الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفاوضات حماس وكتائب الاقصى

هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)

2005 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أن حماس أصبحت مهتمة حالياً وبصورة متزايدة بالانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية شريطة وجود اتفاق مسبق على البرنامج السياسي والقضايا الأخرى ذات الصلة مثل الانتخابات التشريعية للسلطة الفلسطينية وحصة الحركة من المقاعد في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية. أما المعارضة التي عبر عنها الإسلاميون إزاء مختلف الإجراءات التي قامت بها القيادة الحالية بهذا الخصوص فيبدو أن دافعها ليس وجود خلافات جوهرية (رغم أنها موجودة بالتأكيد) بقدر ما هو الغضب من عدم تشاور القيادة معهم مسبقاً. وان الحركة الإسلامية حريصة أيضاً على ترجمة شعبيتها المتزايدة، من خلال الانتخابات، إلى قوة سياسية. وقد اشترط قائد حماس محمود الزهار: "إنهاء العدوان الإسرائيلي" والاغتيالات وإطلاق سراح السجناء و"المشاركة السياسية" في الشؤون الفلسطينية قبل الموافقة على وقف إطلاق النار". إلا أن المراقبين يرون أن استدامة ترتيبات كهذه لفترة ممتدة تقتضي إدراجها ضمن عملية سياسية قابلة للتطبيق تقبل بموجبها حماس بمسعى القيادة الفلسطينية لتسويةٍ على أساس دولتين، وتوافق على عدم إعاقتها وعدم فرض شروط مسبقة لا يمكن تحقيقها من قبل إسرائيل والولايات المتحدة على القيادة الفلسطينية .
هناك تحد قد يكون أكثر تعقيداً لأنه غير قابل للحل من خلال صفقة سياسية مع قيادة مركزية، وهو مسألة كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح. فطبقاً لزكريا الزبيدي، وهو قيادي بارز في كتائب شهداء الأقصى شمال الضفة الغربية, في تصريح نقله عنه تقرير للمجموعة الدولية للأزمات: "نحن لا نقاتل إسرائيل من أجل أن تكف عن مطاردتنا، بل نقاتل من أجل إنهاء الاحتلال. سوف لن نقبل سوى وقف لإطلاق النار مع تأسيس دولة فلسطينية مستقلة". وأضاف قائلاً بأنه: "لن يقبل الاعتراف بالقرارات الصادرة عن اللجنة المركزية لفتح إذا لم يعترفوا بنا رسمياً باعتبارنا الجناح العسكري لفتح". كما يرفض الزبيدي أيضاً وجهة النظر القائلة بأن الكتائب هي المسؤولة عن عدم الالتزام بالقانون: "أنا لست خائفاً من قيام السلطة الوطنية بدورها. أريد منهم الإمساك بزمام الأمور، وإنه لأمر مثالي أن تستطيع المؤسسات ممارسة مهامها. لقد وضعت حياتي فداءاً في غياب القانون. لقد ملأت الفراغ. أعترف بأن الكتائب ليست نقية العناصر بنسبة مائة في المائة. ليس كل من حمل السلاح يعتبر مقاتلاً".
الزبيدي وصف وفاة عرفات بأنها "ضربة كبرى" للكتائب. "العمل العسكري يحتاج دعماً سياسياً. كنت مرتاحاً لقتال الاحتلال مع وجود عرفات كزعيم، لأنه كان في وقت من الأوقات في الموقع الذي أنا فيه الآن. كان ملتزماً بالمبادئ، وأنا غير مرتاح على الإطلاق بعد غيابه".
بعض الفلسطينيين يعتقدون أن الكتائب مشكلة غير قابلة فعلياً للحل سواءً من ناحية سياسية أو تنظيمية. وفي ذلك يقول أحد المتشائمين بأن عباس: "سيطلب منهم وقف إطلاق النار ولكن ليس بوسعه منع الأموال عن الرافضين. إذا فعل ذلك فسيزيدون من تعقيد المشاكل في وجهه. كما أنه يعرف أيضاً أن لهم مصادر أخرى مثل حزب الله". هناك آخرون لهم وجهة نظر مختلفة جداً: "الكتائب أضعف في الواقع بكثير مما تبدو عليه والسلطة الوطنية أقوى بكثير. المسألة مسألة قوة إرادة واستخدام الوسائل المتاحة لنا لإعادة الكتائب إلى الحظيرة". من بين هذه الوسائل هناك وسيلة يجري غض النظر عنها بصورة متزايدة وهو توفير الفرصة لأفراد الكتائب، والذين كان معظمهم، حتى إدخال الإصلاحات المالية عام 2003، يتلقون رواتبهم عن طريق قوات الأمن، توفير الفرصة لهم ليصبحوا منتسبين بصورة رسمية لجهاز أمن للسلطة الوطنية يعاد تشكيله من جديد.
يبقى هناك انقسام، في نهاية المطاف، في وجهات النظر ضمن القيادة الفلسطينية وداخل فتح حول كيفية التعامل مع حماس والكتائب والمنظمات الأخرى. يبدو حالياً، أن هناك أغلبية تعتقد بأن التوحد والإجماع يعتبران، لأسباب استراتيجية أو تكتيكية، الأسلوب الأمثل. إلا أن هناك من هم مقتنعون أنه لا مفر من المواجهة –رغم أنه يفضل قيامها بعد تطور الأحوال السياسية والأمنية لصالح السلطة الفلسطينية بدرجة كافية- وأن السلطة الفلسطينية ستخرج من ذلك ظافرة. في ضوء التطورات المستجدة في المفاوضات الفلسطينية الداخلية والعلاقات الإسرائيلية – الفلسطينية، فإنه لا يمكن استبعاد نهائياً احتمالات نشوب نزاع بين، وربما في أوساط، هذه القوى، رغم أن ذلك بعيد الاحتمال في الوقت الحاضر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في