الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عفوية الجماهير ودور القوى الثورية

جمعية شباب الى الامام

2013 / 2 / 19
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


قرّرت اليوم بعد العديد من الفرص التي منحتها إلى تيّار الإصلاحي الذّي مارس ويزال يمارس الدّعارة السياسيّة والعهر النظري بإمتياز بالإضافة إلى تمسّكه بعلاقة زواج كثوليكي مع الإخوان والرجعيّة و عدم العدول عنها حتّى بعد إستشهاد الرفيق شكري بالعيد قرّنا نحن (صوت الكادح) فتح الجبهات على أعداء الشعب كائنًا من كان .
الى الأمام لدحر الأعداء و تحرير الشرفاء.
الحلقة الأولى:
عفوية الجماهير ودور القوى الثورية

ان الحياة الاجتماعية بزخمها وتاثيراتها تعيش على وقع التطورات والتحولات المتواصلة وهذا في حد ذاته شرط من شروط الطبيعة لضمان صيرورة حركتها الدؤوبة.ان ظاهرة التطور في الاشياء قرينة حتما قانون الصراع والتناقض والتطور وينعكس ذلك في الواقع الاجتماعي عبر الصراع الطبقي الذي يكشف لنا حقيقة علاقات الانتاج ويدلنا على من يملك وسائل الانتاج ومن ليس له ما يخسر سوى قيوده ومن يضطهد ومن يضطهد وهو ما يؤكد واقع تناقض علاقات الانتاج مع قوى الانتاج.فهناك عنصر ثوري تقدمي يسعى الى قلب موازين القوى ومعطيات الواقع نحو التحول الكيفي للمجتمع وعنصر رجعي مناهض للتحول وللثورة يدافع عن تأبيد واقع الاستغلال والاضطهاد ويعادي مصالح الجماهير وتطلعاتها نحو التحرر.
لم تستخلص بعض القوى الثورية الدروس من الثورات التي ساهمت في تطوير المجتمعات بما في ذلك الثورات البرجوازية التي تمكنت من الاطاحة بنظام الاقطاع –نظام الكنيسة والنبلاء-بفضل المساهمة الجبارة لجماهير الفلاحين وصغارالتجار والصناعيين وكانت البرجوازية في القرن الثامن عشر ثورية في تناقضها مع النظام الاقطاعي.غير انها سرعان ما تحولت الى قوة امبريالية تضطهد عمال العالم وشعوبه واممه المضطهدة .
ثم جاءت ثورة اكتوبر 17 لتدشن عصرا جديدا عصر انهيار النظام الامبريالي المتأزم باستمرار وانتصار الثورات الاشتراكية والوطنية الديمقراطية كجزء منها ولعب الاتحاد السوفياتي آنذاك بقيادة لينين ثم ستالين دورا رياديا في قيادة الطبقة العاملة والتصدي لنير الامبريالية العالمية ودعم نضال الشعوب المضطهدة نحو التحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي كما يجب التنويه بدور الصين زمن ماو في هذا المجال بحيث دعمت جميع جبهات التحرر الوطني وساهمت في الدفاع عن القضايا العادلة ونصرة الشعوب المضطهدة وبايجاز فقد لعب قادة البروليتاريا دورا اساسيا في دفع عجلة التاريخ باتجاه الانعتاق الاجتماعي والرقي البشري.
لقد افرزت الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في تونس في 17 ديسمبر 2010 عدة تناقضات شملت هذه التناقضات القوى الرجعية التي تصدعت صفوفها والقوى الثورية التي ظلت عاجزة على قيادة الانتفاضة العفوية المفتقدة لبرنامج تحرري. وإن كانت القوى الثورية في غاية من الضعف ومحدودة الانصهار فان مبادرتها بالفعل الثوري دليل قطعي على انبثاقها من رحم المجتمع وهنا تتوالى الاسئلة:
هل وصلت القوى الثورية الى مستوى يخول لها انجاز ثورة وإدراك مهامها الوطنية الديمقراطية في المستقبل؟
هل مازالت هذه القوى ثورية كما نشأت في لحضاتها الاولى او وقع شلخ بين "انتهازي وثوري"؟
كيف وجدت هذه القوى وماهي دواعي وجودها أصلا في تلك اللحظات بالذات؟
وأخيرا ماهي مهامها لادراك الثورة في المستقبل؟
اولا ان النظام عجز عن صد هذا الهيجان الشعبي لالشيئ الا لانه شاخ وضعف بفعل تفجر التناقضات في صلبه
واصبح بلا شك عبئا على المجتمع ككل. فان وجود هذا النظام بطبيعته ( ) هو وجود لاعقلاني في تناقض تام مع مصالح الشعب عموما لذلك فهو هوى وتداعى في مستوى رأس السلطة تحت القوانين المتحكمة في طبيعة الصراع رغم ترسانته القمعية الجبارة التي تحولت الى نمور من ورق امام الغضب الشعبي.ان سقوط راس السلطة لايعني سقوط اجهزة الدولة باكملها فقد هرب بن على وظل النظام قائما يدافع عن نفسه ويريد العودة الى وضع الاستقرار والسكون النسبي الذي عهدناه أي تأبيد نظام العمالة للامبريالية التي تدخلت لتجهض الانتفاضة وتلتف على شعاراتها من خلال دعم الكتل الرجعية والظلامية وتمكنت الامبريالية والرجعية العربية من فعل ذلك نظرا لضعف القوى الثورية وعجزها حتى اللحظة على القيام بثورة بالمفهوم العميق للكلمة التي تتوج في النهاية بقلب الاوضاع وبالاخص الوضع الاجتماعي فالثورة في جوهرها هي تحطيم القديم وتاسيس لواقع جديد ونحن ادركنا الواقع المتفجر لكن خاب املنا من موقف القوى الثورية وتصرفاتها كما سنرى ادناه.
"كل مذهبين مختلفين اما ان يكون احدهما صادقا وآخر كاذبا واما ان يكونا جميعا كاذبين واما ان يكون جميعا يؤديان الى معنى واحد وهو الحقيقة فاذا تحقق في البحث وامعن في النظر ظهر الاتفاق وانتفى الخلاف" ابن الهيثم
كلام جميل لكنه الى حد اللحظة ظهر الاختلاف وانتهى الاتفاق وهذا ماحصل الى القوى الثورية. وهو أمر طبيعي اذ ان قوانين التطور تنص على قانون الانقسام( الصراع) والوحدة والتحول النوعي بفعل العديد من العوامل وهذا ما حدث لبعض القوى التي اصبحت قوى ردة متمسكة بمواقفها الاصلاحية والمعادية للجماهير( )وتتميز هذه القوى عمليا بالاستقالة من الفعل السياسي التاريخي المؤثر وتترك الساحة لقوى البرجوازية العميلة والتيارات السلفية العاجزة عن تقديم حلول فعلية للجماهير الشعبية.انهم بذلك يهشمون انفسهم ويخرجون انفسهم من التاريخ
ونعني تلك القوى التي تسعى للدخول الى البرلمان "التعاسة" والاقرار بشرعية وكلاء الاستعمار في قيادة جماهيرنا الكادحة.
إن نبالغ ولن نبالغ أبدا بالتنديد والتشهير بمقولة التفوق الساذج وبطفولية هذا التنافس على ( ) النفوذ فبالنسبة الى القوى التي تستند زيفا الى الماركسية اللينينية كحزب العمال "الشيوعي" التونسي الذي اصدع رؤؤسنا بالحريات السياسية وشرع لنفسه لينينيا الدخول الى البرلمان من اجل تحقيق الثورة التي ينشدها. يا للعجب هؤلاء الانتهازيون يتعاملون مع المقولات الماركسية اللينينية وفق مصالحهم الضيقة فهذه النظرية الثورية ليست عقيدة جامدة بل هي مرشد للعمل ولايمكن نسخ التجارب الروسية او الصينية واسقاطها على واقعنا ونورد فيما يلي موقف لينين من الانتخابات:" ان الديمقراطيين صغار البرجوازيين اشباه الاشتراكيين الثوريين والمناشفة في بلادنا وكذلك اشقاءهم ,جميع الاشتراكيين الشوفينيين في اروبا الغربية ينتظرون من حق الانتخاب العام أكثر من ذلك بالضبط.انهم يؤمنون هم انفسهم و(يوهمون) الشعب بفكرة مغلوطة مفادها ان حق الانتخاب العام في "الدولة الراهنة" يستطيع ان يظهر في الواقع ارادة أكثرية الشغيلة وان يضمن تطبيقها"(لينين- الدولة والثورة)
هكذا سقطت "الشرعية اللينينية" في مهب الريح والمتمثلة في دخول البلاشفة لبرلمان 1905 وابرز دليل على بؤس اختياراتهم تمثيليتهم الكريكاتورية في البرلمان. هذا الى جانب تبني هذا الحزب مواقف مهادنة واصلاحية لاعلاقة لها بالثورة والثورية وساهمت هذه المواقف في تزكية القوى الرجعية واعتبارها قوى وطنية منتخبة.
ان غياب الدور الثوري او الاحزاب الثورية يؤثر سلبا على تطور الحراك الاجتماعي بحيث تظل القوى الثورية التي من المفروض ان تتحول الى هيئة اركان,تظل بلا جيش وغير مندمجة في الجماهير.انه من الضروري ان تتحول القوى الثورية الى هيئة اركان فعلية قادرة على قيادة الجماهير وان تتخلص من الفئوية وان تحسن التعامل مع الجماهير غير المسيسة وترفض التطبيق الاعمى لاوامر القيادة التي تريدها مجرد اداة تنفيذ.ومن واجب القيادة المساهمة في الارتقاء بوعي الجماهير وتجربتها.
غير ان حزب العمال نظرا لخطه الاصلاحي ظل في قطيعة مع العمال والفلاحين واكثر الفئات المضطهدة وحوّل عناصره الى اداة تنفيذ لقرارات القيادة في تناغم مع سياسة المصالحة الوطنية والوفاق الطبقي وفي تناقض مع مصالح الجماهير الحيوية بحيث اصبح همّه الوحيد هو التواجد في البرلمان المزركش بالخديعة والنفاق.وعكست صحافته هذا التوجه الذي يهمل مشاغل الكادحين ولم تركز جريدته بما فيه الكفاية على مشاغل الجماهير وهنا لابد من الادلاء براي لينين في الموضوع:"ان ضرورة تربية الجماهير بصورة دائمة بروح هذه النظرة وهذه النظرة بالذات للثورة العنيفة هي أساس تعاليم ماركس وانجلز باكملها.وخيانة تعاليمهما من قبل التيارين الاشتراكي الشوفيني والكاوتسكي السائدين اليوم بوضوح خاص في نسيان هؤلاء واولائك لهذه الدعاية ,لهذا التحريض"(اينين- الدولة والثورة)
ان القيادة التي لاتسبق الجماهير في تقييم الاحداث والتطورات والتي لاتتوقع ولاتستبق هذه الانفجارات ليست قيادة وانما جهاز يعرقل التطور الاجتماعي ويفشل المسار الثوري وسنواجه المزيد من الانتفاضات وينبغي ان نتوقعها وان نعد العدة من اجل توجيهها نحو مسار التحرر وان نضع مصالح الشعب في المقام الاول الذي حوله يتم الاجماع الثوري لان الجماهير في حاجة الى قيادة منها واليها ترسم لها طريق الخلاص وتدلها على اشكال النضال والتنظيم المناسبة لكل تحرك وفق واقع التناقضات وموازين القوى المتحكمة في هذه اللحظة او تلك.
ان الثورة الاجتماعية كما يدعي بعض الثوريين تحقق مشروع ديمقراطية اجتماعية ان تشرك اشراكا فعليا جميع السكان في السياسة الثورية لافي المناورات السياسوية كما هو الحال في "المجلس التأسيسي" غير ان هذا المجلس لايعبر عمليا عن تطلعات الشعب نحو التحرر لذلك تظل شعارات الانتفاضة وخاصة منها شعار "اسقاط النظام " قائمة ومطروحة للانجاز من قبل القوى الثورية الحقيقية.
ان العمل الثوري يستلزم بعض المبادئ التي لايمكن هنا رسم معالمها العريضة الا بواسطة امثلة حية وقد قدمت الانتفاضات العربية العديدة من الامثلة التي يجب أخذها بعين الاعتبار كما وفرت التجارب الثورية العديد من الدروس الهامة ونحن لانزعم اننا نحيط بجميع جوانب المسألة عن طريق هذه الامثلة لكن هدفنا ان نبين انه يمكن وكيف يمكن ان ندعم نشاط الجماهير الكامن.
"نحن نؤيد الجمهورية الديمقراطية لانها بالنسبة الى البروليتاريا الشكل الافضل للدولة في عهد الراسمالية ولكن لايحق لنا ان ننسى ان عبودية العمل المأجور هو تغييب الشعب حتى في الجمهورية البرجوازية الاكثر ديمقراطية .
ان كل دولة هي قوة خاصة لقمع الطبقة المظلومة ولذا فكل دولة ليست حرة وليست شعبية" –لينين-
بقلم صوت الكادح- طالب-
مارس 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني


.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ




.. لماذا تشكل جباليا منطقة صعبة في الحرب بين الفصائل الفلسطينية