الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأحد الدامي الجديد

باسم محمد حسين

2013 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الأحد الدامي الجديد
عدة انفجارات شديدة حدثت في العاصمة الحبيبة بغداد (مدينة الثورة/الصدر – الحسينية – السيدية – الحبيبية – المعالف – الأمين الثانية – الكرادة) يوم الأحد 17/2/2013 و خلفت 23 بريئاً من الشهداء و 119 من الجرحى الذين سيموت نصفهم لاحقاً بسبب شدة الإصابات وكثرة النزف وتلوث جروحهم ومحتمل أن تتركهم فيما تبقى لهم من العمر كأصحاب احتياجات خاصة بعد مغادرتهم المستشفيات بالإضافة الى الخسائر المادية الكبيرة. وهذه الإنفجارات حدثت في مناطق كما يسمونها جزافاً شيعيه ويتضح للعيان بشكلٍ جلي أن الهدف من وراءها هو التفريق بين أبناء شعبنا الذي يحاول الكثيرون منه تناسي ويلات السنين العجاف الماضية حيث كان القتل والتنكيل والخطف والسرقة على الهوية وبداية لمرحلة جديدة في بناء الوطن والذات , ولكن سرعان ما اتهم أطراف العملية السياسية أحدهما الآخر فالمالكي وصف التفجيرات بأنها تطبيق عملي لدعوات التحريض والكراهية بينما أبو ريشة وجه اصبع الاتهام للحكومة بشكلٍ صريح دون تزويق للألفاظ قائلاً “تفجيرات بغداد يراد منها العودة للطائفية وسكان الأنبار يشعرون بالحزن بسببها” . كان هذا العمل تعزيزاً للأزمة الحالية التي استفحلت ولا وجود لحل في الأفق إذ أن طرفي النزاع رَكِبا الموجة الطائفية وسيصلون بالبلد نتيجة التشنج والتهييج الى الكارثة التي لا يمكن تجاوزها بُغيَتِهِم الأولى حصد الأصوات الانتخابية لمجالس المحافظات في الشهر الرابع القادم إذ لا يمكنهم الفوز مجدداً بدون اللجوء للطائفية (كانت هذه الاتهامات بين القادة ، وعبر وسائل الإعلام ، فكيف هي في المستويات الأدنى وفي المحافل الأصغر والمجالس الخاصة ؟) .
ولكن ، ليكن من كان صاحب هذه الأفعال النجسة ، إنه إرهابي أساساً ولكنه بالتأكيد محسوب على جهة معينة أياً كانت ولكن السؤال المهم والذي تناساه البعض بالرغم من أهميته وبدأوا يتداولون التحليلات وكل قريب من جهة يتهم الأخرى وهو "أين الأجهزة الأمنية من هكذا خرق أمني كبير ؟" أين أنت يا وزير الداخلية ووزير الأمن الوطني ورئيس جهاز المخابرات والقائد العام للقوات المسلحة ؟ أليس من أولويات واجباتك حماية أرواح وأموال العراقيين ؟ المناطق المنكوبة في يوم الأحد الدامي الجديد يتواجد فيها آلاف الرجال من الشرطة والجيش والمسميات الأمنية الأخرى ، إذن كيف دخلت هذه السيارات الملغمة ؟ أين هي أجهزة السونار التي كثر الحديث عنها في الاتهام وفي الدفاع أيضاً؟ أين عناصر الاستخبارات ؟ أين أصحاب الرتب والرواتب العليا الذين أصبح تعدادهم بالألوف وأين مخططاتهم ودراساتهم ؟ وألف أينٍ أخرى نطرحها عليك لأنك المسؤول التنفيذي الأول و آليتَ على نفسك حماية العراقيين بتوليك جميع المسؤوليات الأمنية بينما أنت ماكث في مناكفة خصومك وأعوانك على حدٍ سواء لتقول أنا الأقوى بينكم بينما تنحني أجلالاً لضغوطات الآخرين ، ألا يحرك فيكم هذه النزيف الدموي المستمر جفناً وتدمع عينكم قليلاً وتغيروا خططكم وآليات عملكم وتبحثوا وتعملوا على تقوية الجانب ألاستخباري في عمل الوزارات الأمنية ؟ .
إن أساس هذه الأزمة وسبب تفاقمها هو سوء الأداء وعدم قبول نصائح الآخرين من محبي الوطن الحقيقيين وليس من يتاجر بالوطن والناس في أحاديثٍ عبر وسائل الإعلام المختلفة ، ماذا عملتم للزراعة ؟ فغالبية المواد المتوفرة في الأسواق مستوردة ومن مناشيء عديدة وكذلك هو الحال بالنسبة للصناعة ، ماذا قدمتم لفلذات أكبادنا في قطاعي الصحة والتربية ؟ الأمثلة لا تعد ولا تحصى بقدر الأموال المسروقة والمهدورة ، ماذا بشأن الطرق والجسور فباستثناء القليل جداً جداً منها ناجح أما الأغلب فهو فاشل أمام المعايير الهندسية المعتمدة حتى في الصومال ، النظافة مفقودة حتى في المستشفيات ، أما الحريات فالحديث عنها بدون حرج والديمقراطية التي ركبتموها سفينةً جاءت بكم ومن معكم للسلطة فوضوحها جلي من تصرفات حسين الشهرستاني الذي ألغى النقابات "بجرة قلم" مستفيداً من قانون صدامي حقير يمنع التنظيم النقابي داخل القطاع العام وآخر الأمثلة على هذا الأمر تظاهرات موظفي نفط الجنوب إذ قام مدراء الهيئات ورؤساء الأقسام ومسؤولي الشعب بتحذير الموظفين من عواقب وخيمة في حال تنظيم تلك التظاهرات وكان هذا بتوجيه من المتنفذين والمستفيدين بأشكال غير مشروعة من الشركة ، كل هذه السلبيات وغيرها أكثر لم نسمع منكم كلمةً واحدة بخصوصها ولكن سمعنا كلاماً عن إعادة مدحت النعلبند بتوصية منكم "لتصحيح" القرار فلماذا لا توصي بتصحيح خطط الأمن والسيطرات النائمة في محاولة حقيقية للحفاظ على أرواح البشر ؟ ولكن الصورة اتضحت حتى للكثير من الناس البسطاء والسذّج فهمكم الأول والأخير وكذلك خصومكم هو المغانم وكيفية تقاسمها والفوز بالنسبة الأكبر .
19/2/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من يتحمل مسؤولية تأخر التهدئة.. حماس أم نتنياهو؟ | #التاسعة


.. الجيش السوداني: قواتنا كثفت عملياتها لقطع الإمداد عن الدعم ا




.. نشرة إيجاز - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة


.. -تجربة زواجي الفاشلة جعلتني أفكر في الانتحار-




.. عادات وشعوب | مدينة في الصين تدفع ثمن سياسة -الطفل الواحد-