وهذا ما تعلمتهُ هي نفسها من ماركس كي لا نتمكن من اللحاق بها . فكلما إكتشفنا أحد قوانيها نرى أنها إنتقلت الى مرحلة متقدمة اخرى نجهلها
تحياتي الاخوية ..


29 - استاذي العزيز حسين علوان حسين
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 21 - 14:54 )

هنا طبعاً علاجاً للصلع لكنه مكلف ، ماهو رأيك بشعر يواخيم لوف مدرب المنتخب الألماني لكرة القدم فهو أيضاً صناعي ؟
تحياتي


30 - أستاذي العزيز السيد فواز فرحان الورد
حسين علوان حسين ( 2013 / 2 / 23 - 16:27 )
تحية أخوية صادقة
كنت أمزح معاك
الصلعة عندي - أشرف - من الشعر المستعار
هاكم قصة حقيقية تخص صلعتي :
في أحد الأيام ، عندما كان أبني عمار في الصف الأول الإبتدائي ، جائني يبكي .
سألته : لماذا تبكي
أجاب : زملائي في الصف يعيرونني بالقول : أبوك أصلع !
قلت له : عندما يعيرك أحد بصلعة أبيك مرة أخرى ، إسأله : أبوك عنده صلعة ؟ سيجيبك بلا ، عندها قل له : إذن أبي أحسن من أبيك
و بالفعل نجحت الحيلة
التكملة عليك !
مودتي و إعتزازي


31 - استاذي العزيز حسين علوان حسين
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 23 - 16:39 )

شكراً لعودتك .. وكذلك لتواضعك الكريم
أعلم أنك كنت تمزح والحقيقة أن الانسان بأعماله وعقلهِ ، أتذكر كل من شارلي شابلنن ، وغاندي فالمظهر لا علاقة لهُ بالأعمال البطولية التي يتركها المرء في عالمهِ لينضم الى قائمة المبدعين ..
تقبل خالص إحترامي


32 - اكرر
حمد عواد جاسم ( 2013 / 2 / 24 - 11:10 )
سئال ماهي الاخطاء الاقتصادية السوفيتية

اخر الافلام

.. الفيديو مجتزأ من سياقه الصحيح.. روبرت دي نيرو بريء من توبيخ


.. الشرطة الأميركية تشتبك مع المتظاهرين الداعمين لغزة في كلية -




.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس




.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب