الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنرالات الجزائر: يتمددون في البرودة .. وينكمشون في الحرارة

فتحي بن خليفة

2013 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


هم عكس الفلزات، كما هم عكس كل الكائنات،، ففي وقت السلم والرخاء، وقت العمل والبناء، تراهم متمددون منتشرون متغولون، لاحقون الأذية بكل قريب وبعيد، وعندما يشتد وطيد الحرارة، زمن الشدة والحدة، تجدهم منكمشون منتكسون، كما هو حالهم اليوم، في خضم أكبر توتر سياسي عسكري تشهده منطقة شمال الصحراء الكبرى، بعد التدخل الميداني المباغت لفرنسا بدعوى الحد من معضلة التوتر، واتساع رقعة المد الإرهابي في دول الساحل والصحراء، انطلاقا من منبعه الجزائري.
من منا سينسى أن شوكة الإرهاب في جهتنا، كان من أهم أسباب ازدهارها، واشتداد عودها الدامي، العبث السياسي لجنرالات الجزائر، وحماقات أجهزتهم الأمنية المتشابكة، وها هم بعد زمن ليس بقصير من المغامرات النزقة، والمكائد المخابراتية، والعنتريات العسكرية، والإدعاءات السياسية إقليمياً ودولياً، بتملك مفاتيح قضايا المنطقة، ووهم الهيمنة والريادة عليها، يكتوون أخيراً، ويخمدون في عز سخونة الأحداث، وهم من كان يملاْ الدنيا صخباً ونعيقا: نحن لن نسمح .. لن نوافق .. الجزائر لن تقبل … وما ملة الأنظمة العروبية إلا ملة واحدة وحيدة : “تخاف وما تتحشمش”.
أنفضح المستور، وضاقت عليهم بما اتسعت،، وكانت عملية: إن اميناس، وتداعياتها المأساوية، هي القشة التي قصمت ظهر بعير النظام الجزائري، فخر راكعاً صامتاً صمت القبور.


نظام الجزائر الذي لم يتوانى في التدخل بشتى الطرق، وبكل إمكانياته السرية قبل المعلنة، لإرهاص ثورات تونس وليبيا وأزواد وسوريا، يرتعد في هذه الآونة، خوفاً ورهبة، لاستشعاره بأن أي زلة قريبة أخرى، ستهز عرشه المتكلس هزةً، لن تقوم له قائمه من بعدها، فقد تفسخ داخلياً، وانكشف وهنه وزيفه إقليمياً ودوليا.


مجزرة: إن اميناس، أبانت عن أن كل قوة، وقوات النظام الجزائري المزعومة، هي مقدرات كمية لا نوعية، تفتقد إلى روح الحكمة والانضباط والمسؤولية. وأن النظام من داخله متخبط بذعر أبانت عنه الوحشية والارتجال في التعامل مع الموقف في: إن اميناس، فكانت الحصيلة الفاجعة، ضحايا أبرياء أضعاف عدد الجناة، وإضرار بسمعة الجزائر ومصالح شعبها، تضاهي أطماع الجنرالات ومأربهم؟
الواقعة أكدت، ما سبق وأن نشرته الدراسات، بأن الأجهزة الأمنية لنظام الجنرالات، هي الأكثر فساداً في المنطقة، وبأنها هزيلة وضعيفة الأداء إزاء قضايا حفظ الأمن القومي والإقليمي، وأن أقصى حدود قدراتها و”رُجلتها” وجبروتها، هو يوم المواطن الجزائري الغلبان المغبون.
المجزرة كشفت عن أن النظام لا يسيطر على مناطقه الحدودية، ولا يتحكم فيها، وأن الأمور في تلك الجهات منفلتة بشكل خطير، عكس ما يدعي ويؤكد. وعوض لملمة الحدث واحتوائه، تمادى النظام في كشف عورته، بإدعائه النصر، وتكرار أسطورته المعتادة منذ استقلال البلاد، تبريراً لكل إخفاقاته الداخلية والدولية، خرافة: المؤامرات الخارجية، ومحاولة إلصاق اللوم على بعض دول الجوار.
المجزرة ونتائجها الوخيمة،، تزامناً وإعلان الحرب بزعامة فرنسية، على جماعات “القاعدة” و”أنصار الدين” وحركة “موجاو”، وغيرها من طفيليات الإرهاب والجريمة المنظمة، التي ترعرعت في كنف المخابرات الجزائرية، قلبت كل حسابات الجنرالات المتورطين، رأساً على عقب، وأنفلت منهم كل تقدير وتدبير.


فمن أسموه بـ : الأعور “مختار بالمختار”، أبان عن نظر ثاقب، بتكبيده للنظام، أكبر خسارة سياسية وأمنية في هذا الوقت الحرج، مع أن الجنرالات أوهموا أنفسهم والعالم بأنهم مسيطرون على الوضع، وأن عيونهم “الحادة” ترصد كل تحركات المتطرفين وإمكانياتهم.
آياد أق غالي، (المفاوض) المدلل لمافيا الجنرالات، ضيف فنادق الخمس نجوم بالعاصمة الجزائر، يصبح اليوم المطلوب رقم واحد، من طرف سيدة الموقف عسكرياً وسياسياً “فرنسا”.. وفي المقابل تنجلي الحقيقة يوماً عن يوم للعالم أجمع، وتتضح معالم من هم أصحاب الحق والشرعية في تقرير المصير بأزواد، ومن هم المجرمين والصعاليك، نتاج كواليس معسكرات تهريب المؤن والسجائر، والوقود والمخدرات والهجرة الغير شرعية، على امتداد حدود جنوب الجزائر وشمال أزواد.


ما فتئ إخطبوط النظام الجزائري، منذ نشأته المشبوهة، بعد الاستقلال التاريخي المجيد للشعب الجزائري البطل، يبالغ في تقدير حجمه وقدراته، فتطاول وتدخل في كل ما لا يعنيه، متناقضاً وعلى حساب كل ما هو داخلي، فتردت أوضاع البلاد، وتفاقمت أزماته، وترهلت سمعته في الخارج، فهرب إلى إسقاط فشلة وعجزه، بخلق بؤر توتر وقلق داخلية وخارجية.


خلق وتبنى بشراكة مع “ماجن جنون أفريقيا”، أكذوبة قومجية، أسماها: الجمهورية الصحراوية العربية، بدعوى الحق في تقرير المصير،، وبالمقابل، وفي تناقض مقيت، نراه يعادي حق الشعب الأزوادي، أصيل الأرض، وصاحب حقها الأبدي، في تقرير مصيره ؟ .. بل ونراه عاجز حتى على احتواء مطالب أبناء شعبه في منطقة القبائل، المطالبين بحقهم في تقرير مصيرهم، عبر حكم ذاتي يلبي تطلعاتهم ويحقق مطامحهم الحياتية المشروعة، وكأنما الأقدار تُلقن من تغافل بـ :كما تُدين تُدان.


سُحب البساط من تحت نعال جنرالات التهريب والعمولات والسمسرة في دماء الجزائريين وأرزاقهم، ناعتي ثورتنا الليبية: بثورة الناتو،، وثورة الدعم الفرنسي،،.. تقزم المارد الورقي مسخاً، فها هي سماء الجزائر وأراضيها مستباحة، ورهن إشارة مستعمر الأمس، بدون قيد أو شرط، ورهينة لكل أهدافه وغاياته السياسية والعسكرية، المعلن عنها والسرية،، وها هم أبناء التبني الإرهابي ينقلبون علي أبائهم الغير شرعيين، ويسقطون ورقة التوت الأخيرة من على عوراتهم ؟ وها هي الساحة الشعبية الجزائرية تزداد تذمراً وتململا .. واللا فلزات.. في بياتهم قابعون ساكتون ساكنون، ترقباً وتوجسا مما قد تُسفر عنه الأوضاع، وإلى ما ستؤول، أو بما ستأمر به “المدام”: فرنسا ؟


… انكمشوا .. وتمكشوا .. فاللهيب يستعر .. والوطيس آت ،، زمن البرودة والتمدد قد ولى،، وكأنني بملامح ثورة شعب صبور عظيم تلوح في الأفق.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا