الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى متى يلاحقنا شبح الاكراد؟

علي بداي

2005 / 4 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



طوال الاسبوعين الفائتين اتحفني هذا المخلوق الرهيب المدعو الانترنيت، بزخم من المقالات الفريدة من نوعها، بما احتوته من حقائق كنت اجهلها، منها ماهو تاريخي مثلا: ان الاكراد اقلية عرقية سكنت ديار العرب منذ القدم، خلافا لما كنت اعتقده من ان امتنا العربية المولعة بالانجاب والجواري ، والتي نشات في "واد غيرذي زرع" تمددت، واستطالت، وعرضت، وصهرت، وتصاهرت، وعربت الى ان وصلت حدود سكنى الاكراد او الكورد كما يسمون انفسهم ، كنت اعتقد سابقا ان الاكراد وجدوا في مكانهم الحالي قبل ان نطأ نحن العرب ارض العراق بقرون طويلة، لكنني الان اعترف بقلة وضحالة ثقافتي التي اخذتها من اربع لغات ، وساعاقب نفسي على هذا الخطأ القومي الكبير الذي اقترفته، بمتابعة تحصيل ايجار الارض المتراكم التي لم يدفعة الاكراد خلال الالفي سنة الماضية في محكمة العدل الدولية

كما نبه احد الكتاب العباقرة الى انفصالية الاكراد التي تجري في عروقهم ، ونفورهم من تراثهم الاسلامي حيث تجد اسماء ابناءهم قد اختلفت فمن امين وصلاح وغفور وسليم تحولوا الى اسماء غريبة مثل كارزان وآسو و ماردين وكوردستان، وقد كنت اعتقد فيما مضى من زمان( حين كنت جاهلا) ان نزوع الاكراد الى الانصراف عن الاسماء التقليدية الى الاسماء الكردية، مؤشرعلى احساسهم الباطني بتعرضهم كشعب، وتراث، وتاريخ ومستقبل، للابادة والتصفية، تماما مثل شيعة العراق الذين عادوا الى اسماء منتظر ومهدي وحيدر وكرار، لكني الان مؤمن بفضل تلك المقالات علي واسهامها في رفع مستواي الفكري مما جعلني اسارع للاتصال بصديقي الكردي رسول عمرحيث ان لدية ابنة اسماها كردستان وابلاغه انني كنت مخدوعا به وبصداقته وان اراد استعادة ثقتي عليه ان يسمي ابنته:" شمال الوطن الحبيب رسول عمر" بدلا من "كردستان رسول عمر"

من ضمن المعلومات هناك الكثير من الاسرار التي كنت اجهلها منها ان حلبجة ماهي الا اختراع كردي لانتزاع مزيد من التنازلات منا نحن العرب والهيمنة على الوزارات السيادية وما صور الاف المنكفأين على وجوههم وجثث الاطفال المتناثرة، والحيوانات النافقة الا حيل سينمائية عملوها بغية مقارنتها بمجازر صبرا وشاتيلا و بقصد الاساءة للعرب، وكل هذا حلقة من مسلسل ادخال اسرائيل الى " شمالنا الحبيب" رغم اني زرت هذا "الشمال" الذي يحبه كتاب هذه المقالات الى درجة الابادة عفوا العبادة، وبحثت في حارات ملكندي ورزكاري و جوار باخ عن اسرائيل فما وجدتها وفي طريق عودتي الى الخليج العربي رأيت اسرائيل بطول قامتها ترفرف على اجمل بنايات الدوحة وفي احياء القاهرة وفي روابي عمان، لم تخجل اسرائيل مني او تستح لانها حصلت هناك على الاقامة الشرعية ، في حين كنت انا غريبا على الخليج، لكني عرفت فيما بعد انني لم ابحث هناك في" شمال الوطن الحبيب "بجدية وسافعلها في المرة القادمة وابلغ عمرو موسى حالا ان وجدتها
واما الاف المختفين في ما يسمى ب"الانفال" فهم في الحقيقة لم يموتوا كما تدعي القيادات الكردية بل هاجروا الى الغرب وقد عادوا اثناء الانتخابات الى كركوك لكي يكردونها ويرفعوا نسبة العنصر الكردي فيها.

وقد اوحت لي هذة المقالات القيمة بتفسيرات كثيرة لم اكن منتبه لها منها ان الشروال الكردي ماهو الا دشداشة او جلابية تقلصت بفعل البرد واوحت لي بالكثير الكثير من الضحك ، ليس فرحا بالطبع ، فمثل هذه المقالات التي تنز عنصرية وكرها وسذاجة، تثير القرف، وتسد منافذ الفرح الصغيرة التي فتحت في حياتنا بعد زوال كابوس البعث، كان ضحكا مرا من هزالة بعض العقول، وشوفينيتها السوداء المريضة التي تحجب عنها رؤية ابسط الحقائق، عقول تطالب الكردي ان يكون عراقيا وهو لم يجن من هذة العراقية سوى الموت والاهمال، وحين يريد الكردي ان يشعر بعراقيتة ويطالب بوزارات وجزء من الموارد وتنمية واعمار، ترفع امامه اتهامات الاستحواذ والهيمنة ، كيف اذن بربكم يشعر الكردي في بامرني وشقلاوة وكفري وخانقين بعراقيتة اذا كانت اية محطة تلفزيون عراقية تتكلم بالعربية وتذيع الاغنية العربية وتبحث في التاريخ العربي وتناقش مستقبل الجامعة العربية ولاكأن هناك ملايين العراقيين ممن لهم لغتهم الاخرى واغنيتهم الاخرى واعيادهم واحزانهم الخاصة ، كيف يشعر الكردي بعراقيته ان لم يكن سفيرا ووزيرا ولاعبا في المنتخب الوطني ، وقائدا للفرقة السمفونية ورئيس وزراء ورئيس جمهورية، ان لم يسمع اغاني كريم كابان وحسن زيرك وليلى فريقي من تلك الاذاعة التي تطلب محبته وانصاته؟
كيف ينحني الكردي( انا كذلك وليس الكردي فقط) لعلم كان رمزا لدولة تبيد شعبها كالحشرات و يحمل خط صدام حسين ليذكرنا بايامة الدموية ولا يتضمن اية اشارة تشير الى كونهم جزءا من هذا الشعب؟ واللة انحني الف مرة لعلم كردستان واي علم اخر يرمز لكفاح شعب مسالم من اجل الحرية، ولا املك حين ارى علم البعث الا ان اشعر بالغثيان وبرائحة الدم الفاسد العنصري لكلمتي اللة اكبر التي اراد صدام من ورائها استغلال مشاعر الناس الدينية لتخليد فاشيته، نعم ان شعور الاكراد بعراقيتهم ضعيف بل ولايكاد يحس وهم محقون بذلك لانهم يركضون منذ قرابة القرن خلف تلك الهوية العراقية التي تشعرهم بوجودهم على ارضهم التي هي كوردستان يعني بالعربي الفصيح" ارض الكرد" مثلما هي كازاخستان ارض الكازاخ وتركمانستان ارض التركمان وطاجكستان ارض الطاجيك، شعبا يعيش جنبا الى جنب مع شعوب اخرى في دولة واحدة في حين تلاحقهم هذه الدول بمشاريع الصهر القومي التي تتغير بالاسم فقط، والتجاهل ،والتخوين تمهيدا لجولات الابادة بدعوى الانفصال.
شئ خارق للعادة، ومتجاوز للمالوف، بل غباء مطلق ان نكون نحن العرب قد سكبنا كل هذة الدماء في " حركات الشمال" ولم يفهم معضمنا ماهي مطالب " شمالنا الحبيب"، صفقنا لبيان اذار1970 ويبدو ان معظمنا لايعرف محتوى هذا البيان والدليل دهشة الكثيرين من مطالب تحديد حدود اقليم كردستان، وقضية كركوك التي لايطالب الاكراد باكلها او الهروب بها الى المريخ بل تطبيع الاوضاع فيها ثم استفتاء اهلها، والغريب ان الاكراد المطالبين القدامى بتحديد الحدود متهمون بالتوسع وقضم اقضية ونواح وضمها الى كردستان!
لو توفر قدر من الضمير الحي، لقلنا ان الجانب الكردي هو الاصدق والاكثر انضباطا لحد الان، الجانب الوحيد الذي ثبت على مطالبه، بقيام نظام ديموقراطي فيدرالي لكل العراق، واتفق على ترشيح رئيس يمثله بالوقت المطلوب ولقلنا ان هوشيار زيباري حين حضر اجتماعات الجامعة العربية والاجتماعات الاخرى تكلم بلسان العراقيين جميعا ولم يكن كرديا فقط ولو توفر قدرمن سلامة العقل، لقلنا ان برهم صالح كان الاكثر قدرة على التحاورالمتحضروالاقناع من نواب الرئيس الاخرين ولو توفر قدر من الحس السليم لعرفنا ان بمقدار ما نقتنع بتمثيل الكردي والتركماني والاشوري في العراق بمقدار مانتوغل اكثر في زمان الاستقرار السياسي بعيدا عن لغة البداوة والبغضاء والتعصب الذي انهمر على الاكراد بمناسبة عيدهم القومي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا