الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولاية الفقيه في العراق امر واقع

رزاق عبود

2005 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


بصراحة ابن عبود
كثيرا ما ادعت أحزاب ألأسلام السياسي الشيعيه انها لا تريد بناء دوله دينيه في العراق. وانها تتفهم الوضع السياسي، والثقافي، والتعدد الديني، والطائفي، والتنوع القومي. لكن برامجها، وتصرفاتها الفعليه، لا زالت تؤكد ان الهدف من نضالها ،هو اقامة نظام اسلامي في العراق. يقوم على اساس المذهب الجعفري. وقد اكدت للامريكان انها تخلت عن هذا الهدف وانها لا تنوي اقامت دوله اسلاميه على الطريقه ألأيرانيه. اما ولاية الفقيه فلا تصلح مطلقا للعراق! ولكن دولتهم ستكون بالتاكيد على طريقة الصدر الصغير حيث تبقي الميليشيات تجول، وتصول تعلم الناس الأخلاق، وتراقب سلوك، وافكار الناس. مفارز تامر بالمعروف وتنهى عن المنكر. طبعا ليس باضعف الأيمان بل باغلظ العصي، والكيبلات، واللكمات، واطلاق النار، وتمزيق ملابس الطالبات حتى يصبحن اكثر حشمه، فاحسن حجاب هي الملابس الممزقه. واستمرار الغزوات الجاهليه على المتنزهات، وحرم الجامعات. والحصول على غنائم حرب من المدنيين العزل مثل الملابس، والحلي، والتلفونات وما تبقى من مصرف الجيب الشحيح. محاكم شرعيه صوريه تذكر بمحاكم التفتيش في القرون الوسطى . نكران كامل للحقوق المدنيه، وفرض ديكتاتوريه الشارع، ومصادرة حريات، وحقوق ألانسان.

نعم دولة ولاية الفقيه على طريقه الثلاثي المتخلف: عصابات جيش المهدي، وقوات بدر، وانصار حزب الدعوه المتلبسين بمختلف ألأسماء من حزب الفضيله الى اعضاء في المجالس البلديه، او محافظين منتخبين بطريقه فتويه. فولي الفقيه غيرمعين، ولا منتخب، ولا معلن. او بلغة السياسة فرض نفسه كامر واقع. هو الذي يقرر متى تجري ألأنتخابات، وضرورة اجرائها باسرع وقت، واستخدام بطاقة التموين التي وزعت على انصار البعث اكثر من اعداد عائلاتهم، والذين عفا عنهم السيد، وحرم مطاردتهم ليصوتوا لقائمته، ويشاركوا في جيش المهدي، ويضريون الزنجيل تكفيرا عما ارتكبوه بحق شعبنا. ولي الفقيه يقرر حجم القائمه "الوطنيه"، وشكلها، ومن يدعى لها، ومن يمنع من ألأقتراب من حوزتها. يبارك من سيكون رئيسا للوزراء. ويسكت عن تاخير تشكيل الحكومه من قائمته الفائزه بالضغط، والتزوير. ورفض ان تؤجل ألأنتخابات لعدة اسابيع، حتى لو ادى عدم التاجيل الى حرمان اكثر من نصف العراقيين الذين لهم حق الأنتخاب. ويدعوا الى ألاسراع بالأنتخابات قدرالممكن قبل ان يصحوا الناس من الخدر، كما قد يكتشف امر العربستانيين القادمين من ألأهوازببطاقات تموين مزوره، أو ارسلت من مقلديه الذين يعيشون على صدقات الخنازير الكفار في اوروبا. يوافق على اطالة امد المفاوضات مع القائمه الكرديه عسى ان يرضوا بعبارة الاسلام مصدر التشريع "الوحيد" مقابل وعود لا يحق لهم ألأدلاء بها، ولا يمكنهم الوفاء بها.

ولي الفقيه يقرر مشاركة السنه ليصبح مرجعآ للجميع. يريد ان يبدو ابا عطوفا حنونا على الجميع ليفرض شروطه عليهم. اما نتيجة الأنتخابات، ومخاطرة الملايين فليس اهم من تغطية التزوير وشل البلاد سياسيا تحت حجج الحرص على الوحده الوطنيه.. فصوته اعلى من كل اصوات الملايين التي خرجت ضانه ان فتوته كانت لخيرهم. فشكرهم بمكافئة من قاطع الأنتخابات، وشجع الأرهاب. يقابل ألأخضر ألأبراهيمي، يعطي رأيه بشكل الدستور ومحتواه. يلتقي مسؤولين دوليين اخرين. والضيوف ألاجانب، وزعماء الاحزاب الوطنيه. يرفض مقابلة بريمر علنا، لكنه يقابل مبعوثيه كالحكيم، ومهدي، والجعفري، والربيعي الموظفين في مجلس حكمه. لا يلتقيه في النجف، بل قي لندن حيث رتب له ابو ناجي اجازه مرضيه. لماذا يستحي السيد ان يقول انه ولي الفقيه المفروض؟ لماذا لا يخرج الى الناس ويخطب في صلاة الجمعه كما يفعل ولي الفقيه في ايران. لا نراه، نسمع به فقط. يقول، يصرح، يتحدث عبر ممثليه. ولا احد يعرف، ان كانوا حقا ممثليه. يقال انه يتبعه/يقلده عشرات الملايين من شيعة العالم فاذا كان يستصغر شيعة العراق فلماذا لا يحترم مشاعر ألاخرين من شيعة المسلمين.

بابا الفاتيكان، الذي تقلده مئات الملايين، رغم كبر سنه، ورغم مرضه، الذي يقرب من العجز يحرص ان يلوح بيده الواهنه احتراما، وتقديرا لمريديه ومحبيه، بل حتى السياح منهم. ونحن لم نسمع، ولو مره انه أم صلاة الجماعه يالمصلين من العراقيين الشيعه. ولكن اذا كان الرجل وبعد 60 سنه او اكثر من وجوده في العراق يتعالى، ان يتجنس بالجنسيه العراقيه. فليس غريبا، اذن، ان يفرض علينا قائمه لا تحترم مشاعر العراقيين، ولا تقدر تضحياتهم كما يفعل هو بالضبط. بل العكس يمد يده لمن دعم ويدعم الارهاب من هيئة علماء المجرمين، ويهبهم مناصب لا يستحقوها. فلقد استبدلت خيمة صدام بعبائة المرجعيه.

السؤال كيف يرضى ملايين العراقيين من العرب، والأكراد وغيرهم، ان يقادوا من "ولي الفقيه" الذي يستنكف حتى من حمل جنسيتهم العراقيه. حدث العاقل بما لا يعقل فان صدق فلا عقل له. ولكن شعبنا العظيم "مفتح با للبن" وحتى ان كانت عيونه مغمضه بفعل التعتيم، والتضليل، والارهاب، مؤقتآ، فانها اتسعت اكثر، وهي ترى كيف يستمر البلد في ازمه سياسيه مفتعله، بلا حكومه منتخبه، بعد ان فرض علينا "السيد ولي الفقيه" قائمه تتلذذ بمعاناتنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما رصدته كاميرا شبكتنا داخل مستشفى إماراتي عائم مخصص لع


.. تساؤلات عن المسار الذي سيسلكه الرئيس الإيراني الجديد في العل




.. وفود إسرائيلية وأميركية في مصر.. هل الاتفاق بشأن هدنة غزة با


.. مراسلتنا: قصف مدفعي إسرائيلي على أطراف بلدتي حانين وعيترون ج




.. 5 مرشحين يدعمون القضية الفلسطينية فازوا بمقاعد في مجلس العمو