الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتقاعدون..زمن المكرمات لا يأفل

احمد الجوراني

2013 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


عودَنا النظام السابق على
مكرمة القائد الضرورة الذي مازلت أجهل إلى الآن ما ضرورته، أية خدمة تقدم إلى المواطن، وهي حق من حقوقه، كانت تحسب عليه مكرمة تضاف إلى المكارم السخية للقائد!.
اتذكر في أحد رمضانات الحصار الظالم، وزع نظام صدام دجاجة لكل عائلة مع مفردات البطاقة التموينية، وقد نالت هذه المكرمة حصتها الإعلامية من التطبيل، والتهليل، والتزمير.
إذ يعتقد الطاغية أن كل مايمس حياة الإنسان العراقي له فضل فيه ويعده مكرمة، وكان هذا واضحاً في رده على سؤال الإعلامية "دايان
سوير" من محطة الـ ABCعن كثرة صوره في الشارع العراقي حين قال: (إن صدام
موجود في أية كمية حليب تعطى للطفل، وموجود في أي جاكيت نظيف يرتديه العراقي الآن، وكان
محروماً منه قبل الثورة، وموجود في أية وجبة غذاء افضل مما كان يتناولها العراقي قبل الثورة، وموجود في كل التسهيلات التي تقدم للمرأة العراقية التي تضع طفلها في مستشفى بينما كانت ترمي طفلها على الأرض في مزرعة) بهذه العقلية كان يتعامل النظام ورأسه مع الشعب كل شيء "مكرمة" حتى خيل لي في وقت من الأوقات، إن مجرد وجودي على هذه الأرض، وبقائي على قيد الحياة مكرمة!
بعد أن غادرنا زمن المكرمات عاد إلينا من جديد بعد ان حصل المتقاعدون على أول مكرمة من القائد "بريمر" عشرين دولاراً , واستمرت المكرمات تتوالى على المتقاعدين، ففي العام الماضي حصلوا على (خمسون ألف دينار) شهرياً من القادة أعضاء مجلس النواب! على أمل اقرار قانون تقاعد منصف لهم هذا العام، وقد طعن السيد القائد رئيس الوزراء بقانونية هذه المكرمة أمام
المحكمة الاتحادية، والآن هو نفسه يضاعف هذه المكرمة، لا أعلم لماذا ؟! ربما لأغراض
الدعاية الأنتخابية، إذ إن انتخابات مجالس المحافظات على الأبواب، والمتقاعدون يعدون
رقماً انتخابياً كبيراً، فمبروكاً للمتقاعدين هذه المكرمة الجديدة .
المتقاعدون في العراق ظلموا مرتين، الأولى منذ العام 1990 حتى سقوط النظام، والثانية منذ سقوط النظام إلى يومنا هذا، والجميع يعلم أن المتقاعدين لم يظلموا فقط وانما تم التعدي على حقوقهم القانونية المكتسبة وفق الدستور، ومنذ العام 2006 واللجان تشكل لدراسة قانون التقاعد، وهذه المدة الدراسية كافية لنيل شهادة الدكتوراه في أي فرع من الفروع العلمية أوالإنسانية، فهل استعصى على الدولة بجميع امكانياتها صياغة وإقرار مثل هذا القانون؟!! أم أن المساومات السياسية هي التي تعيق اقراره، وعلى الرغم من رقاده الطويل تحت قبة البرلمان، ,أُجل وجرت إعادته لمئآت المرات، والغريب في الأمر ان غالبية النواب والساسة متفقين من حيث المبدأ على رفع الحيف عن هذه الشريحة، بل ان هناك منهم من يتبجح صباحاً ومساءً على أنه حامل لواء الدفاع عن هذه الشريحة المظلومة المحرومة، ولكن واقع الحال يقول غير ذلك، فالجميع من دون استثناء، ساهم ويساهم بشكل مباشر على تعطيل اقرار هذا القانون الذي لو أُقر فسوف يعيد إليهم حقوقهم التقاعدية المسلوبة، ويعيد إليهم وضعهم كمواطنين كاملي المواطنة، وليس مواطنوا
ماقبل 2008 كما انه يبعد عنهم شر المكرمات الذي ولى زمنها، يقول توفيق الحاج :(من لم يُقَدِرْ ما فاتْ .. لا يستحقْ ما هو آتْ(.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب