الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسد وتطيف المجتمع: صراع الأقلية ضد الاكثرية (ج2)

عمر سعد الشيباني

2013 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


الصراع بدء بين الحزب القومي السوري وحزب البعث على استلام السلطة من خلال الجيش. فقد فتح حسني الزعيم طريقا لكل مغامر بأن يحقق احلامه السلطوية من خلال الجيش. ومن المفروض أن يكون الجيش حياديا من السلطة والسياسة ومهمته حماية الوطن، لكن في سوريا اصبح مطية للمغامرين. تنبه حزب البعث على ذلك، فأخذ يبني علاقات معقدة مع الضباط الكبار وينسبهم للحزب. حلم حافظ الاسد بدء مع انتسابه لحزب البعث وكشف عن نواياه في اجتماع الحزب في عام 1961 في حمص عندما كان يجادل في أن القيادة في الحزب يجب أن تكون عسكرية. والسبب في ذلك، يكمن أنه لو انتظر حزب البعث خمسون سنة لنيل السلطة عن طريق الانتخابات، ماحصل عليها. ولذلك قام الحزب بانقلاب على الحكومة ونصب نفسه قائد للمجتمع والدولة. ولأن الحزب في مضمونه وممارساته، حزب اقليات، قامت شخصيات مغامرة بانقلاب داخل الحزب تحت مسميات تقدمية ويسارية مثل صلاح جديد. وحكم سوريا من سنة 1966 حتى انقلاب رفيقه الاسد. صلاح جديد حكم من خلال نور الدين الاتاسي. الاتاسي كان الواجهة السنية، لكن القرار كان لصلاح جديد. راقب حافظ الاسد كل هذا عن كسب وادرك أنه بالامكان حكم سوريا من خلال الجيش، أي بالقوة بعد مشاهدته لحكم رفيقه صلاح جديد.
وحسب شوهود عيان من الجيش، تم تصفية الالاف الضباط السنة تحت مسميات تشبه اليوم. ( زعزعة الوحدة الوطنية، وتهديد الامن القومي وكلام فاضي عمل عليه حافظ الاسد منذ توليه) . أنتقلت هيكلية الجيش من هيكلية بعثية مختلطة في اوئل الستينات، إلى هيكلية عليوية في القيادات لمنع أي محاولة انقلاب على الاسد. ووضعوا مكياج على الجيش والنظام، من أمثال مصطفى طلاس الذي كان مشغولا منذ توليه وزراة الدفاع بتأليف الكتب عن فن الطبخ من خلال داره (دار طلاس). أما الوزارات فكانت غير ذات اهمية، لأن الحكم الحقيقي اصبح لجهاز الأمن والمخابرات، والجيش. وبعد تصفيات عديدة اصبحت قيادات الجيش ومخابراته من لون واحد موالي للأسد ومن طائفة واحدة. وبالطيع استفاد الكثير من الطائفة العلوية من النظام، امتيازات المواطنة، فكان لازاما لأي سني أن يتوسط له رجل علوي في المعاملات الحكومية. ووزع الاسد، المناصب الحساسة عليهم مثل الجمارك لكثرة المال فيها، وشرطة السير، والنفوس، والاعلام، حتى مثلوا في هذه الوظائف 90% بالمئة. وهنا كانت محاولة الاسد في توريط الطائفة معه كي تصبح غير قابلة للرجوع. بمعنى أن اخذ كل هذه الامتيازات، من الصعب أن يصبح هو الهدف بل اصبح الهدف بقاء امتيازات الطائفة. أي ربط مصير الطائفة بمصيره. وهذا مايفسر القتال الدامي الذي تخوضه الطائفة بابنائها من أجل بقاء الاسد، ليس فقط دفاعا عنه كرمز لهم، بل للحفاظ على الامتيازات التي منحت لهم في مجتمع الاسد. ولذلك بنى الاسد لنفسه دولة هي دولته وهي مكونة من الجيش والمخابرات وروتوش من الحكومة غير الفاعلة. ثم كي يعمق الصراع في المجتمع، أعطى بعض الطوائف امتيازات، لكن بعد طائفته وهي المسيحيين. فعندما تدخل دائرة حكومية مثل الجمارك والنفوس تستغرب أن 90 % من العلويين وخمسة من طائفة اخرى وخمسة من السنة، هذا اذا وجدت ذلك.
وهذه الهرمية خدمت في لجوء الجميع بشكل ضمني إلى الطائفة ومنافع الطائفة وتحييد الوطن. واصبحت بذلك جميع الطوائف تشك في بعضها من خلال هذه السياسة. هي في الاصل سياسة استعمارية ( فرق تسد). واقنع الاسد جميع من في الطائفة بأن العدو الاكبر هو الكيان السني. حشد مشاعرهم وسلاحهم كي يأتي اليوم الذي يحمونه من عدوه،الا وهو غالبية الشعب السوري السني. اليس هذا الذي يفسر الطريقة الهمجية والوحشية التي يقتل فيها الشبيحة اسر الشعب السوري من الطائفة السنية. لأنه ليس القتل هنا الهدف فقط، بل التعبير عن مكنونات الكراهية التي تسلح بها الموالون له. هي جرائم كراهية بامتياز.
وهنا أطرح سؤال، إذا فشلت فرنسا في تطيف الشعب السوري من قبل وتقسيمه . وفشلت اسرائيل في مجابهة سوريا قبل الاسد، من الذي نجح اخيرا في تنفيذ المخطط الاستعماري والصهيوني، أليس الاسد. وعائلته التي عملت على تحطيم الوطن والشعب. وهنا أريد أن ادل على مصطلحات الاسد لأن الكثير يجهلونها. وهي ، عندما يقول الشعب يعني، الطائفة الموالية له. هذا الشعب الذي يقصد، وهذا شعبه. وعندما يقول الوطن، يقصد السلطة التي يحكم بها ونظامه. ولذلك بنى الوطن على امتياذات طائفية وبنى علافته الخارجية على اساس طائفي، إذ لايجمع افكار حزب البعث العربي والاشتراكي أي جامع مع ايران الفارسية والدولة الدينية إلا التقاء الطائفة. ونفس الشيء على حزب الله، فماذا يجمع بين حزب من المفروض أن يكون علمانيا وحزب مكون على اساس الطائفة مثل حزب الله. فقد قسم المجنمع السوري إلى طوائف، وقسم الجيران إلى طوائف ايضا.
والمضحك في الامر، يسألون صباح مساء على شاشات الاعلام، "على الثورة تطمين الاقليات". عن أي اقليات يتحدثون، وهل في وطن الحقوق والوجبات يوجد اقليات واكثريات. إليس حقوق المواطنة كفيلة بالعدالة الاجتماعية التي كانت سائدة قبل أن يأتي سرطان البعث وسرطان الاسد. أظن الان وفي كل هذا القتل الطائفي، على الاقليات أن تطمئن الاكثرية على مستقبل سوريا وولائها للوطن وليس لأرعن دمر مفهوم الوطن والدولة لحقده الطائفي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات