الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنبوة الوطن السوري أنتمي :

فلورنس غزلان

2013 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


لنبوة الوطن السوري أنتمي :ــ
أهي أرض آرام ...التي اشتاقت للدماء وما اكتفت من مذابح الغزاة فوق جسدها؟ أم صراخ الخوف انتفض لينتزع ريش الصمت...فعاجلته سيوف الخصومة المدفونة بين ثنايا عباءات تدعي الانتماء لنبوةٍ لم تُستَشر يوماً بحشدِ الأتباع والإتجار بالموالاة والصحابة والأصحاب؟...أهي ثارات حقدٍ توارثته أجيال هولاكو حيث غرق الموت في تلابيب كرياتهم، ولم تستطع سنين المحبة والوئام محو عفونة الغواية للتسيد على حساب ذاكرة الحلم وملحمة الياسمين ، التي حملتها أبواب دمشق المشَرَّعة على قوافل الحجيج...لمرابع غسلت دماء المعارك القديمة على أمل قيام فجر لضمير لن يرتاح إلا إذا امتدت شرايينه على مساحة الحدود التي رُسمت خارطتها بأيدِ غريبة عنها؟! ...لكنها تمكنت من شق طريق عبدته بماء بردى ومدت فوقه بساط المعرفة والمحبة يستقبل كل حالم وطموح ينتمي لهذي البقاع...
لم تكن تدري تلك الفيحاء أن خصومها سيخرجون من أرحامها، التي هجعت عقوداً لتفرط حبات سبحة المحبة، ولتنهش من لحم الخواصر الضعيفة لدى أحفاد هولاكو فتسلخ منهم ضمير الوطن والمواطنة وتبتر كل شريان أو خيط في نسيجٍ حبكته قلوب النساء وسطرته أقلام من عُلِقت مشانقهم على أعواد المرجة ووسط بيروت...كتبوا وعلمونا بحبر دمائهم كيف ومن أين تأتي الحرية ...وبنوا مناراتها كي تهتدي بها العيون الزائغة عن درب سوريا وبحرها...
طال الانتظار في شواطيء غربة لم تحمل إلينا بعد رياحاً تتجه شرقاً...فكل الشرق تخيم عليه آثار الحزن المُحتل...أو الحزن المُستمر، ــ وإن تغير لون الحزن ومصدره ــ فمتى تلفظ أرض وطني من ينتهك عرضها ويعبث بصفو مائها؟...متى تستقر العيون على مواقع الألم...وفوهات البراكين الخامدة أو الخافتة...فتراها قبل أن تتأجج ...تراها قبل أن تختلط بدمي ودم أخي....المولود في بيت النبي الناصري...أو في خيمة الرسول الكريم ومن كرم الله وجهه من آل علي وأسرته الفاطمية؟...أدور حول نفسي فلا أرى في جهاتي الأربع سوى عصافير تذبح وسواطير تقطع كل شجرة يافعة مثمرة...وجراد جائع...يغزو حقول القمح ...وحده أنين الضياع والفقد يدل على مواقع الخراب...
كلما أعددت حقيبة العودة...رسم طقس الوطن أمامي خارطة بؤسٍ جديدة تكشف حجم المأساة وهَول الفواجع الذاهبة واللاحقة ...أو المُنتَظَرة...كل ثانية تعبر الزمن تتكور وتتدحرج ككرة ثلج تكبر مع الموت وتتضخم مع الخراب...كل العيون ترقب والقلوب تجرح وتصرخ...لكن تضارب المصالح وتضارب الأهواء لم يعد يقتصر على من خرجوا من رحم الوطن أو من استقروا في أحشائه قادمين مغامرين ، فقد غدت أرضنا ...أرضُ ميعادٍ وحلم للمتجاذبين والمتناقضين...لا أحد يسأل كيف يعيش سكان هذه الأحياء ...التي يتصارعون فوقها؟!...لاأحد يكلف نفسه أن يفكر للحظة مامصير القابعين خلف الأبواب بانتظار صمت البندقية أو صوت الموت؟!
كل الأيام تدوسنا...تحطم مابقي صالحاً من أضلاعنا..كل الجحافل تعلونا باسم الحرية...وباسم إعادة الحياة لمن يموت كل يوم...هل يقدر على الحياة من يصنع الموت؟؟؟
يُلبِسون أشجارنا ثياب الحرائق...ويؤجلون البت في مصيرنا...إلى أن تتوقف معامل الكبريت عن تزويدهم بما يحرق...كل الأطراف تتهم وكل الأطراف متهمة...لاشك أن الميزان مخاتل ومعيب...لاشك أن غزو التتار لن يتوقف...إن لم تكن مصلحة أصحاب القرار قد شبعت وظمأها للدم قد ارتوى..مالذي سيأتي به الغد أكثر سوءاً من المسير في نعشنا؟ مازال المقامرون يُعَدِّلون في جلساتهم وخطبهم...مازال المساومون يسعون لحشد دعم أكبر...ومازال السياسييون يتمطون في أسرتهم ...بانتظار حسم عسكري يقوي من مواقعهم ...يقوي من معادلات الشد والجذب باتجاه ريحٍ مواتية... الخاسر الوحيد في وجهتها هو الشعب السوري.فكيف ندخل ...حيث يعلقون أوسمة بطولاتهم...وإنجازاتهم ...وجُلها مشلول أو مثقوب...وغير مُنجَز؟...على من نعلق آمال الخلاص ، والعجز يتثاءب على أطراف المعارك...وما من يد قادرة على اقتناص لحظة الانتصار ــ مهما صَغُرت ــ ليصنع منها على الأرض موطيء قدم لحرية، ويعزز تواصلاً مع المنكوبين والمحتاجين لصورته وصوته وإغاثته...فأين تقبع جحافل المعارضات السورية وماذا تنتظر؟..إخراج الغزاة على ألوانهم يحتاج لقوة عسكرية ــ سياسية تفنذ برامج العمل حاضراً ومستقبلاً، تنصب قيود المنع لكل من يخرق ويخالف شرعة الإنسان، تؤمن معابر السلم والأمن لمن لايدخل الرغيف بيوتهم ولا الدواء عياداتهم...يوقف زحف الطاغوت وآلته باتفاق داخلي أولاً، ومبادرة ترضي مصالح من بيده لعبة الأوراق الرابحة...العبوا بأوراق السياسة لا بحياتنا...فقد شبع الشعب السوري من مقامراتكم الفاشلة...أغيثوه أو ارحلوا ودعوه يتدبر أمر نفسه.
ــ باريس 19/ 02/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا بعد موافقة حماس على -مقترح الهدنة-؟| المسائية


.. دبابات الجيش الإسرائيلي تحتشد على حدود رفح بانتظار أمر اقتحا




.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذه حزب الله بطائرة مسيرة


.. -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر! • فر




.. استعدادات أمنية مشددة في مرسيليا -برا وجوا وبحرا- لاستقبال ا